مكسيم العراقي
كاتب وباحث واكاديمي
(Maxim Al-iraqi)
الحوار المتمدن-العدد: 8218 - 2025 / 1 / 10 - 10:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
1—بعض تصنيفات الأنظمة الفاسدة والامثلة عليها!
2-- الأنظمة الزبائنية (Clientelistic Systems)
3-- العلاقة بين الفساد والأنظمة الاستبدادية
4-- العلاقة بين الفساد والديمقراطية
5—بعض المصادر عن الموضوع
(1)
الأنظمة الفاسدة تتنوع في أشكالها ودرجة فسادها، وتصنف بناءً على عدة معايير مثل طبيعة الفساد، درجة تنظيمها، والأساليب التي تستخدمها لتحقيق أهدافها. إليك تصنيفات مفصلة لأنواع الأنظمة الفاسدة:
وقد تم الحديث عن بعضها في الحلقة الأولى, ويمكن ادراج مايلي منها:
1. الأنظمة الكلبتوقراطية (Kleptocracies):
أنظمة تستغل السلطة لنهب المال العام وتركيز الثروة في أيدي النخب الحاكمة.
ويتم استخدام الفساد كأداة للسيطرة على السلطة.
مثال روسيا: حيث أن النخب الحاكمة بقيادة فلاديمير بوتين تستغل السلطة لتحقيق مكاسب شخصية.
غينيا الاستوائية: نظام تيودورو أوبيانغ نغيما مباسوغو، حيث يتم تحويل عوائد النفط لصالح العائلة الحاكمة.
3. الأنظمة الأوليغارشية (Oligarchies):
الأوليغارشية، أو ما يُعرف بحكم القلة، هي نظام سياسي واجتماعي يتميز بتركيز السلطة والنفوذ في أيدي مجموعة صغيرة من الأفراد أو النخب، الذين غالبًا ما يمتلكون القوة الاقتصادية أو العسكرية أو الاجتماعية. هذا النظام ليس وليد العصر الحديث، بل يمتد بجذوره إلى الحضارات القديمة حيث كانت السيادة تُمنح لفئة محددة على أساس النسب أو الثروة أو السلطة.
مثال, روسيا و أوكرانيا (في التسعينيات): سيطرت مجموعة صغيرة من رجال الأعمال (الأوليغارشيين) على الاقتصاد والسياسة.
كولومبيا: تاريخياً، سيطرت عائلات قليلة على الثروة والسلطة.
3. الأنظمة الاستبدادية الفاسدة (Corrupt Authoritarian Regimes):
أنظمة قمعية تستخدم الفساد كأداة للسيطرة على السلطة وقمع المعارضة.
ويتم استخدام الفساد لشراء الولاءات وإسكات المعارضة حيث يتم تركيز السلطة في أيدي النخب الحاكمة.
مثال, سوريا: في نظام بشار الأسد السابق, كان يستخدم الفساد والقمع للسيطرة على البلاد.
فنزويلا: تحت حكم نيكولاس مادورو، تم تحويل عوائد النفط لصالح النخب بينما انهارت الخدمات العامة.
4. الأنظمة العسكرية الفاسدة (Corrupt Military Regimes):
أنظمة يحكمها العسكر، حيث يتم استغلال السلطة لتحقيق مكاسب شخصية وقمع المعارضة.
ويتم استخدام القوة العسكرية للسيطرة على السلطة, ونهب الموارد العامة لصالح النخب العسكرية.
مثال, ميانمار: حيث النظام العسكري الحاكم يستغل السلطة لنهب الموارد وقمع المعارضة.
مصر (تحت حكم حسني مبارك): كان النظام يعتمد على الفساد والقمع للحفاظ على السلطة.
4. الأنظمة الطائفية الفاسدة (Sectarian Corrupt Regimes):
تعاني اغلب دول العالم من حدة التوترات وشدة الصراعات السياسية والاجتماعية القائمة على أسس عرقية او دينية، ينتج عنها ظاهرة طائفية مما يشكل تهديد قوي وخطير للتعايش السلمي والامن المجتمعي، وبالنتيجة يؤدي الى زعزعة استقرار الدول ووحدتها الوطنية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
والطائفية السياسية هي احد الوسائل المهمة لتدمير الدول عبر الفاعل الخارجي والفاعل الداخلي الديني المرتبط به!
