|
لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل _مناقشة خاصة لسؤال ستيفن هوكينغ الشهير
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 8215 - 2025 / 1 / 7 - 15:50
المحور:
قضايا ثقافية
لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل ؟! ( السؤال الذي كان يكرره ستيفن هوكينغ دوما ، ويعتقد أنه الحقيقة )
العبارة تتضمن عدة مستويات من المعنى ، مختلفة ، ومتناقضة غالبا . هل نحن نتذكر الماضي بالفعل ، ولا نتذكر المستقبل ؟ بالطبع نحن حاليا : الكاتب والقارئ _ة المباشر خلال هذه السنة مثلا ( هذا لو بقي من ت _ يقرأ هذه الكتابة لمدة سنة ) نتذكر السنة السابقة 2024 . ونتذكر أكثر يوم أمس ، واللحظة السابقة أكثر من أي فترة أخرى . هذا التفكير شبه عام ، ولا يقتصر على عالم أو فيلسوف وغيرهما . لكن أعتقد أنه خطأ ، ويمكن اثبات ذلك ، وفهمه بالنسبة لقارئ _ة فوق متوسط درجة الحساسية والذكاء ، ويهتم بالفعل بمشكلة الزمن ، وبالعلاقة بين الزمن والحياة ، أيضا يهتم بشكل جدي بالعلاقة الثلاثية بين الحاضر والماضي والمستقبل . لنتخيل ، لو كنا نعيش قبل ستمئة سنة ، القارئ _ ة والكاتب : كانت الأرض ثابتة ومسطحة ، وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم . ( ولا يخطر في البال أن ذلك خطأ ، الأرض هي التي تدور ) نحن حاليا ، سنة 2025 ، في موقف شبيه بموقف أسلافنا من جيل غاليلي . يمكنني أن أتخيل درجة المرارة ، والخيبة ، عندما أجبر على إنكار فكرة دوران الأرض حول الشمس . مئات ، وألوف ، المرات تخيلت نفسي أعيش في تلك الأزمنة . كنوع من المواساة الذاتية ، ورد على الإهمال الذي تواجهه كتابتي . المهم لنعد إلى الفكرة ، المشكلة ، الأساسية : هل نعرف يوم الأمس ( أو الماضي ) لنتذكره ؟ ليس الجواب بسيطا ، وليس نعم . هل يمكن تحديد يوم الأمس ، وكيف ؟ بالنسبة لموقف ستيفن هوكينغ ، وغالبية البشر في مختلف الثقافات ، الجواب بسيط وحاسم : نعم . يوم الأمس جاء من يوم قبل الأمس ، وصار الحاضر ، ثم الغد ، ثم يوم بعد الغد ....وهكذا ؟ هذا كان موقف نيوتن ولابلاس وغيرهما ، والموقف المشترك بين غالبية علماء وفلاسفة العالم خلال عدة قرون . لكن هذا الموقف خطأ ، أو هو مجرد فكرة ورأي ، بدون اثبات . بل أكثر من ذلك ، يتناقض مع الخبرة المباشرة : الدقائق التي مضت خلال قراءتك : لم تذهب إلى المستقبل ، بل بالعكس صارت في الماضي ؟! وهذا تناقض صريح ، ومباشر ، مع قابلية الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . وهذه فكرة أينشتاين ، وملاحظاته ، التي غيرت الفيزياء والعلم والثقافة العالمية بالكامل خلال القرن الماضي . .... نحن نولد في الماضي ، ونعيش في الحاضر ، ونموت في المستقبل . .... هذا الموقف الثقافي العالمي الحالي ، والذي بدأ مع نيوتن بوضوح ، ثم اكتمل خلال القرن العشرين ، وكان يمثل موقف الفلسفة والعلم ( الفيزياء النظرية خاصة ) . كنت أحمل هذا الموقف ، وأعتبره الحقيقة الثقافية _ العلمية _ المؤكدة ، حتى سنة 2018 . أعدت قراءة عبارة رياض الصالح الحسين مرات : الغد يتحول إلى اليوم ، واليوم يصير الأمس . هو النقيض الكامل لموقف نيوتن ولابلاس : الأمس يتحول إلى اليوم ، واليوم يصير الغد . أي الموقفين يمثل الواقع الموضوعي ، بالفعل ؟ هذا السؤال المهم ، والأهم خلال هذا القرن كما أعتقد . هل نولد في الماضي ، ونعيش في الحاضر ، ثم نموت في المستقبل ؟ ( كما كان يعتقد نيوتن ولابلاس ، وغالبية الفلاسفة والعلماء ) أم على العكس تماما : نولد في المستقبل ، ونعيش في الحاضر ، ثم نموت في الماضي ؟ ( كما كان يعتقد رياض الصالح الحسين ) أم موقف أينشتاين هو الصح ، ويمثل حالة ثالثة بالفعل : لا نعرف بعد ، والمشكلة بين الماضي والمستقبل غير مفهومة في الفيزياء . ومن المعروف أن موقف اينشتاين من الزمن غامضا ، ومتناقضا بطبيعته ، وقد ناقشت مغالطات اينشتاين ، خاصة طبيعة الزمن هل هو طاقة أم مادة ؟ أيضا سرعة الضوء ، لا يمكن أن تكون أسرع من الحركة بين الأزمنة الثلاثة : الحاضر ، والماضي ، والمستقبل . وهذه مغالطة أينشتاين الكبرى : لو افترضنا موقف نيوتن صح ، يكون الماضي أولا ، والحاضر ثانيا ، والمستقبل ثالثا وأخيرا . ( بحسب موقف أينشتاين ، أن الترتيب غير صحيح ، وهو اعتباطي بطبيعته ، حيث يمكن أن يبدأ الزمن من الماضي أو من المستقبل ) والفكرة الثانية ، التي كانت أحد أقوى الأسباب خلف رواج فكرة السفر في الزمن ( الانتقال من الحاضر إلى المستقبل ، أو بالعكس من الحاضر إلى الماضي ) هذه غلطة اينشتاين الكبرى ، بدل عبارة لا أعرف ، أو لانعرف بعد . اعتبر أن العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل اعتباطية ، ويتعذر معرفتها ! وهذا موقف عير علمي ، وغير منطقي كما أعتقد . .... أريد ، قبل التكملة ، أن أسأل القارئ _ة الجديد خاصة : من أين جاء اليوم الحالي ، وإلى أين يذهب ؟ الجواب الصحيح ، المناسب ، يكشف العلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل بشكل دقيق وموضوعي معا . ناقشت العلاقة سابقا ، والخلاصة : ضمن طريقة ، أو طرق ، التفكير السابقة يتعذر الجواب . لكن بعد فهم ، وتحديد ، المراحل الثلاثة ( الحاضر والماضي والمستقبل ) يمكن فهم العلاقة الحقيقية ( المنطقية والتجريبية ) بينها . .... توجد فكرة شائعة حاليا : " الماضي يصير المستقبل ، والمستقبل يصر الماضي " أعتقد أن الفكرة صحيحة ، لكن أعتقد أيضا أن لا أحد يفهمها بعد ؟! ربما أكون مخطئا ، لكن لم أقرأ أو اسمع بفكرة الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن ( أيضا بين حركتي الماضي والمستقبل ) ؟! .... الماضي يصير المستقبل ، هذه حركة الحياة . تتمثل بتقدم العمر . المستقبل يصير الماضي ، هذه حركة الزمن . تتمثل بتناقص بقية العمر . الظواهر الثلاثة تشرح ، وتفسر ، هذه الفكرة . ..... موضوع الحلقة القادمة : هل يعيش الفرد ، الواعي ، في الحاضر أم بالماضي أم بالمستقبل ؟! للحوار المفتوح ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثرثرة من الداخل 2
-
الفصل الثاني _ العلاقة بين الزمن والحياة ؟!
-
ثرثرة من الداخل 1
-
الدستور السوري الجديد _ سوريا الجديدة في المستقبل ؟!
-
سوريا الجديدة أم الشمالية ؟! ( ثرثرة من الداخل )
-
رسالة إلى السوريين _ات الجدد ، خاصة من لم يولدوا بعد ...بمنا
...
-
ابراهيم قعدوني تكملة _ الأخيرة مع بعض الاضافة والتعديل
-
ابراهيم قعدوني تكملة _ الأخيرة
-
المخطوط الجديد 5 _ مقدمة عامة
-
ابراهيم قعدوني _ تكملة 2
-
مشكلة الحاضر _ تكملة ...
-
ابراهيم قعدوني
-
الحاضر ، تحديده وتعريفه ، موضوع المخطوط الجديد 5 ....
-
أحمد جان عثمان
-
مقدمة المخطوط الجديد 5 ...
-
رسالة مفتوحة ....إلى الأستاذ أحمد الشرع
-
العيش في الماضي أم في المستقبل ؟!
-
المخطوط الجديد 5 _ مقدمة خاصة تكملة....
-
المخطوط الجديد 5 _ مقدمة خاصة
-
سوريا الجديدة بين البوط والعمامة ؟! أم فوقهما ....؟!
المزيد.....
-
حماس ترفض الاقتراح الإسرائيلي وتقول إن تسليم سلاح المقاومة -
...
-
-بلومبرغ-: واشنطن تُعرقل إصدار بيان لمجموعة السبع يُدين الهج
...
-
ما الذي يحدث في دماغك عند تعلم لغات متعددة؟
-
الأردن يعلن إحباط مخططات -تهدف للمساس بالأمن الوطني- على صلة
...
-
أبو عبيدة: فقدنا الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي عيدان ألك
...
-
في سابقة علمية.. جامعة مصرية تناقش رسالة دكتوراة لباحثة متوف
...
-
الإمارات تدين بأشد العبارات -فظائع- القوات المسلحة السودانية
...
-
ديبلوماسي بريطاني يوجه نصيحة قيمة لستارمر بخصوص روسيا
-
الحكومة الأردنية تكشف تفاصيل مخططات كانت تهدف لإثارة الفوضى
...
-
-الحل في يد مصر-.. تحذيرات عسكرية إسرائيلية رفيعة من صعوبة ا
...
المزيد.....
-
أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال
...
/ منذر خدام
-
أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول
...
/ منذر خدام
-
ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة
/ مضر خليل عمر
-
العرب والعولمة( الفصل الرابع)
/ منذر خدام
-
العرب والعولمة( الفصل الثالث)
/ منذر خدام
-
العرب والعولمة( الفصل الأول)
/ منذر خدام
-
مقالات في الثقافة والاقتصاد
/ د.جاسم الفارس
-
مقالات في الثقافة والاقتصاد
/ د.جاسم الفارس
-
قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أنغام الربيع Spring Melodies
/ محمد عبد الكريم يوسف
المزيد.....
|