|
الأكتاف المبللة
هاتف جنابي
الحوار المتمدن-العدد: 1789 - 2007 / 1 / 8 - 12:17
المحور:
الادب والفن
إلى /خالد مطاوع/
الفاتحة مستعينا، بحكمةِ ليلٍ بأن النهارَ اقتباسُ الظلام مستعينا، بما قاله الطائرُ، الغزالُ للصحارى وصخرٌ لعشبٍ ونسرٌ لصيد، وماءٌ لنار. مستعينا، بآخر حشرجةٍ، بصداها يدق الجسدْ باهتزاز الأعالي وانبثاقِ المدى (فورةُ الماء تبتهجُ) والمنايا زبدْ مستعينا، بما لا يخون، لقدسيته مستعينا، بطاقةِ يومٍ يجيء ولا مفرّ بانبثاقِ الكواكبِ والآلهة، بحطامِ التمني، يموت المغني، ويبقى الرمادُ على جبهةِ الماءِ مستبشرا منشدا مستعينا، بقلبِ المحبة سابحةً بين دمع الحبيبِ ونار العناقْ مستعينا، بفاتحة لا تخون أو تنتهي مستعينا بطاقة يوم يجيء.
زبائن
أقول لزيتونة: علّميني. أقول لبحر أمامي، وريفٍ بخيل: أنا الخطواتُ، دليلي الحريمُ و صحبي إماءُ أقول لبحرينِ أو ضفتين: أنا مَركبٌ، أنتما صرختي وشراعي أقول لمقهى "عُمَرْ"، " للفُنَيدق" والوسطاء: أ يأتي إلينا البراقُ بمسبحةِ الأنبياء، بكنزِ سليمانَ أم بجنحِ غراب؟! تَقدّمْ وقلْ هل "تريد الدخانَ أم الحريق"؟ قفا نبكِ من وهج الطريق وذكرى مَحتْها العواصفُ عبر الخليج (محا قرشُ الأطلسيّ، كلّ خابية أو نديم) ذهابا إيابا، ذهابا- بلا رجعة في الشمال، تعيش الكلابُ و تمشي القططْ بلباسٍ حريرْ ومالي أنا، أحتسي قهوتي مُرّةً بيدٍ راجفة وحلمٍ ضريرْ؟! تعاليْ قواربَ الغسقِ تعاليْ سعالي البحار و روحَ عطيل هضابَ القبائل، نارَ الطوارقِ تعاليْ ثعابينَ روحي، خذيني قريبا من الجبل الحقود أنا قاربٌ ثقّبتْه الأماني ذهابا إيابا، ذهابا تقدّمْ وقلْ: "هل تريد الدخانَ أم الحريق"؟
ذهابا ذهابا، ثعابينَ روحي. مزمور البحر
نشيد(1) باسْمِ اللهْ، مصطفى مصطفى باسْمِ الملك القدوس باسْمِ الزوجات الأربع باسْمِ دجاجة عرس منحوس باسْمِ الأندلسِ باسْمِ رئيسي الأوحد للأبدِ باسْمِ الجبل الريف الأخضر والأجردْ باسْمِ قناديل الصحراء وموسى الموهوبِ لمنفاهُ وكولومبسَ أو عيسى الماشي عَ الماءِ باسْمِ الماء و تمثال الحرية باسْمِ فراشاتِ البحر وزوجاتِ الملك باسْمِ شيوخ النفطِ وعاصفةِ الصحراء باسْمِ الحسناوات على الساحل حيث البدويّ يتلمظ – ظ --- باسْمِ البحر وأسياد البحر توكلنا باسْمِ رعاة الوحشة والبقرِ باسْمِ الله مصطفى مصطفى باسْمِ البحر.
