أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - نحو تجسيد حركة التحرر الوطني والقومي الثورية















المزيد.....


نحو تجسيد حركة التحرر الوطني والقومي الثورية


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 8219 - 2025 / 1 / 11 - 20:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتبت قبل اسابيع مقالا بعنوان: نحو حركة تحرر وطني وقومي ثورية، حاولت ان اقرا الواقع الوطني والقومي في الوطن العربي ومحيطه الاسلامي، وذكرت فيه ان "الصراع الدموي القائم الان في فلسطين المحتلة بين مقاومة الشعب الفلسطيني وقوات قاعدة الاحتلال الاستيطاني الاستعماري يوضح ابعاد الصراع المحلي والإقليمي والدولي، ويكشف عن تحولات في طبيعة الحرب والعدوان وقوى المجابهة والمقاومة لاشرس مواجهات ومخططات ومصالح دولية وتوجهات تدمير وتخريب المنطقة ومن ياتي بعدها، داخلها بالتسلسل او بالتقارب الجغراسياسي، ويعكس ابعاد الهيمنة والمشاريع الراسمالية والدول الامبريالية التي فضح الطوفان ماهيتها ووسائلها وخداعها الاستراتيجي. وللاسف انعكست تطورات هذا الامر سلبا او تفشت ضعفا او غياب وعي في صورة الواقع السياسي والفكري العربي والاسلامي، في اغلب التيارات والاتجاهات والاحزاب والمنظمات وتعبيراتها الطبقية والاجتماعية، وبرز منه الى السطح بشكل كارثي لا يخدم الاهداف والمناهج التي اقتنع بها وانتج الايمان والنضال تحت شعاراتها وبرامجها وحتى رموزها التي وقع في خطيئة تقديسها والابتعاد عن حقيقة التطورات الجارية والمتطلبات الضرورية للتحرر والتنوير. وهو ما يتوجب تحميل المسؤولية عنها ونقدها بموضوعية ووعي ديمقراطي للخروج من تجربتها القاسية والمرة التي ادت إلى الوصول الى هذه المرحلة الحرجة".
وختمت المقال بمقولة معروفة، "هنا الوردة فلترقص هنا" بما لها من دلالات مهمة لمضمونه، والتي وردت في استخدام معبر عن روح التحدي والتحرك من اجل الانتصار والتغيير، والبرهان عليه. وكانت قد نسبت الى عدد من المفكرين، واستخدمها عدد اخر من المثقفين والادباء، ومنهم من وضعها عنوانا لانتاجه الثقافي، او شعارات الحراك الشعبي الغاضب، وبعد استخدامها من قبل كارل ماركس في كتابه، "الثامن عشر من بروميير"، نسبت اليه وهدفه منها، كما نقلت عن استخدام جورج فيلهلم فريدريش هيجل لها، وقصتها الاغريقية واختبار رجل ادعى قفزه من صخرة عالية في رودس، الجزيرة اليونانية التي يقال إن معناها، الوردة، واستخدم العبارة المعروفة بتحريرها المعروف، هنا رودس، الوردة، فلتقفز هنا، الى ما عرفت به، وشاعت "هنا الوردة فلترقص هنا" كما كتبها هيجل في مقدمة كتابه "فلسفة الحق". والمقصود منها، كما اوردها من استخدمها لتحريك الواقع والثورة عليه، والانطلاق منه لتجسيد حركة التحرر والتغيير وبناء الحاضر والمستقبل بوعي وادراك ومسؤولية تأريخية.
نعود الى ما بدأناه، بالأسئلة، لماذا هذا الواقع العربي والاسلامي المخيب للامال؟، وما هذه الحالة التي وصلنا اليها؟، وتكشفت الان بهذه الصورة المحزنة؟، وهل نستطيع ان نغيرها ونستعيد امكانات التغيير والتقدم للامة ونستثمر في توجيه تحولاتها؟. وكنا نعيش ملحمة تاريخية، من خلال عنوانها "طوفان الاقصى" والاسناد الشجاع له من محور واسع رفع شعارات التحرر الوطني والقومي من منطلقات اسلامية تحررية ودعم مباشر من الجمهورية الاسلامية في ايران، فماذا حصل ولماذا؟، اليس من المتوقع ان يكون رد العدو الصهيو امبريالي بهذه الممارسة الاجرامية الوحشية، وما الجديد فيها؟. صحيح .. فتحت ابواب الجحيم، وظهرت الامبريالية والرأسمالية العالمية بوجهها الحقيقي في الانتقام واستخدام القوة العسكرية الفتاكة بافراط مفتوح، فقد دمرت قطاع غزة وحوّلته الى انقاض، كمعيار للاحتلال والتهجير والابادة الجماعية، وامتدت الى مناطق اخرى من جمهورية لبنان وبعدها عمليات واسعة داخل حدود الجمهورية العربية السورية، وهددت وارعدت وقد تواصل نهجها العدواني النازفاشي (النازي- الفاشي) الى خارجها بدعم واضح وصمت جارح.
خلال تلك الفترة، من بعد السابع من اكتوبر 2023، تعرض الوطن العربي والامة العربية والاسلامية، الى حالة من الذهول والانكار والتفرج على العدوان والمجازر النازفاشية. وكشفت الايام تخاذلا عربيا رسميا وتواطؤا مذلا، حتى في بيانات اجتماعات قمم شكلية. سميت بقمم عربية او اسلامية، لا فرق بينها، ونطقت بفضيحة التخاذل والمشاركة والخنوع بالتخادم للمخططات والمشاريع الصهيو امبريالية. واستعملت حتى وسائل الاعلام المختلفة في التضليل والتشويه والخداع وخيانة شرف المهنة. فما مسؤولية الظروف الموضوعية والذاتية فيها، وكيف نفعّلها بعد كل ما جرى وحدث ومازال بعضه مستمرا، بل ان بعضه صار اخطر مما كان عليه؟.
