أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادم عربي - هل نستحق الديموقراطية؟














المزيد.....


هل نستحق الديموقراطية؟


ادم عربي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8219 - 2025 / 1 / 11 - 17:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد سمعت مراراً من بعض المثقفين والنقاد قولاً يتكرر: نحن شعوب لا نستحق الديمقراطية، وأنها أمر بعيد المنال بالنسبة لنا؛ إذ لا خيار أمامنا سوى إما البقاء تحت حكم ديكتاتوري، حيث نجد الأمن والاستقرار، وبالتالي نتمكن من الحفاظ على وحدة مجتمعنا وتماسكه، أو أن نثور عليه لنتسبب في فوضى عارمة لا تفضي إلا إلى الحروب الأهلية والاقتتال والانقسامات، مع غياب الأمن وانهيار الاقتصاد.

هؤلاء أحياناً يميلون إلى المبالغة في تشويه الفهم، ويزعمون أن الإنسان العربي بطبعه غير مؤهل للديمقراطية وأنه لا يمكن أن يصبح كذلك. بل يربطون هذا البعد المستمر عن الديمقراطية، بمبادئها وقيمها المتنوعة، بما يشبه خللاً في جيناته، ويشددون على أن العرب ينحدرون من بيئة مشبعة بالاستبداد منذ العصور القديمة، ما يعرف بـ"الاستبداد الشرقي".



لا شك أن إرادة الشعب الحرة هي الأساس لأي نظام ديمقراطي. لكن السؤال يبقى: هل يمكن أن يؤدي تعبير الشعب عن إرادته الحرة من خلال انتخابات نزيهة إلى ظهور نظام حكم يتناقض مع مبادئ الديمقراطية؟ أو هل يمكن أن ينتج عن ذلك بناء دولة لا تنتمي إلى مفهوم الدولة المدنية الديمقراطية؟ في مجتمعاتنا العربية (الإسلامية)، قد تؤدي الانتخابات الحرة إلى وصول حزب ديني إسلامي للسلطة، مما يتيح له السيطرة على مؤسسات الدولة ويؤدي إلى "أسلمة" الحياة الاجتماعية. فهل يمكن لأي ديمقراطي أن ينكر أن غالبية الناس هنا يؤمنون بأن الإسلام هو الحل لجميع مشاكلنا؟



حتى الإخفاقات التي شهدتها تجارب إسلامية متعددة في الحكم يتم تفسيرها شعبياً على أنها دليل على أن "الإسلام هو الحل"، وأن الفشل ليس في الإسلام نفسه، بل في "التطبيق الفاشل" له، وأن المشكلة تكمن في أن الشخص المسؤول لم يفهم أو يتبع "الإسلام الحقيقي". هذا "الإسلام الحقيقي" يشبه، من وجهة نظرهم، "جوهر الشيء" كما يراه الفيلسوف كانط، وهو شيء لا يمكن إدراكه بالكامل.



لا أعتقد أن هذه "الإشكالية" يمكن حلها ببساطة من خلال إلقاء اللوم على الشعب باعتباره "جاهلاً" أو "مضللاً". إذ إن "الشرعية" في الحكم تختلف تمامًا عن "الشرعية" في العلوم الطبيعية، لأنها تأتي من الشعب بما يحمل من وعي وثقافة، وهذا يتجلى في سلوك الحكام الذين هم بمثابة انعكاس لحالة شعوبهم. كما أن هناك قاعدة شهيرة تقول: "كما تكونون يولى عليكم"، فلا توجد حكومة لا تشبه شعبها، حتى وإن حاولت الابتعاد عنه.



ومن وجهة نظري، يمكن تفسير هذه "الإشكالية" من خلال القول بأن النظام الديمقراطي يجب أن ينبثق من الإرادة الحرة للشعب، لكن ليس كل ما ينبثق عن هذه الإرادة يضمن قيام نظام ديمقراطي. يجب أن نفهم هذا الأمر بعمق، لأن هذا يساعدنا على تفسير ظواهر عديدة ظهرت في ثورات الربيع العربي التي ما زالت مستمرة.



