أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عضيد جواد الخميسي - نرگال (مسلامتيا) إله الموت والحرب والدمار















المزيد.....


نرگال (مسلامتيا) إله الموت والحرب والدمار


عضيد جواد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 8217 - 2025 / 1 / 9 - 18:15
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


نرگال (المعروف أيضاً باسم إيرّا أو إرّا) هو إله الموت والحرب والدمار في بلاد الرافدين . وكانت بدايته إله ثانوي ، وربما إله زراعي لمدينة كوثا في فترة الأسرات الأولى المبكرة (حوالي عام 2900-2800 قبل الميلاد). وطالما كان معبده يُطلق عليه اسم " إي- مسلام"؛ لذا فقد عُرف باسم الإله "مسلامتيا" ( بمعنى الذي خرج من مسلام) .
عند بداية ظهوره كان إلهاً سومرياً مرتبطاً بالموت حتى في تلك الفترة المبكرة ، لأنه كان يمثل شمس الصيف المرتفعة التي تحرق الأرض، وشمس الظهيرة ذات الحرارة الشديدة التي تعوق إنتاج المحاصيل . وكان يُعتقد ايضاً أن القوة المدمرّة للشمس كانت مظهراً من مظاهر غضب مسلامتيا الشديد ، وبالتالي أصبح مرتبطاً بالحرب والوباء والموت، ثم تحول إلى الإله المعروف باسم نرگال بحلول فترة أور الثالثة (عام 2047-1750 قبل الميلاد) . وقد استمرت عبادته حتى لزمن ما بعد سقوط الإمبراطورية الآشورية في عام 612 قبل الميلاد .
كان نرگال الكوثي يشترك في العديد بأوجه التشابه مع الإله إيرّا (أو إرّا) البابلي . ويرى البروفيسور جيريمي بلاك أن "الإلهين نرگال وإيرّا كانا في الأصل إلهين منفصلين، ​​لكنهما أصبحا فيما بعد متقاربين للغاية لدرجة أنهما فقدا ملاحمهما المستقلة" (ص135). وفي الآخر اُستخدمت أسمائيهما بشكل متبادل، واعتُبرا على أنهما نفس الإله في الدراسات الحديثة.
كان نرگال يُجسّد في الأيقونات على هيئة رجل يمشي بخطوات واسعة، يرتدي ثياباً طويلة، ويتقدم نحو كائن بشري حاملاً هراوة يعلوها رأس أسد مزدوج مع سيف معقوف. كما تربطه الأيقونات أيضاً مع الأسد والثور، وهما حيوانان يمثلان القوة الطبيعية وغير الطبيعية في بلاد الرافدين القديمة .
كان الإله نرگال ابن الإلهين إنليل ونينليل على الرغم من أنه يُشار إليه أيضاً باسم ابن "بيليت ـ إيلي" (اسم آخر لـ ننتود / نينتور / نينهورساگ ، الإلهة الأم التي خلقت البشر). ويرتبط نرگال بعدد من الزوجات / القرينات بما في ذلك الإلهة الصغيرة "لاس" ؛ ومع الإلهة المحليّة مامّي أو مامي (لكنها غير مرتبطة مع ماما ، وهو اسم آخر للإلهة نينهورساگ) ؛وأيضاً مع نينشوبور (إلهة الشرق والصديقة والمستشارة والمقربة من الإلهة إنانا ) ؛ وكذلك مع الإلهة إرشكيگال ملكة الموتى وحاكمة العالم السفلي .

