أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان سامي الجادر - الذئاب المتربّصة لتدمير العوائل














المزيد.....


الذئاب المتربّصة لتدمير العوائل


سنان سامي الجادر
(Sinan Al Jader)


الحوار المتمدن-العدد: 8217 - 2025 / 1 / 9 - 19:13
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مما لا شك فيه بأن العائلة تمثّل المكوّن الرئيسي للمجتمع. والذي هو عبارة عن اتحاد مجموعة من العوائل مع بعضها البعض. وأنّ نجاح الأفراد في عملهم وحياتهم هو غالباً يعتمد على دعم العائلة. وحيث أنّ معيشة العائلة كانت تعتمد على عمل الرجل بينما تُحافظ المرأة على تماسك العائلة وتربية الأبناء والعناية بالبيت والزوج. أي بأن المرأة هي الرباط الذي يجمع العائلة وهي التي ترفع من شأن المجتمع أو تحط من قدره, وذلك لأنها هي التي تُربي الأبناء وتُُنشأهم على أفكارها سواء أكانت صالحة أم سيئة. واستمرّت المجتمعات على هذا الوضع منذ آلاف السنين. وبرغم وجود محاولات عبر التاريخ من قبل الحركات السياسيّة الدينيّة لتهميش المرأة والتأثير على الأفكار التي يزرعونها في عقلها, وجعلها تمجّد تلك الحركات لكي يسيطروا على الأجيال (1).

ولكن في العصر الحديث برزت سياسات حكوميّة لدى الدول الغربيّة. بتفكيك نواة المجتمع التي هي العائلة وتقسيم أفرادها فرداً فرداً وتربية الأطفال مشاعاً أي بواسطة أناس غير أهلهم الأصليين. لكي تُصبح مرجعيّة كل منهم هي الدولة وليست العائلة. وهذا الموضوع يسمى من قبلهم بالإندماج, أي بأن الجميع يندمجون فيصبحون بنفس الأفكار وتسهل السيطرة عليهم. وكذلك لأن هذا الموضوع يساهم بزيادة الأيدي العاملة وزيادة الاستهلاك عبر زيادة الطلب على المساكن والمواد والغذاء وهكذا.

أنّ هذه السياسة الهدامة تتم عبر العديد من الخطط ومنها:

* دعم مؤسسات الحركات النسويّة السياسيّة, وهي التي تطعن بالرجال أعلاميّاً وتحاول أظهار مظلوميّة المرأة وبأنها سوف تكون أفضل بدون الرجل وبدون العائلة. وتضغط على الدولة لتشريع القوانين التي تساهم بتفكيك العوائل وتبث الأشاعات.

* بالنسبة للمرأة الشرقيّة العاملة في الدول الغربيّة فهي مفضّلة بكثير على الرجل الشرقي, ولهذا فتنقلب موازين العائلة وتصبح المرأة أقوى من الرجل ماديّاً. وهذا يضع الكثير من الضغط على استمراريّة العائلة الشرقيّة التي يكون الرجل هو القائد فيها.

* وكذلك عبر وضع القوانين, التي تتصيّد أية زلّة يمكن أن تمر بها العائلة؛ لكي يقوموا بتحريض المرأة وإقامة الشكوى على الرجل أو بالعكس. وحتى لو كان ذلك من دون دليل. وبنفس الوقت فيعطون المكافآت الماليّة مقابل الانفصال بحجّة الدعم النفسي.

من كل ما سبق, أصبحنا نتأسف كثيراً ونحن نستمع لمشاكل الطلاقات الكثيرة التي أخذت تعصف بالمجتمعات الشرقيّة. والتي وصلت لها تلك الخطط الخبيثة, عبر وسائل التواصل وعبر المسلسلات التي تبرمج عقلية المشاهد من دون أن يعرف ذلك (2).
أنّ المشكلة الكبرى هي في العوائل التي تفككّت في دول الغرب. فأصبح التشهير وحتّى الكذب بين الزوج والزوجة المنفصلين هو السمة البارزة, ولأن هنالك مؤسسات للدولة تريد أن تصطاد في الماء العكر وتنتظر بلاغاً لكي تقوم بعملها وتدق الإسفين بينهما.
وتقول نصوصنا الدينيّة بأن لا ينفصل أحدكم عن الآخر, إلا إذا كان هناك سبب كبير مثل الغدر أو الخيانة. فيا أبنائنا وبناتنا نقول لكم بأنّ الرباط العائلي هو مقدّس فلا تستسهلوا كسره. ولا تغدروا بشركائكم ولا تخونوهم, وثبّتوا أعينكم على أغراسكم.

