|
مقهى الملحدين : عندما احتست فرنسا قهوة الحرية في عصور التنوير (6)
سليم خالد
الحوار المتمدن-العدد: 8216 - 2025 / 1 / 8 - 07:50
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الافتتاحية: في مقاهي باريس
بين فنجان قهوة وثورة حيث صراع الحرية العنيف والشرس يطرق أبوب أراضي أوروبا القديمة في عصورها المظلمة. حسنًا اليوم تخيل أننا في مقهى فرنسي هادئ في قلب باريس، حيث يتناثر عبير القهوة في الأجواء، ويتحدث الجميع عن الأفكار الجديدة التي زعزعت العالم بأسره في المقهى الباريسي، الذي يطل على شوارع المدينة المليئة بالحركة، يعج بنغمات النقاشات الفكرية الطاولات الصغيرة، المزينة بكؤوس النبيذ وأكواب القهوة الساخنة، تشهد حوارات بين مجموعة من المفكرين، بعضهم يرتدي الملابس البسيطة، والبعض الآخر يتزين بنظارات سميكة وملابس تحمل ألوانًا زاهية، يمزجون بين الحروف والكلمات، ويثرون الأجواء بحركات أيديهم وكلماتهم المندفعة. البعض يتناقش بحماسة حول أفكار فولتير، بينما يشارك آخرون في جدال محتدم عن الثورة الفرنسية، وكيف أن مفاهيم الحرية والمساواة بدأت تتسرب إلى المجتمع الفرنسي.
الرائحة الغنية للمخبوزات الطازجة التي تخرج من الفرن تتناغم مع طعم القهوة المظلمة التي تعبق في الأجواء. في زاوية المقهى، يقف رجل مسن يُدخن غليونه بتأنٍ، يتابع بعينيه الساهيتين ملامح الوجوه الشابة التي تتناقش في مواضيع الثورة والتغيير. الهواء مشبع بروح الأمل والتجديد، وكأن كل كلمة تُقال هي بذرة لفكرة جديدة تُنبت على أرض الواقع. حتى أن النادل الذي يمر بين الطاولات يشارك في الحديث، قائلاً بتعجب: "في يوم من الأيام، هذه الجدران ستشهد على ميلاد أفكار ستغير العالم." ورغم أن المقهى يعج بالحركة، إلا أن هناك نوعًا من الهدوء الغريب الذي يلفه. الكل هنا يعلم أن هذه اللحظات التاريخية لا يمكن أن تتكرر، وكل فكرة تنبع من هذا المكان قد تكون شعلة تنير طريق المستقبل بينما تتناثر الحوارات وتتداخل الأصوات، يصبح لكل لحظة في المقهى طعم خاص، خاصة حينما يصل النادل إلى طاولتك وهو يحمل فنجانًا من القهوة الفرنسية الغنية. القهوة، التي تبدو كأنها تجسد جوهر باريس نفسها، يتم تحضيرها بعناية فائقة. تبدأ القهوة بنكهتها المميزة التي تعكس مزيجًا من الحبوب الطازجة المحمصة بعناية، والتي تضفي عليها روائح دافئة تنبعث في الهواء، فتنتشر في المكان مثل سحر يعيدك إلى الحياة.
عندما تحتسي أول رشفة، تشعر بأن كل قطرة من القهوة تذوب في فمك برقة، فمذاقها المر قليلاً ينسجم مع طعم خفيف من الحلاوة، مما يخلق توازنًا مدهشًا بينهما. القهوة ليست فقط مشروبًا، بل هي تجربة حسية كاملة. الحواف الدقيقة للفنجان الأبيض، الذي يكون عادة مزخرفًا بنقوش أنيقة، تُضيف لمسة من الرقي إلى اللحظة. ثم، عندما ترفع فنجانك بيديك برفق، ترى كيف يتصاعد البخار بلطف من السطح، كأنها دعوة للانغماس في عالم من الأفكار والإلهام. وفي هذا المقهى الفرنسي، تُعد القهوة بكل تفاصيلها بعناية، سواء كانت "إسبريسو" مكثفة تعطيك دفعة من الطاقة أو "كافيه كريم" Café Crème ناعم يمنحك إحساسًا بالراحة التامة. النكهات الفاخرة تتخلل الفنجان، فبينما تقلبه بملعقة صغيرة، تشعر بأن القهوة تقدم لك ليس مجرد طعم، بل حالة من الاسترخاء واللذة التي لا يمكن إلا أن تترافق مع أجواء باريس المثيرة.
وتُضاف إلى هذه اللحظة تفاصيل أخرى، مثل تلك القطعة الصغيرة من الشوكولاتة الداكنة التي توضع بجانب الفنجان، والتي تذوب في فمك ببطء، مرافقةً لحرارة القهوة وتكمل نكهتها المميزة. في كل رشفة، تحس كأنك تستمتع بلحظة هادئة بين شوارع باريس القديمة، حيث يلتقي الماضي بالحاضر في سكون فريد، ممزوجًا بنكهة القهوة الفرنسية التي تظل في الذاكرة طويلاً.
