خالد خليل
الحوار المتمدن-العدد: 8221 - 2025 / 1 / 13 - 22:10
المحور:
الادب والفن
في قلب الظلام،
حيث الوقت يتوقف عن الركض،
والأماكن تفقد أسماءها،
أشعر بنبضٍ خفيّ،
كأنه أنين الكون يتردد في صدري.
لا أجنحة لي،
لكنني أطير.
أعبر الحقول المظلمة،
أمرّ فوق أنهارٍ من الذكريات،
وأغوص في محيطٍ بلا نهاية.
هناك،
حيث الهدوء ليس صمتًا،
بل لغةً تفهمها الأرواح الحرة،
أدرك أن الحياة ليست سوى لحظةٍ تتنفس،
وموتها ليس إلا بداية ميلادٍ جديد.
يا نفس،
أنتِ الضوء الذي يخترق سديم العدم،
وأنتِ البوصلة التي تنادي الفجر من سباته،
فلماذا تخافين التيه؟
النجاة ليست مرفأ،
ولا الشاطئ حلمًا بعيدًا،
إنها فكرةٌ تنمو في ظلال الفوضى،
وصرخةٌ تنبع من أعماق الصمت.
فانهضي،
واكسري قيود الزمان،
ودعي روحكِ تتسع حتى تحتوي الكون،
حيث لا شراعَ ولا حدود،
بل رحلةٌ أبدية،
نحو اللامكان.
هناك،
في عمق الفوضى، ينبع النهر الهادئ.
مياهه لا تتسرع، لا تضطرب،
بل تسير بخطى تعرف غايتها.
أجلس على ضفته،
وأغمض عيني.
الريح تداعب وجهي،
وأشعر أن الكون كله يتنفس معي.
ليس عليّ أن أفهم كل شيء،
فبعض الأسرار تولد لتُحتضن، لا لتُحل.
وليس عليّ أن أصل دائمًا،
فالطريق نفسه هو البيت،
والمسير هو الأمان.
يا نفس،
اهدئي كما تهدأ الأغصان بعد العاصفة.
دعي الطمأنينة تعبركِ كضوءٍ شفيف،
وتذكّري:
حتى في أعمق الظلمات،
هناك نجمةٌ تنتظر أن تُرى.
#خالد_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