مزمور الحب
يا امرأةً قومي بالحناء وماء الورد خلّي المخملَ شفّافا والرحمةَ مُسبَلَةَ العينين آهٍ، من لسعة عينيك الحالمتين آهٍ، من شمعة عُرس ٍ يَقِظَةْ تحرس عشبَ الفخذين. قومي يا امرأةً من خزفِ نأكل من كفّ الطالع والغابةِ توتا، نعصر أعنابَ العُمرِ ونشرب من هذا الدورق نخبَ فتوّتِنا المغمورة بالعرقِ قومي يا امرأتي.
مزمور البحر
نشيد(2) حينما عبرَ الأنبياءُ المريدون والصالحون عتمةَ الخلقِ، ثم تلجّ البحارُ قلتُ: أهلا بهذا النشور.
حينما شقّقَ الأرخبيلُ رداءَ المحيط حينما أفلح العاطلون بمدّ الحبالِ و نَشْرِ السّفين قلتُ: هذا رمادُ الضياعِ و ذاك مِداد الغبشْ.
حينما حلّ وقتُ النشور، صَمَتْنا، كأنّ الحياةَ تضيقُ كأنّ السكونَ أبَدْ
حينما عَبَرَ الحالمون حدودَ الإلهِ لم يتركوا أثرا أو حلالا وما جاءهم للوداعِ أحدْ.
حينما أحْرَقَ الحالمونَ شراعَ التراجعِ كان الإلهُ بلا أنبياء يحتسون النبيذَ بعطلةِ يومِ الأحدْ.
مزمور الأحلام( آخر لقاء مع لنكولن)
كان اللقاءُ حانيا، تحفّه الورودُ والنبيذُ في حديقةٍ أو مزرعة صاحَ بنا العصفورُ مرحبا، + و قال آخرُ الجنودِ: من آخرِ الدنيا؟! - نعم، من الجنوب وأنتَ؟ + السيدُ الرئيسُ(أبراهامُ) قاد اخوتي بالورد والعنّاب إنه مفككُ القيود آه، هو الرئيسُ قادما أراه، مرحبا، قال الجميع + من آخر الدنيا؟ - نعم، من الجنوب! لا فرقَ بين طائر وطائر، السيدُ الرئيسُ قال لا فرقَ بين موجة وموجة، شمالنا جنوبٌ، ولونُنا ثرثرةُ البحار والتماعةُ الحريق.
كان اللقاءُ ممتعا، والسنواتُ للوراء تزحفُ… قبل صياح الديك كان ريشُنا يطير في الفضاء، والنسورُ تنقر العيون. كان اللقاءُ مثمرا في غيهبِ الديجور.
الخاتمة " أواهُ، يا أوتو نَبشتْتم، ماذا أفعلُ، أين أسير ! قد تسلل البِلى إلى أطرافي وسكنتِ المنيةُ حُجْرةَ نومي وحيثما قلّبتُ وجهي أجد الموت" *
من حيتانِ العتمةِ أو قدرٍ مجهول من "تطوانَ" إلى " قادسَ" من غاباتِ الأمزون إلى السفن الصينية الأرضُ تدور الفُلكُ تدور كم أدري أن الغابَ طريقٌ لا يُوصِلُ حتما للفردوس. "الرأسُ الأسود" محروسٌ بالماضي، والآتي بالغرقِ وَيْحي الآنَ بلا صوتٍ أجدف لا رملٌ يسندني، لا قردٌ يرقص فوق الكتفين ولا سعفُ كلّ الشطآن سواسيةٌ حيث الصخرةُ تدفعنا والماضي ديناصور مجنون يدفعنا كي نمضي قُدُما للقاع أو الآتي بحثا عن نور. يا ظلمةَ صبحٍ، يا نورَ العتمة والأرواح السفليةْ يا "عرسَ الدم"، أورفيوسُ الليلةَ يمضي قُدُما بحثا عن جنيّةْ عن عشبةِ كَلكَامشَ، عن أعراسٍ منسيةْ (ما معنى العشبةُ بالضوء نراها ثملةْ ما معنى أن النورَ شمالا يمضي و العتمةَ تنحدرُ نحو الأسفلْ ؟ )
يا قطعانَ الوحشة والأملِ، كوني أكثرَ رأفةْ من ديناصور مجنون!! فمصابيحُ الشاطئ ترتعشُ وكلابُ البحر تلفّ الساحلَ بالزبدِ.
