عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 8219 - 2025 / 1 / 11 - 15:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقد تم بيع وطن بقيمة سورية بتاريخها المجيد دون مقاومة ونزال مثل الرجال وتسليمه للرعاع والمتطرفين إنها فضيحة أن يفتخر بعض العرب بما حدث ويحولون مأساة وطن كامل وشعب كامل إلى شخص واحد الرئيس الأسد وبعدما سقط النظام تأتي الكلاب لتنبح كما يحلو لها ويتكلم السفهاء والدجالون في أبواق الدعاية كما يلقنوهم أي كلام يرتقي أكثر لجلد الذات ولا علاقة له بالتحاليل الموضوعية فلا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها خاصة من ضباع الزريبة في غياب الذئاب التي كانت تحرس المكان ولا أحد يجرؤ على الاقتراب منها. ولو يعلم الأعراب أن ما حدث في سورية لا يعدو أن يكون هزيمة شنيعة للنظام العربي برمته وهو بإعلامه البدائي يأتي ليشمت وينشر الغسيل لنظام قد غادر وذهب في حال سبيله كوسيلة لإحباط ما بقي من عقل عربي محتل بالهزائم المتكررة والتفاهات وتحول إلى مزمر ومطبل للوافد الجديد دون تمحيص وتدفيق فحولوه إلى بطل مغوار وثائر لا يشق له غبار ينظفون بذلك ماضيه الأسود ويتقاطرون على قصره كذباب المزابل بلاء حياء أو وجل وكأن بيديه يوزع صكوك الجنة وسورية أصبحت فجأة إلى مزار للفرح والسعادة والبيعة الكبرى وانتهت بذلك تعاسة أعوام الحصار الطويلة من أبناء العم خضوعا لقرارات مجحفة قامت بها الدول المتنفذة في حق شعب عربي أصيل وعم الرخاء والرفاهية الربوع. بوصول المتطرفين إلى السلطة في سورية بمساعدة الدول التي تتشدق بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان لتأسيس نظام الخلافة الاسلامية من جديد على أنقاض أكوام من البؤس والألم والضياع والتي قاومها التحالف الدولي في العراق وسورية منذ فترة ليست بالبعيدة قد سقطت كل المبادئ وتعرى العالم من نفاقه وأصبح عديم الأخلاق والرجولة.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