نقف اليوم في قلب أوروبا القديمة، حيث انتشر التنوير الأوروبي وتفجرت الثورات تحت جناح الثورة الفرنسية، التي قدمت – عبر التاريخ- أروع وأكمل الأمثلة في مفاهيم الحريات والحقوق والمساواة والكرامة للجميع. تلك المبادئ التي لم تحملها أي من الكتب المقدسة سابقًا. نتحاور بين مقاهيها وأزقتها عن هذا التنوير الذي اجتاح الحضارة الغربية بأسرها، وانتشر تأثيره إلى مختلف أنحاء العالم، بشكل أو بآخر.
سلسلة مقهى الملحدين هي مجموعة متنوعة من المقالات والأفكار التي تتباين أطروحاتها وتتشابك في مفاهيمها، محمولة على طابع موضوعي عصري يتوجه إلى النخب المثقفة والشباب والباحثين وكل من يهمه الأمر. تتميز كل نسخة من السلسلة بتفردها، حيث يتم وضعها في سياق متصل ولكنه منفصل في ذات الوقت، ما يمنح كل مقال استقلاليته ويجعله قابلًا للتفاعل مع المقالات الأخرى. ولكن لا يعني ذلك أن السلسلة تدعو إلى الإلحاد أو التدين بشكل مباشر، بل هي دعوة لتحريك العقول واستخدام أدواتها النقدية والتحليلية، مثل القياس والتفكير المنطقي والفلسفي، للتفاعل مع قضايا الفكر والمعتقدات. في مقهى الملحدين، لا يوجد شيء يُعتبر "غير قابل للنقد". كل فكرة، وكل مفهوم، وكل "شيء" يخضع للنقد والتحليل، ولا شيء فوق منظومة النقد. إذا كان هناك ما يُعتبر "غير قابل للنقد"، فإن السؤال المشروع هو: لماذا؟ ما الذي يجعله خارج نطاق التفكير العقلاني والمناقشة النقدية؟
مدخل : من قهوة باريس إلى ثورة التنوير في مقاهي أوروبا القديمة، في وقت ازدهار التنوير الأوروبي، وُلدت الثورات الكبرى مثل الثورة الفرنسية، التي كانت شرارة الانقضاض على النظام الملكي الاستبدادي. في تلك الفترة، استخدم فلاسفة التنوير، مثل جون لوك وفولتير، الفلسفات والأفكار التي كانت شائعة في إنجلترا، على غرار حقوق الإنسان والحريات الفردية، كأدوات لمواجهة الظلم الاجتماعي والسياسي في بلدانهم. كان الدستور الإنجليزي مثالًا على حقوق المواطنين الطبيعية، حيث تم منح الإنجليزي حرية العقيدة وحق المحاكمة العادلة، وضمان المساواة أمام القانون. في المقابل، كانت الملكية الفرنسية المطلقة سائدة في فرنسا، حيث كان الجميع يعيش في ظل طغيان السلطة المطلقة للملك، دون أي حقوق فردية. كانت هناك طبقية صارمة حيث المواطن الفرنسي كان يُعتبر مجرد تابع يتقيد بأوامر السلطة الحاكمة، سواء كانت دينية أو سياسية. الملكية المطلقة كانت تشدد على أن واجب المواطنين هو طاعة الملك دون اعتراض، وكانت أي محاولة للتعبير عن الفكر أو العقيدة شخصية تُعتبر خيانة. كانت الثورة الفرنسية (1789) بمثابة الصرخة الكبرى ضد الأنظمة الملكية المطلقة التي كانت تحكم أوروبا، وخاصة في فرنسا. أفكار التنوير، التي تدعو إلى العدالة والمساواة وحرية الفكر والعقيدة، ألهمت الشعب الفرنسي ليطالب بحقوقه الطبيعية. إعلان حقوق الإنسان والمواطن الذي صدر في 1789 كان تجسيدًا حيًا لتلك المبادئ التنويرية، حيث اعترف بحق الإنسان في الحرية والكرامة والمساواة أمام القانون. على الرغم من أن الثورة كانت ردًا مباشرًا على استبداد ملك فرنسا لويس السادس عشر، إلا أن تأثيرها امتد ليغير مسار التاريخ في أوروبا والعالم. وفي المقابل، في إنجلترا، حيث كان التنوير قد بدأ في التأثير منذ وقت مبكر، وبلغ الدستور الإنجليزي ذروته في تلك الحقبة. من خلال الدستور الإنجليزي، تم منح الإنجليز حقوقهم الطبيعية كاملة، مثل حرية الصحافة وحق المحاكمة العادلة، وأصبح من غير المقبول أن يكون هناك شخص فوق القانون. كانت الحريات السياسية والدينية في إنجلترا مثالًا حقيقيًا للنظام الذي يتبنى القيم التنويرية، في حين كانت أنظمة مثل الملكية الفرنسية المطلقة تحارب هذه المفاهيم بشراسة، حيث كانت العقول مُقيدة والحرية مُصادرة، وكان المواطنون يعيشون في ظل عبودية فكرية تقتصر على طاعة الملك وسلطته المطلقة.
