أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمين بن سعيد - قاتم (1) سوري















المزيد.....


قاتم (1) سوري


أمين بن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 8219 - 2025 / 1 / 11 - 01:33
المحور: كتابات ساخرة
    


لستُ سوريًّا، لا قبل، ولا هذه الأيام، ولا في المستقبل... لكن الخيال، جعلني للحظات... سوريًّا، هذه الأيام، فجادتْ القريحة بالقادم...
***
لستُ مثليا، لكني قررتُ أن أتزوج نفسي! أحب النساء، لكني مللتُهن، وقررتُ أن أنعزل... خفتُ العزلة، فقررتُ أن أحمل معي أحدا، فكانتْ نفسي... قد يبدو ذلك، مزحة، أو شيئا من الجنون، لكني لا أمزح، ولستُ مجنونا. كل البشر يتزوجون، حتى الحيوانات تفعل ذلك، ولا أريد أن أكون مثل كل البشر! أظنني مختلفا عنهم، أو... أسعى لذلك، وأحيانا أرى نفسي استثنائيا... لكن دون أن يعتقد بذلك، معي أحد... عادة ما يأتي استثناء أحد، من اعتقاد غيره باستثنائه، والاعتقاد لا يحتاج أدلة، بل بروبجندا، وليس لي لا مال ولا جيوش ولا إذاعات وقنوات! ولم يرسلني أي إله!! لا أظن أني أصلح لأن أكون رسولا... لستُ اجتماعيا، ولا عنيفا، ولا أجيد الكذب... أكذب أحيانا، لكن كذبات صغيرة، الكذب الكبير ليس اختصاصي. وأغضب أحيانا، فأكسر أشياء، لكني لا أكسر الأسنان والعظام ولا أقطع الرؤوس... رأيتُ مرة، أحدهم يقطع رأس آخر، فبكيتُ، ثم تقيأتُ، فاكتشفتُ أني حساس، مرهف الشعور، ولم يُعجبني ذلك كثيرا، لأن تلك، صفات نساء، وأنا رجل! لكني سمعتُ مرة، أن في كل رجل امرأة، فقلتُ أنها أكيد شعّ نورها في تلك اللحظة، ورضيتُ. استنتجتُ، أنه منطقيا، في كل امرأة رجل أيضا، وتذكرتُ كل لحظاتي مع النساء، وحمدتُ، أن كل أولئك الرجال، لم يشعّ نورهم، عندما كنتُ أعاشرهن، وإلا!! كانت فُعلت فيّ الأفاعيل! وأنا رجل! فاعل يَفعل ولا يُفعل فيه! قصة الفعل هذه، لا أختلف فيها عن كل رجال بلدي، لم أمتعض من ذلك لأنها جينات موروثة ولذلك نحن... أخوة، شعب، وأمة؛ أنا فاعل، هم فاعلون، نحن شعب فاعل وأمة فاعلة! لا أفتخر بذلك، لا تُعجبني فكرة الفخر كثيرا، لأنها منبع العنصرية، لكنها الحقيقة... أحيانا أخشى من قولها، لأنها تظهر وكأنها عنصرية، لكني لا أقصد ذلك! ثم ماذا أفعل! إذا كل رجال الأرض مفعولا فيهم باستثناء رجال شعبي وأمتي؟! هناك حقيقة أخرى، تظهر عنصرية أيضا، لكني أعتقد بها، ورأيتها في كل النساء اللاتي عرفتُ، تظهر متناقضة لكني هكذا أعتقد... رأيتهن فاعلات برغم أني كنتُ من يفعل فيهن! ولوقتٍ طويل، ظننتُ نفسي استثنائيا في ذلك، لكن هُدم اعتقادي فحزنتُ! لأني اكتشفتُ أن كل الرجال في بلدي يعتقدون مثلي! حزنتُ لنفسي، لكني فرحتُ لبلدي، لأني وطنيّ أحب بلدي وأحيانا أقدّمه حتى على نفسي، وفِعل النساء من أهم الأشياء التي تنازلتُ فيها لبلدي، واكتشفتُ أن حبي له عظيم أعظم مما كنتُ أتصور، حتى خشيتُ على نفسي أن أصير متعصبا شوفينيا! حتى النساء فاعلات في بلدي، الكل يفعل وليس فقط الرجال! لم أتجرأ على النظر في فعل الدجاج والخراف والبقر والحمير والقطط والكلاب، لأني قلتُ في نفسي أني أكيد سأظهر عنصريا، وستلبسني التهمة، فعدلتُ عن ذلك، برغم أني كنتُ أشعر بأشياء، وكانت عندي ميولات نحو رأي دون آخر... رأيتُ أن أبقى موضوعيا، وألا أخلق أعداء مجانيين... أن أكون براجماتيا! ولا حاجة لي للبهائم، بعد الذي كان عندي من البشر.
قررتُ العزلة في جبل، تُحيط به غابة، كنتُ أعلم مسبقا بوجود منزل فيها، فبحثتُ عن مالكه، وعندما سمع البعض من قصتي، وسألته عن ثمن الكراء، قال أني أستطيع البقاء فيه كل الوقت الذي أريد، وصدمني بالقول: "أنتَ من الرجال القلائل الذين يستحقون كل شيء"! فرفضتُ، لأني لا أحب أن أكون عالة على أحد، لكنه أصر وقال أنه شرف له وفخر أن أسكن في منزله، فاستغربتُ، وشككتُ! وقلتُ في نفسي: "هل كنتُ أُذاع في القنوات دون أن أعلم؟!" ولم أستبعد ذلك، ووضعتُ فرضية أن تكون الغرفة التي أسكنها مراقبة ويُبث منها... ولم أكن لأعرف حقيقة ذلك، لأني لا تلفزة عندي ولا راديو ولا نات! بقي السؤال دون إجابة، ومع إصرار الرجل قبلتُ. ويوم ذهابي إلى المنزل، وجدته ينتظرني، فكان لطيفا وساعدني في حمل أغراضي... لم تكن كثيرة، لكنه اقترح المساعدة، فلم أستطع رده.
