أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس آل سلمان - لماذا يطالب ترامب بضم قناة بنما و كندا وغرينلاند ... صراع وجودي على الموارد و طرق التجارة















المزيد.....


لماذا يطالب ترامب بضم قناة بنما و كندا وغرينلاند ... صراع وجودي على الموارد و طرق التجارة


فارس آل سلمان

الحوار المتمدن-العدد: 8222 - 2025 / 1 / 14 - 16:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا يطالب ترامب بضم قناة بنما و كندا وغرينلاند ...
صراع وجودي على الموارد و طرق التجارة

و ضعت الثورة الصناعية الرابعة (ثورة الذكاء الاصطناعي) العالم على مفترق طرق، اذ ان الروبوتات ستتحكم بكل شيء تقريباً، وسيتم التوسع باستخدامها في المجال العسكري، حيث سيتم الاستغناء عن جيوش المشاة البشرية ، وسيستعاض عنها بالجنود و المركبات والكلاب الآلية المسلحة، كما سيتم التوسع باستخدام الدبابات غير المأهولة، والطائرات الام المسيرة التي بدورها تطلق مسيرات قاصفة او انتحارية، وهذا سيكون حلاً اقتصادياً ولوجستياً فعالاً في الجيوش الكبيرة المنتشرة حول العالم. حيث ان الجندي الآلي لا يحتاج إلى مخصصات مالية و لا رعاية طبية و لا امدادات طعام و ماء وغيرها. كما لا يتطلب توفير اماكن ايواء واقامة ومنام واسعة ومكيفة. اذ يمكن خزن اعداد كبيرة من الجنود الآليين في حاويات اعتيادية، كتلك التي تستخدم في الشحن البحري، ويمكن ايضاً تنشيط ملايين الجنود الآليين عند الحاجة، باشعار عن طريق رسالة إلكترونية.

وهنا يكمن التحدي، اذ ان الدول الكبرى ستحاول السيطرة على الموارد في كوكب الأرض، وهذا يتطلب السيطرة اًولاً على مصادر المعادن الداخلة في تصنيع اشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية المتناهية الصغر ، لانتاج المزيد من الروبوتات، ومن ثم التوجه لحرمان الخصوم من السيطرة عليها، لذلك نرى روسيا تحاول دعم أمنها القومي بالسيطرة على شرق اوكرانيا حيث مصادر الحديد والليثيوم و اليورانيوم والفحم وغيرها، يضاف الى ذلك الموقع الجغرافي الحاكم المطل على ساحل البحر الأسود.

منذ العام 2013 تصاعدت حدة التنافس الدولي في منطقة القطب الشمالي، حيث تتصارع عليها كلاً من كندا وروسيا وأميركا والنرويج والدانمارك وفنلندا. وانضمت الصين لهذا التنافس رغم انها غير مطلة جغرافياً عليه، اذ هناك خمس دول تمتلك فيه مناطق اقتصادية خالصة، بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.تتمتع هذه الدول بالحق القانوني في استغلال الموارد داخل مناطقها الاقتصادية الخالصة.
و هذه الدول هي كندا، وروسيا، والدانمارك، والنرويج، والولايات المتحدة (على الرغم من أن الولايات المتحدة لم توقع بعد على المعاهدة، إذ تعد المعاهدة بمثابة قانون دولي عرفي يوجب الالتزام به.)

و تمتلك روسيا الإطلالة الأكبر بما يتجاوز 50% من سواحل القطب الشمالي. لذلك كفتها هي الراجحة. وللتغلب على هذه المعضلة، فإن الولايات المتحدة قررت عن طريق الرئيس المنتخب ترامب ان تنتزع غرينلاند من الدانمارك رغم ان الاخيرة حليفة للولايات المتحدة وعضو في حلف الناتو، وبذات الوقت هناك سيناريو آخر جاهز للاستيلاء على كندا و هي أيضاً حليف وعضو في الناتو.

في عام 2015 صدرت دراسة عن جامعة "ستانفورد" الأميركية قدرت أن منطقة القطب الشمالي تحتوي على:
90 مليار برميل من النفط (5.13% من حجم احتياطات العالم).
1.7 تريليون قدم مكعب من الغاز (21.5% من الاحتياطي العالمي).

