أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - هل الخطر من الداخل ... أم من الخارج ؟!















المزيد.....


هل الخطر من الداخل ... أم من الخارج ؟!


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8215 - 2025 / 1 / 7 - 22:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


علي خلاف اغلب الناس الذين يرون ان الخطر علي مصر ــ او اي دولة ــ يأتي من الداخل وليس من الخارج ، أو ان الخطر الداخلي اكبر بمراحل من الخطر الخارجي فإنني اري العكس تماما..
رأيي ان الخطر الخارجي اكبر بمراحل من الخطر الداخلي ، وان الدول الحديثة تسقط بسبب العدوان من الخارج ، وليس بسبب العدو من الداخل ...

نعم يلعب الداخل دور الطابور الخامس .. ولكن الطوابير الاربعة الأولي تكون هنا في الغالب خارجية ..
ونعم يقوم العامل الداخلي بدور عامل التحفيز catalyst ولكن دوره هو كعامل حفز وتنشيط ، ولكن التفاعل والتأثير الاصلي يكون بمكونات اخري ...

وتعالوا نقرأ التاريخ ... القديم والحديث ..

لم تسقط تجربة محمد علي في القرن التاسع عشر بسبب اضطرابات داخلية ــ برغم المعاناة الهائلة والظلم الكبير الذي عاني منه المصريين طوال فترة حكمه ــ بل بسبب التدخل الخارجي ...
لقد اعلن محمد علي ان ارض مصر كلها ملكه هو ، وما المصريون الا عبيد احسانات الوالي وعطفه ... إن رغب في ذلك وأراد ..

وبرغم ذلك فإن من انهي تجربة محمد علي لم يكن المصريين بل كان البريطانيون !!

لقد وجدت بريطانيا في محمد علي حاكما قويا يمكن ان يهدد مصالحها في الشرق ، وكان ان انشأت تحالفا اوربيا من روسيا وفرنسا وبمباركة تركيا العثمانية وسلطانها ــ خليفة المسلمين ــ الذي راي في محمد علي حاكما متمردا علي سلطان خليفته ، فكان ان تحالف مع الغرب لتأديبه ...
وانتهت تجربة محمد علي الاصلاحية قرب منتصف القرن التاسع عشر لتترك مصر دولة محتلة بعد سنوات قليلة ...

ولم تنتهي تجربة جمال عبد الناصر في منتصف القرن العشرين بسبب العامل الداخلي ، بل بسبب العدوان الخارجي ..
الذي حاول مرة في اكتوبر ١٩٥٦ ــ العدوان الثلاثي ــ وفشل ...
وحاول مرة ثانية في يونيو ١٩٦٧ ونجح ...

برغم ان عبد الناصر كان له اعداء اقوياء في الداخل.. منهم كبار ملاك الاراضي الزراعية في الريف ، الذين وزع عبدالناصر اراضيهم علي فقراء مصر ، وكبار الاثرياء والمتمولين في المدن الكبيرة ، الذين امم شركاتهم ، وحزب الوفد ، وهو الحزب الشعبي الاكبر في تاريخ مصر ، والاخوان المسلمين ، وهو التنظيم الديني السياسي الاكبر في مصر والشرق ، والذين حاولوا قتله أكثر من مرة ، والحركة الشيوعية المصرية ، وكانت وقتها حركة قوية وواعدة ، وراءها جماهير كبيرة من المصريين ، ووراءها قوي عظمي تتحكم في نصف سكان العالم ... وهو الاتحاد السوفييتي ..

كل هؤلاء الاعداء الاقوياء لجمال عبد الناصر لم يستطيعوا خلخلة السلطة الناصرية ، وكان من انهي التجربة العظيمة لجمال عبد الناصر هو العدوان الخارجي ...

ولنترك التاريخ .. البعيد منه أو القريب .. ولنأخذ التاريخ المعاصر..

