أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد البغدادي - الفاشيون الجدد؟














المزيد.....


الفاشيون الجدد؟


سعد البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 1790 - 2007 / 1 / 9 - 09:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بعد القضاء على الفاشية في العراق كان من المؤمل ان ينتهج العراق سبيل الدول الديمقراطية وحقوق الانسان وانشاء دولة الرفاهية في مجتمع خضع لنظام فاشي لاكثر من ربع قرن تقريبا
الا ان جميع القوى السياسية التي تتنافس في السلطة اليوم لاتمتلك في اي من مناهجها او ادبياتها النزعة الديمقراطية وهي انما تدعي الديمقراطية في سلوكيتها التي يفضحها النهج الفاشي
الفاشية نظام مؤسساتي قائم على اظهاد الاخر والغاءه وخلق عبادة الفرد المنقذ وتمجيد الماضي واسطرة التضحيات وخلق الاعداء الوهميون الذين يجب محاربتهم وعسكرة المجتمع بدءا من رياض الاطفال والمدارس والجامعات ومرورا بالمجتمع باكمله
الفاشية كنظام محارب يمتلك القوة الاعلامية والدعائية في الدفاع عن نفسه ثم الانطلاق لغزو الاخر وتمرير شعارات ديماغوجية الغرض منها حشد الجماهير المغلوبة على امرها في نضال مع نفسها لصالح تقوية النظام الفاشي
الفاشية مؤسسة تكون الديكتاتورية اول درجاتها لتنتقل بذلك الى اقسى درجات القمع المؤسساتي فالادب يغدو ممنهج والاعلام تفوح منه رائحة الكراهية وتجيش الجيوش للاعداء الوهميين مقابل ثروات اقتصادية هائلة تمكن الفاشية من الانفاق العسكري بصورة بربرية ويتم تعطيل كل مؤسسات الدولة ومصانع الدولة المدنية لخدمة الانتاج العسكري
هذا بالضبط ماحدث مع فاشية البعث حينما صعدت مع ارتفاع اسعار البترول عام 1973 ثم القضاء على كل الحركات الوطنية وصولا الى امساك السلطة بالشكل الذي نعرفه
مايحصل الان في العراق هو صعود لتيارات تريد ان ترث الفاشية في اسوء اوضاعها
تمت السيطرة على الصحافة بالرغم من وجود اكثر من 200 صحيفة لكنها في طريقها جميعا الى الاغلاق او الافلاس ما لم تخضع لضوابط الفاشية الجديدة تم تمرير الميليشيات بحجة محاربة الارهاب وتم من خلالها عسكرة المجتمع العراقي والجامعات وكل مؤسسات الدولة الحديثة اصبحت تحت سيطرة الميليشيات التي تمارس افضح الممارسات الوحشية من قتل وتهجير واغتصاب
( تم اغتصاب ثلاثة فتيات في غربي بغداد واحراق جثثهما فيما بعد بحجة انهن يعملن لدى القوات الامريكية) على ايدي ميليشيا عمر
وقتل شباب كانو يلبسون بناطيل جينز في مدينة الصدر

