أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - نبيل عيوش، وأوسكار المغرب: عندما يصبح -الكل يحب تودا- أسوأ من العيطة!














المزيد.....


نبيل عيوش، وأوسكار المغرب: عندما يصبح -الكل يحب تودا- أسوأ من العيطة!


بن سالم الوكيلي

الحوار المتمدن-العدد: 8219 - 2025 / 1 / 11 - 10:47
المحور: كتابات ساخرة
    


في مشهد سينمائي مغربي لا يخلو من التراجيديا الهزلية، خرج الناقد السينمائي مصطفى الطالب ليقدم تحليلا بديعا حول فشل المخرج والمنتج نبيل عيوش في جلب أوسكار مغربي. الطالب، الذي أصبح يعتبر بمثابة "الضوء الساطع" في عالم النقد السينمائي المغربي، لم يرحم عيوش أو فيلمه، وقال بصراحة: "الكل يحب تودا"، لكننا كجمهور مغربي نفضل أن نحب شيئا آخر! فالفيلم، في نظره، كان بمثابة مغامرة سينمائية، ولكن في متاهة لا نهاية لها.

وفجأة، أصبحنا نعيش مع الطالب في رحلة نقدية تبحث في أصول "الشيخة" و"العيطة"، وقد اكتشفنا أن عيوش يبدو وكأنه كان في رحلة سياحية لزيارة "أم عازبة أرادت أن تصبح شيخة، لكنها لم تفلح لأنها ببساطة لم تكن تعرف كيف تغني". نعم، كان هناك جهد تقني، ولكن لا شيء يمكن أن يعطي قيمة لفيلم فيه شخصية ضبابية مثل هذه. فكأنك تشاهد فيلما يصور مغنيا يركض في الاتجاه الخاطئ تماما، وأنت تتساءل "هل هذه هي العيطة؟ أم أنه مجرد تشويش صوتي؟"

الطالب، بتعليقاته الحادة، لم يكتف بالحديث عن الشخصيات، بل سخر بشكل لاذع من أداء نسرين الراضي، التي يبدو أن المخرج كان قد عرفها على شخصية واحدة فقط طوال مسيرتها الفنية: "الشخصية نفسها، الانفعالات نفسها، الجرأة المجانية نفسها!" ولعلنا نتساءل: هل نحن أمام نسرين الراضي أم أمام كائن سينمائي متعدد الوجوه، لكنه حصر نفسه في نفس البروفايل الذي تكرره في كل فيلم؟ لا أحد يعرف. كل ما نعرفه أن فيلم "الكل يحب تودا" لم يكن سوى عرض متكرر على شاشة سينما مليئة بالملل.

وفي الوقت الذي كان فيه عيوش يحاول إقناعنا بأن "الشيخة" هي جوهر هذا العمل الفني، خرج الناقد فؤاد زويرق ليصفه بأنه "أضعف أفلام عيوش في كل عناصره". أي أن الفيلم كان عبارة عن سيناريو درامي مشكل من ضعف، يسبح فيه جميع عناصر الفيلم بما في ذلك الموسيقى التي كان من المفترض أن تكون قلب العمل، لكنها كانت أقرب إلى "رنين الجرس" الذي يعكر الصفو، لا أكثر.

الطالب، وقد بدا في تحليله كمن يملك إجابة على كل الأسئلة الكبرى التي تحير السينما المغربية، طرح تساؤلات ربما لم ترد على بال عيوش نفسه. لماذا لا تتجاوز أفلامنا المغربية عتبة مهرجان "كان"؟ هل المشاهد الأمريكي لا يهتم بمواضيعنا؟ وهل لأننا في كل مرة نتمسك بإنتاجات مشتركة مع الفرنسيين، فتظل أفلامنا حبيسة الجغرافيا الفرنسية؟ أم أنه ربما حان الوقت للانفتاح على أمريكا، حيث يتم تصوير الكثير من الأفلام الأمريكية في المغرب؟ أسئلة تمطرنا بالشكوك وتتركنا نفكر في أن "السينما المغربية" قد تحتاج فعلا إلى إعادة هيكلة وتوسيع الأفق.