نقف اليوم في أوروبا القديمة عندما تفشى التنوير الأوروبي وعندما وُلدت الثورات تحت معطف الثورة الفرنسية وعندما استخدم فلاسفة التنوير منظومات الإنجليز كالسوط على منظومات بلدانهم في قمع حرياتهم الدينية والسياسية.
(26) فرنسا، الاستبداد، الدين ومفاهيم اللائكية
كانت فرنسا تعاني بشدة أكثر من غيرها من نظم الاستبداد الطبقي (المبني على رجال النبلاء، رجال الدين، العمال وعامة الشعب) في جميع المجالات السياسية والدينية والمجتمعية، وبالأخص الاستبداد الديني. حيث كان رجال الدين يحاولون فرض عقيدة واحدة على جميع الشعب الفرنسي بهدف السيطرة عليه والتحكم به. حيث فرنسا في العصور الوسطى وما تلاها كانت أرضًا للهيمنة الدينية التي فرضتها الكنيسة الكاثوليكية، حيث امتلك رجال الدين سلطة تفوق سلطة الملك أحيانًا. هذا الاستبداد الديني لم يكن مجرد فرض للعقيدة الدينية، بل كان أداة قمع اجتماعي. الكنيسة كانت تفرض على الشعب عادات وتقاليد صارمة، حتى وصل الأمر إلى التدخل في الأمور السياسية والاقتصادية. كان رجال الدين يتمتعون بحقوق وامتيازات عظيمة بينما كان عامة الناس يعيشون في فقر مدقع وشديد حيث كانت تلك الأسباب , تعتبر اليوم من أهم الأسباب التي أدت إلى انفجار الثورة الفرنسية في وجه السلطات الفرنسية. حيث لم يعد الشعب الفرنسي قادرًا على تحمل محاولة فرض عقيدة واحدة على الجميع، مما أدى إلى مقاومة عالية وكراهية لكل ما يتعلق بالدين. ومن نتاج حرمانهم من حرية العقيدة، تولد لدى الشعب الفرنسي مفهوم "اللائكية". اللائكية خرجت مع الجمهورية الفرنسية بعد الملكية الفرنسية المطلقة. وهي مفهوم أعلى من العلمانية بدرجات، حيث أن العلمانية تعني فصل السلطات الدينية عن السياسية، بينما اللائكية تتجاوز ذلك لتتضمن فصل الدين ومحاولة انتشاله عن الفضاء العام بالضرورة. اليوم، تشتهر فرنسا بعدائها لكل ما يتعلق بالدين عمومًا، وتختلف في ذلك عن دول عديدة مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة وغيرها من دول العالم المتقدم.
إذن، اللائكية هي حالة قانونية تهم الدولة، وهي مبنية على الصراع بين المؤسسات الدينية والدولة. أما العلمانية فهي حركة داخلية تاريخية عفوية تهم المجتمع. لذلك، لا نجد في اللغة الفرنسية مرادفًا لكلمة "علماني" أو "علمانية"، ولا يوجد شخص يتبنى العلمانية كموقف أيديولوجي أو سياسي. العلمنة إذا ليست موقفًا سياسيًا أو أيديولوجيًا، على عكس اللائكية. كما أن اللائكية تعتبر تتويجًا جذريًا ونهائيًا لمسار العلمنة الذي شهدته فرنسا عبر تاريخها.
لم تشهد المملكة المتحدة نفس الجدل الفرنسي بين اللائكيين، خاصة من المفكرين ورجال التعليم، ورجال الدين. بل كانت العلمنة كمسار تطوري هي العامل الحاسم في تطور المجتمع البريطاني، حيث تمثل ذلك في موقف سياسي ونظرة فكرية للواقع. مفاهيم اللائكية هي نتيجة حتمية من شدة درجات الاستبداد الديني لدى المسيحيين البروتستانت الفرنسيين، حيث عانت فرنسا بشدة من الاستبداد والتسلط الديني على أراضيها وعلى مدى تاريخها. فعند العودة إلى تاريخ فرنسا لمدة 400 عام، نجد أن لها تاريخًا مفعمًا بالدماء بسبب الصراعات الدينية، حيث كانت في الفترة ما بين 1562 و1598 تعرف بما تسمى حروب فرنسا الدينية، حيث قُتل ما بين مليونين وأربعة ملايين شخص بسبب العنف والتسلط الديني، مما أدى إلى تفشي المجاعات والأوبئة، إضافة إلى الصراعات الداخلية التي أضعفت سلطة الملكية الفرنسية بشكل كبير. كما جرت سلسلة طويلة من الحروب الدينية الفرنسية والإعدامات المتواصلة عبر التاريخ. ومن المهم الإشارة إلى أن نفوذ التسلط الديني بقي صامدًا على الأراضي الفرنسية إلى عام 1789، الذي يُعتبر عامًا مميزًا لدى الشعب الفرنسي، حيث شهدت الثورة الفرنسية الكبرى التي حاول فيها الشعب الفرنسي تبديل ملكيته المطلقة إلى جمهورية فرنسية، ونجحت المبادئ الجمهورية في ترسيخ حرية العقيدة بين جميع المواطنين دون تكفير أو إعدام لأي شخص فرنسي بسبب تغيير دينه. الثورة الفرنسية أكدت على التطلع نحو الحرية الدينية والحماية الدينية للمواطنين الفرنسيين، والتخلص من الأرستقراطية الدينية، وتحقيق المساواة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. كما أكدت على التساوي في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين، بعيدًا عن انتماءاتهم العقائدية.