دخلنا معا المنزل، فشرع يريني الغرف، كانت كثيرة جدا، أراني أربع منها قبل أن أوقفه... الأولى عندما فتح بابها، كانت امرأة بثياب داخلية فوق سرير، قال عنها: "زوجتي وفاء". الثانية، كانت فيها امرأة أصغر من الأولى، قال عنها: "أختي علياء، هناك بعض تفاصيل، لكنها غير مهمة، ستُطلعكَ عليها"، وعندما سألتُ، قال: "ستتزوج في الصيف"، فلم أفهم، وسألتُ مرة أخرى، فضحك وقال: "من الخلف فقط". ثم الثالثة، وفيها طفلان، فأغلقتُ الباب مباشرة ولم أسأل! أما الرابعة، فكان فيها صناديق من أسفلها إلى أعلاها من جهة، ومن الأخرى أكياسا، الصناديق كانت بصلا، والأكياس كانت ثوما، عندما فتح الباب شعرتُ بنشوة غريبة، وكأني دخلتُ حقل هيروين منذ ساعات، فلم أتمالك نفسي، وبكيتُ... لم أستطع النظر للرجل، لكنه لم يتركني، وحضنني، ثم قال: "لم يخني حدسي"... وغادر، ومعه بقية الأفراد. بقيتُ لوقتٍ أفكّر... حضني صغير، ولا أستطيع حضن كل ما كان أمامي، فكيف أفعل؟! كنتُ عند الباب، ولم أستطع الدخول، أتحرّك يمينا وشمالا وقليلا إلى الوراء لكن... لم أستطع التقدم، وأفكر، وأفكر! ولم أجد الحل! حتى شعرتُ بالدوار فسقطتُ، وحلمتُ...
كان حلما جميلا، كنتُ أركب على حمار، كان أبيض، وذيله كُوبرا، كانت تعضني في رقبتي، وكنتُ أتلذذ بذلك، فأهمز الحمار، فيطير، بدون جناحين... لكنه، عندما ارتفع، ورأيتُ كل مدن الأرض، أخرج أجنحة، كانت كثيرة جدا، ولم أستطع عدها! شرعتُ في العد، لكن خروج أحدها من ظهره أسقطني، فسقطتُ! وعندما سقطتُ، كنتُ بين فخذي شقراء، أضاجعها، لكني لم أشعر بشيء! ثم بدأت لذة عظيمة، شعرتُ بها تنطلق من رقبتي حتى تصل ذكري، وإذا بالحية تعضني، والحمار يقف بجانبي وينهق، فاستحييتُ منه بدءا، لكني بعد ذلك ضحكتُ، وواصلتُ مضاجعتي للشقراء، كانت تحتي، ثم أردتها أمامي، على أربع، مثل الحمار، وعندها لم أر ذكري، فبحثتُ عنه، فلم أجده، كان بطني كبيرا، وكانت تجاعيده كسدود تمنعني من النظر، فاستنجدتُ بالحمار، فضحك وقال: "ها هو"، لكني لم أر قضيبي، ورأيتُ ذيله يقترب مني... دخلتْ الكوبرا من فمي، وخرجتْ من بين فخذي، ثم دخلتْ في الشقراء، وما هي إلا لحظات، وشعرتُ بقمة النشوة، ورأيتُ الشقراء تنفجر وتتحول إلى أشلاء... كانت لحظة رائعة، صحبتها لذة عظيمة، وتزامن فيها كسمفونية، نهيق الحمار، وضخ الكوبرا لسمها، وعوائي كذئب... ثم نظرنا إلى أسفل جبل، كنا عليه ولم أتفطن له، فرأيتُ الغابة، ورأيتُ المنزل، وناس كثيرون يُحيطون به ويدورون، يهللون... كانوا عرايا، وكنتُ في المنزل... واستيقظتُ.
كنتُ سعيدا، بالحلم، وبالحل الذي رأيته ما إن استيقظت... دخلتُ، وضعتُ كيسا على ظهري، وحملتُ بذراعيّ صندوقا، وخرجتُ... لم أفكر في بقية الغرف التي لم يرنها الرجل، وقررتُ الذهاب إلى الغرفة الأولى، غرفة الزوجة... أفرغتُ الكيس فوق الفراش، وزدتُ عليه نصف الصندوق، واستلقيتُ... العادة أن تكون العروس فوق الفراش، وفوقها العريس، ولم أكن عروسا... لكني شعرتُ كأنه عرس! ففكرتُ في عروس... تذكرتُ الزوجة فقلتُ لا، وتذكرتُ الأختَ وقلتُ لا، لم أتذكر الطفلين لأني لستُ...! ثم غضبتُ من نفسي، وشعرتُ شعور خيانة، كمن خان زوجته التي يُحب وندم! فكان حالي كحاله، في تلك اللحظة التي تسبق إلقاء نفسه أمام قطار، أو إطلاق النار على رأسه... ثم نظرتُ للصندوق، بجانبي على الأرض، وتأملتُ الشطر الذي بقي فيه، وخجلتُ من نفسي، وبكيتُ... كانت دموعا كثيرة، خرجتْ بحرقة، كانت حارقة، كأنها حمم بُركان! دموع ندم! دموع وداع، وكأني كنتُ ذلك الخائن، وعند وصول القطار: "سامحيني حبيبتي! لا أستحق الحياة بعد خيانتي!"، وحضنتُ الصندوق... ونمتُ.
عندما استيقظتُ، نزلتُ برفق من السرير... بهدوء، لم أشأ إيقاظ أحد... ونويتُ الخروج للجبل، وعند الباب، خفتُ، ورُعبتُ... لم أر الغابة، لكن على مدّ نظري، بشرا وما هم ببشر، وجوه بشر لكن بقرنين، وآذان كآذان الجن في أفلام شاهدتها! كانت عندهم ذيول، وكانوا يرقصون، وأصواتُ أرجلهم كأنها أحذية فلامنكو لكنها لم تكن! كانت حوافر!! كنتُ أقف في مدخل المنزل، وأولئك الـ... تلك الأشياء تحتي، فصعد نحوي رجل وامرأة، أو شيء وشيئة من تلك الأشياء، وكلماني، ففهمتُ ما قالا!! فزادا رعبي وظننتهما يأجوج ومأجوج، فحاولتُ الهرب! لكن الشيء مسكني، وقال أنهم ينتظرونني منذ قرون، وأن جده الأول كان... فلم أصدّقه، وظننتهم سيأكلونني أو سيقدمونني أضحية، وبقيتُ خائفا، حتى أنزلني هو والشيئة التي كانت معه، إلى الأشياء التي كانت تحيط بالمنزل، وبعد عدة كيلومترات، تعبتُ وفهمتُ... لم يأكلوني! لم يقتلوني! كانوا كلهم عندما أقترب منهم يسجدون! ويُصدرون أصواتا تُشبه نهاية نهيق حمار!



