أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يعقوب يوسف - هل يفكر الطغاة بمستقبلهم او مستقبل شعوبهم التي ضحت من اجلهم















المزيد.....


هل يفكر الطغاة بمستقبلهم او مستقبل شعوبهم التي ضحت من اجلهم


يعقوب يوسف
كاتب مستقل

(Yaqoob Yuosuf)


الحوار المتمدن-العدد: 8223 - 2025 / 1 / 15 - 04:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل فكر نابليون بونابرت كونه أحد ابطال الثورة الفرنسية التي لاتزال تأثير مبادئها باق الى هذا اليوم، بالنهاية المذلة التي وصل اليها، أنا في تقديري انه لم يتوقع قط ان نهايته ستكون الى ما وصلت اليه، بل بالعكس تماما وهكذا فكر هتلر ورئيس وزراء اليابان وصدام حسين بمن فيهم القائد المؤله واقصد بالتحديد حسن نصر الله وغيرهم من الطغاة المجرمين وهم لا يحصون، بما سيحل بهم من نهايات حقيرة، قبل ان يفكروا ما سيحل على شعوبهم لو خسروا الحرب، بل ومن خلال سلوكهم وتصريحاتهم لم يكن في عقولهم أي استيعاب لشيء اسمه الهزيمة او الخسارة.
لقد انتهت حياة اغلبهم الى ما لا يتمناه أي إنسان، ولا زال الدرب طويلا.... وقليلا منهم من أنقذه الموت او نجا من العقاب.
ربما او على الاغلب انهم يعتقدون ان إبادة خصومهم هي الحل الوحيد ليمتلكوا الدنيا والاخرة، أما جرائم التعذيب فلا يبررها سوى العقل السادي المريض لٌناس يظهرون امام العالم كالملائكة احياننا او لضرورات المرحلة، او على العكس يتباهون في المبالغة في التعذيب لإرهاب منافسيهم.
كتب عدي صدام حسين في احدى الصحف عبارة محترمة (اننا نؤمن بالمثل المعروف، انها لو دامت لغيرنا ما وصلت لنا)!.
.
من ثوابت سلوك الطغاة انهم يزجون شعوبهم في المشاكل مع الاخرين والتي غالبا ما تتحول الى صدام مسلح، اما طمعا في مشاغلة الاخرين (الأعداء طيعا) كي يغطوا على فشلهم في الداخل او الغرور وداء العظمة والتي تنتهي في اغلب الأحيان الى الكوارث التي يدفع ثمنها الشعب.
.
بكلمة واحدة الانسان لا قيمة له لدى الأنظمة الشمولية والقادة اللذين يعتبرون الحروب الوسيلة الوحيدة لتحقيق النصر والسلام الذي يريدونه او الذي يفصلونه حسب مقاساتهم وهو ما يجب ان يتحقق كما مخطط له في حساباتهم.
بعد أن مزقت الطائرات الامريكية في حرب الكويت ما أمكن تدميره من البنية التحتية للدولة وخاصة العسكرية والاستراتيجية منها،
وكانت وسائل الاعلام ترفع شعار (يا محلى النصر بعون الله)
وكلنا مشاريع استشهاد فداءا ...... للقائد .... الضرورة،
تاريخيا كل الحكام الشموليين لا يقيمون وزننا للإنسان، اذن الشعوب هي مشاريع الموت،
.
وفي لقاء تلفزيوني بعد حرب الكويت قيل لصدام حسين (يقولون بأننا خسرنا الحرب) وبالتأكيد كان اللقاء معد مسبقا لأنه لم يكن لاحد ان يجرأ التحدث بهكذا طروحات، فأجاب
(انا موجود) .... اذن نحن منتصرين،
وبعدها في اول عيد ميلاد له بعد الحرب، جرى اعداد أكبر احتفالية عيد ميلاد لقائد ....منتصر!
والمغني كان ينشد، إذا قيل صدام قيل العراق.
القائد هو الوطن هو الشعب هو كل شئء. .. هو كل شيء.
من بشاعة هؤلاء الفاسدين انهم وهم مهزومين لا يتركون شعوبهم تنعم بالراحة اقلها احتراما لتلك الشعوب لما قدمته من تضحيات تافهة لا مبرر لها سوى مشاريع استشهاد للقائد الضرورة (كما ذكرنا)
تعالت المناشدات من دول العالم ليغادر صدام العراق ويسلم السلطة الى قيادة مستقلة ليتجنب الحرب والدمار، حتى وزير خارجية السعودية الأسبق الأمير فيصل ورغم الخلاف العميق بين بلديهما ناشد صدام ان يضحي بالتنحي عن السلطة من اجل حقن دماء الشعب العراقي وذكره بالتضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب العراقي،