لقد كان من انهي حكم صدام حسين للعراق هو الولايات المتحدة الأمريكية وليس الداخل العراقي، برغم ان الاطياف الدينية والطائفية والعرقية في الداخل العراقي كانت لها مشاكلها التي لا تنتهي مع صدام حسين ..
لقد كان الجزء المسيس من شيعة العراق ضد صدام حسين ، وكان الجزء الاكبر من اكراد العراق ليسوا علي وفاق مع صدام حسين ..

وقد انتفض الشيعة في جنوب العراق مرارا ضد حكم صدام حسين وخاصة عام ١٩٩١ ولم تؤد انتفاضتهم الي شئ ..
وحارب الاكراد في شمال العراق السلطة المركزية في بغداد ، ومع ذلك لم تؤد حربهم الي انهيار السلطة في بغداد ..
كان من انهي السلطة في بغداد هو الولايات المتحدة ، التي ضربت العراق بشراسة في يناير ١٩٩١ ، ثم قررت غزوه واحتلاله في ابريل ٢٠٠٣.

وتجربة سوريا تعطي تاكيدا جديدا علي ان العدوان الخارجي وليس الاضطرابات الداخلية هي من يتسبب في انهيار الدول ..

وان اعتبر النمط السوري في التغيير نمطا جديدا أو نمطا هجينا ، حيث تواري العامل الخارجي وراء عناصره المحلية الداعمة .. حيث قام العامل الخارجي بتسليحها وتمويلها ، ثم ان انسحاب الجيش السوري امام المجموعات المسلحة التابعة للخارج لا يبعد ان يكون هو الاخر بسبب العامل الخارجي ، والتفسيرات التي تذهب الي شراء ولاءات ورشاوي مالية بملايين الدولارات تتردد في افق الشرق الاوسط منذ سقوط دمشق في ٨ ديسمبر الماضي ...

قد يقول قائل.. اليس ما حدث من ثورة في ايران عام ١٩٧٩ بسبب العامل الداخلي ؟!
وأليس ما حدث في مصر في يناير ٢٠١١ بسبب العامل الداخلي ؟!

والجواب ... ان ما حدث في ايران عام ١٩٧٨ وعام ١٩٧٩ وراءه ــ قولا واحدا ــ الولايات المتحدة وبريطانيا ، والشهادات والكتب التي فصلت في هذا الموضوع كثيرة ، وتتابع الوقائع وقراءة ما وراءها ، والضغوط الهائلة علي شاه ايران من امريكا وبريطانيا ، والحرب الدعائية الواسعة ضد الشاه في الغرب وايضا داخل ايران ، والتي كان وراءها الامريكان والبريطانيين كلها تقول ان الغرب هو المنظم الحقيقي لوصول رجال الدين الايرانيين بقيادة الخوميني الي السلطة في ايران ...

لقد كان الخوميني منفيا في الغرب ــ في باريس ــ اثناء " الثورة " وقد نظمت بريطانيا وامريكا المظاهرات ضد الشاه واشترت ولاء كبار رجاله وأخافت بعضهم الاخر ، وعندما نضجت الثمرة للوقوع كان الخوميني في انتظاره طائرة غربية تنقله الي طهران ليكون حاكما عليها !!!!

يمكن ان نفهم حقيقة ومغزي ذلك اذا عرفنا ان الغرب " يقتل " كل من يقف ــ حقيقة ــ في طريق مصالحه، وليس ان يأتي له بطائرة تحوله من لاجئ لا حول له ولا قوة الي حاكم لدولة رئيسية من دول الشرق !!

لقد قتل الامريكان والبريطانيين رجال مثل سلفادور الليندي في شيلي ونكروما في غانا ولومومبا في الكونغو وتريخوس في بنما، وحاولوا قتل سوكارنو في اندونيسيا وديجول في فرنسا وجمال عبد الناصر في مصر وكاسترو في كوبا وغيرهم كثيرين..
وكل هؤلاء كانوا فعلا مهددين بصورة او باخري لمصالح الغرب ...

