رحمة يوسف يونس
الحوار المتمدن-العدد: 8221 - 2025 / 1 / 13 - 13:52
المحور:
الادب والفن
أخطو نحو الجسر العتيق
ينبهني سائق سيارة أجرة بزموره
وهو ينظر إلي بتجاعيده القاحلة
والبياض النابت في شعره
لعلي أشير إليه بأن يتوقف، تجاهلته
وأنا أحمل بيدي خبزًا ساخنًا أحدق في الأفق
الغيوم ممتدة فوق المدينة القديمة
ومحملة بالبكاء كقلوبنا
أنظر من خلال عدستي لألتقط صورة من فوق الجسر
وأردت أن تشتمل اللقطة على لوحة كاملة
فتغاضيت عن المباني التي هجرها أصحابها
وعن مبنى مُرَمَّم ومصبوغ،
ما زال فوقه بقايا دعايات انتخابية
تلك اللائحة الكبيرة على المبنى
تلوح لي من خلف الضباب بالتقدم
موقعها مناسب تمامًا،
فتراجعت خلفه بنايات خربة من آثار الحرب
وأردت أن تتضمن لوحتي ما تحت أقدامي
وأقدام المبتسمين أمام كاميراتهم على الجسر العتيق
فتغاضيت عن تلك العلب المعدنية الفارغة والعطشى
والمهملة في القاع كمن رَمَوها
أمطرتُ بقطع الخبز على النوارس،
فيبتهجون كما تبتهج القلوب التي تشبه الغيوم
يتسابقون لالتقاط الخبزة من الهواء
أو يلاحقونها وهي تسبح مع تيار الماء
ليس لنا سوى أن نمطر
قطعًا من خبزتنا التي لم تنتهي بعد
أما الصورة التي التقطتها، فاكتفت بالغيوم والنوارس
#رحمة_يوسف_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