(27) : قهوة مع فولتير - الله، الدين، والتسامح
فولتير (فرانسوا ماري أرويه) هو مفكر فرنسي من أبرز شخصيات عصر التنوير في القرن الثامن عشر. كان ناقدًا جريئًا للكنيسة الكاثوليكية والأنظمة الاستبدادية، معتبرًا أن الدين التقليدي كان أداة للسيطرة على الناس. كان له تأثير كبير على الثورة الفرنسية، حيث دعا إلى حرية الفكر، والمساواة، وحقوق الإنسان. سخر من الخرافات وحارب التعصب، كما كان مؤمنًا بالتسامح الديني والتعددية الفكرية. شخصيته كانت تتميز بالجرأة والسخرية الذكية، وكان يركز على حقوق الفرد في مواجهة السلطات الظالمة.
"لقد وُجد الدين عندما التقى أول محتال بأول أحمق."
تُنسب هذه الجملة الشهيرة إلى فولتير، الذي اعتبر رجال الدين والكهنة مجرّد محتالين ومخادعين، بل وصوّب عليهم النقد اللاذع، قائلاً: "أوجد الكهنة ورجال الدين الخلافات والخوف والرعب ... هؤلاء الذين يعيشون على كد وتعب الناس في راحة وكسل! يتنافسون على شراء الذمم واقتناء العبيد، ويوحون لكم بالتعصب المذموم لكي يتمكنوا من سيادتكم... يُرهبونكم لكي تطيعوهم، لا لكي تخافوا من الله، بل لكي تخافوا منهم!"
كان فولتير يرى أن رجال الدين قد عطلوا العقول واستغلوا جهل الناس لتحقيق مآربهم الخاصة، مؤمنًا أن الدين لا ينبغي أن يكون أداة للسيطرة بل وسيلة للتأمل الشخصي والروحانيات الحرة. يُعد فرانسوا ماري أرويه، المعروف بفولتير، أحد المفكرين البارزين الذين ألهموا الثورة الفرنسية في القرن الثامن عشر. كانت أفكاره نابعة من قناعته بأن الحريات الفردية، والعقلانية، والتسامح هي المبادئ التي يجب أن تُسعى إليها البشرية. لقد تحدّث عن حقوق الإنسان وواجه الفساد السياسي والاجتماعي الذي كان يُهيمن على فرنسا، مُسجلًا في تاريخ الفكر الحديث موقفًا ثوريًا ضد الاستبداد.
الدين الطبيعي مقابل الدين المؤسسي كان فولتير يرى أن الدين المؤسسي، بما في ذلك التفسير الحرفي للكتب المقدسة، هو عبارة عن خرافات وأساطير، واعتبر أن الدين الحقيقي هو ذلك الذي يتناغم مع قوانين الطبيعة. كان يعتقد أن الكون يشهد على وجود كائن عاقل من خلال دقة عمله، على غرار الساعة التي تدور بعناية في يد صانعها. لكن فولتير كان يُسائل النصوص المقدسة التي جُمعت في سياق ثقافات قديمة مليئة بالخرافات التي تسببت في استعباد عقول البشر.
رفض المعجزات والصلاة فولتير كان رافضًا لفكرة المعجزات. فقد كان يرى فيها خرقًا لقوانين الطبيعة والفيزياء، وبالتالي كان يعتبرها تعارضًا مع فكرة الإله العاقل. ومن هذا المنطلق، كان يُحارب كل فكرة تدعّي أن الصلاة أو الدعاء يمكن أن يُغيرا قوانين الفيزياء الطبيعية. كان يصر على أن أي تغيير في هذه القوانين يُعد خرقًا للمنطق العقلاني الذي يطابقه في رؤيته للعالم.
التسامح الديني: البديل للتعصب من الأمور التي كان فولتير يتأمل فيها كثيرًا هو التسامح الديني، فقد كانت قسوة الحروب الدينية والحروب التي أُثيرت بسبب التعصّب في أوروبا ماثلة أمام عينيه. وكان يرى أن التسامح هو السبيل الوحيد لمستقبل مشرق للبشرية. فكان يتحدث عن دور رجال الدين في تأجيج الكراهية والصراع، مُعتبرًا إياهم كأدوات لتحقيق مصالح الأنظمة الملكية. في رأيه، أن هذه الأنظمة استخدمت الدين لتشتيت انتباه الناس عن القضايا الأساسية وتغذّي الحقد والكراهية بين طوائف المجتمع.