اما ما حدث في مصر في يناير ٢٠١١ ــ وقد شاركت فيه بنفسي ومنذ ساعته الأولي ــ فيحتاج الانسان الي قدر هائل من السذاجة ليؤمن ان حوالي مائة الف انسان اجتمعوا في ميدان التحرير بالقاهرة لمدة ١٨ يوما يهتفون ــ ويغنون ــ هم من اوقعوا حسني مبارك !!!!

قولا واحدا ... لولا الضغوط الامريكية الهائلة، ولولا قراءة الجيش المصري لنذر المستقبل ، ولولا وطنية حسني مبارك ــ برغم أي خلاف سياسي معه ــ لما نجحت الثورة المصرية ...

ثورات الربيع العربي كلها ــ للأسف ــ صناعة امريكية غربية بصورة كاملة ، وايضا تفاصيل ذلك في مئات الكتب والتقارير والدراسات اصبحت تملأ الغرب ومكتباته منذ فترة طويلة ...

والخلاصة... ان العامل الخارجي أخطر الف مرة من العامل الداخلي ، ودور العامل الداخلي ــ في احسن الفروض ــ هو كعنصر تحفيز او كستار دخان يعمي عن صاحب التأثير الأكبر .. والأخطر ...

ومن هنا لم يكن قلقي دوما مما يحدث في الداخل المصري بل من الخارج وخططه ...
لقد افتتح الاخوان وانصارهم عشرات القنوات الفضائية ومئات المواقع الإلكترونية منذ اكثر من ١٢ عاما ... فما محصلة كل ذلك .... لا شئ !!
وكل اسبوع تقريبا ــ طوال ١٢ عاما ــ يدعون الي الثورة !!
فماذا انتج ذلك ... لا شئ !!

وقام الفنان المقاول الثائر محمد علي بالدعوة الي الثورة في مصر اعوام ٢٠١٩، ٢٠٢٠، ٢٠٢١ ومعه حملة دعائية هائلة ، فماذا كانت النتيجة ... لا شئ ...
وحتي لو حدثت مظاهرات هنا او هناك ... هل بالمظاهرات والهتافات تسقط الدول او النظم الحاكمة ؟!!

لكن قلقي الحقيقي من الفراغ السياسي والاضطرابات المستمرة في دولتين جارتين لمصر ... هما ليبيا والسودان...
ومن يرد بمصر الشر .. فهذا هو الباب المؤثر فعلا ...

يمكن خلخلة الامن والاستقرار بمصر لو تسللت الي هاتين الدولتين مجموعات مسلحة وجدت طريقها الي الداخل المصري بطريقة أو بأخري ، وبدعم خارجي طبعا... فهي لن تستطيع الحركة من غيره ..

وظني ان الغرب يمنع اجراء انتخابات في ليبيا أو توحد الليبين تحت سلطة واحدة ــ طالما طالبت بها مصر الي درجة الالحاح ــ والهدف من عدم توحد الليبين هو مصر ...

وظني ان الغرب فجر الاوضاع في السودان منذ سنتين ، ويؤجج في نار الفتنة لكي لا يستقر السودان ... والهدف مصر ..

ولقد كان من ضمن بنك اهداف ما جري في قطاع غزة منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ هو جر رجل مصر الي صدام لا تريده ولا مصلحة لها فيه ضد الغرب ... فواهم من يظن ان من يحارب اسرائيل سيجد امامه الجيش الاسرائيلي فقط....

وكان الحاح الاخوان المسلمين متواصلا وبصورة شديدة لكي تدخل مصر الحرب ضد اسرائيل لنصرة غزة ، بينما عندما تولي واحد منهم الحكم في سوريا ــ الجولاني ــ واحتلت اسرائيل مئات الكيلومترات من ارض سوريا قالوا ان الاولي الآن هو بناء الداخل ، وان الصدام مع اسرائيل ليس وقته الآن !!!

