أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محفوظ بجاوي - الإحتفال بالسنة الأمازيغية 2975 : جذور متأصلة في الأرض والزراعة ونضال من أجل الإعتراف














المزيد.....


الإحتفال بالسنة الأمازيغية 2975 : جذور متأصلة في الأرض والزراعة ونضال من أجل الإعتراف


محفوظ بجاوي

الحوار المتمدن-العدد: 8215 - 2025 / 1 / 7 - 15:51
المحور: قضايا ثقافية
    


يحتفل الأمازيغ في مختلف مناطق شمال إفريقيا بـ" يناير"، الذي يصادف بداية السنة الأمازيغية، في تقليد ضارب بجذوره في عمق التاريخ. هذا الاحتفال ليس مجرد ذكرى لانتصار تاريخي أو حادثة عابرة، بل هو حدث سنوي يعبر عن الارتباط الوثيق بين الإنسان الأمازيغي وأرضه، وعن دورة الحياة الزراعية التي كانت ولا تزال العمود الفقري لحياة شعوب شمال إفريقيا.
السنة الأمازيغية: احتفال بدورة الطبيعة
السنة الأمازيغية، التي يمتد تاريخها إلى ما يقارب 2974 سنة، تعود في جوهرها إلى الاحتفاء بالأرض ودورتها الإنتاجية. في مجتمع يعتمد الزراعة كمصدر رئيسي للعيش، يمثل " يناير" بداية السنة الفلاحية الجديدة، حيث تكتسي الطبيعة طابع التجديد، ويبدأ الاستعداد لمواسم الزراعة والحصاد.
هذا الاحتفال يُعتبر رمزًا للأمل في موسم خصب، وفرصة للشكر والامتنان للطبيعة على عطائها. وقد اقترن " يناير" بالعديد من الطقوس الزراعية التي تحتفي بالخصوبة والنماء، مثل تحضير أطباق تقليدية غنية، واستخدام رموز فلاحية في الاحتفالات، مما يعكس الطابع الزراعي العريق للشعوب الأمازيغية.
القصة التاريخية: حدث عابر وليس الأساس
على الرغم من أن البعض يربط بداية السنة الأمازيغية بانتصار الملك الأمازيغي شيشنق الأول على الفراعنة وتوليه عرش مصر في عام 950 ق.م، إلا أن هذه القصة تمثل حدثًا تاريخيًا عابرًا وليست الأساس الذي بني عليه هذا التقليد. فالاحتفال بالسنة الأمازيغية يعود أساسًا إلى العلاقة العميقة بين الإنسان الأمازيغي والطبيعة، وهو تقليد سابق لهذا الحدث بقرون.
" يناير" إذًا ليس مجرد تذكير بالنضال أو الانتصارات التاريخية، بل هو في الأساس احتفاء بدورة الحياة على الأرض، والتأكيد على أهمية الزراعة كمصدر للعيش والاستقرار، خاصة في المناطق التي يعتمد سكانها على الطبيعة كمورد أساسي للحياة.
نضال الشعوب الأمازيغية من أجل الاعتراف
رغم ارتباط " يناير" بالأرض والزراعة، فإن الاحتفال به اليوم يحمل بُعدًا إضافيًا يعكس نضالات الشعوب الأمازيغية لاسترجاع هويتهم الثقافية وحماية إرثهم الحضاري.

بفضل النضال المستمر في البلدان ذات الجذور الأمازيغية، أصبح " يناير" يومًا معترفًا به رسميًا في بعض الدول. ففي الجزائر، تم إقراره يوم عطلة وطنية مدفوعة الأجر منذ عام 2018، كما أعلنت المغرب اعتباره يوم عطلة رسمية في عام 2023، في خطوة تاريخية تعزز مكانة الثقافة الأمازيغية.

وفي ليبيا، استرجعت الشعوب الأمازيغية حقها في الاحتفال بهذا اليوم بشكل علني بعد سنوات من النضال. وتوجد مطالب متزايدة في تونس وموريتانيا، وفي باقي الدول ذات الأصل الأمازيغي، للاعتراف بـ" يناير" كعيد وطني يُكرّم التاريخ والهوية الثقافية المشتركة لهذه الشعوب.
طقوس الاحتفال: ارتباط بالهوية والتقاليد
تتنوع طقوس الاحتفال بـ" يناير" بين المناطق، لكنها تشترك في معانيها العميقة. تُعد أطباق تقليدية، مثل "الكسكس" بأشكاله المختلفة، ويجتمع الأهل والأصدقاء للاحتفال بالتجدد والخصوبة. كما تُقام بعض الطقوس الرمزية، مثل وضع الحبوب أو الرموز الزراعية في الأماكن العامة، للتفاؤل بموسم زراعي مزدهر.