لكن الطغاة ـ انا ومن بعدي الطوفان يقولوها دوما او سنسلمها ارضا ممسوحة، وكأنها اقطاعية يعمل فيه العبيد بلا مبالغة.
وصدام قبل الغزو الأمريكي الأخير أطلق سراح كل المساجين ليحول البلد الى فوضئ عارمة ضاعفها الغزاة وركب عليها الزعماء الفاسدين المتدينين لتكتمل الصورة الكارثية.
اما نصف نهائي قصة بطولة الأسد الذي اختار نفق الارنب ليطير الى موسكو بطريقة يعجز ايلون ماسك عن تحقيقها، ويترك البلد في فوضى عارمة لا يمكن وكان بأمكانه تسليم السلطة الى إدارة مستقلة لإدارة المرحلة منعا للفوضى، ولكن هيهات هذا يحصل والأسد العظيم، وبعد أكثر من ستين عاما من التضحيات والمذلة في خدمة النظام.
من سخرية القدر، دولة مجزئة ومخترقة ومشلولة والنظام غارق في المخدرات لا علاقة له بما يجري.
رئيس جبان يهرب ليترك شعبه، بل وحتى اللذين خدموه ونفذوا مشاريعه الفاشلة والفاسدة لآخر لحضه في أتعس حال وبين مشرد ومقتول ومذل واسر لا تعرف مصيرها وبلد منهك ممزق، واعتقد أن مستقبله لايزال مجهولا.
.
كأن قادة البلدين العراق وسوريا أبناء الحزب الواحد اتفقوا على كل شيء في مستقبلهم ومصير شعوبهم،
في بداية حرب 7 أكتوبر الجديدة خرج لنا زعيم حركة حماس السيد مشعل بتصريح عن مدى استعداد
الحركة للتضحية مقابل تحقيق حلم الشعب الفلسطيني في القضاء على دولة إسرائيل، وبدء يسرد الأرقام الخيالية في استعداده التام للتضحية بالشعب الفلسطيني مقابل تحقيق النصر، ثم قدم لنا امثلة عن التضحيات الوهمية للشعوب الأخرى التي انتصرت في حروبها،
تحدث هذا القائد الاعمى عن خسائر الشعوب في حروبها مع المعتدين، ونسي انهم حرروا اوطانهم، اما هو وحزبه فإنهم ينفذون مشاريع ولاية الفقيه، للأسف هم يلعبون دور المرتزقة على ارضهم، يا للكارثة.
.
تحدث مثلا عن حرب الجزائر وذكر الرقم 6 مليون قتيل، من اين جاء بالرقم وكيف تم احصاؤهم؟ أتذكر ونحن صغار كنا نهتف بالثورة الجزائرية وبالجزائر بلد النصف مليون شهيد وبعد الاستقلال كنا نهتف ببلد المليون شهيد، عملا بمبدأ الكذب لا يخضع للضريبة ولا الكمارك! وبعد ربع قرن قيل بلد المليوني شهيد، ياترى هل الموتى يخلفون في قبورهم، ام في الجنة احفاد للحور العين!
وهل ينتقص من عظمة انتصار الشعب الجزائري في تحرير وطنه المبالغة في تقديرات العدد الفعلي للشهداءـ بعبارة أخرى هل هناك أعظم من استقلال الوطن وتحرير شعبه.
وانا اعتقد أن عدم المصداقية في المواقف هي التي تقتل هيبة الانتصار وتجعلها أقرب الى الاكذوبة لتبدأ لعبة ما يسمى بنظرية المؤامرة تلعب دورها ويتحول الانتصار التاريخي الى مجرد أوضاع ومواقف وتفاهمات دولية في زمن معين وفي صراعات دولية فرضت نفسها ووضعت فرنسا واستقلال الجزائر امام واقع لا مفر منه.
.
أما ما حصل في لبنان ومعها اليمن فالكارثة ابشع حيت فضحت ان هؤلاء جميعا لا قضية يمتلكونها وانما مجرد لعب شطرنج بيد اسيادهم ومموليهم، ولهذا ورغم كل ما حصل فهم منتصرون، ومستمرون في المسيرة الارتزاقية، وهذه حقيقة، هم قبضوا ولازالوا يقبضون الثمن، ولتذهب شعوبهم الى جهنم ، وبلدانهم الى الخراب.
.
ومع هذا كله سقطوا في أرذل مصير ويبدوا انهم لا يتعظون ابداً وسيبقى هذا مصير كل الأنظمة والعصابات التي لا تحترم الانسان والتي لا تتعظ ولا تقدر للعواقب المستقبلية المجهولة، ولا تفكر ان الحرب لا منتصر فيها ابداُ، وأنه ليس من يبدأ الحرب قادر أن ينهيها.
.
انها لعنة الأيديولوجيا القذرة، وعلى الشعوب ان تنبذ كل نظام ديني او طائفي وهو الاقذر أو سياسي ويجب ان تعلم مهما ستدفع من الثمن لا يساوى الثمن الذي ستدفعه ان وقعت بأيدي الايديولوجيين، لانهم جميعا أنظمة شمولية فاسدة.