بينما تقدر هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن احتياطيات النفط غير المكتشفة في القطب الشمالي تصل إلى 22٪ من الإجمالي العالمي، أي حوالي 386 مليار برميل من النفط.
كما أجرت بحثاً عن الموارد غير المكتشفة شمال الدائرة القطبية الشمالية، حيث تتواجد كميات هائلة من النيكل والماس والزنك و المعادن الارضية النادرة
Rare Earth Metals
وهي المواد التي تستخدم في صناعات مختلفة بينها الصناعات العسكرية.

ساهم الاحتباس الحراري وذوبان الجليد باغراء الدول الكبرى للسيطرة على المنطقة. و يتوقع العلماء بأن يصبح المحيط الشمالي خالياً من الجليد قبل 2050 أو قبلها بقليل. حيث بدأت مساحات واسعة من المياه تتكشف واصبح التنقيب والملاحة ممكنين،فضلا عن انه مكن من الشروع بأنشطة اقتصادية وتجارية وعسكرية في المنطقة بعد أن كانت مستحيلة قبل ذوبان الجليد.

و يشتد التنافس بين القوى الكبرى في منطقة القطب الشمالي بهدف السيطرة على الموارد التي تقدر بترليونات الدولارات. و انطلقت شرارة التنافس بين روسيا والصين و الولايات المتحدة الأميركية لإقامة مستوطنات بشرية وانشطة اقتصادية تهدف للسيطرة على مكامن الثروات الطبيعية تحت الجليد، واتخذت هذه الأنشطة شكل بعثات علمية ومناورات عسكرية وتحركات دبلوماسية.

يذكر انه في المفهوم الاستراتيجي الجديد لحلف شمال الأطلسي "الناتو" تعد قدرات روسيا في أقصى الشمال، تحدٍ استراتيجي للحلف. بالمقابل تنص العقيدة البحرية الروسية الجديدة على أن القطب الشمالي تحول إلى منطقة منافسة دولية اقتصادية و عسكرية.
ففي عام 2007 أطلقت روسيا غواصتين لزرع علم لها في المنطقة، و واجهت انتقادات غربية، حيث اتبعت ذلك بتحركات علمية وقانونية وأرسلت بعثات علمية إلى القطب الشمالي. وطالبت روسيا في الأمم المتحدة بأحقيتها بمساحة إضافية، تعادل مساحة فرنسا وألمانيا معاً، بذات الوقت عززت قدرات أسطول الشمال وأدخلت إليه أسلحة فتاكة، من بينها "الطوربيد بوسيدون" ذو القدرات النووية الهائلة. وباشرت ببناء أسطول من كاسحات جليد نووية، و زودت المستوطنات البشرية التابعة لها بمفاعلات نووية صغيرة لتوليد الكهرباء.
بالمقابل تحركت كندا التي تعد ثاني أكبر دولة إطلالةً على المنطقة اذ أنفقت 7 مليارات دولار لبناء أسطول للدفاع عن مصالحها هناك.
كما زادت الولايات المتحدة من إعداد بعثاتها العلمية، والعسكرية، و قامت بتعزيز علاقاتها مع دول الشمال الأوروبي، وسعت لشراء جزيرة غرينلاند من الدانمارك.
و دخلت الصين هذا السباق فقامت ببناء أول كاسحة جليد نووية، ووقعت اتفاقيات تعاون مع روسيا للتنقيب عن النفط والغاز في منطقة المحيط المتجمد الشمالي، في محاولة لخلق تحالف بين الجانبين لمواجهة التحالف الغربي.

جغرافيا يتكون القطب الشمالي من مناطق فرعية متعددة:
القطب الشمالي الروسي، والقطب الشمالي الكندي، وغرينلاند، وألاسكا الشمالية(الولايات المتحدة الأمريكية)، و سفالبارد (النرويج)، وأيسلندا، وفينوسكنديا. و تُعد مجموعة بحار القطب الشمالي- بحر غرينلاند، وبحر بارنتس، وبحر كارا، وبحر لابتيف، وبحر سيبيريا الشرقي، وبحر تشاكشي، وبحر بوفورت، كنزاً كبيراً غني بمجموعة متنوعة من الموارد الطبيعية.