وماينتج عنها من أنظمة تعتمد على تقسيم السلطة بين الطوائف الدينية أو الإثنية، مع استغلال الفساد لتعزيز النفوذ وتوزيع المناصب والموارد على أساس طائفي واستخدام الفساد لتعزيز الولاءات الطائفية, او حتى دفع البلد للحروب الطائفية المدمرة!
مثال ايران,ولبنان: نظام طائفي فاسد يعتمد على تحالفات بين النخب السياسية ورجال الأعمال.
العراق: بعد عام 2003، تم توزيع السلطة على أساس طائفي، مما أدى إلى انتشار الفساد.
6. الأنظمة الريعية الفاسدة (Corrupt Rentier States):
أنظمة تعتمد على عوائد الموارد الطبيعية (مثل النفط) لتمويل الفساد وإبقاء النخب الحاكمة في السلطة.
مع إهمال القطاعات الأخرى مثل الزراعة والصناعة.
مثال, أنغولا: تحت حكم خوسيه إدواردو دوس سانتوس، تم تحويل عوائد النفط لصالح العائلة الحاكمة.
نيجيريا: تاريخياً، عانت من فساد واسع النطاق في قطاع النفط.
وبالطبع العراق!
7. الأنظمة المافياوية (Mafia States):
أنظمة تتحالف فيها النخب الحاكمة مع الجماعات الإجرامية لتحقيق مكاسب مشتركة.
مثال, هندوراس: تُعتبر واحدة من أكثر الدول تأثراً بالجريمة المنظمة، حيث تتحالف الجماعات الإجرامية مع المسؤولين الحكوميين.
إيطاليا (تاريخياً): في بعض المناطق، كانت المافيا تتحالف مع السياسيين لتحقيق مصالح مشتركة.
وبالطبع العراق عبر سيطرة المليشيات المقدسة بغطاء ديني وقانوني مزيف!
8. الأنظمة الدينية الفاسدة (Theocratic Corrupt Systems):
أنظمة تستخدم الدين كغطاء للفساد وتعزيز النفوذ وقمع المعارضين باسم الله وتركيز السلطة في أيدي النخب الدينية الجاهلة المرتبطة بالخارج.
مثال إيران: حيث أن النظام يستخدم الدين لتبرير الفساد وقمع المعارضة.
السعودية (تاريخياً): اُتهمت العائلة المالكة باستخدام الدين لتعزيز نفوذها.
9. الأنظمة الفاسدة الهجينة (Hybrid Corrupt Systems):
أنظمة تجمع بين عناصر من الأنظمة الفاسدة المختلفة، مثل الكلبتوقراطية والأوليغارشية.
ويتم استخدام أساليب متعددة للفساد والقمع وتركيز السلطة في أيدي النخب الحاكمة.
مثال, أفغانستان: تحت حكم حامد كرزاي، تم الجمع بين الفساد والتحالفات مع الجماعات المسلحة.
جمهورية الكونغو الديمقراطية: نظام يجمع بين الفساد والقمع العسكري.
10. الأنظمة الفاسدة المدعومة من الخارج (Externally Supported Corrupt Regimes):
أنظمة فاسدة تحصل على دعم من دول أو منظمات خارجية لبقائها في السلطة.
مثال, جمهورية الكونغو الديمقراطية: دعمت دول غربية نظام موبوتو سيسي سيكو رغم فساده.
او النظام العراقي الحالي المدعوم من أمريكا والغرب لان أموال البلاد تحول للغرب وايران وغيرهما وان امتيازات شركات النفط خرافية وان النظام يدمر البلاد وهو هدف لكل أعداء العراق والعرب!
(2)
الأنظمة الزبائنية (Clientelistic Systems)
هي أنظمة سياسية تعتمد على تبادل المنافع بين النخب الحاكمة وأنصارها، حيث يتم تقديم خدمات أو منافع مادية أو سياسية للأفراد أو الجماعات مقابل الدعم السياسي أو الولاء. هذه الأنظمة تُعتبر شائعة في الدول النامية أو تلك التي تعاني من ضعف المؤسسات الديمقراطية:
الزبائنية (Clientelism): هي علاقة تبادلية غير رسمية بين النخب الحاكمة (الزبون) وأنصارها (العملاء)، حيث يتم تقديم خدمات أو منافع مقابل الدعم السياسي أو الولاء, وتتم تلك المعادلة من اجل منح الشرعية الدولية لنظام فاسد عبر انتخابات مزورة تعتبر صك لشرعية نظام حكم ما على الرغم من عزوف 80% من الشعب عن الانتخاب! مثلا, ومن ثم سيطرة الأقلية على الأكثرية عبر انقلابات عسكرية وقضائية مدبرة!