على الرغم من كونه كياناً مدمّراً، فقد تمت دعوته أيضاً بقصد الحماية . ويرتبط نرگال مع آلهة مماثلة في حضارات أخرى مثل "نينورتا" إله الحرب والصيد السومري / الأكدي ، و "آپلو" إله الطاعون الحوري / الحثّي ، و "آرس" إله الحرب عند الإغريق، و "مارس" إله الحرب الروماني .
يظهر نرگال بشكل بارز في عدد من الأساطير الرافدينية ، وقد ورد ذكره أيضاً في سفر الملوك العبري الثاني؛ "فَعَمِلَ أَهْلُ بَابِلَ سُكُّوثَ بَنُوثَ، وَأَهْلُ كُوثَ عَمِلُوا نَرْجَلَ، وَأَهْلُ حَمَاةَ عَمِلُوا أَشِيمَا"(30:17) . ويُفسَّر اسمه على أنه "ديك المزابل"، وترتبط جميع ألقابه المختلفة بالدمار والحرب مثل "الملك المغتاظ"، و"الملك الغاضب"، و"الديك المقاتل"، و"المُحرق".
كان مركز عبادته الرئيسي في كوثا، ومن هناك انتشرت معابد له في جميع أنحاء جنوب بلاد الرافدين ؛ في أور، وأوروك، ولگش ، وآيسن ، ونيپور ، ودلبات. كما بُجّل في بابل وتبناه الآشوريون . وبمجرد ارتباطه بالعالم السفلي، أصبح إلهاً رئيسياً في عبادة الموتى ، حيث يقدم الكهنة الأضاحي للإله من أجل أرواح الموتى في العالم السفلي .

الشخصية والأهداف
يُبتهل إلى نرگال أحياناً لطلب المساعدة و إسداء العون ، وهو يرمز بشكل أساسي إلى القوة المدمرة لدى الطبيعة البشرية وعالم الطبيعة؛ فهو يمشي بخطوات واسعة بهراوة وسيف، ويدمر دون تفكير أو لسبب واضح، ولا يُبدي شعوره بالندم أو الأسف أبداً . ويشير البروفيسور بلاك إلى إحدى القصص التي دمّر فيها نرگال مدينة بابل "على ما يبدو أن التدمير هو ببساطة ضمن طبيعته، وليس لمعاقبة الخطّائين" (ص136) . بيد أن تدمير نرگال لبابل لم تكن حالة بمعزل عن سلوكه ودوافعه؛ بل كان المعروف عنه أنه يثور على نفسه في كثير من الأحيان ، ويفسّر نفسه للآلهة الأخرى على أنه يمتلك طباعاً سيئة للغاية. فقد كانت سلوكيات نرگال العدوانية وافتقاره إلى ضبط النفس ؛ سبباً في قساوته التي ليس لها مبرر . ويفسّر البروفيسور "ياگمور هیفرون" سلوك نرگال كما في المقطع أدناه :
" يمثل نرگال فهماً خاصاً جداً للموت، وهو الجانب الذي غالباً ما يتم تفسيره على أنه موت مُوجع ؛ لأن نرگال هو أيضاً إله الطاعون والأوبئة بالإضافة إلى ارتباطه الوثيق بالحرب ... وعن شخصيته كإله للحرب ، كان المفهوم في أنه يرافق الملك إلى المعركة ، ويهب الموت لأعدائه." (ص1)
كان يُعتقد أن الآلهة خلقت البشر ليكونوا شركاء لهم في المحافظة على الاستقرار وإبعاد قوى الفوضى . ويبدو أن الطاعون والأوبئة والمجاعة والحروب، كلها أمور تتناقض مع الجانب الخيّر للآلهة في بلاد الرافدين وخططها في الكون، ولكن آلهة مثل نرگال قد ساعدت في جعل المعاناة البشرية مُفسرّة ومفهومة. ورغم أن الآلهة ربما لم تكن لديها سوى النوايا الحسنة تجاه الناس؛ فإن الأرواح الشريرة والعفاريت وآلهة مثل نرگال قد يعرقلون مساعيها ويجلبون الموت والدمار إلى المجتمعات. ويتضح هذا المفهوم في قصة "غضب إيرّا" (حوالي عام 800 قبل الميلاد) ، حيث دمر نرگال مدينة بابل دون سبب وجيه.