يحتوي القطب الشمالي على رواسب هائلة من الموارد المعدنية ذات القيمة الاقتصادية، مثل الفوسفات والبوكسيت والماس وخام الحديد والذهب وكذلك رواسب الفضة والنحاس والزنك، لكن استخراج الموارد أمر بالغ الصعوبة، بينما كشفت القمم الجليدية المتراجعة في غرينلاند عن رواسب من معادن أرضية نادرة ومعادن أخرى، ما أثار سباقاً بين أوروبا والصين على الوصول إلى هذه الثروات. كان لدى غرينلاند منجم واحد فقط قيد التشغيل في عام 2012، بينما خُططت لأكثر من 100 موقع تعدين جديد. و انخرطت أكثر من 40 شركة في التنقيب الحيوي في القطب الشمالي منذ عام 2009.

ادت صناعة اشباه الموصلات، وصناعة السيارات الكهربائية وأجهزة الطاقات المتجددة، الى زيادة التنافس الدولي في القطب الشمالي، و تحول التنافس الى صراع شرس على المعادن الثمينة الداخلة في تلك الصناعات . و تُقدّر قيمة المعادن الموجودة في المنطقة بأكثر من 2 تريليون دولار، وتمتلك شبه جزيرة "كولا" الموجودة في أقصى الشمال الروسي، كميات كبيرة من هذه المعادن. أما الجرف القاري الكندي، فيحتوي على معادن كثيرة منها الذهب والنحاس واليورانيوم. ونظراً لأن الصين تتحكم بحوالي90% من الإنتاج العالمي من المعادن الداخلة في الصناعات المشار اليها في اعلاه، و تستخدمها كورقة ضغط ضد الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية، فقد تصاعد التنافس الدولي حول معادن القطب الشمالي لاضعاف ورقة الضغط الصينية.

أعلنت الصين أنها دولة شبه قطبية شمالية، وأن منطقة القطب ليست ضمن الحدود الإقليمية للدول المشاطئة للقطب الشمالي فقط، مدعية انها ملك الإنسانية جمعاء. واستثمرت الصين نحو 90 مليار دولار بين عامي 2012 و2017 في المنطقة، وأصدرت وثيقة سياسة الكتاب الأبيض لحماية البيئة ودعم الحوكمة وأسس البحث العلمي في المناطق القطبية.

الجدير بالذكر انه في بداية 2018 أعلنت الصين عن مشروع طريق الحرير القطبي، باعتباره جزءاً من مبادرة الحزام والطريق، ووقَّعت على عدة صفقات مع روسيا حول التنمية المتكاملة لتلك المنطقة. و بنت أول كاسحة جليدية تعمل بالطاقة النووية في القطب الشمالي عام 2020 بهدف الوصول الى موارد الطاقة والثروات الطبيعية في المنطقة، وتكريس نفوذها بالقطب الشمالي باعتبارها من القوى الكبرى.

و تعدّ طرق التجارة في القطب الشمالي مهمة للدول الكبرى حيث هناك 3 ممرات للشحن تتمثل ب(الممر الشمالي الشرقي، والممر الشمالي الغربي، والممر العابر للقطب) و هي مستخدمة حالياً، و بسبب التغير المناخي وذوبان الجليد البحري أصبحت الممرات الأخرى متاحة الآن بعد ان كان من غير الممكن الوصول إليها في السابق. لا سيما و ان المحيط المتجمد الشمالي يوفر طرقاً تجارية أقصر بين اغلب الدول الصناعية. وهذا خيار براق يقدم استهلاك أقل للوقود، وانبعاثات كربونية أقل، ونقل أسرع للبضائع

كانت روسيا في عام 1915 أول دولة تنقب في القطب الشمالي، واستمرت في الحفر منذ ذلك الحين. وزاد اهتمامها بشكل كبير باستخراج هذه الموارد من المنطقة لان النفط والغاز الطبيعي يشكلان موارد الميزانية الفيدرالية الروسية، حيث قدرت حصتها من احتياطيات النفط في المحيط المتجمد الشمالي بنحو نصف النفط غير المكتشف في المنطقة. اذ تشكل موارد القطب الشمالي 20% من الناتج المحلي الإجمالي في روسيا. لذلك زادت من وجودها العسكري في منطقة القطب الشمالي بشكل كبير. حيث تمتلك حالياً 51 كاسحة جليد، منها 7 نووية ( روسيا هي الدولة الوحيدة التي تمتلك كاسحات جليد نووية) مما يجعلها رائدة العالم في كاسحات الجليد.
في آذار/مارس2021، أعلنت الولايات المتحدة استراتيجية كبرى لما أسمته "استعادة الهيمنة في القطب الشمالي" وتشمل عدداً من الأهداف والسياسات، منها: إنشاء مقر تشغيلي متعدد المجالات، مع ألوية قتالية مدرَّبة ومجهَّزة، وتحسين الاستعداد في العتاد، لتنفيذ عمليات موسَّعة بالمنطقة، وتحسين التدريب الفردي والجماعي، وتحسين نوعية الحياة للجنود والمدنيين والعائلات المقيمين في المنطقة.