فلنعْوِ جميعا، يا مُنْتَصَفَ الليل باسْمِ الجثثِ باسْمِ الطافينَ على النفط أو في بئر العسسِ فكلابُ البحر تلفّ الساحلَ بالزبدِ واورفيوسُ الحينَ ضريرٌ تسْحبهُ للساحلِ قطعانُ الأملِ.
كم، أحمي روحي من ثعبان الزمن؟ كم، أدري أن الجسمَ سفينٌ لا يوصل حتما للغبشِ.
هوامش: • " الأكتاف المبللة"- مصطلح يُطلق على أولئك الذين يحاولون الهجرةَ إلى الشمال، خصوصا، إلى الغرب الأوروبي والولايات المتحدة، متبعين طرقا عديدة وهنا يعنينا طريق المغامرة البحرية التي غالبا ما تنتهي بالموت. • " الفُنيدق" مدينة في شمال المغرب، وفيها "مقهى عمر" حيث يجتمع الوسطاءُ بحثا عن زبائن من المغامرين-الحالمين. • "الريف" منطقة يقطنها غالبية من "القبائل" تقع في المغرب أيضا. • "تريد الدخانَ أم الحريق ؟"- الكلمة الأخيرة تعني عبور البحر سرا إلى أسبانيا، وهي عبارة يهمسها في أذنك أحدُ الوسطاء. • الجبل- يُقصد به جبل طارق حيث تحطمت عند صخوره العديدُ من القوارب الصغيرة بمغامريها. • "عرس الدم" عنوان مسرحية للوركا-الشاعر الأسباني. تدور أحداثها في المغرب. • "الرأسُ الأسود" منطقة في شمال المغرب، قرب الساحل. • كَلكَامش: من ملحمة كَلكَامش.
بلومنغتن-انديانا، الولايات المتحدة الأميركية
#هاتف_جنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حوار مع -الحوار المتمدن-
-
العملية الإبداعية الحلقة الأخيرة
-
العملية الإبداعية بين استبداد العقل وازدواجية المثقف العربي
...
-
الكاتب البولندي ريشارد كابوشتشينسكي نموذجا للكتابة عن أثمان
...
-
أنثروبولوجيا العائلة
-
الأسئلة وحواشيها
-
أحلام وأباطيل أخرى
-
العملية الإبداعية بين استبداد العقل وازدواجية المثقف العربي2
-
فضاءات-وصايا- انبعاث
-
ملاحظات أولية في المعرفة والعلم والعمل
-
قصيدة البياض في طور النقاهة
-
العملية الإبداعية بين استبداد العقل وازدواجية المثقف العربي
-
أبقار إسرائيلية في لبنان
-
هل إسرائيل بحاجة إلى -حماس- و-حزب الله-؟
المزيد.....
-
فيلم صيني بيلاروسي مشترك عن الحرب العالمية الثانية
-
-آثارها الجانبية الرقص-.. شركة تستخدم الموسيقى لعلاج الخرف
-
سوريا.. نقابة الفنانين تعيد 100 نجم فصلوا إبان حكم الأسد (صو
...
-
من برونر النازي معلم حافظ الأسد فنون القمع والتعذيب؟
-
حماس تدعو لترجمة القرارات الأممية إلى خطوات تنهي الاحتلال وت
...
-
محكمة برازيلية تتهم المغنية البريطانية أديل بسرقة أغنية
-
نور الدين هواري: مستقبل واعد للذكاء الاصطناعي باللغة العربية
...
-
دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في
...
-
مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
-
اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|