اما الاعلام المرئي فقد تم ممارسة كل قوى القمع لاسكاته تحت عدة ذرائع اما ما يقال من تعدد الاعلام التلفزيوني فهو مجرد تحالفات حزبية كلها تشترك في النهج الفاشي وتمارس الدور نفسه في ترسيخ الفاشية في العراق
الفاشيون الجدد تحالفوا من كل الجهات وكافة التلوينات
فمن اقصى اليمين الى اقصى اليسار اشتركوا في هذا الحلف تجربة فاشية البعث تم السطو عليها وادخال التحسينات فلم يعد الحزب القائد او الواحد هو من يدير الحكم الفاشي في العراق بل تحالفات طائفية وقومية هي من يؤسس للنهج الفاشي ومن اجل اخماد كل المعارضين تم الاتفاق على تاسيس الميليشيات بكافة مسمياتها لتمارس ادوار القتل اليومي والتهجير والحفاظ على منجزات الفاشيون الجدد تم تدمير البنى التحتية بمسمى الارهاب من اجل خدمة البرجوازية العالمية وتحويل العراق الى سوق راسمالي عالمي كبير ومن اجل تحقيق هذا الهدف تم تمرير قانون الاستثمار والاستغلال الذي يقضي على كل امل للصناعة المحلية والصناعة الوطنية وتم منح المستثمر الاجنبي كافة الحقوق والواجبات لمدة خمسين عاما من دون اي اشارة الى توظيف عمال عراقيين وفي خطوة لاحقة من اجل ترسيخ النهج الفاشي في العراق الجديد تم التحالف مع الرجعية والاقطاع وابراز سلطة رجل الدين وشيخ العشيرة وتغيب مؤسسات المجتمع المدني في المجتمع الفاشي يؤكد تروتسكس ان الفاشية لطالما تمجد شهداءها وتضحياتها تمجدهم من اجل اغراق المجتمع في دوامة العنف وفي المجتمع الفاشي يتم تغيب العقل ومنح العاطفة المستعرة دورها فالخطابات المبكية والكلام العالي هو سيد الموقف في العراق الجديد والمراة التي تخرج في التلفزيون العراقي هي امراة من صنع الفاشية المبتذلة ففي قناة تعود الى تيار اسلاموي تجدها مبرقعة من راسها الى اخمص قدميها وفي قناة اخرى تنتهج نفس النهج الفاشي تجدها مخمورة وهي تقدم برنامجها؟ في ايام العيد
ليس للفاشية هدف نبيل او تضحيات تناضل من اجلها سوى اهدافها التاريخية من افقار الطبقة الفقيرة واتمام السيطرة عليها وتغدو كل السبل متاحة لها فهي متحالفة مع القوى الارهابية من اجل اشعال فتيل الحرب الطائفية بين فقراء السنة والشيعة حينما اقدمت هذه القوى على تفجير مرقد مطهر ومزار يتميز بالقدسية على مدى عدة قرون وتحالف الفاشيون الجدد مع انصار فاشية البعث لانشاء جهاز جديد من المخابرات وظيفته قمع كل القوى الوطنية وكل الاصوات التي تنادي بضرورة الخلاص من هذا الوضع المزري الفاشيون الجدد احكموا سيطرتهم على الاقتصاد العراقي وسرقة اموال النفط وتحويل العراق الى بلد يغرق في ديونه الخارجية تحت ذريعة الاعمار واعادة البناء الفاشيون الجدد اغرقوا البلد في الظلام فلامجال للحديث عن عودة مبكرة للكهرباء كما صرح الوزير وحيد كريم ان الكهرباء لن تعود قبل عشر سنوات؟
الفاشيون الجدد يريدون احكام سيطرتهم على العراق من خلال سياسية التجيش الطائفي ودفع الطبقة الفقيرة المهمشة الى خدمة المصالح البرجوازية من خلال خلق العدو المذهبي امامها فالعدو تارة يتلبس لبوس الصفوي والقرمطي وهي اشارات يجب التوقف عندها مليا لان القبول بها يعني اننا نقتل كل امل في مقاومة الفاشية الجديدة
لان الاصطفاف المذهبي سيكون في اعنف حالاته واخرى يتلبس بزي التكفريين النواصب وهي محاولة لرفع رصيد الفاشية لقطع السبيل امام اي محاولة لاحياء الروح الوطنية العراقية
الفاشيون الجدد اجادوا اللعبة السياسية فكل منهم اتخذ من طائفته ستارا ودرعا يتمترس خلفها وبعيدا عن التسميات لانها غدت ظاهرة يجب على كل القوى الوطنية ان تتحد للوقوف بحزم ضدها وتطرح مشروعا عراقيا يقضي على الفاشية وبقاياها الاخذة في الانتشار.



#سعد_البغدادي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تاخر المسلمون وتقدم غيرهم؟؟
- هل تذكر صدام ابو وداد في ليلة اعدامه؟؟
- ماذا لو داهمت قوات الاحتلال منزلك؟
- الطريق الى عراق حرو ديمقراطي
- عن اي مجلس نواب يتحدثون؟؟
- قرا ءة في وثيقة ستيفن هادلي
- ولله على( مجلس النواب) حج البيت من استطاع اليه سبيلا
- تقرير بيكر- هاملتون قلب الطاولة على الجميع
- هل يفتح تقريربيكر_هاملتون الباب امام الارهاب
- قومي هم قتلوا اميم اخي فاذا رميت يصيبني سهمي
- مدخل الى ظاهرة العنف
- تفجيرات مدينة الصدر رؤية من الداخل.
- العراق والجولان
- مشايخ وفتاوى .. وفوهات بنادق
- السعودية تحاول اعفاء صدام من الاعدام؟
- تداعيات الصراع الطائفي في العراق
- سلاجقة وصفويون واكراد من هو العراقي اذن؟
- حرب الصواريخ
- ثقافة التسامح ..ثقافة التطرف
- عندما تحولت العراقية الى منبر لشتم العراقيين


المزيد.....




- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد البغدادي - الفاشيون الجدد؟