وفي منتصف حزيران/يونيو 2022، أعلنت روسيا عن بدء تنفيذ مشروع "سني جينكا للطاقة المتجددة في القطب الشمالي"، وذلك بعد تعليق عضويتها في مجلس القطب الشمالي كجزء من العقوبات الغربية ضدها بعد غزوها لأوكرانيا، وأكدت أن قرارات المجلس غير شرعية دون مشاركتها.
و ردا على ذلك، قامت أمريكا بتوسيع حدودها في الجرف القاري بالقطب الشمالي، حيث سرعت وتيرة جهودها لتأمين إمداداتها من المعادن الضرورية. اذ يمتد أكثر من نصف الجرف القاري الأميركي - 520400 كم مربع - شمال ألاسكا باتجاه المحيط المتجمد الشمالي. لذلك تحتاج إلى ترسيم حدود بحرية في المستقبل مع كندا وجزر البهاما واليابان. ومن هذا المنطلق يحاول ترامب ضم كندا للولايات المتحدة الامريكية وليس التفاوض معها لترسيم الحدود البحرية.

لذلك أطلقت أميركا إشارة بدء صراع الثروات المعدنية في القطب الشمالي، بعد أن أعلنت توسيع حدودها في تلك المنطقة لاقتناص ثرواتها. و وسّعت سيطرتها على قاع المحيط بمساحة تعادل ضعف مساحة ولاية كاليفورنيا، ما يؤمّن حقوقها في قاع البحار وفق ما أوردته شبكة بلومبرغ.
تبلغ مساحة الجرف القاري الموسّع حوالي مليون كيلومتر مربع، تقع معظمها في القطب الشمالي وبحر بيرينغ، بمنطقة تحظى بأهمية إستراتيجية، حيث تزعم كندا وروسيا بأحقّيتهما فيها.
وبموجب القانون الدولي، تمتلك الدول حقوقاً اقتصادية في الموارد الطبيعية على/أسفل قاع البحر على أساس حدود الجرف القاري. يذكر ان الدافع والمحفز للصراع هو احتواء الجرف القاري الأميركي على 50 نوعاً من المعادن الصلبة، من بينها الليثيوم والتيلوريوم، و16 نوعاً اخراً من المعادن الأرضية النادرة، وفق ما أعلنه أستاذ القانون البحري في كلية الحرب البحرية الأميركية جيمس كراسكا، بمقالة كتبها مؤخرا.

ان اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982، التي لم تصادق عليها الولايات المتحدة حتى الآن، تنظم المناطق البحرية حول البلدان. وتسمح الاتفاقية للدول الحصول على أيّ موارد في قاع البحر أو داخل ما يسمى بمناطقها الاقتصادية الخالصة، والتي يمكن أن تمتد حتى 200 ميل بحري قبالة الساحل. فضلاً عن اجازة تلك الدول المطالبة بحقوق اقتصادية في الموارد الموجودة في قاع البحر أو تحته، حيث يمتد جرفها القاري، وإن لم يكن داخل عمود الماء.

انتظرت روسيا والدنمارك وكندا سنوات كي تُراجع مطالباتها المتداخلة في قاع البحر القطبي الشمالي من قبل لجنة حدود الجرف القاري، وهي مجموعة تدعمها الأمم المتحدة، وكانت روسيا أول من حصل على حكم عام (2023).

إن تصريحات الرئيس المنتخب دونالد ترامب الأخيرة حول الاستحواذ على غرينلاند واستعادة السيطرة على قناة بنما، واعتبار كندا الولاية الأمريكية رقم 51، تشير إلى أن نظرته للقوة الأميركية مبنية على التوسع الإقليمي، وهو ما يمثل انقلابا على الأعراف الدبلوماسية السائدة .

وقال مسؤول انتقالي في إدارة ترامب إن ما يربط بين تعليقات الرئيس المنتخب حول (كندا والمكسيك وغرينلاند وبنما) هو رغبته بمواجهة النفوذ الروسي والصيني، حيث تعد غرينلاند محورية بالنسبة لصانعي السياسة الأميركية، نظراً لموقعها الإستراتيجي في القطب الشمالي ومواردها، ويعود اهتمام ترامب بالاستحواذ على غرينلاند إلى عام 2019 .

