|
ابراهيم نصرالله ...او كيف يتشاوف الفلسطيني على السوري
عبد الحميد عبود
الحوار المتمدن-العدد: 8218 - 2025 / 1 / 10 - 00:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الشاعر ابراهيم نصرالله... او كيف يتشاوف الفلسطيني على السوري أوَّلُ الكلام أعترفُ ( حتى لا أنكرُ) أن لي مشكلة ( شكلية ) مع كل من يحمل اسم نصرالله، فهو غالبا ما يكون في علاقة عكسية مع اسمه، ولا أنكر ( حتى أعترف بظروف مُخَّفِّفَة للكتبجية ) إنني كاتبٌ فاشلٌ واستمر بالكتابة نكايةً بالناجحين الذين أراهم "جانحين"، وأقِرُّ وأعترف اني لم أقرا ابدا روائع بَرْهومْ، فأروع ما في روائعه هو اننا لا نحتاج لقرائتها. على اننا نحتاج لبرهوم كفكرة، يعني كميزان حرارة مزروع في شرجنا ليكون مقياس صقيعيتنا الفلسطينية، فتحتُ صفحته الفايسبوك لأتحرى موقفه من الثورة السورية فإذا به يبارك لباحِثَيْنْ مغربيين على أطروحتيهما حول الأعمال الادبية، تخيلوا لأي اديب ! ... ل إبراهيم نصر الله ذاته، كما ترون فإن ابراهيم يبارك لنصر الله وهو يبارك الدارسين في ابداعه، استمريتُ أقلب وأنبش في صفحته عن اشارة ما للزلزال السوري الذي على ما يبدو لم يزلزله، فإذا به يتبجح في منشور فايسبوكي آخر بصدور 3 ترجمات جديدة لروائعه ليصل عدد ترجمات أعماله إلى ما يقرب 45 ترجمة، يا اسم الله الاعظم ! يا اسمائه ال99! يا هزيمة الله ! لو لم يكن هذا الحربوق موجودا بيننا لوجب اختراعه، انه توليفة عجيبة من الحماسات المشتركة، يمارس شاعريته علينا، يجرب قلمه فينا، يجيد سرد البطولات والتباكي عند حائط المبكى الفلسطيني، يجيد الحضور الكلي الحضور في الفضائيات والندوات والمحافل والاطروحات، يجيد تحطيم الارقام القياسية ( 45 ترجمة)، بَرْهومْ تناسى الهم (السوري) وهو يركز على مجده الشخصي، لا يحتاج برهوم لأن يُكَوِّع فهو مش سوري ولا يعيش في سوريا، التكويع يتطلب انعطافة للخلف من 180 درجة، اما التمويه على التكويع فيتطلب ان تستمر بنفس اتجاه التطنيش، لا خبر عن الثورة السورية، ولا أي كلمة إن تلميحا او تصريحا، كأن دمشق تقع تحت خط الاستواء او كأن عمّان تقع في الاسكيمو، كأن اللاجئين السوريين بمخيم الزعتري من ال "روهينغا" وليسوا اخواننا في اللجوء والتعتير، أو كأننا (سوريين وفلسطينيين) من احفاد سلوقس وبطليموس ولسنا احفاد عدنان وقحطان، أمنيسيا، فقدان ذاكرة، قلتلكم الحُرِّيّة السورية مزعجة والكتبجية العربان لن يثقلوا خاطرهم بهمها، لو أمطرتْ السماءُ حريةً لامتشق بَرْهوم مظلتَهُ، وخذوها قاعدة :ما لا تسمعوه من فم يوحنا فم الذهب هذا أخطرُ بكثير مما تسمعوه، لو أسقطتم العقلية الاسدية على المنظمات الفلسطينية لوقعتم على الصاعقة والقيادة العامة، لو أسقطتوها على الاعلام الفلسطيني لوقعتم على عبدل باري عطوان، ولو أسقطتوها على الثقافة لوقعتم على ابو علي برهوم نصرالله،، فانعدام الشعور عند هذا الشاعور هو حيلة دفاعية للاستغراق في الذاتية، منذ الثامن من كانون انقطع الوحي عن بَرْهومْ، وانقطع الحيض كذلك ( الرجال الختيارية