أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محفوظ بجاوي - بحث الإنسان عن غايته: بين الحرية الفردية والوجود الكوني














المزيد.....


بحث الإنسان عن غايته: بين الحرية الفردية والوجود الكوني


محفوظ بجاوي

الحوار المتمدن-العدد: 8217 - 2025 / 1 / 9 - 15:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في كثير من الأحيان، نجد أنفسنا نتساءل عن غاية وجودنا: هل نولد دون غاية محددة مسبقًا؟ هل نحن مجرد كائنات عشوائية في الكون؟ هذه التساؤلات لا تدعو بالضرورة إلى العبثية، بل هي دعوة للبحث في أعمق أعماق الذات والوجود. الفلسفات الوجودية، مثل التي طرحها سارتر، تؤكد على أن الإنسان يتحمل مسؤولية صنع معناه الخاص للحياة، بل وتحمله وزر اختياراته الشخصية، ولكنها لا تنفي وجود نظام أعمق وأسمى قد يحدد هذا المعنى.
نلاحظ في الطبيعة توازنًا دقيقًا في كل شيء. من حركة الكواكب إلى تطور الكائنات الحية، كل شيء يبدو مدروسًا ومتوازنًا. هذا التوازن يثير تساؤلات فلسفية: لماذا كل هذا النظام؟ وما هو دور الإنسان في هذا التوازن الكوني؟ بينما كل شيء في الطبيعة يخدم غاية معينة، فإن الإنسان يختلف بكونه الكائن الوحيد الذي يمتلك الوعي الذاتي. هذا الوعي يجعله يتساءل عن "لماذا أنا هنا؟" و"ما هو الهدف من وجودي؟".

قد يكون الغرض من وجودنا في هذا العالم أعمق مما يمكننا استيعابه الآن. من الممكن أن المعاني التي نصنعها لحياتنا هي مجرد خطوات أولى نحو اكتشاف غاية أكبر أو اندماج مع الحقيقة الكونية التي قد تتجاوز إدراكنا الحالي. الفلاسفة والمتصوفون من جميع أنحاء العالم تناولوا هذه الفكرة على مر العصور، مؤكدين أن الحياة ربما تكون مجرد رحلة نحو وعي أسمى أو تجسيد للكمال المطلق.
وبذلك، لا تتناقض المعاني التي نصنعها مع فكرة وجود غاية أسمى. بل، إن ما نصنعه من معاني في حياتنا قد يكون جزءًا من مسار أكبر نحو فهم الأهداف الكونية التي لا نستطيع إدراكها الآن. الإنسان، على الرغم من قدرته على خلق معنى لوجوده، يبقى جزءًا من نظام كوني أعقد وأعمق.
التساؤلات الفلسفية:
1. هل الإنسان يولد حقًا بلا غاية، أم أن غايته مختفية في أغوار وجوده؟
2. هل حرية الإنسان في خلق معاني حياته تقودنا إلى غاية أعلى غير مدركة؟
3. لماذا يمتلك الإنسان الوعي الذاتي الذي يجعله يتساءل عن الهدف النهائي؟
4. هل تكون غاية الوجود الإنسانية مجرد خطوة نحو فهم أكبر للطبيعة أو الحقيقة الكونية؟
5. هل البحث المستمر عن المعنى هو ذاته جزء من غاية أسمى تتجاوز إدراكنا الحالي؟

الخاتمة: إن الإنسان يعيش رحلة مستمرة للبحث عن معناه، وإن تظل الأسئلة الفلسفية حول غاية الحياة من دون إجابات واضحة، فقد تكون تلك التساؤلات في حد ذاتها جزءًا من الوجود. لذا، يظل كل إنسان في بحث مستمر عن الحقيقة والغاية الكونية التي قد تتجاوز ما نعرفه عن الحياة.



#محفوظ_بجاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهوية الأمازيغية : جسر الوحدة الوطنية وحصن الانتماء
- الإحتفال بالسنة الأمازيغية 2975 : جذور متأصلة في الأرض والزر ...
- الجزائر وتونس : أخوة تتجاوز الحدود والمصالح
- الفلاسفة العظام: معلمو الحياة ومرشدونا نحو الأخلاق والمعنى
- مفهوم الحرية وحدودها في المجتمعات الحديثة
- أمنيات العام الجديد : سلام، ازدهار، وديمقراطية للجميع
- رسالة محبة وتعايش : لماذا أهنئ إخواني المسيحيين بعيد الميلاد
- الوطن والمواطنة : حب الأرض وصناعة المستقبل
- الحرية الفردية : رحلة الإنسان نحو تحقيق ذاته
- عيد الميلاد المجيد : احتفاء بالسلام والمحبة التي تجمع البشري ...
- شعوب عالقة بين التقاليد والتقدم : كيف يحاصرنا التمسك بالماضي ...
- أجيال معلقة بين الوهم والواقع : كيف نكسر دائرة الجهل ونواجه ...
- السويد : نموذج للرفاهية والتنمية المستدامة
- تراكم الجهل المتنوع : تفشي يصعب التخلص منه
- المطر ظاهرة طبيعية: كيف يتم تفسيرها بشكل خاطىء لأغراض سياسية ...
- المثقف بين مسؤولية الفكر وإغراء الحياة
- التحديات الفلسفية في حاضرنا المعاصر
- الحرية والمسؤولية : جدلية الفلسفة الحديثة
- وهم التفوق الذكوري : بين تأثير الموروث الثقافي وضرورة التغيي ...
- رأي شخصي حول العلمانية الديمقراطية كسبيل للوحدة والتعايش في ...


المزيد.....




- البكالوريا المصرية: نظام لتطوير التعليم أم جباية الأموال؟
- قصف روسي على خيرسون يخلّف إصابات ودمار كبير لعشرات المباني
- أوستن: حلفاء كييف وافقوا على خطة الدعم
- وزير الداخلية الفرنسي ينتقد الاحتفالات والرقص فرحا عقب وفاة ...
- مصر.. حريق هائل يلتهم عدة منازل ومصانع في القاهرة (فيديو)
- فصيلة دم أصحابها أقل عرضة لأمراض القلب
- تعاون برلماني روسي جزائري
- حرائق كاليفورنيا تشعل غضبا ضد بايدن
- أوستن يوجه رسالة طمأنة لشركاء واشنطن في -الناتو- بعد تصريحات ...
- ماسك يوجه نصيحة لألمانيا ويحذرها من -أمر جنوني-


المزيد.....

- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محفوظ بجاوي - بحث الإنسان عن غايته: بين الحرية الفردية والوجود الكوني