وتقوم الزبائنية على إنشاء سلسلة متشابكة من الروابط والعلاقات ،قام أوليفييه روا - Olivier Roy بحصرها معرفياً في أنماط ثلاثة:
- الشبكة المعاونة التي تتشكل حول رجل يتمتع بسلطة ما والتي تزول بزوال هذه السلطة.
- العصبية التقليدية المتمثلة في العشيرة والقبيلة والقرية والأسرة الموسعة ... .
- العصبيات الحديثة الاجتماعية والسياسية (النقابات، الأحزاب) .
وقد استنتج قوة العلاقة بين النمطين الأخيرين في المجتمع السياسي في العديد من البلدان النامية.
1. الخصائص الرئيسية:
تبادل المنافع: يتم تقديم خدمات مثل الوظائف، الأموال، أو المشاريع مقابل الدعم السياسي, وهذا الامر واضح في العراق من اجل إعادة انتاج النخب الفاسدة الحاكمة على حساب الدولة ومصالحها!
العلاقات الشخصية: تعتمد على شبكات العلاقات الشخصية بدلاً من المؤسسات الرسمية.
ضعف المؤسسات: تزدهر في الأنظمة التي تعاني من ضعف المؤسسات الديمقراطية والشفافية.
2. آليات عمل الأنظمة الزبائنية:
الوظائف العامة: يتم تعيين الأفراد في الوظائف الحكومية بناءً على الولاء السياسي بدلاً من الكفاءة, وتضخيم جهاز الدولة المتضخم بالبطالة المقنعة او منح الأموال بصيغة رعاية اجتماعية لمن لايستحق من اجل التصويت او تجنيس مواطنين من دول أخرى من اجل التصويت او الدفاع عن النظام!
المشاريع المحلية: يتم توجيه المشاريع التنموية الفاشلة على الاغلب والرديئة إلى المناطق التي تدعم النخب الحاكمة.
الرشاوى والهدايا: يتم تقديم رشاوى أو هدايا للأفراد أو الجماعات مقابل الدعم الانتخابي.
شبكات المحسوبية: تعتمد على شبكات من العلاقات الشخصية لتوزيع المنافع.
التطبيل والتهريج الإعلامي: ويتم منح أموال طائلة للتهريج للنظام ورؤوسه من اجل الخداع والتضليل والتشويش!
منح الامتيازات لمن لايستحق: مثل مزدوجي الجنسية ورفحا والايرانييين ومايمسى المجاهدين او السجناء او الشهداء او المفصولين لتشكيل مجموعات داعمة للنظام على حساب أموال الدولة ومصالحها!
3. أسباب انتشار الأنظمة الزبائنية:
ضعف المؤسسات: في غياب المؤسسات القوية، تصبح العلاقات الشخصية والحزبية هي الوسيلة الرئيسية للحصول على الخدمات.
الفقر وعدم المساواة: في المجتمعات الفقيرة، يصبح تبادل المنافع وسيلة للبقاء.
الضعف الديمقراطي: في الأنظمة التي تعاني من ضعف الديمقراطية، تصبح الزبائنية وسيلة للحفاظ على السلطة.
4. تأثيرات الأنظمة الزبائنية:
على السياسة:
إضعاف الديمقراطية: يتم تقويض العملية الديمقراطية من خلال شراء الأصوات وتزوير الانتخابات.
تركيز السلطة: يتم تركيز السلطة في أيدي النخب الحاكمة، مما يقوّض التعددية السياسية.
على الاقتصاد:
إهدار الموارد: يتم توجيه الموارد العامة لصالح النخب الحاكمة وأنصارها بدلاً من التنمية الشاملة.
تعزيز الفساد: تزدهر الممارسات الفاسدة مثل الرشوة والمحسوبية.
على المجتمع:
زيادة عدم المساواة: يتم توزيع المنافع بشكل غير عادل، مما يعمق الفجوات الاجتماعية.
إضعاف الثقة العامة: يفقد المواطنون الثقة في المؤسسات الحكومية.