أسطورة غضب إيرّا
في هذه الأسطورة، يشعر نرگال (الذي يُعرَف باسم إيرّا) بالخمول والكسل . ويشير البروفيسور "ستيفن بيرتمان" إلى أن "حتى أسلحته، التي تراكم عليها الغبار في المستودعات، كانت تتذمر. وقد أثار توبيخها له دهشته ، فقرر أن يهاجم بابل بالضد من نصيحة مستشاره إيشوم" (ص161). بيد أن هذه المهمّة سوف لن تكون سهلة أبداً، لأن بابل كانت تحت حماية ورعاية الإله الكبير مردوخ .

سافر إيرّا إلى بابل بحجة زيارة ودّية ، وعندما وصل تظاهر بالدهشة من رداءة ملابس مردوخ ، وأخبره أنه يجب عليه أن يقرر تغيير ملابسه لأنه يبدو رثّاً جداً. لذا فقد شعر مردوخ باحراج شديد أمام ضيفه ، وقال له أنه يجب أن يحصل على بعض الملابس الجديدة لكنه مشغول وليس لديه وقت. ثم يعرض إيرّا على مردوخ مراقبة المدينة بنفسه عند ذهابه إلى الخيّاط وحصوله على كسوة جديدة من الملابس، فقبل مردوخ هذا العرض بامتنان وسرور .
وبمجرّد ابتعاد مردوخ عن المكان، يطلق إيرّا غضبه على المدينة. فيقتل الناس في الشوارع وتنهار المباني والجدران . وكتب البروفيسور بيرتمان عن هذا المشهد : "مرة أخرى، ينصح إيشوم الإله إيرّا بالحكمة، لكن دون جدوى. فيتم ذبح الصغار والكبار، ويدفن الآباء أبناءهم، ويهلك الصالحون مع الأشرار" (ص161). وبعد أن اقتنع إيرّا في أن عدد القتلى كافٍ؛ توقف عن الذبح ، وأعلن نبوءة مفادها أن قائداً عظيماً سيأتي ذات يوم لتوحيد البشر وحمايتهم !؛ ولكن من المؤكد أن ذلك اليوم سوف لن يأتي أبداً ! .
تم استدعاء إيرّا أمام الآلهة لشرح موقفه، لكنه لم يقدم أي اعتذار أو سبب. وأضاف بيرتمان موّضحاً كما في المقطع أدناه :
"والآن، وأمام الآلهة الآخرين، يبرر إيرّا أفعاله باعتبارها مجرّد تعبير عن طبيعة الإله الذي هو عليه (عندما أغضب، أدمّر الأشياء!). ثم يتنبأ إيشوم بأنه بفضل كبح جماح إيرّا ، ستعود الأشياء المدمرّة إلى سابق عهدها وسوف تزدهر من جديد في النهاية . ويُختتم نص الأسطورة بترنيمة مدح لإيرّا إله الحرب." (ص161)
تعطي الأسطورة سبباً لمصائب لا يمكن تفسيرها. وحسب رأي البروفيسور جيريمي بلاك؛ " قد تعكس الرواية الأسطورية غزوات البلاد التي حصلت بين القرنين الثاني عشر والتاسع قبل الميلاد من قبل شعوب قبلية بدوية مثل الآراميين أو السوتيانيين" (ص136). وكان نرگال يُعد السبب الغير معقول وراء جميع تلك المصائب .
إذا كانت الآلهة مسيطرة حقاً وتهتم بمصالح البشر، فلن تكون هناك مصاعب ومعاناة في حياتهم ، ورغم ذلك فمن المعروف أن الناس يقاسون جرّاء الخسارة والموت وسوء الحظ بشكل مستمر . لذا فقد قدم نرگال وسيلة للناس في الحفاظ على إيمانهم بآلهتهم وتفسير مشكلة معاناتهم الأزلية؛ حيث لا تستطيع الآلهة فهم سلوك نرگال في القصة بشكل أفضل من البشر. ومع ذلك، فهي تهتم بمخلوقاتها كما يتضح ذلك في أسطورة أخرى .