لمن يعتنقون الديمقراطية الغربية، بما فيها "العلمانية" ومنهم أنا، أقول: لا يمكن فرض هذه القيم بالقوة على مجتمعاتنا دون الإضرار بمفهوم الديمقراطية نفسه وتقويضه. فما الذي يتبقى من الديمقراطية إذا أجبرنا الناس على تبني قيمها بالقوة؟ نعم، نحن مع الدولة المدنية الديمقراطية، وتحقيق هذا الحلم في سياق الربيع العربي، لكن هل يمكن أن تنشأ هذه الدولة في مجتمع لم يختبر بعد الحياة الديمقراطية إلا بشكل سطحي؟ هل يمكن أن تزدهر الديمقراطية في مجتمع يفتقر، أو يكاد يفتقر، إلى "الديمقراطيين" وأن عدد الديموقراطيين لا يتعدى عدد مبادءها ؟



لكن لا ينبغي أن نفهم من هذا أن أحد الجانبين منفصل عن الآخر، بل إن "المجتمع المدني الديمقراطي" هو الذي يفضي إلى "الدولة المدنية الديمقراطية"، والعكس صحيح. الهدف الآن هو تحرير هذا التفاعل بين الجانبين عبر إسقاط الأنظمة الدكتاتورية، وتمكين الشعوب من اختبار أفكارها وأوهامها. فأفضل طريقة للتخلص من الأوهام هي أن يختبرها الشخص بنفسه.



لا شك أننا بحاجة إلى فترة انتقالية طويلة للوصول إلى "المجتمع المدني الديمقراطي" و"الدولة المدنية الديمقراطية"، لكننا لن نتمكن من تحقيق ذلك دون إتمام المهمة الكبرى الآن، وهي إسقاط الأنظمة الدكتاتورية. فليس هناك ما هو أسوأ من أن تظل هذه الأنظمة موجودة!



#ادم_عربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرصة برغوث!
- في المنظمات اللاحكومية!
- هطل الثلج!
- بعض من فلسفة التاريخ !
- انهيار النجم على نفسه!
- حرب القضاء على الوجود العربي!
- الصين وما أدراك ما الصين!
- تعالي!
- على خاصرة الريح!
- اللِيبِرَالِيَّةُ فِي بِلَادِنَا مَيِّتَةٌ، بَينَمَا اللِيبِ ...
- أحاورُ الأفعى!
- هل الإنسان مسيّر أم مخيّر؟
- الأعمى!
- ماذا يحدث في سوريا؟ ولماذا الآن؟
- في الثورة السورية !
- تناقضات الذات!
- تعارض النتائج مع التوقعات!
- الفسادُ الطبيُّ!
- العبثُ!
- الطائفية في فكر مهدي عامل!


المزيد.....




- سبق ربطه بالحرب في غزة.. ما حقيقة فيديو حرائق كاليفورنيا؟
- السودان.. بيان للجيش بعد تحرير ود مدني في معارك طاحنة
- هل يؤثر حكم المحكمة على رئاسة ترامب؟
- مبعوث ترامب يتنقل بين قطر وإسرائيل، وحديث عن تصور محتمل لوقف ...
- في أول حفل له بعد 13 عاماً في المنفى.. وصفي المعصراني يشعل ق ...
- رأس نيكولاس مادورو أصبح يساوي 25 مليون دولار.. أمريكا ترفع ق ...
- -علاقات استراتيجية-.. ماذا بعد لقاء الشرع وميقاتي؟
- مصر تعلن موقفها من القرار السعودي بشأن لزوم لقاح الحمى الشوك ...
- وزير الخارجية المصري يدعو للإسراع بتفعيل بعثة الدعم الجديدة ...
- شولتس يهاجم ترامب بعد تصريحاته عن ضم غرينلاند ويتحدث عن -الف ...


المزيد.....

- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادم عربي - هل نستحق الديموقراطية؟