أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيد الكحل - ما لم يتذكّره توفيق بوعشرين.














المزيد.....


ما لم يتذكّره توفيق بوعشرين.


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 8214 - 2025 / 1 / 6 - 21:55
المحور: كتابات ساخرة
    


الذئب يغيّر فراءه ولا يغير طبعه.
نشر توفيق بوعشرين مقالة بموقع "لكم" بتاريخ 5 يناير 2025، تحت عنوان "هكذا كنت (أحتفل) بنهاية السنة في السجن"، عدّد فيها ما "خسره وما ربحه" خلال مدة السجن التي كان من المفروض أن تدوم 15 سنة، لكن العفو الملكي أنهاها في سبع سنين. تذكّر بوعشرين كل "خسائره" و "أرباحه" ، كما استعرض الآمال التي رافقته في سجنه؛ لكن لم يتذكّر أبدا، حجم الخسائر النفسية والاجتماعية والأسرية التي تسبب فيها شذوذه الجنسي وعبثه السادي بأجساد وكرامة ضحاياه اللائي قادهن حظهن البئيس إلى البحث عن عمل عند شخص يخفي تحت عباءة الصحفي، ذئبا مهووسا بالاستغلال الجنسي لضحاياه. وكيف له أن يتذكر خسائر ضحاياه ومآسيهن وهو لم يشفع لتوسلاتهن ولا أشفق من حال الضحية الحامل التي كان يُكرهها على لحس دبره ومصّ أصابع رجليه بِنَتَانَتِهن، حتى إن محاميات تقيأن من بشاعة المشاهد التي عرضتها المحكمة على هيئة الدفاع، ومنهن من لم يَقوَيْن على المشاهدة فغادرن القاعة حتى انتهاء العرض. لم يتذكّر بوعشرين دواعي رفضه، هو ذاته، حضور عرض أفلام الاستغلال الجنسي التي وثّقها بيده واستغلها في ابتزاز ضحاياه. لم يذكر في مقالته استغلال زوجة زميله منذ أن كانت متدربة، وعازبة، فمخطوبة، ثم حامل، وكيف كان يلزمها بإحضار الضحايا؛ أو كيف كان يشغّل زوجها صباحا ويشغّلها مساء حتى يخلو له الجو لافتراسها والعبث بجسدها. لم يتذكر بوعشرين 50 شريطا وثّق بها جرائمه لحظة بلحظة، مشهدا بمشهد، بينما تذكر خسارته لحلوى رأس السنة، أو " خسر سنة من العيش قرب عائلته" أو "خسر مشاهدة أفلام"؛ بينما نسي أو تناسى استرجاع شريط جرائمه الجنسية. كان أحرى به أن يتذكر ضحيته التي فارقت الحياة ـ رحمها الله ـ وحملت معها إلى قبرها معاناتها مع الاستغلال الجنسي. لم يتذكر الأذى الذي تسبب فيه لأسرة الضحية وطفليها والجراحات النفسية التي تزيدها نظرات الناس إلا تقرّحا. جرائم كان من الواجب على وزارة العدل أن تسلّم نسخا من أشرطة الاستغلال الجنسي إلى المنظمات الحقوقية الدولية لقطع الطريق على المتاجرين بحقوق الإنسان وسماسرتها، منعا لكل استغلال أو ابتزاز. والأمم المتحدة واضحة في تعريف الاستغلال الجنسي بأنه" يعـني أي إسـاءة اسـتغلال فعليـة أو محاولـة إسـاءة اسـتغلال لحالـة ضـعف أو لتفـاوت في النفـوذ أو للثقـة مـن أجـل تحقيـق مـآرب جنـسية، ممـا يـشمل علـى سـبيل المثـال لا الحـصر، تحقيـق كـسب مـالي أو اجتمـاعي أو سياسي من الاستغلال الجنسي لطرف آخر.. سـواء باسـتعمال القـوة أو في ظل ظروف غير متكافئة أو قسرية".
مهما قدمت للذئب من طعام فانه يظل يحن إلى الغابة.
بوعشرين يريد أن يضفي عليه رداء البراءة ويغتسل من آثار جرائمه الفظيعة بالعزف على ذكرياته السجنية علّه يولّد تعاطفا وصفحا وتجاوزا. فمهما حاول، لن تغفر له ضحايا ما ارتكب من جرائم، ولن يصدقه إلا ذوي النفوس الخبيثة التي ألفت العداء للمؤسسات الوطنية وتشبّعت بالحقد على الوطن وانخرطت في التآمر ضد أمنه واستقراره؛ بل تجنّدت لخدمة أجندات أعداء وحدته الترابية. إنها جوقة الغربان الناعقة التي تقتات على التشهير وما يُلقى لها من فتاة ورشاوى مقابل العمالة والخيانة. أما ذوو الضمائر الحية والوطنية الصادقة، فيعلمون علم اليقين أن الجرائم لا يُسقطها الإنكار، خصوصا وأن ما رشح من صور وفيديوهات الاستغلال الجنسي للضحايا ونهش أعرضهن، كفيل بإثبات الحقيقة.
إن بوعشرين كان محظوظا في منطوق الحكم وفق قانون رقم 27.14 المتعلق بمكافحة الاتجار بالبشر الذي دخل حيز التنفيذ سنة 2016، والذي ينص في الفصل 4-448 على عقوبة "ما بين عشرين إلى ثلاثين سنة وغرامة من 200.000 إلى 2.000.000 درهم في حالة ارتكاب الجريمة ضد قاصر دون الثامنة عشرة، وضد شخص يعاني من وضعية صعبة بسبب كبر سنه أو بسبب المرض أو الإعاقة أو نقص بدني أو نفسي أو ضد امرأة حامل سواء، كان حملها بينا أو كان معروفا لدى الفاعل؛ وإذا كان مرتكب الجريمة زوجاً للضحية أو أحد أصولها أو فروعها أو وصياً عليها أو كافلاً لها أو مكلفا برعايتها أو كانت له سلطة عليها". لكنه حظي بتطبيق الفصل 2-448 من القانون الذي يعاقب بالسجن من خمس إلى عشر سنوات وبغرامة من 10.000 إلى 500.000 درهم، كل من ارتكب جريمة الاتجار بالبشر. وترفع عقوبة الاتجار بالبشر إلى السجن من عشر إلى عشرين سنة وغرامة من 100.000 إلى 1.000.000 درهم. فالقانون واضح في تشديد العقوبة في حالة كان الفاعل عالِما بحمْل الضحية وصاحب سلطة عليها. وكان محظوظا أكثر لما أنعم عليه جلالة الملك بعطفه وعفوه. عفو ملكي لم يقدّر قيمته ولم يتخذه عبرة ومناسبة لمراجعة نفسه اللئيمة المسكونة بالسوء والشر ونكران الجميل. وصدق الشاعر أبو الطيب المتنبي بقوله:
إذا أنت أكْرَمْت الكريم مَلَكْته // وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا.
تلك طبيعة اللؤماء التي تلازمهم طيلة حياتهم فلا ينفع معهم جميل ولا عفو. وها قد عاد بوعشرين إلى طبعه اللئيم طعنا ولمزا وغمزا وتشهيرا جاعلا من المؤسسات الدستورية موضوعا للاسترزاق عبر قناته. ومهما اشتد نعيقه وعلا عويله، فإن صرح الوطن أقوى وآمن من أي نعيق أو نهيق.