أسطورة زواج الإلهة إرشکیگال بالإله نرگال
تعود أسطورة زواج إرشکیگال ونرگال إلى ما قبل القرن الخامس عشر قبل الميلاد. وقد عُثر على نسخة منها بين رسائل تل العمارنة في مصر ، ونسخة لاحقة من القرن السابع قبل الميلاد عند موقع سلطان تبه في تركيا الحديثة (التي كانت ذات يوم مدينة آشورية). وهناك نسخة أحدث من العهد البابلي الحديث (حوالي عام 626-539 قبل الميلاد) التي عُثر عليها في بابل ، وهي الأكثر اكتمالاً وشهرةً .
تُظهر الأسطورة أن إنكي إله الحكمة وخالق البشرية، يتلاعب بالأحداث لتقليل حجم الدمار الذي يوقعه نرگال : "سيرسله إلى إرشکیگال التي سوف تحتجزه في العالم السفلي" . وطالما أن الأسطورة تتردد عند العديد من المستويات ويمكن تفسيرها بعدة طرق، فإن مشاركة إنكي في الأحداث تبقى محورية، ويبدو أن هدفه الرئيسي من ذلك هو محاولة السيطرة على نرگال .

تخبرنا الأسطورة كيف أعدّت الآلهة ذات يوم وليمة عظيمة دُعي إليها الجميع؛ إلا أن إرشکیگال لم تتمكن من الحضور لأنها لم تستطع مغادرة العالم السفلي ، وبالمقابل لا يمكن للآلهة من النزول لإقامة الوليمة هناك ، لأنه ليس باستطاعتهم بعد ذلك المغادرة . لذا فقد أرسل إنكي رسالة إلى إرشکیگال يطلب فيها رسولاً يأتي من قصرها ليجلب لها سهمها من الوليمة. وبناءً عليه ، أرسلت إرشکیگال ابنها "نامتار" الذي هو ليس مقيداً مثل والدته ؛ حيث يمكنه الذهاب والعودة بحرّية من وإلى العالم السفلي .
وعندما وصل نامتار إلى قاعة الولائم الخاصة بالآلهة؛ نهض الجميع من مقاعدهم احتراماً لوالدته، باستثناء نرگال . في تلك اللحظة شعر نامتار بالإهانة والإذلال وأراد معاقبة نرگال ، إلا أن إنكي أمره بالعودة إلى العالم السفلي و إخبار والدته بما حدث. وعندما سمعت إرشکیگال عن عدم احترام نرگال لها؛ بعثت نامتار مرة أخرى إلى إنكي مع رسالة تطلب فيها تسليم نرگال كي تتمكن من قتله.
لقد فكر إنكي والآلهة الآخرون في هذا الطلب ، واعترفوا بحق إرشکیگال، لذلك قيل لنرگال إنه يجب أن يسافر إلى العالم السفلي .

لقد عرف إنكي أن ذلك سوف يحصل قطعاً ، وعليه فقد أمر إنكي تزويد نرگال بأربعة عشر عفريتاً يرافقونه لحمايته ومساعدته عند كل بوابة من بوابات العالم السفلي السبع . وعندما وصل نرگال العالم السفلي، أعلن رئيس حرس العالم السفلي"نيتي" عن حضوره ، وأخبر نامتار والدته أن الإله الذي لم يرغب في النهوض قد وصل للتو. حالاً ؛أصدرت إرشکیگال أوامرها بالسماح له بالمرور عبر جميع البوابات السبع التي يجب أن تكون مغلقة خلفه . وقررت قتله لحظة وصوله قاعة العرش .
كان نرگال فطناً للغاية ؛ إذ أنه وبعد مروره عبر كل بوّابة ، ينشر اثنين من مرافقيه العفاريت لإبقائها مفتوحة حتى وصوله غرفة العرش، حيث تغلب على نامتار وأطاح بإرشکیگال الأرض . ثم رفع فأسه الضخم ليقطع رأسها، لكنها توسلت إليه بأن لا يقتلها، ووعدته في أن تكون زوجته وتشاركه قوّتها الإلهية. أخيراً؛ وافق نرگال بذلك، وتنتهي الأسطورة بتقبيل الاثنين لبعضهما مع وعده لها في البقاء معاً .

