أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - هيئة تحرير الشام.. مساعي الهيمنة في خضم الفصائل السورية المتعددة














المزيد.....


هيئة تحرير الشام.. مساعي الهيمنة في خضم الفصائل السورية المتعددة


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 8217 - 2025 / 1 / 9 - 10:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد استلام هيئة تحرير الشام، بقيادة أبو محمد الجولاني، مقاليد الحكم في دمشق بالتعاون مع حلفائها من الفصائل العسكرية الإسلامية، ودعم القوى الإقليمية والدولية مثل الولايات المتحدة، إسرائيل، تركيا، وقطر، تواجه الهيئة تحديات معقدة في سعيها لفرض سيطرتها على كامل الأراضي السورية. ورغم الدعم الواسع الذي تحظى به، أصبح من الواضح أن سوريا قد خرجت من دائرة الهيمنة الأحادية، لتدخل في مرحلة جديدة من الصراع والتنافس على النفوذ، ما يعقّد عملية الاستقرار والسيطرة على البلاد.

ففي الجنوب السوري، وفي محافظة السويداء تحديداً، يهيمن فصيل "رجال الكرامة" وفصيل "لواء الجبل" على المنطقة وأريافها، ما يشير إلى قوة محلية قادرة على الحفاظ على استقلاليتها في هذا الجزء الحيوي من البلاد. وفي الوقت ذاته، تشهد محافظة درعا حالة من الانقسام العسكري بين فصائل بارزة مثل "جبهة الجنوب"، "الجيش السوري الحر"، "فرقة المعتز بالله"، و"اللواء الثامن". هذا التوزيع المتنوع للقوى العسكرية يعكس تبايناً في الولاءات والسيطرة على الأرض، مما يجعل من الصعب على هيئة تحرير الشام فرض سلطتها بشكل كامل على مناطق الجنوب السوري.

أما في الشمال الغربي من سوريا، فتواصل فصائل مثل "الجيش الوطني السوري"، و"حركة أحرار الشام"، و"الحمزات"، و"العمشات" تعزيز وجودها القوي، حيث تُعدّ هذه الفصائل المدعومة من تركيا من أبرز القوى العسكرية في المنطقة. وفي ريف دمشق، تظل مدينة دوما تحت سيطرة "جيش الإسلام"، وهو فصيل يتمتع بنفوذ كبير في ريف العاصمة والضواحي، ما يجعله لاعباً رئيساً لا يمكن تجاهل تأثيره.

لكن الصورة في شمال شرق سوريا تختلف تماماً. هناك، تُعدّ قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من أبرز وأقوى الفصائل العسكرية في المنطقة، إذ يبلغ تعداد أفرادها نحو 120 ألف مقاتل مزودين بأسلحة متطورة وتدريب عالٍ، ويحظون بدعم كبير من التحالف الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية. تسيطر قسد على مساحة جغرافية واسعة تمتد لنحو 25% من الأراضي السورية، مما يجعلها قوة رئيسة يتعين على هيئة تحرير الشام التعامل معها بجدية إذا كانت تسعى لتحقيق أي نوع من الاستقرار في المنطقة.
من خلال هذه الصورة المعقدة لتوزع القوى العسكرية، يتضح أن هيئة تحرير الشام لن تتمكن من فرض سيطرتها على كامل سوريا دون السعي إلى استرضاء هذه الفصائل العسكرية، وعلى رأسها قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تُعدّ القوة الأكبر في شمال شرق سوريا. إن التوصل إلى تفاهم معها قد يكون المفتاح لأي محاولة لتوحيد صفوف الفصائل السورية المسلحة، مما يفتح الطريق أمام إمكانية تحقيق توازن سياسي وعسكري في البلاد.

مؤخراً، حاولت هيئة تحرير الشام جمع ممثلين عن الفصائل المسلحة في دمشق بهدف التوصل إلى اتفاق يقضي بحل هذه الفصائل وتسليم أسلحتها، بالإضافة إلى تسوية أوضاع ضباط وأفراد الجيش السوري السابق الذي تلاشى بعد فرار رئيسه بشار الأسد إلى موسكو. ومع ذلك، لم تلقَ هذه المبادرة النجاح المنشود بسبب التباين الكبير في الرؤى والمصالح بين الأطراف المعنية، مما عرقل أي تقدم نحو تحقيق الاستقرار.