“خذوا المحبّة الصادقة من الزوجة الصالحة، ولاتتركوا بعضكم البعض حتى تنتهي أعماركم.
أنّ كل من يترك زوجته، التي ليس فيها النقص والخيانة والكَذب ويذهب للشهوات والغرام في هذا العالم فسوف يُدان.
وإذا أصبح لكم أبناء وبنات، فعلّموهم الحكمة الحقّة وخذوهم لدرب الكشطا” الكنزا ربا

أمّا الأزواج والزوجات المنفصلين والذين لا يحفظون الوقار والاحترام مثل المؤمنين الصالحين, ويبدأون بطعن أحدهم الآخر عبر الكَذب أمام السلطات, وعبر التشهير أمام الناس وفضح الأسرار العائليّة التي هي أمانة. فهؤلاء قد حكموا على أنفسهم بالآخرة إن كانوا يؤمنون. وإن لم يكونوا مؤمنين, فقد جعلوا من أنفسهم مادّة للشامتين وليعلموا بأن الناس يجعلون الطليق والطليقة سواء. فمن يطعن بطليقته فقد طعن بنفسه ومن تطعن بطليقها فقد طعنت نفسها, وتركت غصّة بأطفالها متى كبروا غطوا وجوههم منها. وفي الختام فهذا المنشور ليس مخصصاً ضد أحد معين, وإنما هو تحذير من الذئاب المتربّصة ومَن لهُ آذانٌ فليسمَعْ.

* “أيُّها الأصفياءُ والكاملون , صونوا أنفُسَكم من الغِشِّ والأثمِ والزُّور , والكّذِبِ والزَّيفِ والشُّرور , واتَّقوا الدَّجَل والأِفْكَ والضَّلالة , والفِتنَةَ والقَسوةَ والجهالة , ولا تكفُروا , ولا تَقرَبوا الزِّنى. واجتَنبوا الحسَدَ والبَغضاء , والحقدَ والكُرهَ وعدَمَ الحياء” الكنزا ربا اليمين بغداد ص175

1. مقالة: الكائن اللّطيف مُحرّك الثورات!
https://mandaean.home.blog/2021/06/18/%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d8%a6%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%91%d8%b7%d9%8a%d9%81-%d9%85%d9%8f%d8%ad%d8%b1%d9%91%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%aa/

2. مقالة: دراما الشيطان وقنوات mbc
https://mandaean.home.blog/2022/11/12/%d8%af%d8%b1%d8%a7%d9%85%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b7%d8%a7%d9%86-%d9%88%d9%82%d9%86%d9%88%d8%a7%d8%aa-mbc/



#سنان_سامي_الجادر (هاشتاغ)       Sinan_Al_Jader#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سجود الملائكة والتوحيد المندائي
- اليهوطايي وهدف تدمير المندائيّة
- السحر والعِرافة والنبوّة والجهل
- كنيانة سُماقا وأصلها إكوما
- الغُفران من صفات الحيّ العَظيم
- مُعلمنا يهانا وليس يوحنا
- المُسكِّرات والمخدِّرات أعداء المانا
- الغُرباء والتلاعب بالكتب المندائيّة
- “التَّسبيحُ من السِّحرِ والشعوَذَةِ أقدَم” الكنزا ربا
- التآخي بين العشائر المندائيّة
- البخور العَطِر والطقوس الدينيّة
- “لا تنحازوا للقوي على حساب الضعيف” الكنزا ربا
- الطَبيب العَظيم غافِر الخطايا
- أبو إسحاق الصابي فخر الصابئة والمسلمين.
- نقد وتحليل // كتاب كِنزا ربا للدكتور منذر الحايك
- خدعة الديمقراطيّة.. واستعباد الشعوب
- مزادات بيع آثارنا المسروقة
- الآثار المندائيّة المُهمّشة والمنهوبة
- السلك الديني المندائي الذكوري.
- الآثار المندائيّة في الطِيب


المزيد.....




- إيلون ماسك يعلن توقعاته لما سيفعله ترامب بشأن حرب أوكرانيا
- غارات روسية على زابوريجيا تقتل 13 شخصًا وتُصيب العشرات
- رغم مذكرة التوقيف - بولندا تعد بحماية نتنياهو في ذكرى أوشفيت ...
- جوزيف عون رئيسا للبنان.. أولويات وتحديات
- مصر تنفي شائعات اختطاف الأطفال وتلاحق مروجيها
- الدفاع المدني السوري يعلن وفاة طفل سقط في بئر بريف إدلب بعد ...
- فصائل المقاومة تعلن مسؤوليتها المشتركة عن عملية قلقيلية
- الإمارات تتسلم من لبنان عبدالرحمن القرضاوي
- الحياة تعود إلى معالم دمشقية حظَر نظام الأسد الوصول إليها
- إيران تتوعد إسرائيل بقوة هجومية ودفاعية جديدة وتكشف عن مسيّر ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان سامي الجادر - الذئاب المتربّصة لتدمير العوائل