كان فولتير يعارض بشدة أي محاولة لفرض عقيدة دينية معينة على البشر. في كتابه "رسالة في التسامح"، كان يدعو لحق الإنسان في اختيار دينه أو رفضه، معتبرًا أن كل إنسان يجب أن يُعامل بتسامح، مهما كان اختلافه الديني. هذا المبدأ تجلى في مقولة شهيرة له، حيث قال: "آمن بما أؤمن به، أو لا تؤمن بما أؤمن به، وإلا كان مصيرك الهلاك... آمن وإلا ألحقت بك الأذى. ولكن لا يحق لأحد أن يُحكم عليك لمجرد أنك لا تشاركهم نفس الاعتقاد."
تحقيق العدالة في نظام التسامح وفى هذا السياق، يعتبر فولتير أن التسامح هو الرد على التعصّب الديني، وهو ما كان يُحارب في العصور الوسطى وما قبلها من حروب. وكانت هذه الحروب التي أُثيرت باسم الدين سببًا في المآسي البشرية التي ما زالت تلوح في أفق التاريخ. ويعتقد فولتير أن أفضل وسيلة لإيقاف هذه الحروب هي تعزيز التسامح والقبول بالاختلاف.
كان فولتير يرفض بشدة الخلط بين الدين والسياسة. وكان يرى أن أي محاولة لدمج الدين في السياسة، أو استخدام الدين كأداة للسيطرة على الشعوب، هي في النهاية تمهد الطريق للاستبداد، وتُعزز التفوق الطبقي. لذلك، كانت أفكاره الثورية تتسم بشدة الرفض لكل أشكال هيمنة السلطة، سواء كانت دينية أو سياسية. دور الدولة في التسامح
فيما يخص دور الدولة، كان فولتير يعتقد أن الدولة يجب أن تكون الحارس الأمين لحرية المعتقدات، كما يجب أن تتخذ موقفًا حاسمًا ضد أي نوع من أنواع التعصّب. وأضاف أن الدولة يجب أن تشجع على التعايش السلمي بين مختلف الأديان والطوائف، وأن تتصدى لكل محاولة لفرض قناعات على الأفراد. أما في حال كانت الدولة دينية، فإنه يجب عليها حماية الأقليات اللادينية من التعصب الديني السائد في المجتمعات.
وكان يرى أيضًا أن التدخل الحكومي يجب أن يكون مقتصرًا على إرساء المبادئ الأساسية للتسامح وحماية الحقوق، بعيدًا عن القمع الذي لا يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمات. حيث كان فولتير واحدًا من أكبر المدافعين عن العقلانية، وكان دائمًا يروج لفكرة أن الحرية لا تقتصر فقط على الجانب السياسي، بل تشمل أيضًا الحرية الفكرية والدينية. كان يعتقد أن العالم سيصبح مكانًا أفضل إذا تم استبدال التعصّب بالتسامح، وإذا توفرت حرية الاختيار لكل فرد دون خوف من الاضطهاد أو العنف باسم الدين. فولتير، بتأثيره العميق في عصر التنوير، لا يزال يُعتبر منارة تهدي الشعوب نحو مستقبل أفضل يسوده التسامح الفكري والديني.
(28) قهوة مع جان جاك روسو: "الحرية، الإخاء، والمساواة" على طاولة الثورة الفرنسية
"الحرية صفة أساسية للإنسان، وحق غير قابل للتفويت. الحرية تعني تمتع الفرد بجميع حقوقه السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، والاعتقادية والثقافية في إطار قانوني. فإذا تخلى الإنسان عن حريته، فقد تخلى عن إنسانيته وعن حقوقه كإنسان." "الإنسان وُلد حرًا، ولكنهم في كل مكان يربطونه بقيود" – هذه الجمل الشهيرة لروسو تلخص فلسفته بشكل كامل. يُعتبر جان جاك روسو أحد أعظم المفكرين الذين ألهموا الثورة الفرنسية في القرن الـ18. كان فيلسوفًا سويسريًا-فرنسيًا سابقًا لعصره في دعوته إلى التغيير الاجتماعي والسياسي الجذري. في كتابه الأشهر "العقد الاجتماعي"، قدّم روسو مفهومًا ثوريًا للحرية والمساواة، حيث اعتبر أن المجتمع يجب أن يكون قائمًا على إرادة الشعب الجماعية بعيدًا عن السلطة الفردية أو الملكية المطلقة. أفكاره كانت بمثابة الوقود الفكري للثوار الفرنسيين وأسهمت بشكل كبير في تحفيز الثورة الفرنسية. يُعدّ "العقد الاجتماعي" ميثاقًا ثوريًا في جوهره، حيث اعتبر روسو أن السيادة الحقيقية تكمن في الشعب وأن حقوق الإنسان لا يجب أن تكون قابلة للتفاوض. كما أن رؤية روسو للمساواة كانت جذرية؛ فقد كان يرى أن الطبقات الاجتماعية تتناقض مع المساواة الطبيعية للإنسان، وكان يؤمن أنه لا يمكن تحقيق العدالة إلا من خلال القضاء على الفوارق الطبقية. في مجال الإرادة، دعا إلى ضرورة إعادة تأسيس النظام السياسي على قاعدة "إرادة الشعب العامة". أيضًا، في مجال التربية، اعتقد أن التعليم يجب أن يُحرر الطفل من القيود الاجتماعية ويعزز من فكره المستقل، مؤكدًا أن التعليم يجب أن يتماشى مع الطبيعة واحتياجات الطفل، وليس مع القيم التي تفرضها المؤسسات الاجتماعية.