#يعقوب_يوسف (هاشتاغ)       Yaqoob_Yuosuf#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأساة شعب فلسطين ... وأزمة العقل العربي
- ما هكذا تحكم الشعوب ياحكام بغداد
- كلنا ابراهيم عيسى ... وشر البلية ما يضحك
- الرنكة الحمراء ثانية وخلط الأوراق في تبرير الجريمة لشيوخ الق ...
- متى سنتعلم التمييز بين لغة الحوار والتفاهم، وبين لغة النفاق ...
- ابراهيم عيسى ... والاسخريوطي الاحمق
- ما كتب على الصخر .. وحده لاتهزه العواصف ولا تمحوه الرياح
- لماذا التعتيم على قضية المستشار الكبير احمد ماهر .. بأستغلال ...
- محنة المفكر القدير الدكتور سامي الذيب واللاعبين على القضية ا ...
- كارثة بيروتشيما ... المدينة السياحية الجميلة ... المسرطنة
- ضحك على الذقون وتسويف واحتواء .... ويا للسخرية العسكر يطارد ...
- سيادة القائد عبد الكريم خلف .... سيدي المعمم المؤمن بالله
- ثورة الجاهير العراقية الشجاعة ...ثورة الابرياء المغتصبة حقوق ...
- في دراسة لآيات الزمن في الاسلام .... هل يؤمن المسلمين بالمدن ...
- وأد المرأة قبل الإسلام ..... وأزمة الفكر الإسلامي في المرأة
- حرية الخصوصية الشخصية ... وكيف يستغلها الدكتاتوريين لتصفية م ...
- السيرك الالهي للتسلية ام للانتقام
- بضاعتكم ردت اليكم ... ايران تستخدم اسم العراق للالتفاف على ا ...
- محنة لاعب كرة القدم بسام هشام الراوي ...هل هي محنة بسام الرا ...
- هل الدعوة الى عدم مشاركة المسيحيين في اعيادهم ...هي الغاية ا ...


المزيد.....




- شاهد.. نقاش حاد بين عضوتين بالكونغرس وإحداهما تتحدى الأخرى ب ...
- تيك توك بحاجة ماسة إلى مشترٍ أمريكي قبل حظره.. هل تبيعه الصي ...
- مستشار لترامب: أرباح الرئيس المنتخب قد تصل إلى 500 مليون دول ...
- أردوغان يلتقي الدبيبة في أنقرة
- هل أخفقت إسرائيل في اختراق الحوثيين استخباراتيا؟
- وزير الخارجية السعودي يبحث مع لافروف آخر المستجدات الإقليمية ...
- خبير يستبعد تقارب روسيا مع الولايات المتحدة في عهد ترامب
- ترامب لن يشتري غرينلاند ولن يدفع زيلينسكي إلى السلام
- ألمانيا تمهّد الطريق لعودة -السيل الشمالي-
- كيف تستعد إسرائيل لتحييد قناة السويس؟


المزيد.....

- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يعقوب يوسف - هل يفكر الطغاة بمستقبلهم او مستقبل شعوبهم التي ضحت من اجلهم