مفاهيم الحرب والموت والدمار هي ببساطة جزء من التجربة الإنسانية، لذا لا يمكن لنرگال البقاء في العالم السفلي بشكل دائم . حيث منح إنكي له القدرة على مغادرة العالم السفلي من خلال مرافقة العفاريت له ، والذين بدورهم جعلوا البوابات مفتوحة له استثناءاً من باقي الكائنات ؛ وبالتالي يتعين عليه ترك زوجته إرشکیگال في العالم السفلي لمدة نصف سنة ، والتجوال في العالم العلوي في النصف الثاني منها .
أوضحت تلك القصة وعلى نطاق بسيط، لِمَ كانت الحروب تُخاض في المواسم فقط ! ، لكن الأهم من ذلك أنها أظهرت حسن نية الآلهة من خلال جهود إنكي لاحتواء إله الحرب وإنقاذ البشرية ؛ حتى لو لم يتمكن من احتجاز نرگال في العالم السفلي بصورة دائمة .

نرگال الراعي والمدمّر
على الرغم من ميول نرگال التدميرية، إلا أنه كان يُستدعى في كثير من الأحيان للحماية. وسواء وجوده مع إرشکیگال في العالم السفلي أو تجواله على الأرض ، كان من الممكن استدعاؤه لمحاربة العفاريت والأرواح الشريرة. إذ كان يُستدعى بشكل خاص لطرد الأرواح الشريرة ، ويتم ذكره في عدد من الصلوات والتعاويذ .
فإذا مرض شخص ما أو اعتقد أنه أو أحد ذويه مصاباً بروح شريرة؛ فإنه يذهب إلى أحد الكهنة ليعالجه من خلال السحر والتعاويذ. وتقول إحدى هذه التعويذات من بابل :
"أنا كاهن إيا. أنا ساحر إريدو . شمش أمامي، سين خلفي . نرگال على يميني، إينورتا على يساري. عندما أقترب من الرجل المريض، عندما أضع يدي على رأسه، أتمنى أن تقف روح طيبة، حارس طيب، بجانبي! .. وسواء كنت شبحاً شريراً ، أوعفريتاً شريراً، أو إلهاً شريراً، أو روحاً شريرة، أو مرضاً، أو موتاً، أو طيف الليل، أو خيال الليل، أو حمّى، أو وباءً مميتاً، فاذهب من أمامي؛ واخرج من المنزل ." (واليس بودج ،ص 118)
كان جميع الآلهة الذين يتم استدعاؤهم قوى جبّارة: إنكي/إيا، إله الحكمة؛ وأوتو- شمش ، إله الشمس؛ ونانا - سين، إله القمر؛ وإينورتا (اسم آخر لنينورتا)، إله الحرب والصيد؛ ماعدا نرگال الذي نال مكانة بارزة على يمين الكاهن .
كان الجانب الوقائي لنرگال قوياً للغاية على وجه التحديد؛ لأنه كان يجسد قوة التدمير. حيث كان معروفاً لدى الحثيين باسم "آپلو" إله الطاعون، وكثيراً ما يُشار إليه على أنه السبب في نهاية حكم الملك الحثّي "ساپيليوليوما الأول"(عام 1344-1322 قبل الميلاد). كما اعتُبر آپلو/ نرگال مسؤولاً عن الطاعون الذي اجتاح المنطقة من مصر عبر أراضي الحثيين، مما أدى إلى مقتل الملك العظيم ساپيليوليوما الأول .
كانت الصلوات الموجهة إلى آپلو/ نرگال للخلاص من الطاعون قد ذهبت أدراج الرياح، كما لو كان المرء يصلي طلباً للمساعدة في تلبية مطالبه ؛ لكن دون استجابة. وفي حالات مثل الطاعون، قد يُطلَب من نرگال أن يوقف غضبه، لكن من غير المرجح أن ينصاع إلى ذلك الأمر حتى يكتفي بالعدد الذي يرضيه من القتلى . ورغم قدرات نرگال في الحماية، الا ان خصاله العدوانية كانت الأكثر سلبية. لذا فقد أصبحت طبيعته المدمرة وارتباطه بالعالم السفلي والموت وجميع نواحي الشر موصوفة عند شخصية الشيطان/ إبليس الذي هو عدو الله في رؤية العقائد اليهودية والمسيحية والإسلامية اللاحقة ..