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناورات البيجيدي للالتفاف على تعديلات مدونة الأسرة.
- عن أهمية تعديل مدونة الأسرة في هذه الظروف، - حوار لفائدة جري ...
- اجتهادات مجلس العلماء دون انتظارات الملك والنساء.
- هل تؤمن جماعة العدل والإحسان بحقوق الإنسان حتى تحتمي بها؟
- وقاحة عزيز غالي.
- هل يتعظ القومجيون؟
- بوعلام صنصال يفضح سماسرة حقوق الإنسان.
- النضال الارتزاقي.
- الصحافة لا تضمن الحصانة.
- أما آن لملف الصحراء أن يُغلق؟
- فرنسا: من التردد والضبابية إلى الوضوح والاعتراف.
- إلى جماعة العدل والإحسان: المتاجرة بمآسي غزة لم تعد مربحة.
- لا منزلة بين الوطنية والعمالة.
- خالد مشعل في جلباب بن لادن.
- عام على طوفان الأقصى: التكلفة والمآل.
- مسؤولية أوروبا في التصدي لجذور الهجرة غير النظامية.
- أبعاد مؤامرة التحريض على -الحريـﯕ.
- خلفيات الانقلاب المذهبي للفقيه الريسوني.
- الفقيه الريسوني من إدانة جرائم إيران إلى الإشادة بها.
- من صفة الريسونيَيْن اللؤم ونكران الجميل.


المزيد.....




- رفض طلب ترامب بشأن -قضية الممثلة الإباحية-
- امتحانات الثانوية العامة بالسودان.. كيف تهدد الحرب مستقبل ال ...
- خالد أرن.. رحلة 40 عاما في خدمة الثقافة والفنون الإسلامية
- لابد للكاريكاتير أن يكون جريئاً ويعبر عن الحقيقة دون مواربة ...
- بعمر 30 عامًا.. نفوق الحمار الشهير الذي تم استيحاء شخصية منه ...
- الفنان خالد الخاني : انتهى زمن اللون الرمادي...
- محامي المخرج المصري محمد سامي يكشف حقيقة إحالته للجنايات
- بعد مصادقتها على النتائج.. الكوميدي جون ستيوارت يسلط الضوء ع ...
- أطفال فوق المباني..فنانة تبتكر صورًا خيالية لهونغ كونغ بالذك ...
- الحداثة والفن الإسلامي في لوحات هندية تجسد ميلاد المسيح


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعيد الكحل - ما لم يتذكّره توفيق بوعشرين.