رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 8219 - 2025 / 1 / 11 - 01:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من الواضح أن العراق له دور بالغ في الاهمية في تشكيل مستقبل المشهد الاقتصادي والجيو سياسي في المنطقة بموقعه الجغرافي وثرواته الطبيعية من النفط والغاز والمعادن. اليوم يقف العراق على أعتاب أزمات مائية خانقة في ظل تحكم دول الجوار الجغرافي للعراق بالواردات المائية الى نهري دجلة والفرات، وظروف التغير المناخي الذي يجتاح المنطقة بظواهر مناخية متطرفة تنذر بكوارث يمكن ان تذهب بضحايا كبيرة من الأرواح والممتلكات.
وكان العراق قديماً مركزاً للابتكار الحضاري للعلوم المختلفة وان نهري دجلة والفرات كانا يعززان موقع بلاد ما بين النهرين او بلاد الرافدين كقوة لحضارات عريقة وكانت بغداد والبصرة مدن تتصدر عظمة وعبق تاريخ بلاد الرافدين.
لذا فان الاهتمام بالموارد المائية يعني التركيز على الاستدامة واستمرار عجلة التنمية بمشاريع طموحة مما يعكس إلى الالتزام بزراعة مستقبل مستدام للبلاد ويتحقق ذلك من خلال جعل الرؤية مخطط عملي بهدف إعطاء الأولوية للأمن المائي الذي يضمن الامن الغذائي وللصحة البيئية والتنوع الاحيائي والنمو الاقتصادي والتقدم التكنولوجي من خلال الطاقات المتجددة والتخطيط الحضري الأكثر ذكاءً واستدامةً.
وهذا ما سيعيد للعراق إلى جانب الابتكار والتنمية، ثراءه الثقافي من خلال احتضان الفنون والسياحة والتراث الثقافي وخاصة في الاهوار العراقية التي هي كنز ومسجل كتراث انساني من قبل منظمة اليونسكو، للحصول على لوحة متألقة للعراق بمزيج من التقاليد والحداثة لإن الاهتمام في هذا التنوع يوفر للبلاد فرصاً لا مثيل لها للتبادل الثقافي والمشاريع التجارية مع بقية دول العالم. وهذا لا يتحقق الا من خلال العمل الدؤوب في سياق ديناميكيات جيوسياسية تكون دبلوماسية المياه أحد عناصرها ومرتكزاتها ليكون العراق لاعب محوري في العلاقات الدولية وليس ضمن هامش اللاعبين الاحتياط. لذا يجدر بالحكومة العراقية ان تتفهم هذه الديناميكيات كونها أمر بالغ الأهمية للمشاركات الدبلوماسية والتجارية التي يمكن أن تدفع النمو المجتمعي والتعاون الإقليمي على أسس سليمة وليست اقصائية.
ولان موقع العراق وثرواته وتراثه تاريخ حافل وجغرافية تبض بالحياة وجيولوجيا تؤسس لاقتصاد رصين ومتنوع فهذا يعني بان العراق يعتبر أكثر من مجرد موقع استراتيجي؛ بل للعراق موقع ذو ميزات ديناميكية جاهزة للاستكشاف والاستثمار. من هنا نرى ان تضع الحكومة العراقية معالجة الملف المائي داخلياً وخارجياً على راس اجندتها السياسية والاقتصادية والاستثمارية بالفرص المتاحة لديها لخلق تأثيرات مفيدة طويلة الأمد في المنطقة. وليكون العراق جزءًا من هذا التحول التكنولوجي والابتكاري العالمي النابض بالحياة ويكون لها القدرة على التواصل الإقليمي والعالمي لخدمة العراقيين الذين عانوا من ويلات الحروب والفساد والإهمال والإقصاء ردحاً طويلاً من الزمن.
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