أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل الدلفي - كابينة الضحك - قصة بصيرة














المزيد.....


كابينة الضحك - قصة بصيرة


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 8221 - 2025 / 1 / 13 - 13:52
المحور: الادب والفن
    


انتابني شعور يشبه الاِلتحاق  بمظاهرة ضد الحكومة، شعور حميم في ممارسة حريتي في فسحة اليوم ضد ديكتاتورية الحجر المنزلي، واِستبداده النفسي المريع . كنتُ مصّراً على أن أمزّق إصراره بعناد، كهارب من السجن، وليس كموقوف يُفرج عنه بكفالة.      
 ما رأيكِ أن ترافقينني؟ أومأت سيدة بيتنا بعلامة الرضا. هربنا معاً خارج أسوار المعتقل ضحكنا ملأ سرائرنا من غفلة الحرس المدججين بالكره، و أقدامنا تلوي أصابعها بهجة في جادة السراب.  سرت وئيداً بالسيارة، والهواء يملأ خياشيمي، و يفصح عن نقائه البريء في عناقي،  بأنه سليماً لا يضمرغدراً في طياته.   أنا أثق جداً بهواء بلادي، وماء بلادي، وناس بلادي. رحلة هادئة مضمخة بالجمال في أربعة  أحياء سكنية من جانب المدينة. قطعت  الشوارع الرئيسة منها، ثم إلى الشوارع الفرعية،
و الطولية. رأيت جمالاً معمارياً يندر أن يحظى عقل بتشخيصه في أيام ما قبل الحظرالصحي . تصميمات محلية مذهلة، شوارع فرعية بفضاء قياسي، و جمالي، دور جديدة شقت كيانها البهيج في أرقى الخرائط الهندسية، واجهات جذابة، أبواب منزلية نادرة  التصميم، حدائق غناء، روائح فواحة للورد الجوري. قرأت سرديات الهوية العراقية، و الحضارية باسماء المدارس، ومراكز الحضانة، والمراكز الصحية، ومحلات التجارة. تزودت بنقاء فياض من كركرات الأطفال، وهم يغردون في ألعابهم مثل موسيقى عابرة.                  
قالت:  نرجع الآن، أنه صوت الأذان؟  شكراً رفيقتي لرحلتنا المشتركة المعبأة بالجمال، والضحك  ضد الفايروس، ضد اللعنة، ضد الفقر، ضد الفساد، ضد ضعفنا المبرمج،  وضد المتربصين بالإنسان.  لن يُغلق باب مدينتنا بالحزن، والقطع السوداء ما دمنا نضحك ملأ الرئتين. يبلغ داخل الإنسان من العظمة انه  يتسع، ويستوعب الأكوان، والآفاق، والمخلوقات، و يمكنه أن يصنع عنها صورا لاعدّ لها،  يرتبها في تضاعيف الذاكرة.. هذه القابليات المتطورة، والمختبرات الملونة، والخارقة يهملها الإنسان، ويكاد أن يتناساها بتأثير سموم، ومخدرات العيش، والمهنة، والراتب، و الإيجار، والمستحقات، والديون،  الحياة تلغي الحياة في عيون الإنسان،  وتوقف عدساته الكونية عن  الدوران، والالتقاط، والتخيل،والهيام، وبغية تنشيط معامل الذاكرة،  نبدأ التجارب  مع الأحبة، من جيران، وأصدقاء، وزملاء،  وأقارب، وسوا ذلك..  في دقيقة صمت مع افراغ الذاكرة تماما، لاستذكار هذا الكائن،.     و استحضار تفاصيل شديدة الخصوصية عنه، رائحته، صوته، عذوبته،  هكذا تكون الكاميرا قد اشتغلت.. التقطت.. العالم يتحرك.. الوان.. أصوات.. تجسيم.. نبضات قلب.. شلالات محبة.. وبالإمكان أن نسيّر محاولات للتضامن الروحي،     وتشكيل لوحات بمساقط حب وضاءة..نجري تغييرا في ركامات العادة،  اعتدنا أن نستهلك بناءات المحبة شفويا من دون تضحيات وهنا يكمن سر الجفاء  مع الهدوء، و الأمان.. هل ضحيتَ لأحدٍ..؟  هل أحببتَ أحداً كما هو من دون رتوش..؟ الفرح، والسعادة حصون، ومتاريس للدفاع ضد الخطرالماحق بنا. فكرت جيداً تلك الليلة  ونفذ تفكيري الى عوالم مجهولة للعوام. سألت قلبي هل تشك بطوية الفايروس؟ أجاب : نعم. ما يعني أن قلبي يشاركني أن أتهم المختبرات الدولية بالتخطيط للسيطرة على بايولوجية الإنسان في الشرق وفي العالم، والهدف هذه المرة الحامض النووي. اِنقلبت سعادتي حزناً، وتحاشيت أن أعكّر مزاج سيدة بيتنا بالوجوم الذي اِعتراني، فسعادة قلب الأنثى لقاح حقيقي ضد الإصابة بالوباء المصنّع.



#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة واقعية في المشروع السياسي السوري الجديد.
- 2 آب 1990 الاسود: فوهة لهجوم الشياطين والافاعي والدبابير على ...
- قراءة في كأس مقلوبة
- 100 عام من تجربة الدولة الوطنية لم تكن كافية لهضم درس الوطني ...
- 9نيسان2004 ذكرى محنة كأداء لعلكم تتفكرون!!
- حدثان فارقان في حياتي يلتقيان معا في يوم واحد
- يصعب على الجوعان نعم الثرد. أفكار في الثقافة المجتمعية
- اخي الكوردي
- كيف يواجه المجتمع العراقي ثقافة العنف وتنمر غرائز القتل.
- على انغام الراديو - قصة قصيرة
- ثرثرة - قصة قصيرة
- مقالب هولاكو & الهدوء اللذيذ ( قصتان قصيرتان جدا)
- قصتان قصيرتان جدا :دعاء النملة السوداء & العشق بصوت عال
- مقاربة نقدية في خميرة حلم بقلم الناقد عبد الجبار خضير عباس
- رسالة في آخر السنة- قصة قصيرة
- بُرنص محترق- قصة قصيرة جدا
- قراءة نقدية في القصة القصيرة ( كميلة) للقاص العراقي على حداد
- اطوار-الكرسي قصتان قصيرتان جداً
- الباء،طائرة ورقية-قصص قصيرة جداً
- يوميات قميص -قصة قصيرة جدا


المزيد.....




- معرض إثنو ليبيا.. سردية تاريخ القبائل الليبية في عمل يجمع ال ...
- بعد غياب دام 13 عاما.. الممثل السوري جمال سليمان يعود إلى دم ...
- باريس والأدب العربي : كتاب لكولين هوسيه يستكشف علاقة الأدباء ...
- -إفريقيا: قارة المستقبل- برنامج جديد على شاشة RT Arabic (فيد ...
- سوريا : ما دور المؤسسات الثقافية المستقلة في مرحلة التعافي ؟ ...
- عابد فهد يعلق على أزمة عمايري
- معركة الهوية الفلسطينية.. جذور العائلات وصراع الرواية
- جلسة استذكارية مهيبة في برلين للمخرج السينمائي الراحل قيس ال ...
- طعم النّغم وملمس الإيقاع.. رحلة فلسفية في عالم الموسيقى
- جمال سليمان في طريقه لسوريا لأول مرة منذ 13 عاما (فيديو)


المزيد.....

- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامل الدلفي - كابينة الضحك - قصة بصيرة