|
أيها الكافر الملحد : ماذا يمنعك عن أن تنكح أمك ؟ -.
منى نوال حلمى
الحوار المتمدن-العدد: 8221 - 2025 / 1 / 13 - 20:12
المحور:
قضايا ثقافية
أيها الكافر الملحد : " ماذا يمنعك عن نكاح أمك ؟ ====================================== " تقدر تقولى ايه اللى يمنعك من أن تنكح أمك ، وانت معندكش دين ، ولا مِلة ، لا تعترف بوجود الله ، ويوم القيامة والحساب بعد الموت ؟ ". هذا هو السؤال المتكرر ، الموجه من المسلمين ، الى " الملحد " ، أو الشخص اللادينى . ان خريطة " الأخلاق " فى المجتمعات العربية الاسلامية ، يرسمها " الحلال " ، و " الحرام " بالمفهوم الدينى الموروث . وبالتالى ، هى " مقدسة " ، من ألفها الى يائها ، لا تقبل علامات الاستفهام ، أو التعجب . تعبر خريطة " الأخلاق " الدينية ، عن صوت الله ، وسُنة الرسول . ولهذا فان الخروج عليها ، خروج عن " الدين " ، و " المِلة " ، و" المذهب ". ترسخ " الترادف " بين الدين ، والأخلاق ، منذ أواخر الستينات ، بعد هزيمة 1967 ، وحتى الآن ، حيث تم بخطط مدروسة دؤوبة ، جهاد تيارات الاسلام السياسى ، لأسلمة مصر ، وجعلها مرتعا خصبا للتحالف بين الوهابية ، والاخوان والسلفية . و" الأسلمة " لن تنجح الا ، بالاستغناء التدريجى عن " اللغة المدنية " ، لغة الصواب والخطأ ، القانونى وغير قانونى ، دستورى وغير دستورى ، الجميل والقبيح ، انسانى وغير انسانى ، العادل والقاهر ، لتحل محلها " اللغة الدينية " ، أحادية المرجعية ، لغة الحلال " الايمان " ، ولغة الحرام " الكُفر " . النتيجة المنطقية المباشرة ، للمنظومة القيمية الاسلامية ، هى أن الأخلاق هى الدين ، وقلة الأخلاق تعنى قلة الدين ، وانعدام الأخلاق هو انعدام الدين . واذا فتشنا فى جعبة الأخلاق الدينية ، نجد أن " الجنس " هو العمود الفقرى لهذه الآخلاق . هو المقياس الأكبر ، والمعيار الأهم ، للحُكم على الأخلاق ، وبالتالى على الدين . اذا مارس الشخص المسلم الجنس " الحلال " ، على سُنة الله ورسوله ، فى اطار الزواج الشرعى ، فهو عنده " أخلاق " ، وبالتالى عنده " دين " . أما اذا مارس الجنس " الحرام " ، المعروف باسم " الزنى " ، ليس على سُنة الله ورسوله ، ولكن على سُنة مزاجه ، وهواه ، خارج اطار الزواج الشرعى ، تسقط عنه " الأخلاق والشرف والعِفة " ، و" الدين " ، واستحق اقامة الحد .. " الرجم " . ويشير " زنا المحارم " الى العلاقة الجنسية الكاملة ، بين شخصين تربطهما علاقة الدم أو النسب ، أو الرضاع . وسواء أتى الرجل الوطئ ، مع الأم أو الأخت ، فعقوبته هى القتل . وهكذا فان " وطئ " الأم ، يصف أكثر شخص ملعون ، ومنحل ، ومستهتر ، ومتبجح ، وفاسد ، أخلاقيا ، ودينيا ، وغرائزيا . ومثل العديد من المصطلحات التى شوه معناها ، سهوا ، أو عمدا ، فان غالبية الناس يرون الانسان الملحد أو اللادينى ، انسانا يستبيح جميع الخطوط الحمراء ، ويتجرأ على أكثر الرذائل والمعاصى والموبقات والجرائم . فالانسان الملحد ، أو اللادينى ، لا يعترف بوجود الله ، الذى يشرع للقيم الأخلاقية ، ويحدد الثواب لمنْ تبعها ، والعقاب لمنْ تركها . الملحد ، أو اللادينى ، اذن هو أكثر الأشخاص تأهيلا ، لارتكاب أكبر الموبقات ، وهى " نكاح الأم ". هذه هى الفكرة عند عوام المسلمات والمسلمين ، والتى يصححها ، الملحد ، أو اللادينى ، بتوضيح مصدر الأخلاق ، وعلاقتها بشخصية الانسان وبيئته ، ومدى اتساقه مع نفسه ، ومع عملية " أنسنة " الأخلاق المتجددة دوما ، و " تهذيب " الغرائز البدائية الهمجية ، والانتصار على " الشهوات " المنحرفة . وكيف أن الرذائل المحرمة دينيا ، أو التى يحددها القانون والدستور ، يرتكبها المؤمن ، والملحد ، على حد سواء . فى أحد بثوث اليوتيوب ، رد الملحد السؤال نفسه ، الى المسلم : " طالما أنك أثرت السؤال ، يبقى أكيد جاء بخاطرك اشتهاء جنسيا ؟ ... ولنكاح الأم ، غير محرم ، هل يمكن أن تقوم به ؟ " . وجاء الرد صادما ، يثير التقزز والاشمئزاز ، حتى بين المسلمين المشتركين فى البث : " ممكن .. طالما أنه غير مُحرم ، ايه اللى هيحوشنى ؟ .. وهنا تضئ مقولة جورج برنارد شو 26 يوليو 1956 – 2 نوفمبر 1950 : " الرذيلة ليست فقط فى ألا ترتكبها ، بل أيضا فى ألا تشتهيها ". لماذا فشل الخطاب الدينى المتضخم ، فى تحسين الأخلاق، والرقى بسلوكياتهم ، والإقلال من الفساد، ومعدلات الجريمة، وإيقاظ الضمائر النائمة، وتنظيف النفوس العفنة ، والذمم الخربة . لقد ثبت بالتجربة ، أن الخوف من عقاب الله ليس كافيا ، لاقامة " المدينة الأخلاقية ". إن القيم الأخلاقية النبيلة، مثل الصدق، والأمانة، والنزاهة ، والاخلاص ، يجب أن نسلكها ، " حبًا " فيها ، و " ايمانا " بأنها الأصلح لبناء علاقات سوية ، ومجتمع متعاون ، يسوده السلام والأمن ، وليس " خوفًا " ، من " سلطة " خارج الانسان ، تتمثل فى العقاب الإلهى ، أو حتى عقاب القوانين الوضعية . إن " الصدق " ، أو " الأمانة " ، من الشرف ، لأننا " نختارها" بكامل وعينا ، ومبادئنا، وحريتنا. الصدق الذى يسوقه " الاجبار " ، كذب. والأمانة التى تفرض " بالإكراه " باطلة، والإنسان، الذى تُفرض عليه الفضيلة ، ليس " فاضلا ". هناك الملايين فى العالم ، الذين " لا دين لهم " ، لكنهم يتحلّون بمكارم الأخلاق، بوازع من ضميرهم الإنسانى الحر . وهم أيضا ، أكثر دول العالم تقدما ، وتحضرا ، فى جميع المجالات . وهى نفسها الدول ، التى يهرب اليها بعض المسلمات والمسلمين ، للتمتع بحقوق وحريات الانسان ، المجهضة فى بلادهم .
========
#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
امرأة واحدة تصلح ما أفسده العالم
-
ليس ارتفاع الأسعار ولكن انخفاض الثقافة
-
حضارة عالمية تنثر مادتها الوراثية فى كل مكان
-
- ماذا تفعل المرأة بجسدها ؟ - السؤال الوحيد المؤرق للرجال
-
اسمى .. حياتى قصيدتان
-
لا خير فى مجتمعات تتعاطى الحب فى سرية مثل الممنوعات
-
اليوم هل يجوز للمرأة لبس الألوان الفاتحة ؟ وغدا هل يجوز للمر
...
-
لا أتكلم بالعين والحاجب .. الزمن .. انهضى حبيبتى ثلاث قصائد
-
فى أزمنة الخيش قصيدة
-
هل حفظنا الدرس بعد اغتيال السادات فى 6 أكتوبر 1981 ؟
-
قصيدة لا شئ أخسره
-
اربع قصائد جثة الظلام .. النساء .. كن نفسك .. هى وأنا
-
أين موطن - الاسلام الصحيح - ؟
-
ثلاث قصائد لا تركب قطارى .. لن أشهد .. أريد أن أطفش
-
لا تضعوا العطور فوق أكوام القمامة
-
رسالة بالبريد السريع القلق .. ارجعى يا مصر الينا
-
تيد كازينسكى كيف تحول من عبقرى الى مجرم ؟
-
- فنسنت فان جوخ - يقتل نفسه و - ثيو فان جوخ - يقتله سلفى جها
...
-
اليه أعود .. فى ليلة ممطرة قصيدتان
-
تجديد الفكر الدينى يحتاج الى تجديد فى الفكر والثقافة
المزيد.....
-
مهرجان برازيلي سرّي يعود تاريخه إلى أكثر من 300 عام.. ما قصت
...
-
متحدث الجيش الإسرائيلي يعلن التصدي لصاروخ أُطلق من اليمن.. و
...
-
-دعا للتوقف عن سياسات الاستقواء-.. سعد الحريري يعلق على تسمي
...
-
مخاوف في سوريا من انتشار الأسلحة بين الفصائل والأفراد
-
داخل إمبراطورية شي إن: من المصانع الصينية لأكبر شركة ملابس ف
...
-
احتفالات بسيطرة الجيش السوداني على مدينة ود مدني الاستراتيج
...
-
جيروزاليم بوست: من بورقيبة إلى بن علي.. علاقات سرية بين تون
...
-
CNN: القوات الروسية تتقدم في جبهات القتال وأوكرانيا تتخلى عن
...
-
روسيا.. اختبار دواء جديد لعلاج العقم لدى الرجال
-
أبو ترامب الفلوريدي يعيد العبودية إلى العلاقات الدولية
المزيد.....
-
مقالات في الثقافة والاقتصاد
/ د.جاسم الفارس
-
مقالات في الثقافة والاقتصاد
/ د.جاسم الفارس
-
قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أنغام الربيع Spring Melodies
/ محمد عبد الكريم يوسف
المزيد.....
|