وفي نقطة أخيرة، يختتم الطالب مقاله الكوميدي بملاحظة خطيرة: لا بد من إفساح المجال للمخرجين الجدد، وأبرزهم المخرجة الشابة أسماء المدير التي استطاعت أن تفرض نفسها على الساحة، مع فيلم له رؤية فنية متماسكة وموضوع جاد، عكس "الكل يحب تودا" الذي كان أقرب إلى فوضى فنية صريحة، جعلت الكثيرين يتساءلون عن مدى التقدير الجاد لفن العيطة في السينما المغربية.

وفي النهاية، ربما حان الوقت لكي ندرك أن "الكل يحب تودا" هو أقل ما يمكن تقديمه للسينما المغربية في المحافل العالمية. فالفيلم لم يكن فقط خاليا من الروح المغربية، بل كان بمثابة محاولة فاشلة لتقديم "العيوط" بدون عواطف أو عوائق فنية حقيقية. وكلما حاول عيوش أن يقدم شيئا جديدا، كان يتركنا مع انطباع غريب: هل نحن أمام فيلم يعكس الواقع المغربي، أم أننا أمام محاكاة هزلية لشيء نعرفه جميعا؟ في النهاية، ربما يكون الحل الوحيد هو أن نترك "الكل يحب تودا" لنبيل عيوش، وننتظر "الكل يحب النقد" ليحصل على جائزة أفضل "تحليل" في مهرجان "الأوسكار".



#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون فلتر *** ليبيا: قهوة ورصاص مع لمسة من الموت
- بدون فلتر *** أحلام الطفولة: حين تسخر الحياة من طموحاتنا وتع ...
- -منطقة الساحل: منافسة أم فرصة للتعاون؟ المسألة التي طرحتها ج ...
- لطيفة أحرار: خطوة جريئة أم مشهد من مسرحية؟
- -عندما يصبح لعب الأطفال مأساة سياسية: هل من يوقف هؤلاء؟-
- -من 2025 إلى 2026: خريبكة تختار فوضى الزمن في خطوة نحو العصر ...
- -بدون فلتر *** ديك رومي بين التين الشوكي: ملحمة عبثية في كرم ...
- -من الهجاء إلى الاعتذار: تأملات كاتب في العام الجديد-
- -عبد اللطيف وهبي في محكمة الضحك: من وزير للعدل إلى بطل كوميد ...
- بن سالم الوكيلي: رحلة إلى العالم الآخر... حيث المراجعات الكو ...
- - من دار الدنيا إلى دار الآخرة: لقاء غير متوقع مع عبد اللطيف ...
- -مدونة الأسرة المغربية: فوضى القوانين بنكهة الفكاهة!-
- -الطماطم ومعجزة أخنوش: ملحمة الغلاء في المطبخ المغربي-
- بدون فلتر** -شهادة الألومنيوم: كوميديا بيروقراطية في مقهى مك ...
- -تحلية الديمقراطية: حين تختلط مياه البحر بملوحة المصالح-
- -سياسة الأوهام: ابن كيران بين بطولة مسرحية وسخرية ثلاثي النا ...
- بدون فلتر** -زيت الوكيلي: كوميديا سوداء بنكهة الزيتون-
- -نايضة: كوميديا تبحث عن نفسها في متاهة الكليشيهات-
- **زيارة الموت: عندما يكون لديك -وقت إضافي-**
- -اللصوص الجدد: كيف تسرق أفكار الآخرين وتجعلك عبقريا في عيونه ...


المزيد.....




- استمتع بتجربة رعب جديدة من نوعها.. بعد تحديث تردد قنوات أفلا ...
- ما حقيقة الاعتداء على الفنان السوري عبد المنعم العمايري؟
- إنجازات على أبواب -غينيس- بعد اختتام فعاليات مهرجان -ليوا- ا ...
- الفنانة السورية يارا صبري تعلق على حادثة عبد المنعم عمايري
- 7 وجهات في الجزائر تلبي شغف محبي الثقافة والاستكشاف
- المخرج خالد منصور: -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- رؤية جد ...
- السوداني يعزي برحيل علامة فارقة في تاريخ الثقافة العراقية (ص ...
- فاز بجائزتي كتارا ونجيب محفوظ.. محمد طرزي: لا أعرف إبداعا أد ...
- عنكبوت القمع الأكبر على الإطلاق حصل على اسم نجم سينمائي.. أي ...
- موجة تضامن مع الفنان السوري عبد المنعم عمايري بعد أنباء عن ت ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - نبيل عيوش، وأوسكار المغرب: عندما يصبح -الكل يحب تودا- أسوأ من العيطة!