كان الهدف ترتيب فخ لمصر يشبه ما حدث في مايو ويونيو ١٩٦٧، وعندما فطنت مصر وتجنبت بذكاء هذا الفخ لجأوا الي حيل أخري ....

عموما ليست هذه هي القضية الان ، ولكن قصدي ان العنصر الخارجي هو الاهم وهو الاخطر بمراحل من العنصر الداخلي .. وهو ما يفطن اليه الغرب جيدا ، وتجربته وخبرته السياسية طويلة وممتدة..

يترتب علي كل ما سبق ان البيئة الخارجية هي ما يجب ان تكون تحت اهتمامنا دوما ، فالعدو لا يكف عن خلخلة الدول من حولنا ، ولا يكف عن ضرب العلاقة مع حلفاءنا في الاقليم .. والهدف من وراء كل ذلك ان تصبح مصر معزولة ، تحيط بها الاضطرابات من كل ناحية ، وليس لها صديق وقت الشدة ...

ومن هنا ... ومن هنا فقط يسهل اصطيادها ، بتنشيط العناصر المحلية الداعمة ، التي يكون دورها قد جاء وقتها ، لتضع مساحيق داخلية علي فعل من بدايته الي نهايته ـ تخطيطا وترتيبا وتنفيذا ــ فعلا خارجيا ....



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر ... وسوريا الجديدة .
- أنور السادات ...
- قنوات الاخوان ... وهل نحن خائفون مما حدث في سوريا ؟!
- فصل جديد ...من قصة طويلة !!
- محمد مرسي .. وأحمد الشرع !!
- فيم واين اخطأ بشار الاسد بالضبط ؟!
- اسئلة اليوم التالي ...
- يوم حزين .. ويوم سعيد ...
- هل ما حدث في سوريا ممكن الحدوث في مصر ؟!
- هجمة مرتدة ..
- جمال عبد الناصر .. والناصريون : أين الاختلاف ؟!
- التزوير والتلاعب في الانتخابات الأمريكية..
- لماذا يكره الاخوان المسلمين السعودية ويحبون تركيا ؟!!
- فيتنام وفلسطين : اين الاتفاق .. واين الاختلاف ؟!
- لماذا لا تدخل مصر الحرب ؟!
- الي أين اخذت حماس القضية الفلسطينية ؟!!
- لماذا أرادت النخبة الامريكية الحاكمة مجئ ترامب مرة أخري ؟!
- الحزب السياسي في الحياة السياسية الأمريكية...
- الحياة السرية لرؤساء أمريكا...
- هل هناك في أمريكا ديموقراطية ؟!


المزيد.....




- شاهد كيف انتشرت حرائق غابات لوس أنجلوس بسرعة.. فيديو بتقنية ...
- بعد تصريحات ترامب.. الدنمارك: غرينلاند قد تستقل لكنها لن تصب ...
- ميقاتي: سيكون لدينا رئيس للجمهورية غدا.. وفرنجية: أسحب ترشيح ...
- -من أين أتت كل هذه الحروب؟-.. ترامب ينشر فيديو مثير يهاجم نت ...
- إطلاق سراح الصحفية الإيطالية المحتجزة في إيران وسط تصاعد الت ...
- فلوريدا: محارب سابق في البحرية يلاحق شبكة -سي إن إن- بتهمة ت ...
- وزير الدفاع السوري: نظام الأسد استغل الجيش لقتل الشعب وسنعيد ...
- أزمة انتخاب رئيس جديد للبنان.. انفراجة تلوح في أفق بلاد الأر ...
- تطورات انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية.. من هو المرشح الأوفر ...
- بايدن واثق من أنه كان بإمكانه هزيمة ترامب في الانتخابات الأخ ...


المزيد.....

- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - هل الخطر من الداخل ... أم من الخارج ؟!