اذا كانت الظروف الموضوعية، وصفاتها، وانعكاساتها المؤسفة، تعكس طبيعة الاحتلال الشامل للوطن العربي، باشكال مختلفة ومتلونة، وتعبر عنها الحالة الظاهرة للعيان، التخادم والتخاذل والتواطؤ والارتهان المصيري بين القيادات الرسمية والعدوان الصهيو امبريالي، الذي يمارس خططه في تسمين قاعدته الإستراتيجية العسكرية وتوسيع مراكزه وتصعيد ارهابه ومجازره، وتحويل نفوذه الى واقع متوافق عليه، يعمق من ازمة التبعية وتشابك صراعات التخلف والنهب والاحتكار والتباينات البينية، معريا احتلال الارض وخيراتها المادية، جهارا نهارا، ومقررا عبر نفوذه وهيمنته سياسات الحكم والتعامل مع الاحتلال بروح الامر الواقع، قبول الاحتلال للوطن والثروات والانسان، ثقافة وممارسة، شراءا وتقبلا، واجراءات وامتيازات تكرس التفاوت بين الطبقات والفئات الاجتماعية، وتأسس قواعد استسلام للاستبداد والطغيان والفساد وكي الوعي وغسل الادمغة. واستمرت في تهيئة واعداد ما تسعى اليه وتطلبه، قبل الطوفان وبعده، من مساع لتصفية القضية الفلسطينية وحقوق ألشعب الفلسطيني وخنق الشعوب التي دعمتها او ناضلت معها ومن اجلها.
بعد هذه الاشارات السريعة عن الظروف الموضوعية، ما هي الظروف الذاتية وما هو دورها ومهماتها العملية في تلك الظروف المحيطة بها؟ والتي ينظر اليها مباشرة، كقوى ومنظمات واحزاب وتيارات فاعلة ومؤثرة في المجتمعات والاوطان. ولعل السؤال او الأسئلة الراهنة كيف تقوم هذه المؤسسات الجماهيرية بدورها في التصدي لحالة الانهيار وواقع الخذلان والرهانات الاستعمارية التي تكبد الشعب العربي في الوطن العربي، كموقع متقدم امامها، وتدفع الى التخادم بين القوى الرجعية والطغاة العرب والمسلمين مع القوى الإمبريالية المتنفذة في المشهد السياسي والعملي اليوم؟!. ولهذا الامر استخدمت المقولة المعروفة، التي سبق ذكرها، بدلالاتها ومعانيها ومفهومها الثوري والحركي والمحفز لاخذ زمام المبادرة والتحرك الفعال للتغلب على التحديات الكبيرة والصعوبات الكثيرة والمواجهات المطلوبة، فهذا هو الفعل المباشر لمثل هذه الوقائع اليومية.
ما تنقله الفضائيات مباشرة عما يحصل في قطاع غزة وجنوب لبنان وشرقه والان في الاراضي السورية، من ممارسات نازفاشية، وابادة جماعية وتطهير عرقي وتدمير مبرمج للمدن وجعلها غير صالحة للسكن، والمؤسسات والمنشآت العسكرية وغيرها من الممارسات تتطلب من كل انسان ذي ضمير ان لا يصمت متفرجا، ومن القوى والتيارات الفاعلة ان توحد جهودها وتطور وعيها وان تجتهد في مواقفها العملية بكل اشكال الكفاح من اجل تحقيق مهمات التحرر الوطني والتغيير الثوري. وهو الامر الذي يضع هذه القوى والتيارات حية في واجهة المشهد والتاريخ ويعيدها الى تاريخها الوطني في البناء والنضال الحقيقي ضد الامبريالية والرجعية والاحتلال والاستبداد والفساد والخيانات الغادرة.
لا حلاًَ امام الشعوب العربية والاسلامية اليوم بعد كل ما يحصل في منطقتنا من دمار وخراب ودماء وقتل وفظاعات تشكل وصمة عار تفضح دعاة القيم الإنسانية والديمقراطية وحقوق الانسان من حكومات الغرب عموما، لا حلا الا في الصمود ورد الاعتبار بالمقاومة والمجابهة لها، فان الصمت عار وان التفرج على الدماء يوصل الى المثل المعروف ايضا، "اكلت يوم اكل الثور الابيض"، وان الوقائع القائمة اكبر دليل وبرهان. ولعل معرفتها تدفع الى برمجة مهمات الكفاح الوطني، والبدء بها، حتى ولو بالتدرج وباعمال حركية جماهيرية تساعد على فتح السبل الى التحرر الوطني والقومي. فما حصل في تونس والاردن، مثلا وفي هذه الظروف المربكة، من محاصرة المتظاهرين لمباني السفارة الامريكية في تونس العاصمة وعَمان، والمطالبة باغلاقها وطرد السفراء واجهزة التجسس ووسائلها الإجرامية، يرسم خطوات اولية، لخطوات متتالية ومتوازية، لطرد اوكار الشر الامبريالية من وطننا الكبير، ولابد ان يصبح هذا النضال التحرري مستمرا ومتواصلا في كل البلدان العربية والإسلامية، في البداية كمرحلة أولى ضد السياسات الصهيو امبريالية، ومن ثم يتابع انطلاقها في العالم، حيث احرار العالم يشاركون في التظاهر والاحتجاجات الغاضبة، ورفع الشعارات والرموز التي تعتبرها حكوماتهم ممنوعة في قوانينها وسياساتها، بينما يتحدى هؤلاء الاحرار ذلك ويخرجون باستمرار في مظاهرات شعبية كبيرة ومعبرة عن صحوة عالمية، تدين الحروب والعدوان والاحتلال والإبادة البشرية. ولابد معها العمل على تصعيد الكفاح التحرري والبناء الوطني والقومي والانساني، سوية والى الامام، في التخلص بكل اشكال الكفاح من الطغيان والاستبداد والاستغلال والفساد والظلم والاضطهاد والقمع والعبودية المركبة.
دون ذلك فإن التاريخ لا يرحم وابوابه لا تفتح دائما الا لمن يثبت نفسه ويسجل صفحاته المعهودة في التحرر والتغيير والتقدم. فاما ان تكون معرفا في التاريخ ويسجل لك صفحتك، او خارجه، وتلك كارثة ترميك في النسيان وخيبة الامال. ولعل ما شهد به التاريخ العربي من بطولات وصفحات مجد وشهامة وتضحية واقدام هي الابرز والاشرف والاكرم.
* نشر في مجلة الهدف، العدد الرقمي 66، كانون الاول/ ديسمبر 2024