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ستيفن بيرتمان ـ الحياة اليومية في بلاد الرافدين القديمة ـ طباعة جامعة أوكسفورد ـ 2005 .
جيريمي بلاك ـ الآلهة ، العفاريت والرموز في بلاد الرافدين القديمة ـ طباعة جامعة تكساس ـ 1992 .
ثوركيلد جاكوبسن ـ كنوز الظلام: تاريخ الدين في بلاد الرافدين ـ طباعة جامعة بيل ـ 1978 .
گويندولين ليك ـ بلاد الرافدين القديمة من الألف الى الياء ـ سكاريكرو للنشر ـ 2010 .
إي . أي واليس بادج ـ الحياة والتاريخ البابلي ـ بارنز و نوبل للنشر ـ 2005 .



#عضيد_جواد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكريسماس عبر التاريخ
- قصة اكتشاف الأشعة السينية (X)
- طقوس الشاي في الصين واليابان القديمتين
- هنود السهول الأصليين في أمريكا
- ليلة السكاكين الطويلة
- ديانة المايا: النور الذي أتى من البحر
- الموت وحياة الآخرة في بلاد فارس القديمة
- الفينيقيون شعب أرجواني
- عنخ رمز بلاد النيل
- دعوى قضائية لعبد يهودي أمام محكمة بابلية
- نينهورساگ الإلهة الأم في الأساطير السومرية
- العقيدة البوذية في نشوئها وفلسفتها
- نظام التعليم في بلاد الرافدين القديمة
- الدفن في بلاد الرافدين القديمة
- كذبة أفلاطون في الروح
- الأزياء والملابس في بلاد الرافدين القديمة
- الفنّ والعمارة في بلاد الرافدين
- ثورة العمّال اللودّيين
- مَن هم شعوب البحر ؟؟
- الأعياد في بلاد الرافدين القديمة


المزيد.....




- إيلون ماسك يعلن توقعاته لما سيفعله ترامب بشأن حرب أوكرانيا
- غارات روسية على زابوريجيا تقتل 13 شخصًا وتُصيب العشرات
- رغم مذكرة التوقيف - بولندا تعد بحماية نتنياهو في ذكرى أوشفيت ...
- جوزيف عون رئيسا للبنان.. أولويات وتحديات
- مصر تنفي شائعات اختطاف الأطفال وتلاحق مروجيها
- الدفاع المدني السوري يعلن وفاة طفل سقط في بئر بريف إدلب بعد ...
- فصائل المقاومة تعلن مسؤوليتها المشتركة عن عملية قلقيلية
- الإمارات تتسلم من لبنان عبدالرحمن القرضاوي
- الحياة تعود إلى معالم دمشقية حظَر نظام الأسد الوصول إليها
- إيران تتوعد إسرائيل بقوة هجومية ودفاعية جديدة وتكشف عن مسيّر ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عضيد جواد الخميسي - نرگال (مسلامتيا) إله الموت والحرب والدمار