كان روسو يعتقد أن الأنظمة الملكية والطبقات الحاكمة قد تسببت في حرمان الناس من حقوقهم الطبيعية، خاصة الحق في الحرية والمساواة، داعيًا إلى القضاء على التفاوتات الاجتماعية التي تسيطر على المجتمع وتجعله غير عادل. بالرغم من القمع الديني والسياسي الذي كان يهيمن على فرنسا في عصر ما قبل الثورة الفرنسية، فإن أفكار جان جاك روسو وجدت طريقها إلى الوعي العام بفضل الطابع الثوري لكتاباته وقدرتها على التعبير عن تطلعات الشعب الفرنسي نحو الحرية والمساواة. كتاباته كانت تُقرأ في المقاهي، الصالونات، والأماكن العامة حيث تجمعت الطبقات المتعلمة لمناقشة الأفكار الفلسفية الجديدة. وكانت محاكمات التفتيش لا تمنع تداول الكتب والمقالات التي تحتوي على أفكار مثل أفكار روسو، بل زادت من رغبة الناس في قراءتها. في وقت كان فيه المجتمع الفرنسي خاضعًا للرقابة الشديدة، أصبح الكثير من المفكرين والكتّاب يعملون على نشر أفكارهم بطريقة غير مباشرة، حيث انتشرت أفكار روسو عن الحرية والمساواة بطرق سرية عبر المناقشات والمراسلات السرية بين المثقفين. رغم وجود محاكم التفتيش والرقابة القوية، فإن النخبة المثقفة في فرنسا - بما في ذلك الصحفيين والكتاب - عملوا على نشر هذه الأفكار في أوساط الشعب عبر رسائل ومجلات سرية، وعبر نقاشات طويلة في الصالونات الأدبية. كما أن مسرحيات روسو وكتاباته قد لاقت أصداء واسعة بين الطبقات الشعبية، حيث تحوّل خطاباته إلى شعارات تحفيزية ضد الظلم الاجتماعي والسياسي. وبهذا الشكل، كان تأثيره قويًا، إذ رغم قمع السلطات، إلا أن الشعوب كانت تجد في أفكار روسو وسيلة للتمرد على الظلم وإعادة بناء المجتمع على أسس من العدالة والمساواة.
عندما اندلعت الثورة في 1789، لم يكن الثوار بحاجة إلى أكثر من قراءة لكتاب روسو ليدركوا أن المعركة ليست مجرد انتفاضة ضد السلطة السياسية، بل كانت معركة لإعادة الإنسان إلى طبيعته الحرة، حيث يُعامل الجميع كأفراد متساوين، لا فرق بينهم في الحقوق أو في الواجبات. تلك الأفكار التي زرعها روسو، كانت بحق النواة التي أنبتت بذور التغيير في المجتمع الفرنسي. كانت أفكاره بمثابة الضوء الذي يهتدي به الثوار في أحلك الأوقات، وكان شعار "الشعب مصدر السلطات" هو أكبر تجسيد لفكرته حول الديمقراطية الشعبية، حيث لا يُمكن لأي نظام أن يستمر إلا إذا كان مُنصتًا لنبض الشعب وقيمه. كانت الثورة الفرنسية أكثر من مجرد تغيير سياسي، بل كانت عملية تحرير الفكر من قيود العبودية الفكرية والسياسية، وأفكار روسو كانت هي المفتاح لهذا التحرر.
(29) تداعيات الثورة الفرنسية : هيمنة الفكر الليبرالي والديمقراطي
بعد الثورة الفرنسية، نشأت تغييرات جوهرية في الفكر السياسي في أوروبا وفي العالم بأسره. كانت الثورة نقطة انطلاق لبروز الأفكار الديمقراطية والليبرالية التي قامت على مبادئ الحرية، والمساواة، والعدالة الاجتماعية. أفكار الثورة الفرنسية ألهمت فلاسفة ومفكرين في القرن التاسع عشر، وساهمت في تشكيل العديد من الأنظمة الديمقراطية الحديثة.
