محمود حمدون
الحوار المتمدن-العدد: 8220 - 2025 / 1 / 12 - 15:30
المحور:
الادب والفن
" أفيونة "
=====
سبعة من الصبية, نلتف حول "عم درويش" , الشيخ الثمانيني, المقطوع من شجرة, المتقاعد من فترة بعيدة, نجلس حوله, نسمع منه, ننصت إلى حكاياته التي تأخذنا لبعيد جدًا, تحلق بنا في سماوات من الخيال والمتعة, بنهاية اللقاء نرجع إلى بيوتنا, بعدما نصنع من قصصه, طائرات ورقية, نلهو بها, تظل ترفرف بين أيدينا فترة في الهواء حتى نغفو أو نلتقيه مرة أخرى.
ذات ليلة, جادلته في الفقر, العوز, الثروة, قيمة الوجود, قلت بلهجة متفلسف ناشئ : يا سيدنا, الفلوس مش كل حاجة.
غير أنه كان أسبق منّي في الحُجة, أسرع في الرد ووأد القضية, حين قال: هذا كلام الغلابة. أفيونة يمضغونها على مهل, يستقر اللعاب ممزوجًا بتأثيرها في أعماقهم.
ثم التفت بجزعه ناحيتي, قال بلهجة سؤال: هل سمعت من قبل عن غنّي قال مثل حديثك هذا؟
هززت رأسي بالنفي, قلت: على حد علمي لا, كذلك أمّن باقي الرفاق, ثم عُدنا إلى أفيونة جديدة غرقنا في دهاليزها معه.
#محمود_حمدون (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