#أمين_بن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-23
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-22
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-21
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-20
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-19
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-18
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-17
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-16
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-15
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-14
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-13
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-12
- الهولوهوكس: إلى كل التيارات الفكرية... دعوة وتحذير
- الهولوكوست وإسرائيل: سلاح دمار شامل وإفلات مستمر من العقاب ( ...
- الهولوكوست وإسرائيل: سلاح دمار شامل وإفلات مستمر من العقاب ( ...
- الهولوكوست وإسرائيل: سلاح دمار شامل وإفلات مستمر من العقاب ( ...
- الهولوكوست وإسرائيل: سلاح دمار شامل وإفلات مستمر من العقاب ( ...
- الهولوكوست وإسرائيل: سلاح دمار شامل وإفلات مستمر من العقاب ( ...
- الحجاب بين ليبيا وأمستردام!
- فيلة


المزيد.....




- سوريا.. مصادر عسكرية تكشف تفاصيل تعرض الفنان عبد المنعم عماي ...
- النجم العالمي جود لو يجسد دور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ف ...
- سوريا.. مصادر عسكرية تكشف تفاصيل تعرض الفنان عبد المنعم عماي ...
- ما الفرق بين تأخر النطق ومشكلات اللغة لدى الأطفال؟
- الفنان العالمي ميل غيبسون يخسر قصره جراء حرائق الغابات (فيدي ...
- السلطات الأوكرانية تبحث عن مجموعة استمعت لموسيقى روسية
- أنجلينا جولي في -ماريا-.. تجسيد معقد لحياة أسطورة الأوبرا
- سوريا.. ابنة الفنان عبد المنعم عمايري تعلق على تعرض والدها ل ...
- أميرات الحرية.. قصة أختين ناجيتين من ظلام سجون الأسد
- نزلها الآن .. تردد ام بي سي بوليود لمتابعة الأفلام والمسلسلا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمين بن سعيد - قاتم (1) سوري