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هو الصحيح والمفيد؟ ملاحظات عن الترجمة
- الوطن العربي وعهد ترامب الثاني
- ‎عن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
- نافذة المعموري ومنفى الحمداني
- نحو حركة تحرر وطني وقومي ثورية
- طوفان الطلبة: من اشعاعات طوفان الأقصى عالميا
- فاضل ثامر .. والميتا نقد
- قراءة في كتاب -اللا بشر-
- اشارات من الطوفان: اهمية الوعي السياسي والإنساني
- طوفان الهدهد امتدادٌ آخر لطوفان الأقصى
- تحيات إلى «الجنوب»
- ‎طوفان الطلبة.. مقدمات وتحولات
- وداعا باقر ابراهيم…!
- طوفان الغضب الشعبي في العالم من اجل غزة خصوصا وفلسطين عموما
- النازشية الصهيونية لمواجهة -طوفان الأقصى-
- مصداقية ممثلي الشعوب وطوفان الاقصى
- «طوفان الأقصى» وطوفان الغضب الشعبي
- حركةُ التحرّر الوطني العربيّة واتفاقيّة أوسلو الفلسطينيّة
- صباحا ازور الحديقة
- الولايات المتحدة واحتلال العراق: بعد عشرين عاما العنوان يتكر ...


المزيد.....




- بمجال جوي محظور.. -درون- تضرب طائرة مكافحة حرائق وتتلف جناحه ...
- إسرائيل ترسل رئيس الموساد إلى قطر لإجراء محادثات بشأن وقف إط ...
- لقطات تظهر حجم الحرائق بكاليفورنيا
- الجزائر تعلق على قضية مؤثر جزائري طردته فرنسا وتوضح سبب رفض ...
- وفاة أكبر معمرة ليبية في مدينة زوارة عن 114 عاما (صور)
- هل تسعى إسرائيل لتقسيم سوريا لكانتونات؟
- المرشحة لمنصب المستشار الألماني تتعهد بإعادة استئناف -السيل ...
- إعلام: مقتل 7 جنود إسرائيليين وإصابة 33 آخرين في حدث صعب جدا ...
- انخفاض احتياطات الغاز في بريطانيا
- القبض على 7 مصريين ويمنيين في السعودية تشاجروا في مكان عام


المزيد.....

- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - نحو تجسيد حركة التحرر الوطني والقومي الثورية