5. أمثلة على الأنظمة الزبائنية فضلا عن العراق:
الهند: في بعض الولايات، يتم توزيع الوظائف والمشاريع على أساس الولاء السياسي.
المكسيك: تاريخياً، اعتمد الحزب الثوري المؤسسي (PRI) على الزبائنية للحفاظ على السلطة.
لبنان: يتم توزيع المناصب والموارد على أساس طائفي، مما يعزز الزبائنية.
كينيا: يتم استخدام المشاريع التنموية لجذب الدعم الانتخابي.
6. كيفية مواجهة الأنظمة الزبائنية:
تعزيز المؤسسات: بناء مؤسسات قوية وشفافة يمكنها الحد من الممارسات الزبائنية.
تعزيز الشفافية: نشر المعلومات حول توزيع الموارد والوظائف العامة.
تمكين المجتمع المدني: دعم المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام المستقلة للكشف عن الممارسات الزبائنية.
تعزيز التعليم: توعية المواطنين بحقوقهم وطرق مكافحة الفساد.
(3)
العلاقة بين الفساد والأنظمة الاستبدادية:
الفساد والأنظمة الاستبدادية غالباً ما يتعايشان ويعزز كل منهما الآخر, الأنظمة الاستبدادية تعتمد على الفساد للحفاظ على السلطة، بينما الفساد يزدهر في غياب الشفافية والمحاسبة التي توفرها الديمقراطية.
هذه الأنظمة تتميز بتركيز السلطة في أيدي قلة، واستخدام الفساد كأداة للسيطرة على الموارد والقمع السياسي. الفساد في هذه الأنظمة غالباً ما يكون منظماً ومنهجياً، حيث يتم تحويل الموارد العامة لصالح النخب الحاكمة.
والفساد يقوّض شرعية الأنظمة الاستبدادية من خلال إضعاف الثقة العامة وزيادة عدم المساواة, وانهيار الخدمات وفرص العمل, ومع ذلك، تستخدم هذه الأنظمة الفساد كأداة لشراء الولاءات وإسكات المعارضة، مما يعزز بقاءها في السلطة.
غياب الشفافية والمحاسبة يجعل من الصعب كشف الفساد ومكافحته في الأنظمة الاستبدادية, بالإضافة إلى ذلك، يتم قمع وسائل الإعلام المستقلة ومنظمات المجتمع المدني التي يمكن أن تكشف عن الفساد.
(4)
العلاقة بين الفساد والديمقراطية:
الفساد يُضعف الديمقراطية من خلال تقويض الثقة في المؤسسات الحكومية وإضعاف سيادة القانون.
الديمقراطية، من ناحية أخرى، يمكن أن تكون أداة قوية لمكافحة الفساد إذا تم تعزيز الشفافية والمحاسبة.
تقويض الانتخابات: الفساد يمكن أن يشوه العملية الانتخابية من خلال شراء الأصوات أو تزوير النتائج.
ومن نتائج الفساد:
إضعاف المؤسسات: الفساد يقوّض فعالية المؤسسات الديمقراطية، مثل البرلمانات والقضاء.
تقليل المشاركة العامة: عندما يفقد المواطنون الثقة في النظام، قد يقللون من مشاركتهم السياسية.
دور الديمقراطية في مكافحة الفساد:
الشفافية: الأنظمة الديمقراطية تشجع على الشفافية في صنع القرار وإنفاق المال العام.
المحاسبة: تسمح الديمقراطية بمساءلة المسؤولين الفاسدين من خلال آليات مثل الانتخابات الحرة وحرية الصحافة.
المشاركة العامة: تشجع الديمقراطية المواطنين على المشاركة في مراقبة الحكومة والإبلاغ عن الفساد.
(5)
بعض المصادر عن الموضوع
1
Anti-Corruption Module 3 Key Issues: Corruption and Authoritarian Systems
2
Anti-Corruption Module 3 Key Issues: Corruption and Democracy
3
https://political-encyclopedia.org/dictionary/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D8%A8%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9
الزبونية السياسية - Political Clientelism
4
الأوليغارشية: أنواعها، تاريخها وتأثيرها على الأنظمة الاجتماعية والسياسية - موقع نموذج
5
الطائفية في ظل الصراع السياسي الاجتماعي - المركز الديمقراطي العربي
#مكسيم_العراقي (هاشتاغ)
Maxim_Al-iraqi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