في حين رفضت الدانمارك تصريحات ترامب. وقال دبلوماسي دانماركي سابق للصحيفة إن اهتمام الولايات المتحدة بغرينلاند يتماشى مع مصالحها الإستراتيجية. وتنبأ هذا الدبلوماسي بأن "شيئا ما سيحدث على الأرجح مع غرينلاند خلال 10 أو 15 سنة المقبلة، وربما تستقل، وهذه الاحتمالات تدفع الولايات المتحدة للتحرك الآن تحسباً لأي تغيرات مستقبلية."

ويمكن أيضاً اعتبار الحديث عن شراء غرينلاند بمثابة لعبة أمن قومي. ويعتبر القطب الشمالي منطقة رئيسية حيث تتطلع الولايات المتحدة إلى مواجهة روسيا والصين كما أن غرينلاند غنية أيضاً بالموارد الطبيعية. وقال ترامب في عام 2019 إن شراء غرينلاند، ذات الحكم الذاتي و المملوكة للدنمارك، أمراً مثيراً للاهتمام "استراتيجياً"، مما أثار رد فعل غاضب من رئيسة الوزراء الدنماركية (ميت فريدريكسن) في ذلك الوقت، وفي منشور على موقع تروث سوشيال، أعلن فيه عن اختياره لسفير بلاده لدى الدنمارك الأسبوع الماضي، أوضح ترامب أن ملكية الولايات المتحدة لجزيرة غرينلاند "ضرورة مطلقة."

و رد رئيس الوزراء في غرينلاند (موتي إيجيدي)، أن غرينلاند "لن تكون للبيع أبداً"، وأعلنت الدنمارك عن حزمة جديدة لتعزيز أمن جزيرة القطب الشمالي. وقال الخبير الاستراتيجي الجمهوري فورد أوكونيل بخصوص حديث ترامب عن غرينلاند وكندا وقناة بنما معاً: "ما الذي يقوله حقا ًهنا؟ بصوت عالٍ، إنه يتحدث عن إعادة فرض مبدأ مونرو، وسيطرة الولايات المتحدة على نصف الكرة الغربي."

والملفت للنظر ان موتي إيجيدي رئيس وزراء غرينلاند و في خطاب بمناسبة السنة الجديدة 2025 قال: "لقد حان الوقت الآن لاتخاذ الخطوة التالية لبلدنا". وأضاف "مثل دول أخرى في العالم، يجب أن نعمل على إزالة العقبات التي تعترضنا، والتي يمكننا وصفها بأغلال الحقبة الاستعمارية، والمضي قدماً"، حسبما نقلت عنه صحيفة "بوليتيكو" الصادرة في واشنطن. وهو يلمح بذلك للاستقلال عن الدانمارك، ويبدو واضحاً ان العم سام قد أعاد ( برمجة اعدادات السيد ايجيدي) بحيث تغير موقفه الى النقيض خلال فترة قصيرة.

يذكر انه في عام 1940م، وأثناء الحرب العالمية الثانية غزا الألمان الدنمارك، وتكفلت الولايات المتحدة عام 1941م بالدفاع عن غرينلاند، وتمكنت بالتعاون مع المقاومة الدانماركية من تدمير محطات الأرصاد التي أقامتها ألمانيا في الجزيرة، وأقامت الولايات المتحدة عدة محطات وقواعد عسكرية بها. وفي عام 1951م توصل الأميركان مع الدانماركيين إلى اتفاقية عسكرية تقضي بأن يكون دفاع غرينلاند من مسؤوليات حلف شمال الأطلسي. وقد أقامت الولايات المتحدة عام1961 أكبر محطة رادار في العالم في غرينلاند.

اما كندا فهي مثل غرينلاند غنية بالموارد و مطلة على القطب الشمالي. في حال نجح ترامب بضم كندا للولايات المتحدة ستكون المساحة 19.7 مليون كم مربع = 12% من مساحة اليابسة على الارض و يجعلها اكبر دول في العالم متجاوزة روسيا (17 مليون كم مربع) معززة ب200 مليار برميل من احتياطيات النفط المؤكدة، و احتياطي هائل من المعادن والاخشاب وستصبح اكبر مصدر للمياه العذبة في العالم، وسيكون عدد السكان حوالي 380 مليون نسمه.