يطبون ايضا بهذا المطب الأنثوي )، النسيان مرض فيزيقي، التناسي مرض ميتافيزيقي، لم يقرأ بَرْهومُنا رواية "القوقعة" لأنه متقوقع حول رواياته، لم يهتم بالطفل السوري السجين الذي يجهل معنى العصفور لأنه مشغول بأطفال الحجارة، ولم يسمع بآلاف مساجين سجن صيدنايا لأنه مهووس بأسرى سجن عوفر الصهيوني، لا يريد ان يتورط في الكاوس السوري ليظل متفرغا للهَمْ الفلسطيني، وليبقى الشاعر العام للثورة الفلسطينية، انه لموقفٌ مبدئي ان يكون موقفه وقفا على فلسطين وحدها، ان نقطة قوة بَرْهومْ هي "القضية " وهي ايضا نقطة ضعفه لأنها تظهر كم هو ضعيف مع بقية القضايا، هل تتجزئ بلاد العُرْبْ كما شاء السيدان سايكس وبيكو ؟هل تتجزئ الحرية كم شاء السيد بَرْهومْ فتكون للفلسطيني دون السوري ؟ والأنكى الأنكى بالنسبة لكاتب وطنه النهائي هي لغته: هل تتجزأ اللغة العربية إلى لغة الضاد ولغة الضد ؟ يجهل برهوم ان فلسطين لا تمتد من النهر للبحر بل من المحيط للخليج ، وان الشعب العربي واحد مش عيل وعشاير، يجهل برهوم ان عز الدين القَسّام سوري، انه هو نفسه قبل ان يكون اردنيا او فلسطينيا فهو سوري، ففلسطين كانت ( ولا زالت) ولاية سورية جنوبية، يجهل ان سوريا مش ضرة فلسطين بل امها وأبوها، على ان برهوم يجهل جهله، يتجاهل كما يتناسى، ويُشعِر كما يقبض، بكل أريحية، من أجل ان يصرم حبل الصرة مع فلسطين يجب ان يقطعه مع سوريا، لا يريد قضية أخرى تنازع قضيته وتكسد عليها، انه (ك) اليهودي الذي يحتكر حق تذنيب الأغيار باسم المحرقة، ينكر كل ماساة اخرى قد تخطف الابصار من الماساة الأم وتشوش عليها، لا يمكنني ان اصرف غلطة الشاعر الا بألف غلطة، لا يمكنني ان افسر صمت الشاعر الا بأنه مشاركة في الجريمة، وأقل مجد الثورة السورية يكمن في تبيانها أن الشعراء لا يصلحون لشيئ، ان الكيد ( كانقطاع الحيض) يجب ان يصم الشعراء دون النساء، هياكلٌ عظمية هم الشعراء الذين يريدون تعويض ما ينقصهم من لحم بجوائز أدبية، وبَرْهومْ واحد من هؤلاء يلهط من الاماراتي والقطري، من بوكر وكتارا، بالتناوب، اتخذ " القضية" ضرباً من الارتزاق فجعلها البقرة الحلوب والدجاجة التي تبيض ذهبا، وثمة بين الفلسطينيين كثير من هذه المسطرة الشوفينية المنفرة، ولا عجب ان يكون أقربُ العرب (قلبياً ) إلى الفلسطينيين هم أبعدُ العرب (جغرافياً )عن فلسطين، أعني أهل اليمن وموريتانيا والجزائر ومراكش، بالضد من هؤلاء فإنَّ الأبعد قلبياُ هم الأقرب جغرافيا، أعني اخواننا الشوام من اهل لبنان وسوريا والعراق والاردن، على ان السوريين يمتازون عن الشوام بأنهم يميزون بغريزتهم القومية الراسخة بين فلسطين والقضية الفلسطينية في الخضات الكبرى تكون الحقيقة أول ضحية، الثقافة العربية شكلٌ من أشكال الكذب، انني اشعر بالعار من تطنيش برهوم عن الثورة السورية، كما أشعر بالخيبة من المطنشين عن تطنيشه، وأعني بالدرجة الأولى زميله بالمهنة الكتبجي صبحي حديدي فهو الأَوْلَى بفضحه باعتباره سورياً ومشغولا بالهَمَّيْن الفلسطيني والسوري، بَيْدَ أنَّ (ابو حديد) أجبنُ من ان