أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خالد خليل - السلطة الوطنية: درع الاحتلال وسيف المقاومة














المزيد.....


السلطة الوطنية: درع الاحتلال وسيف المقاومة


خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8215 - 2025 / 1 / 7 - 20:50
المحور: كتابات ساخرة
    




‎في زاوية ساخرة من زوايا المأساة الفلسطينية، لا بد أن نسلط الضوء على "الدور الريادي" الذي تلعبه السلطة الفلسطينية في "حماية الشعب الفلسطيني". ولأن الحماية تحتاج إلى "إبداع"، أبدعت السلطة في تطوير مفهوم المقاومة حتى صار معناه حماية الاحتلال وملاحقة المقاومين.
‎قبل أن نخوض في التفاصيل، لنعد بالزمن إلى بداية "الحلم الفلسطيني" الذي بدأ بأوسلو، تلك الوثيقة التاريخية التي كانت أشبه بتسليم مفاتيح الوطن للاحتلال مقابل بعض التصاريح لدخول القدس، ورزمة وعود لا يصدقها حتى الأطفال. هكذا تأسست السلطة، وهكذا وُلد التنسيق الأمني من رحم التنازلات

‎مشهد أول: "تسليم المطلوبين"

‎كأنها شركة توصيل سريع، أصبحت الأجهزة الأمنية الفلسطينية تمتاز بخدمة تسليم المقاومين للاحتلال. هؤلاء المقاومون، الذين لم يطلبوا سوى الحرية لشعبهم، يجدون أنفسهم بين المطرقة والسندان، حيث المطرقة هي الاحتلال، والسندان هو "الدرع الوطني" المتمثل في الأجهزة الأمنية.
‎بإخلاصها وتفانيها، تسهر الأجهزة الأمنية على راحة المحتل، فتقتحم مخيم جنين وغيره من بؤر المقاومة، لا لشيء إلا "لحماية الأمن القومي الإسرائيلي"، وكأنها قوة إضافية تابعة لجيش الاحتلال، ولكن بزي فلسطيني.

‎مشهد ثانٍ: التنسيق الأمني

‎ما هو التنسيق الأمني؟ هل هو تعاون بين قوتين
‎متساويتين لتحقيق مصلحة مشتركة؟ بالطبع لا. إنه الاسم المهذب للاستعمار بالوكالة. تقوم السلطة بمهمة تعقب المقاومين، جمع المعلومات عنهم، ضمان استهدافهم بشكل فعال، وفي بعض الأحيان تتولى مهمة التصفية نفسها. كل هذا تحت شعار "التزاماتنا الدولية".

‎السلطة: استراتيجية جديدة ضد
‎ المقاومة

‎من الواضح أن السلطة قد اتخذت قرارًا "استراتيجيًا" لا لبس فيه: المقاومة هي العدو الأول. فبينما تصمت السلطة عن الاستيطان، وتغض الطرف عن الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة، تتحرك بفعالية مدهشة عندما يتعلق الأمر بكبح جماح أي تحرك شعبي ضد الاحتلال.
‎ليس ذلك فحسب، بل إنها تحاول تسويق هذه الإجراءات بأنها "حفاظ على السلم الأهلي" و"منع الفوضى". فالفوضى، في قاموس السلطة، ليست احتلال أرضنا واستهداف أبنائنا، بل هي المقاومة!

‎أين نحن الآن؟

‎لقد أصبحت السلطة جزءًا لا يتجزأ من أدوات
‎ الاحتلال. وبينما يكافح المقاومون بصدورهم العارية، تبرز الأجهزة الأمنية كأحد أكبر التحديات أمام المقاومة.
‎السخرية الحقيقية هي أن السلطة تتحدث دائمًا عن التحرير والاستقلال، لكنها تعمل بشكل دؤوب على ضمان بقاء الاحتلال في أمان واطمئنان.
ختاما،

‎في عالم يعج بالتناقضات، تبرز السلطة كواحدة من أعظم المفارقات السياسية. فهي تدعي النضال، لكنها تحارب المقاومين. تطلب الدعم الدولي، لكنها تخدم الاحتلال. تبكي على شهداء الشعب الفلسطيني، لكنها تلاحق زملاءهم المقاومين.
‎لعل الوقت قد حان ليعيد الشعب النظر في هذا "الدرع الوطني" الذي يبدو أنه قد انقلب ليصبح سيفًا مصلتًا على رقاب أبنائه.



#خالد_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترامب، صديق إسرائيل الأول... ومخترع الجحيم الجديد!-
- بين الموج والقمر
- أراني اعبر الجسر
- في حضرة القلب
- الحقيقة…
- الذكاء الاصطناعي: من التفوق إلى اللامحدودية - كيف ستكون المر ...
- على حافة العاصفة
- العالم على عتبة 2025: أفق مشتعل أم انطلاقة جديدة؟
- نقد الموقف من النماذج الاجتماعية وضرورة الموقف ضد الإرهاب ال ...
- اليمن: مركز جيوسياسي ومحور استراتيجي في المنطقة
- حكايات الخيانة في كومباوند س
- مرآة الحلم المنسي
- أنتِ أفقٌ لا يغيب
- ‎يا لصخب البرد، كسر خاطري

- تحول أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني): من إرهابي إلى رجل دولة
- حينما ينبت الحلم من الرماد
- حرب الروبوتات التي تشنها إسرائيل في شمال قطاع غزة وكيفية تعا ...
- الحدود المفتعلة بين الأخلاق والسياسة: فصلٌ أم تداخلٌ محتوم؟
- يوميات طبيب نفسي (نوفيلا-رواية قصيرة)
- الشعب السوري بين أفق الجولاني والتحدي الإسرائيلي


المزيد.....




- بنزيما يوجه رسالة باللغة العربية بعد تأهل الاتحاد إلى نصف نه ...
- -لعبة الحبار- الأكثر مشاهدة في تاريخ -نتفليكس-
- سوريا ولبنان يتصدران ترشيحات الجائزة العالمية للرواية العربي ...
- -أنا ست مصرية أصيلة-.. الفنانة داليا مصطفى ترد على أنباء طلب ...
- رفض طلب ترامب بشأن -قضية الممثلة الإباحية-
- امتحانات الثانوية العامة بالسودان.. كيف تهدد الحرب مستقبل ال ...
- خالد أرن.. رحلة 40 عاما في خدمة الثقافة والفنون الإسلامية
- لابد للكاريكاتير أن يكون جريئاً ويعبر عن الحقيقة دون مواربة ...
- بعمر 30 عامًا.. نفوق الحمار الشهير الذي تم استيحاء شخصية منه ...
- الفنان خالد الخاني : انتهى زمن اللون الرمادي...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خالد خليل - السلطة الوطنية: درع الاحتلال وسيف المقاومة