أن الأهمية الاستراتيجية لقناة بنما تكمن في دورها المحوري كمعبر بحري حيوي يربط المحيط الأطلسي والمحيط الهادي، مما يجعلها ممرا رئيسياً للبضائع والحركة العسكرية الأميركية. كما أن هناك مخاوف أميركية متزايدة من النفوذ الصيني على الموانئ العالمية، خصوصاً القريبة من القناة، مما يعزز قلق الولايات المتحدة من التأثير على عملياتها العسكرية في حالة حدوث أزمة وطنية أو نزاعات تتعلق بأمنها القومي، مثل الصراع على تايوان.

الجدير بالذكر ان جمهورية بنما تسيطر على القناة، التي تربط المحيطين الأطلسي والهادئ، منذ ما يقرب من 25 عاماً، حيث اشتكى ترامب، من "اسعار المرور الباهظة" وقال إن الولايات المتحدة "تتعرض للخداع". وسيكون ذلك مبرراً للاستيلاء على القناة واصفاً ان الصين استثمرت بشكل كبير في بنما، بما في ذلك في عدد من صفقات البناء، وتدير اثنين من الموانئ الخمسة الرئيسية في بنما. وألمح ترامب في شكواه إلى أن دولًا مثل الصين تحصل على نفوذ غير مبرر على إدارة القناة.

رد رئيس بنما (خوسيه راؤول مولينو) على ادعاءات ترامب، مشيراً إلى أن أسعار عبور القناة لا يتم تحديدها "بشكل عشوائي".

يذكر ان عملية الضم تحتاج الى آليه قانونية تحظى برضا الشعبين باطار شكلي على الاقل او ستتم بسيناريو دراماتيكي محفز و يدفع هذا التوجه. و هذا السيناريو ممكن انلايكون على شكل انهيار اقتصادي، او تهديد عسكري خارجي ملح، او اضطرابات داخلية، او وباء ضارب، او كارثة طبيعية مفتعلة ...

ويأتيك بالأخبار من لم تزود ...



#فارس_آل_سلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ينهار اقتصاد اوربا...؟ و ما هو مستقبل الصناعة الأوروبية
- الحرب الامريكية - الصينية القادمة ....لكن بحروب الوكالة مع و ...
- محاولة تصفية الشركات العراقية المملوكة للدولة
- صناعة التفاهه و النفايات الفكرية
- الصراع النفطي الخليجي و اتفاقية اقامة منطقة تجارة حرة بين حك ...
- الصناديق السيادية و دورها في التنمية الوطنية
- تقييم الاطار العام لخطة التنمية الوطنية العراقية 2018-2022
- الثورة الصناعية الرابعة ... و تحديات الوجود
- التنافسية.....و دور الحكومات
- الحوكمة ... الطريق لتحقيق النجاح
- ترامب ... الهيمنة و الحرب الاميركية المنسية
- البعد الاقتصادي و الامن الوطني
- تاريخ العراق يعيد نفسه
- افكار حول تحديد هوية الاقتصاد العراقي


المزيد.....




- الصين وأمريكا تحاولان تحقيق توازن بعلاقتهما.. وترامب: أجرينا ...
- مصر.. ياسمين عبدالعزيز تعلن وفاة والدها والعوضي يعزيها
- وفد الجامعة العربية يلتقي أحمد الشرع لأول مرة.. والشيباني: ن ...
- الشرطة الإسرائيلية تعلن إصابة مدني بهجوم طعن في تل أبيب.. وت ...
- اتفاق وقف إطلاق النار يُلزم إسرائيل بقبول إقامة حكم بديل في ...
- ما حقيقة وجود -ابن مفضل- للآباء والأمهات؟
- -النداء الأخير للتحرك-.. ميرتس يدعو لموقف أوروبي منسق من ترا ...
- هل يقوم ترامب بترحيل الأمير هاري من الولايات المتحدة؟
- الشيباني: نتطلع لتعزيز العمل المشترك مع أعضاء جامعة الدول ال ...
- زاخاروفا تسخر من تقارير أمريكية بشأن -سلاح غامض- قد يكون ورا ...


المزيد.....

- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس آل سلمان - لماذا يطالب ترامب بضم قناة بنما و كندا وغرينلاند ... صراع وجودي على الموارد و طرق التجارة