وتحمل هذه الاحتفالات قيم التضامن والوحدة، حيث يتشارك الناس الطعام والأمل بمستقبل أفضل، مما يجعل " يناير" أكثر من مجرد بداية سنة جديدة، بل مناسبة تعزز الروابط الاجتماعية والثقافية بين الأفراد.
الأرض كجسر للتاريخ والنضال
احتفال الأمازيغ بـ" يناير" ليس مجرد تقليد سنوي، بل هو تذكير بعمق ارتباط الإنسان بأرضه، تلك الأرض التي وحدت شعوب شمال إفريقيا عبر العصور. كما أن النضال من أجل استرجاع الاعتراف بهذا اليوم كعيد وطني يمثل أحد أبرز أوجه الحفاظ على الهوية الأمازيغية التي لا تنفصل عن الأرض والزراعة.
ليبقى " يناير" احتفالاً ينبض بالحياة، يعكس تجذر الإنسان الأمازيغي في أرضه وتاريخه. فهو ليس مجرد ذكرى لانتصار أو حدث عابر، بل تقليد ممتد يعبر عن قيم الاستدامة، التضامن، والاعتزاز بالهوية. كما أن الاعتراف الرسمي به في دول مثل الجزائر والمغرب وليبيا يعكس قوة النضال من أجل الكرامة الثقافية.

ومع دخول العام الجديد 2975، يحتفل الأمازيغ ليس فقط ببداية سنة جديدة، بل أيضًا بتجديد علاقتهم مع الأرض، تلك العلاقة التي كانت وستظل أساس وجودهم
واستمرارهم عبر العصور.



#محفوظ_بجاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزائر وتونس : أخوة تتجاوز الحدود والمصالح
- الفلاسفة العظام: معلمو الحياة ومرشدونا نحو الأخلاق والمعنى
- مفهوم الحرية وحدودها في المجتمعات الحديثة
- أمنيات العام الجديد : سلام، ازدهار، وديمقراطية للجميع
- رسالة محبة وتعايش : لماذا أهنئ إخواني المسيحيين بعيد الميلاد
- الوطن والمواطنة : حب الأرض وصناعة المستقبل
- الحرية الفردية : رحلة الإنسان نحو تحقيق ذاته
- عيد الميلاد المجيد : احتفاء بالسلام والمحبة التي تجمع البشري ...
- شعوب عالقة بين التقاليد والتقدم : كيف يحاصرنا التمسك بالماضي ...
- أجيال معلقة بين الوهم والواقع : كيف نكسر دائرة الجهل ونواجه ...
- السويد : نموذج للرفاهية والتنمية المستدامة
- تراكم الجهل المتنوع : تفشي يصعب التخلص منه
- المطر ظاهرة طبيعية: كيف يتم تفسيرها بشكل خاطىء لأغراض سياسية ...
- المثقف بين مسؤولية الفكر وإغراء الحياة
- التحديات الفلسفية في حاضرنا المعاصر
- الحرية والمسؤولية : جدلية الفلسفة الحديثة
- وهم التفوق الذكوري : بين تأثير الموروث الثقافي وضرورة التغيي ...
- رأي شخصي حول العلمانية الديمقراطية كسبيل للوحدة والتعايش في ...
- الخوف المصطنع : لعبة الأنظمة بين الإسلاميين والإستبداد...
- الهوية بين الأرض والدين: كيف شكّل الإستعمار العقائدي معالم ا ...


المزيد.....




- ما هو المقعد الأكثر أمانًا على متن الطائرة في حال حصول حادث؟ ...
- بطة تعلق ببركة تجمدت أثناء أخذها غفوة.. ونسر أصلع حاول مهاجم ...
- -لسنا للبيع-.. مشرعة دنماركية ترد على ترامب بشأن غرينلاند وخ ...
- أحمد سعد يمازح ويل سميث بصورة مع ابنه جيدن
- -اركضوا لإنقاذ حياتكم-.. سكان لوس أنجلوس يهربون من الحرائق س ...
- الكل معروض للبيع..-ثورة- منتظرة في مانشستر يوناتيد!
- مكتب نتنياهو: التقارير حول وقف إطلاق النار في غزة لأسبوع مقا ...
- وزير المالية السوري: سنشطب أسماء 300 ألف موظف في الدولة
- زاخاروفا: تصريح ترامب حول ضم كندا وغرينلاند ردّ منه على ما ت ...
- استطلاع: 40 بالمئة من الألمان مستاؤون من سياسة بلادهم الخارج ...


المزيد.....

- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محفوظ بجاوي - الإحتفال بالسنة الأمازيغية 2975 : جذور متأصلة في الأرض والزراعة ونضال من أجل الإعتراف