يفضحه لأنه هو عينه امتداد للفضيحة فهو نفسه بَرْهومٌ سوريٌ (يعني فلسطينيي بالهواية مش بالهوية ) كما ترون فان تأييد القضية اهون بكثير من تعهير المنتفعين بها، ناهيك عنّ ان ابو حديد ملتذ بلقمته الهنية في جريدة " الكس العربي "التي تعاقد معها منذ عقود طووووويلة، وخلاصته فهاتان الكركوبتان (منكر ونكير ) تربيا على يد عبدل باري عطوان، لن أغير رأيي بهما لأنهما لا يتغيرا، لذا اقول واكرر ما قلته : اعلموا يا كتبجية أننا نُطَوِّلُ ألسنتنا لطول باعكم في الإتّجار بالقضية، اننا مُفَرِّطون بفلسطينيتنا لأنكم مُفْرِطون في فلسطينيتكم، إننا قابضون على الجمر لأنكم قابضون من البترودولار، وإننا مصصمون على الخسارة لانكم رابحون في البورصة النفطية، ولكن لماذا أصدع رأسي ببَرْهومْ وابو حديد وعطوان وبقية الخضروات؟ أنا اؤمن بنفسي فقط، بحريتي التي تعني ان الانسان الحر هو من يريد الحرية للاخرين، لأهله قبل نفسه، أهلنا في سوريا، لا تؤاخذونا على هذه المساطر الناكرة للجميل،أنتم الأصل ونحن الفرع، أنتم الشام ونحن بر الشام، أنتم العاصمة ونحن الثغر، بينكم وبيننا لغة واحدة ودم واحد وتاريخ واحد واحتلال واحد، أوجاعكم أوجعتنا، والحربة التي بقرتْ بطونكم خرجتْ من ظهورنا، وكيفما قلبناها فأنتم عزوتنا ونحن ظهيركم، لأنكم فلسطينيون أكثر منا فنحن سوريون اكثر منكم، وهذا آخر كلام عندي . عبود عبد الحميد رحالة فلسطيني
#عبد_الحميد_عبود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تنويعات على السورية السورية ...ع ب ع او عبدل الباري عطوان
-
في أن الحرية مرعبة
-
سقط الكابوس
-
فقدان
-
امراة تشبهني
-
رد متأخر على المرحوم جابر عصفور
-
قضية الأدب أم أدب القضية
-
عن مغزى رسائل غادة السمان
-
عمر يوسف سليمان أوالمروق اللغوي
-
لا عزاء لي الا بنبش جثمان عمر مزي
-
من أجل ثورة جنسية عربية
-
أنا مش شارلي
-
سعيد عقل
-
لماذا ابايع الخليفة البغدادي
-
مفكرة ثورجي في بلاد الكرد
-
مفكرة ثورجي في الثورة السورية(2)
-
مفكرة ثورجي في الثورة السورية (1)
-
مفكرة ثورجي في الثورة السورية
-
حلب التي لا تستحق اسمها
-
اصبح عندي الآن بندقية الى حلب خذوني معكم
المزيد.....
-
حماس تكشف عن شرط إسرائيل الجديد خلال محادثات وقف إطلاق النار
...
-
المفوضية الأوروبية: لم نتخل عن فكرة التوصل إلى تفاهم مع إدار
...
-
كيف يرى المستوطنون الإسرائيليون في الضفة الغربية فوز ترامب ف
...
-
حرائق لوس أنجلوس تجبر الآلاف على الفرار من منازلهم
-
توظيف الذكاء الاصطناعي في تشخيص اضطرابات النوم
-
-بوليتيكو-: غزو الولايات المتحدة لغرينلاند قد يصبح -أقصر حرب
...
-
ترودو يكشف جانبا من محادثاته مع ترامب بشأن انضمام كندا
-
ماسك يدعو إلى معاملة غزة كاليابان وألمانيا بعد الحرب العالمي
...
-
خطوة مبتكرة في تصميم الدبابات.. الصين تكشف عن دبابة ذات مدفع
...
-
الحوثيون يعلنون استهداف حاملة الطائرات الأمريكية ترومان شمال
...
المزيد.....
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
المزيد.....
|