محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 8217 - 2025 / 1 / 9 - 19:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هدّد الرئيس الأمريكي القادم ترامب بفتح أبواب الجحيم ( على من؟) في حالة عدم اطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة ،(حماس) في غزة. ويقينا أن الرئيس ترامب لم يعرف حتى المعنى البسيط جدا للجحيم وليست لديه اي فكره عنه . وهو بالتأكيد لم يقصد الجحيم الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في ظل الكيان الصهيوني " واحة الديمقراطية" الدموية في الشرق الأوسط. بل كان ترامب يقصد جحيما متخيلا في مكان ما، ربما في السماء.
وكان على المحيطين به، من أصحاب الأدمغة المحشوة بالعنصرية والتطرف، أن يخبروه أن جحيما حقيقيا يوجد على الأرض اسمه "قطاع غزة" فيه جميع صنوف العذاب والمآسي والويلات. وساكنيه يحصون أيامهم على هذه الأرض كما لو كانت احجار ثمينة لا يمكن التفريط بها. وحياتهم هي عبارة عن موت بطيء على مراحل. فهل ثمة جحيم اقسى واسوء من هذا يا سيد البيت الأبيض الجديد؟
ان الفلسطيني، ومنذ سبعين عاما، يخرج من جحيم ليدخل في جحيم آخر اشد منه قسوةوبؤسا وعذابا. وبالتالي اي جحيم يريده الرئيس ترامب للشعب الفلسطيني بعد مسلسل القتل والاعتقال العشوائي والخراب الممنهج في كل مكان. حيث لم يبق في غزة حجر واحد
دون أن تمزّق صمته قذائف وصواريخ جيش الاحتلال الصهيوني. الى درجة أن ٤٥ ألف ضحية فلسطينية لم تشف غليل عتاة الصهاينة العنصريين من حكام هذا الكيان الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء في ارتكاب جرائمه ومجازره تحت نظر وسمع العالم أجمع. وفي زمن ماتت فيه الظمائر وشبعت موتا.
ربما لا يعتي السيد ترامب أن تهديده الفلسطينيين بجحيم جديد يثير السخرية والصحك حد البكاء لمن هو اصلا يعيش في جحيم احتلال صهيوني بشع. أِغلقت فيه جميع منافذ الحياة ولو بشكلها البدائي !
.
#محمد_حمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