حيدر داخل الخزاعي
الحوار المتمدن-العدد: 8217 - 2025 / 1 / 9 - 15:16
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
الحداثة والمجتمعات السائلة أن الواقع الذي تعيشه المجتمعات المعاصرة عبارة عن حالة سائلة كما يرى الفيلسوف البولندي زيجمونت باومان الذي يشير إلى حالة عدم الاستقرار والاضطراب في هذه المجتمعات فهي غير ثابتة تغيير باستمرار وتقوم على التغير المستمر والسريع فان بنية المجتمع ما عادت كسابق عهدها متماسكة وقوية بل تحولت إلى حالة مرنة وما عاد المجتمع يشعر بالاستقرار وان الروابط الاجتماعية تحولت إلى حالة مؤقته تتسم بالفردانية تقوم على المصلحة العابرة وان الحب والصداقة كما يرى باومان صارت عاطفية عابرة فكل شيء يبدأ بسرعة وينتهي بسرعة فهي خاضعة للاستهلاك ونتيجة لهذه الحالة التي تمر بها المجتمعات المعاصرة من سرعة حركة الأفكار والقيم أدت إلى حالة من اضطراب الهوية ويبرز تحدي صعوبة تحديد الأفراد لهويتهم وعدم تمكنهم من الاستقرار على هوية معينة وذلك نتيجة التطور التكنولوجي وما تبثه وسائل الإعلام الأمر الذي أدى لاختلاط الثقافات فالمجتمع وتحت تأثير وسائل التواصل الاجتماعي التي أدخلت المجتمعات في حالة من الضغط وتسببت في حركتها المستمرة للحاق بالحداثة فالإنسان المعاصر مضطرب مضغوط يلهث للحاق بمخرجات الحداثة فهو يرى أن كماله وتقدمه في كثرة ما يستهلكه من منتجات الحداثة حتى صار المجتمع يقيس الآخرين بما يستهلكونه وليس بما يقدموه وصار الناس ينظرون إلى مظهر الإنسان لا إلى ما ينجزه من أعمال وما يقدمه من افكار وحولت الحداثة الإنسان إلى حالة من العبودية لا تختلف عن العبودية القديمة الا في الشكل فصار الإنسان عبدا للسوق والشركات فهي من تحدد خيارات الأفراد الذين جعلتهم يدورون في فلكها ومستمتعين بمنتجاتها الجميلة الجاهزة فجعلتهم منبهرين بها لا يمكنه الخروج عن ماتطرحه من خيارات وهذا لا يعني أن جميع ما توصلت إليه البشرية سيء لكن طريقة استهلاكه من دون وعي هو ما تجعله سيئا فادخلت الأفراد في حالة من العبودية فالعالم بنظامه الحديث قائم على عنصر الربح مهما كانت التبعات والخسائر وان اخر ماتلتفت إليه الحداثة هو الانسان فتحول الأفراد مجرد ارقام واداوات تقدر اهميتهم بقدر استهلاكهم لمخرجات الحداثة
#حيدر_داخل_الخزاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