الديمقراطية المباشرة، كما أشار إليها جان جاك روسو في كتابه "العقد الاجتماعي"، كانت من أهم المبادئ التي تم تبنيها بعد الثورة الفرنسية. فقد دعا روسو إلى سيادة الشعب، حيث ينبغي أن تكون السلطة السياسية في يد الشعب بأسره، وليس بيد فرد أو فئة معينة. هذا الفهم أسهم في نشوء مفهوم "الديمقراطية الشعبية" الذي يتضمن المشاركة الواسعة لكل المواطنين في اتخاذ القرارات السياسية.
إضافة إلى ذلك، كان الفكر الليبرالي عنصرًا أساسيًا في إثراء الحركات السياسية بعد الثورة. فالفكر الليبرالي كان يدعو إلى الحرية الفردية وحقوق الإنسان الأساسية، واعتبر أن دور الدولة يجب أن يقتصر على حماية هذه الحقوق. في هذا السياق، كان جون لوك وتوماس بين من أبرز الفلاسفة الذين ساهموا في تأصيل هذا النوع من الفكر. فقد دافع لوك عن الحقوق الطبيعية مثل حق الحياة والحرية والملكية، وهو ما ألهم العديد من المصلحين السياسيين في فرنسا والعالم. أما توماس بين، فقد كتب في مؤلفه "حقوق الإنسان" الذي دافع فيه عن الأفكار التي انتشرت في الثورة الفرنسية وأصبحت جزءًا أساسيًا من ميثاق حقوق الإنسان. من الفلاسفة المؤثرين
في هذا السياق أيضًا كان مونتيسكيو( فيلسوفًا وقاضيًا فرنسيًا بارزًا، وعُرف بفكره السياسي والاجتماعي الذي ترك بصمة عميقة على الأنظمة السياسية في فرنسا وأمريكا يعتبر مونتيسكيو من أهم المفكرين في عصر التنوير) الذي قدم في كتابه "روح القوانين" نظرية فصل السلطات، حيث دعا إلى فصل السلطة التشريعية عن التنفيذية والقضائية لضمان حرية الفرد من الاستبداد. كما كان إيمانويل كانط من الفلاسفة الذين أثروا في تطور الفكر الليبرالي. كان كانط يرى أن الإنسان يجب أن يُعامل كغاية في ذاته، لا كوسيلة لتحقيق مصالح أخرى، مما ساعد في تعزيز حقوق الإنسان في النظام الليبرالي.
بعد الثورة الفرنسية، بدأت العديد من الدول الأوروبية تتبنى هذه الأفكار الديمقراطية والليبرالية، وظهرت أولى الديمقراطيات التمثيلية، حيث بدأ يتم تمثيل الشعب عبر مؤسسات منتخبة بدلاً من أن تكون السلطة في يد ملك أو طبقة النبلاء. ساعدت هذه المبادئ في تطور الحركات الديمقراطية في أماكن مثل أمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية، وفي نضوج مفهوم الحريات الفردية في المجتمعات الحديثة.
(30) الثورة الفرنسية والهوية الوطنية الجديدة
من بين أبرز تداعيات الثورة الفرنسية كان إعادة تعريف مفهوم المواطنة. قبل الثورة، كان الولاء للمَلِك أو الطبقات الحاكمة هو السائد، وكان المواطن الفرنسي يُعتبر تابعًا للنظام الملكي، وعليه أن يُدين بالولاء التام للملك والطبقات الحاكمة. كانت الحقوق تتوزع بناءً على الطبقات الاجتماعية، حيث كانت النبلاء ورجال الدين يمتلكون امتيازات خاصة، بينما كانت الطبقات الشعبية محرومة من كثير من الحقوق الأساسية. لكن مع تغيّر النظام، أصبح الولاء للوطن والدولة هو المبدأ الأساس. هذا التحول أسهم في بناء مفهوم الأمة الحديثة القائمة على المواطنة والمشاركة السياسية، وهو ما كان له تأثير مستمر في تشكيل الهوية الوطنية في فرنسا وكذلك في بلدان أخرى من العالم. أي أن تلك الثورة الفرنسية قد غيرت مفاهيم المواطنة للأبد وبشكل جذري مما أحدثت نبض جديد لمفاهيم المواطنة بديلة عن المواطنة القديمة التي كانت مواطن فرنسي بدرجة عبد مطيع وخاضع لسلطة الملك وحاشيته وعبد مطيع لأوامر رجال الدين وخطاباتهم المملوءة بالتحريض والكراهية وكذلك دعايات الترويج للمساواة في الآخرة وليس في الحياة الدنيا وبذلك قد أصبحوا المواطنين وقتها مواطنين فرنسيين ولكن بدرجة عبيد للنظام القمعي الحاكم الذي يحرمهم من كامل حقوقهم السياسية وترك الشعب في فقر مُدقع مع هوية وطنية زائفة وليست لها أي قيمة حقيقة مقارنة بالهوية الإنجليزية آنذاك.
