أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد السعيدي - حول وضع الامريكيين مكافأة على رأس الارهابي الشرع وإلغائها لاحقا















المزيد.....


حول وضع الامريكيين مكافأة على رأس الارهابي الشرع وإلغائها لاحقا


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8214 - 2025 / 1 / 6 - 21:13
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


... إذ لدينا ملاحظات حولها واسئلة نضعها في هذه المقالة. انه مما يثير الانتباه هذا الاهتمام الامريكي المفاجيء برفع المكافأة عن الارهابي الشرع وخلفيات التعامل مع حلفائهم. لننظر فيما حدث.

بتاريخ 9 كانون الاول الماضي اي يوم بعد سقوط نظام الاسد ظهر في الاعلام خبر يقول بقيام مسؤولين أمريكيين بمناقشة مزايا رفع مكافأة 10 ملايين دولار عن "الجولاني". هذا يعني ان الامريكيين كانوا يتوقعون حدوث تطورات في سوريا مع متابعتهم لتقدم الجولاني وشلته وانهم قد بدأوا من قبل سقوط الاسد يهيؤون انفسهم للنتائج وللقرارات الواجب اتخاذها. وإلا فبماذا تفسر هذه السرعة التي اعلنوا بها عن نواياهم في الخبر ؟

للتذكير فقد جرى تصنيف الجولاني كـ"إرهابي" من قبل الولايات المتحدة منذ عام 2013، بينما تم حظر هيئة تحرير الشام من قبل إدارة ترامب عام 2017 او 2018 ووضع مكافأة قدرها 10 ملايين دولار للحصول على معلومات تقود إلى اعتقاله. وادعى الامريكيون وقتها بان هذا القرار قد جاء في سياق استراتيجية بلدهم لمحاربة الإرهاب في الشرق الأوسط.

الاخبار المعروفة الاخرى تقول بان الجولاني - الشرع ومع تحول الثورة السورية إلى نزاع مسلح العام 2011، قد عاد إلى سوريا بتكليف من أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الإسلامية لإنشاء فرع سوري للتنظيم، حيث أسس ما سُمي «جبهة النصرة» في كانون الثاني عام 2012. وفي تموز 2016 اعلن الجولاني قطع مجموعته لعلاقاتها بتنظيم القاعدة، وستُعرف باسم جبهة فتح الشام. بعدها أعاد هيكلة التنظيم ليصبح هيئة تحرير الشام في 2017. وهي ائتلاف من الفصائل الإسلامية بقيادته.

حول المكافأة الامريكية المخصصة للحصول على معلومات تؤدي إلى اعتقال الارهابي الشرع، نقول بان امر هذه المكافأة مضحك. فالامريكيون كانوا بالتأكيد يعرفون مكانه حيث كانوا يستطيعون القبض عليه بإنزال جوي في ادلب مثلا او ان يقتلوه حتى كالكثيرين غيره. لكنهم لم يفعلوا ربما لتجنب إغضاب تركيا حليفتهم في حلف الناتو. فهي ربما كانت ستخلق لهم المصاعب في الشرق الاوسط ردا على هذا العمل. وهذا فضلا عن ما لديهم من مشاكل وخلافات معها اصلا مما اوردناه في المقالة السابقة.

وتورد اخبار اخرى بالقول.. ومع تراجع داعش وانهيار معاقله، برزت هيئة تحرير الشام كأقوى الفصائل المسلحة في شمال غربي سوريا، وأنشأ الجولاني «حكومة الإنقاذ» لإدارة إدلب، محاولًا كسب تأييد محلي ودولي، ولكن واشنطن واصلت تصنيفه كإرهابي، مؤكدة أنه ما زال يشكل تهديدًا للسلم الإقليمي. وتساؤلنا هو هل كان رصد المكافأة هو في حقيقته انتقاما من الارهابي الشرع صنيعتهم السابق لخيانته لهم العام 2016 بعدما تعبوا عليه ودربوه في معسكراتهم حيث انتقل الى الاتراك وقيامه بعدها بدفع هيئة تحرير الشام التركية الدعم بقوة الى الواجهة لتزيح فرع داعش في سوريا وتحتل مكانه ؟ وإلا فلماذا استغرق الامر خمس سنوات حتى تخصيص المكافأة منذ تصنيفه كارهابي ؟ ونحسب انه بعد الفترة التي انفصل بها عنهم قد قام الامريكيون بمحاولات احتوت على اغراءات وضغوط لاعادته الى حضيرتهم إن صح التعبير. لكنه آثر البقاء لدى الاتراك الذين كانوا قطعا اقوى من الامريكيين. هذا هو ما نعتقد انه قد ادى بهم في النهاية بعد فشل هذه المحاولات الى وضع المكافأة المالية لاعتقاله. وهذا يشير الى حدود القوة الامريكية في الشرق الاوسط.

