بولس ادم
الحوار المتمدن-العدد: 1790 - 2007 / 1 / 9 - 09:15
المحور:
الادب والفن
في فجر كانوني ، لايزعج الراعي خرافه وهو يجري تعداده لهم ، لايجمعهم في كراديس مثلها في الجيش!
.. في ابي غريب ، سجان واقف ينتظر تكردس مساجين تصطك اسنانهم بردا في الفجر..
..في الساحة الرصاصية، كان هناك خطوط قاسية فقط، ورجال عابسون .
.. ضرطة السجان اضحكتنا ! وكان لابد له ان يبتعد عن صفنا في التعداد قليلا..!
تلك الحادثة ،فتحت شهية ( انويا ) في الكلام :
- لم تضحكون مثل الفئران ؟ هو ايضا انسان ، لعنة على الشيطان !
انفجر في ضحك ،مشبها وجه السجان بوجه تمثال بائع العرقسوس..
كان لنفسه يتكلم وكنا نضغط بطوننا منعا لكركرات عالية..
(سمير الحلاوي) يناوب الألتفات نحونا بانتباه شديد في ذهول ! كنا نضحك بدلا عنه والكل يعتقد بانه في الطريق الى اكمال النصف الثاني من جنونه في ابي غريب ، عذرا ! يحكى هذه الأيام بانه يقرط خشبا عند الجوع !
قال له انويا :
- مارايك ياسمير لو هبطت الآن من السماء باصات تنقلنا الى بيوتنا مباشرة ، حيث الأهل والقيمر ، الشاي المهيل والخبز الحار ؟ اه ياام داؤود .. اخ !
نهض سمير الحلاوي، قامة سفر اصبح و صرخ :
- اصعد اخي .. اسرع، اصعد ، نفر واحد ،بغداد .. بغداد..!
ادار مقود الباص الوهمي ، وفي استدارة خروجه من الأصطفاف انزلق ، ارتطم وجهه بالأرض لكنه نهض مسرعا ، زخة دم لوحظت بصمت ، المقود الهوائي بيديه ،اسرع جريا وابتعد ..التاف حول عمود كهرباء وسط الساحة ، يا ويلي !
عاد ليقف وجها لوجه امام السجان وبظهر كفه يمسح دم فكه منهكا..
توقعنا ان يصفع ويركل كالعادة..
الا ان البرد رحمه هنا ، فضل السجان ابقاء يديه دافئتين في الجيوب و اكتفى بالقول :
- اجلس يا حيوان !
#بولس_ادم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