نايف عبوش
الحوار المتمدن-العدد: 8219 - 2025 / 1 / 11 - 12:27
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
عصرنة متسارعة ..إيجابيات واعدة وتداعيات صاخبة
رغم كل ما أفرزته العصرنة من منافع وايجابات.. في سياق حركة التطور الحضاري والتقدم الإنساني المعاصر.. إلا انها من الناحية الأخرى اتت على الكثير من الموروث الشعبي.. الذي اخذ بالإنحسار، والتراجع مع زحف العصرنة الصاخب .. بوسائلها المختلفة كالفضائيات والإنترنت وغيرها ..
ولابد هنا من الإشارة في هذا الصدد، إلى أن العصرنة، باغراءاتها الساحرة، جذبت اليها فئة جيل الشباب بشكل خاص.. حيث استهلكت جل وقتهم.. بحيث أقصتهم بجلف عن معايشة الكثير من العادات، والتقاليد الإجتماعية.. التي كانت حاضرة بحيوية في سياق الحياة اليومية العادية..
وأملت عليهم تبني أنماطا سلوكية طارئة،بفعل الإعتياد ،والمحاكاة.. والإنغماس المتواصل في واقعها الافتراضي الى حد الإدمان..
وتجدر الإشارة إلى الجيل الجديد من الشباب، بدأ يفقد في واقعه الحقيقي، دفء العلاقة الروحية مع العائلة، والأقارب، والأصدقاء،والمجتمع، بانغماسه التام في دردشات مواقع التواصل الاجتماعي، وما ترتب على ذلك من عزلة وانفصال عملي، عن بيئتهم الإجتماعية..كما أنهم في ذات الوقت بدأوا يخسرون التواصل مع ذاكرة الماضي بهذا الانفصال.. ويعانون من الاغتراب والضياع والاستلاب.
ولذلك بات الأمر يتطلب الإنتباه إلى هذه الظاهرة، وتنشيط التواصل الاجتماعي الحي، وأحياء مجالس السمر ..وتشجيع ظاهرة التعاليل .. والمطارحات الشعرية .. للحفاظ على هوية التراث والتقاليد الاجتماعية..وترسيخ روح الانتماء إلى التراث،قبل ان تأتي عليه رياح العصرنة إلى الأبد ، في نفس الوقت الذي يتناغم فيه الجيل مع معطيات الحداثة، ومستجدات العصرنة، للاستفادة من كل ماهو جديد وإيجابي منها.
#نايف_عبوش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