محمد هادي لطيف
الحوار المتمدن-العدد: 8215 - 2025 / 1 / 7 - 22:08
المحور:
الادب والفن
الليلُ يأتي.
باريسُ تتلصّصُ من شرفاتها، تُشعلُ السجائرَ في عتمةِ الغرفِ،
تتنهّدُ كعاهرةٍ ملّت انتظارَ العابرين.
بغدادُ، هناكَ بعيدًا، تتوسّدُ نهرًا مكسورًا،
وأنا أبحثُ عن شهيقٍ يليقُ برئتيَّ المُغتالتين.
“باريس، أين أتركُ حزني؟”
أسألُ الأرصفةَ التي تعرفُ وجوهَ الفارينَ من عواصمِ الرماد،
تضحكُ، ثمّ تصمتُ كعاهرةٍ عجوز.
اللعنةُ!
انتفضَ الغريبُ الأخيرُ
من زوايا الحاناتِ المهجورة:
إن استقلتُ،
فأين أذهبُ؟
أيّ نبيذٍ يُعيدُ مذاقَ الوطنِ إلى شفتيَّ؟
أيّ شارعٍ يحملُ صوتَ المآذنِ دون أن يُسكتهُ؟
إنّ لي بيتًا
في بغدادَ،
فيه عنواني المكتوبُ على ظهرِ حلمٍ قديم.
ولْيَكُنْ بيتًا غارقًا بالماءِ والجدرانِ المائلةِ!
سأسكنُهُ،
وأُغلّفُ صقيعَ باريسَ بحنينٍ لا يشيخ،
لكي أُدعى العراقيَّ الأخير!
#محمد_هادي_لطيف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