ومن الاخبار اللاحقة قرأنا بان باربارا ليف مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، اكدت خلال حديثها للصحفيين من الأردن، حيث سافرت بعد زيارتها لسوريا ان الشرع تعهد بالتخلي عن الأنشطة الإرهابية، مما دفع الولايات المتحدة إلى اتخاذ قرار إلغاء المكافأة المالية التي كانت مخصصة للحصول على معلومات تؤدي إلى اعتقاله. وأشارت ليف إلى أن الوفد الأمريكي ناقش مع الشرع أهمية ضمان عدم تحول الجماعات الإرهابية إلى تهديد داخلي أو خارجي، بما يشمل الولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة. تعليقنا هو ان الامريكيين يتعاملون مع من يتخلى عن الانشطة الارهابية من عدمها، لا إن كانت هذه الانشطة تشكل جرائما ام لا. هذا اولا. كذلك فانهم يعتبرون ما يمكن ان يحدث لهم هم وحلفائهم فقط جريمة، ولا يعتبرون نفس ما يحدث إن حصل للآخرين ايضا جريمة. وهنا لا بد من التوقف قليلا. فالامريكيون بحسب الاتفاقيات الموقعة معهم عام 2008 قد تعهدوا بضمان امن العراق حيث يعتبرونه حليفا استراتيجيا. إلا اننا نجدهم هنا وقد سارعوا الى رفع المكافأة عن الارهابي الشرع. فإن كانوا قد تنازلوا عن حقوق مواطنيهم هم باعتبارهم ضحايا للعمليات الارهابية السابقة التي اقترفها الشرع وامثاله، لا يمكن فهم اسباب تضحيتهم بحقوق العراقيين حلفائهم ممن تضرروا من عمليات هذا الارهابي إلا بكونهم يتصرفون وفقا لمصالحهم هم فقط، دون اي اعتبار لمصالح حلفائهم.

ايضا نلاحظ هنا ما يثير الانتباه في امر رفع المكافأة عن الشرع. فالامريكيون وكما نرى هنا بارعون في التلاعب بالالفاظ، لكن ليس علينا. فهم مع رفعهم للمكافأة اي الغائها، ما زالوا يصنفون الشرع كارهابي. وسيسأل ربما البعض عن الفرق بين الاثنين ولماذا لا يعني رفع المكافأة رفع التصنيف الآنف ايضا ؟ رأينا في الاجابة على هذا السؤال هو ان الامريكيين ما زالوا بحاجة الى حجة للابقاء على قواتهم المحتلة في الشرق الاوسط كما في العراق وسورية وباقي ارجائه كما في الاردن ولبنان ومصر ودول الخليج. ولو انهم قد سحبوا عن الشرع هذا التصنيف فستتلاشى الحجة ومعها امكانية الاحتفاظ بقواتهم في الاقليم. كذلك نعتقد بان الهدف الآخر للابقاء على تصنيف الشرع كارهابي هو بكونه محاولة للسيطرة على الموقف في المنطقة مع الاتراك الذين يدعمون الشرع وعدم ترك الميدان سالكا لهم فقط.

هكذا نرى مثلما ذكرنا في بداية المقالة كيف يثير الانتباه هذا الاهتمام الامريكي المفاجيء برفع المكافأة عن الارهابي الشرع. إذ انه قد افلح في الظاهر فيما فشل الامريكيون في التوصل اليه منذ بدء تدخلهم وهو اسقاط النظام السوري. وفي الطريق الى هذا الهدف قد رأينا في الخلفية الالاعيب والتصرفات الامريكية حيال منافسيها تحت عنوان محاربة الارهاب.



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يكشف لنا تنقل الشرع من مجموعة ارهابية الى اخرى ؟
- تركيا الغادرة... هل تعمدت تركيا افشال الوساطات مع النظام الس ...
- نطالب بطرد القوات التركية المحتلة من بلدنا حفاظا على امنه
- ما هي اهداف اردوغان في سوريا ؟
- الدعاوى القضائية الدولية ضد سوريا وايران لتورطهما بتهريب الم ...
- لماذا يحرص الارهابي الشرع على اظهار وجها متسامحا للسوريين ؟
- الروس وسوريا بعد سقوط الاسد
- راية الارهاب والارهابيين
- لماذا كان هذا المجرم طليقا طوال الوقت؟
- دعوى قضائية دولية ضد الامريكيين عن جريمة الاعتداء على القوات ...
- دعوى قضائية دولية ضد الامريكيين عن جرائم حرب القصف الشامل لل ...
- استخدام صفحات الموسوعة الحرة كأوعية للابتزاز
- تخبط السوداني لدى محاولاته تأمين مستقبله السياسي
- محمود المشهداني رئيس مجلس النواب الجديد
- ما هي نقاط ضعف ترامب؟ اليكم الاجابة
- تأخير سن التقاعد في اوروبا
- التحيز لليهود حتى ولو تجاوزوا على كل شيء
- قانون رئاسة الاقليم الذي يمهد للحرب الاهلية
- المرجع السيستاني وزواج القاصرات
- ما مقدار ضريبة الدخل وباقي الايرادات في الموازنة لطفا ؟


المزيد.....




- مسافر يفتح باب طائرة خلال مسيرها للإقلاع من المطار
- هرع وفرار.. مقاطع فيديو مرعبة لحريق غابات يلتهم حيًا بجنوب ك ...
- ملياردير إماراتي يعلق على إعلان ترامب أنه سيستثمر 20 مليار د ...
- الحرس الثوري يجري مناورات للدفاع عن موقع نطنز النووي من هجوم ...
- تحطم طائرة مائية أثناء إقلاعها من جزيرة سياحية أسترالية (فيد ...
- علماء يكشفون أسرارا عن مناخ الأرض قبل أكثر من 300 مليون عام ...
- مندوب فلسطين: عجز واشنطن عن تطبيق قرارها بوقف إطلاق النار في ...
- السلطات الأمريكية تصادر شقتين لرجل أعمال روسي
- زلزال بقوة 5.3 درجة يضرب إثيوبيا
- حماس تطالب بإنهاء الحرب على غزة وإسرائيل ترفض وتصر بالاستمرا ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد السعيدي - حول وضع الامريكيين مكافأة على رأس الارهابي الشرع وإلغائها لاحقا