الخاتمة:-
في قلب باريس، حيث تلتقي رائحة القهوة بعبير الكتب القديمة وأصداء الحوار الثري، تكمن قصة حركة عظيمة غيرت مسار التاريخ. كانت المقاهي الباريسية، مع ملذات مذاق القهوة، مسارح حية للفكر والثورة، حيث ولدت أفكار التنوير التي أضاءت عقول الأفراد وأسست لثورات غيرت وجه أوروبا والعالم. هناك، في تلك الأماكن الدافئة، كانت تتقاطع المسارات الفكرية بين الفلاسفة والمفكرين الذين حملوا راية الحرية والعدالة والمساواة. من فولتير الذي كان يبث شعاع العقل والتشكيك في الظلم والطغيان، إلى روسو الذي نادى بإعادة بناء العقد الاجتماعي على أسس الديمقراطية الحقيقية، كانت المقاهي تمثل مشهدًا حيًا للتحدي والإبداع. في تلك الحوارات، اكتسبت الثورة الفرنسية قوتها من مفاهيم حقوق الإنسان والحرية الفردية التي كانوا يروجون لها بعنفوان. وتلك الأفكار، التي تجسدها مفاهيم مثل "العدالة للجميع" و"الشعب هو مصدر السلطة"، تواصل حياتها في العصر الحديث كأعمدة ثابتة في ثقافات الشعوب. بين فنجان وآخر، كان الفكر يتحول إلى طاقة ثورية تهز العالم، ويمتزج الوعي الاجتماعي بنضج فلسفي وعمق إنساني، لتُولد بعدها ثورات ليس فقط في الشوارع، بل في العقول والقلوب. واليوم، لا تزال تلك المقاهي تردد صدى الفكر الثوري، وتدعونا للتساؤل حول كيفية مواجهة التحديات المعاصرة في ظل إرث من الحرية والمساواة الذي تركه لنا مفكرو القرن الثامن عشر. إنما تُعلمنا هذه اللحظات التاريخية، التي كان كل فنجان قهوة شاهداً عليها، أن العالم لا يزال بحاجة إلى الفكر العميق والثورة على الظلم بأشكاله كافة. وكلما تبادلنا الأفكار في أماكن لقاءات الفكر، نتذكر كيف كان للقهوة أعمق الأثر في تغيير مجرى التاريخ.
#سليم_خالد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مقهى الملحدين : في مقاهي بغداد العظيمة .. هكذا تكلم علي-دشت
...
-
تناقضات صارخة!
-
نظرية الانفجار الكبير والدين المحمدي!
-
الدين والفقر
-
قال أحدهم -الحمدلله الذي لم الإسلام الرجل كما أكرم المرأة-..
...
-
مقهى الملحدين : ماغاية محمد ؟ و مالفرق بين الجنة وبارات نيوي
...
-
المسلمون : من يعبُد من ؟!
-
مقهى الملحدين : الأديان بين الحقيقة والوهم (3)
-
مقهى الملحدين : لماذا يكرهون الليبرالية ؟ ولماذا يفشل مشروع
...
-
مقهى الملحدين : لماذا الإلحاد مطلب ولماذا الخروج عن دين آباء
...
-
الدين الإسلامي : ماذا لو..؟
-
متى ينتهي وباء الإسلام من هتك البلاد العربية ؟
-
أركان الإسلام السبعة : كيف تخدم تلك الأركان ذلك الدين ؟
-
دين الإسلام : تحديات باطلة وآيات ليست تنزيل من رب العالمين
-
لننهي النقاش : هل الله موجود ؟
-
لننهي النقاش : أيهما أفضل شريعة الله أم شريعة البشر ؟
-
لننهي النقاش : من كتب القرآن ؟
-
هل الأنبياء كانوا في شك مما يدعون إليه ؟ نقد وتأمل للقرآن
المزيد.....
-
عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: الاستخبارات جندت عشرات اليهود
...
-
-تهديد لمبادئ حقوق الإنسان-.. قرار تسليم القرضاوي إلى الإمار
...
-
من هو جان ماري لوبان، -الأب الروحي- لليمين المتطرف في فرنسا؟
...
-
الإمارات تدرج 19 فردا وكيانا -مرتبطين بالإخوان المسلمين- على
...
-
الإمارات تدرج 19 فردا وكيانا مرتبطين بالإخوان على قائمة الإر
...
-
الإمارات تدرج 19 فردًا وكيانًا في قائمة الإرهاب المحلية لـ-ا
...
-
قائد الثورة الاسلامية:الحشد الشعبي احد عناصر القوة في العراق
...
-
هل سترتدي تمثال الحرية قبعة صوفية كندية؟
-
محامي القرضاوي: تسليم عبدالرحمن يوسف القرضاوي للإمارات
-
الإمارات تدرج 19 فردا وكيانا مرتبطين بالإخوان المسلمين على ق
...
المزيد.....
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
المزيد.....
|