هذا على الصعيد العسكري، حيث تبدو التحديات كبيرة، أما على المستوى الشعبي فإنها أكبر بكثير. يعاني الشعب السوري من الأزمات الاقتصادية والمعيشية المستمرة، ويبحث عن الأمان والاستقرار في ظل سنوات من الصراع. في هذا السياق، يجب على هيئة تحرير الشام أن تقدم حلولاً عملية لتحسين حياة السوريين اليومية إذا كانت تأمل في كسب تأييدهم. وفي حال فشلت في تلبية هذه الاحتياجات الأساسية، سيبقى موقف الشعب تجاهها مشوباً بالحذر وعدم الثقة.

بناءً عليه، فإن التوازن بين التعامل مع الفصائل العسكرية المتنوعة وتلبية احتياجات الشعب السوري سيكون مفتاحاً للمستقبل السياسي والعسكري في سوريا.

نُعيد ونُؤكد دائماً أن حل الأزمات السورية يعتمد على استعادة الثقة بين مختلف الأطراف، وذلك من خلال الجلوس إلى طاولة الحوار دون إقصاء أي طرف من القوى الأساسية الفاعلة في الشأن السوري. هذه المهمة لا غنى عنها من أجل التفاهم والاتفاق على مستقبل سوريا الجديدة، بعد تجاوز الخلافات الجانبية، والتحلي بالمسؤولية الوطنية لبناء دولة ديمقراطية، عادلة، حرة، ومزدهرة.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة اللاجئين السوريين أم هجرة المقيمين إلى الخارج؟
- ثورة بلا عدالة اقتصادية.. كسرابٍ في صحراء
- أكثرية.. أقلية.. مكونات.. نسف لمفهوم المواطنة أم توصيف طبيعي ...
- حوار وطني أم استعراض رقمي؟ أسئلة حول مستقبل سوريا
- هل يحق لحكومة تسيير الأعمال بقيادة أحمد الشرع ما قامت به حتى ...
- حين يصبح نشر الغسيل تهمة
- هل ستعيد حكومة تصريف الأعمال عجلة الزمن إلى الوراء؟
- مسؤولية بشار الأسد في الكارثة السورية
- عدالة بلا انتقام.. لماذا أرفض الإعدام للفاسدين؟
- صبيحة سقوط الأسد
- «صام صام وفطر على بصلة».. هل هذا قدرنا؟
- تصاعد الـ -ممارسات الفردية- تهدد السلم الأهلي في سوريا
- عندما تمنحك الأجهزة الأمنية صفة المواطنة
- التفاؤل الحذر في مواجهة التحديات السورية
- مقابلة حصرية خصّني بها الرئيس السابق بشار الأسد
- جيهان.. وعدُ العدسة وخلودُ القضية
- نحو دستور يُحيي قيم العدالة والمساواة في سوريا
- عبء القُربى في زمن القمع
- المال المسروق.. من قنوات الفساد إلى قنوات التعويض
- سوريا بين الكنز المفقود والرصاص الصامت


المزيد.....




- أول تعليق من بايدن على انتخاب جوزاف عون رئيسا للبنان: -الزعي ...
- موسكو: واشنطن المستفيد من وقف غازنا
- فنزويلا.. زعيمة المعارضة تغادر مخبأها وتنضم للمحتجين ضد الحك ...
- بعد عامين من الشغور، ما القضايا العالقة أمام رئيس لبنان الجد ...
- -معاريف- عن مصدر عسكري إسرائيلي: لن نتدخل بحياة سكان سوريا و ...
- الخارجية الروسية ترحب بحل الأزمة الرئاسية في لبنان
- Lenovo تدخل عالم الحواسب الصغيرة
- هل تبقى إيران التهديد الأكبر لإسرائيل؟
- تصريحات مصرية جديدة عما تريده القاهرة من دمشق بعد التغيير في ...
- العراق يعلن استلام 13 طائرة ضمن خطة تحديث الأسطول الجوي


المزيد.....

- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - هيئة تحرير الشام.. مساعي الهيمنة في خضم الفصائل السورية المتعددة