أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن الطوخي - قراءة في رواية - الأحجية المفقودة- للكاتب العراقي عامر العيثاوي














المزيد.....

قراءة في رواية - الأحجية المفقودة- للكاتب العراقي عامر العيثاوي


محسن الطوخي

الحوار المتمدن-العدد: 8214 - 2025 / 1 / 6 - 18:47
المحور: الادب والفن
    


صدرت عن دار فضاءات للنشر والتوزيع بالأردن رواية " الأحجية المفقودة" للكاتب العراقي عامر العيثاوي
وهي الإصدار الثالث له بعد المجموعة القصصية " المغزل " الصادرة عن مؤسسة الضياء للصحافة عام ٢٠١٤. ورواية " خربشات الحبر الأسود "، عن دار الرائد للطباعة عام ٢٠١٩.
تقع الرواية في مائتين وخمسين صفحة من القطع المتوسط، وهي مقسمة إلى خمسة وثلاثين مقطعا معنونة كالآتي:
..( أمينة عبد الرزاق- نقوش مقاومة للتآكل - الولوج للاحجية- قطعة عشوائية - نيشان - أحمد عبد الرزاق - قصاصة ورقية - عمر عبد الرزاق - القطعة التالية - القطعة الأولى - ابنة الخالة ميسون - الولادات الثلاث - الطفلتان - جنة أمينة - سعدية الحاقدة - المدرسة - زواج عبد الرزاق - أزمة أحمد عبد الرزاق - الخياطة - اللقاء - يونس العاشق - أحداث الخطبة - مأساة أمينة - مأدبة السبعة - جزيرة الأعراس - رحيل عبد الرزاق - نهايات حزينة - الجنة المفقودة - مجهولو الهوية - تهجير - المدينة الهجينة - منزل ناطور المزرعة - مرض يونس - القطعة المفقودة - الخاتمة..)
الرواية ذات طابع ملحمي، تستعرض حياة ثلاثة أجيال من عائلة عبد الرزاق، عاصرت التحولات الاجتماعية التي أذابت الفروق بين القرية كمجتمع منتج، وبين المدينة بازدحامها وغلبة الأنشطة الخدمية وتقطع الاواصر بين قاطنيها. كما عاصرت العائلة الغزو الأمريكي وتداعياته على المجتمع العراقي.
سيقتصر تناولي السريع هذا على المعمار المبتكر للرواية الذي اتكأ على مايمكن تسميته بالمتاهة السبرانية.
تتلقى الشخصية المحورية " أمينة عبد الرزاق " صدمة في الرأس على أثر سقوط مفاجىء، لكنها لا تعود عندما تفيق إلى الواقع، إنما تستيقظ - بشكل ما - في هامش للوعي مفارق للوجود الواقعي. قد يكون عالما موازيا، أو ربما بعدا خامسا يشكل محورا عموديا على عالمنا المعروف تتوفر فيه إمكانية الحركة ذهابا، وإيابا في الزمن ( ستيفن هوكنز) ).
أراد الكاتب ألا يكون للخروج سبيلا من هذه المتاهة إلا عبر سلسلة من محاولات حلأحجية ما، عن طريق اختيار القطعة المناسبة من لوحة افتراضية يمكنها ملء الفراغ على غرار لعبة " البازل "، وفي كل مرة يقع اختيار " أمينة عبد الرزاق " على ماتظنه القطعة المناسبة تنتقل من خلال العالم السبراني إلى زمن مختلف من مراحل حياتها باعتبارها تمثل جيل الوسط من بين أجيال ثلاثة، لكنها لا تنتقل بكيانها المادي، بل بصورة أثيرية غير مرئية، يمكنها فقط مراقبة الأحداث دون القدرة على التأثير فيها. وهي تؤدي بهذا دور الراوي الراصد من الخارج، إذ لا يتجاوز علمها حدود المشهد الذي تراه، حتى المشاهد التي تظهر فيها بذاتها فإنها تجهل دوافع تصرفاتها، ولا تملك إلا التحليل والظن. هذه تقنية تستوجب من الكاتب الوعي الكامل بمفاصل العمل الروائي، والقدرة الفائقة على التخطيط للأحداث المتشابكة، يظهر ذلك في هندسة ترتيب المقاطع بحيث يمكن لكل مقطع الإجابة عن سؤال طرحه المقطع السابق أو الأسبق. وتتبدى المهارة في الرواية في أن مايبدو وكأنه خلط الأوراق في ترتيب وتنسيق المشاهد أنتج ما يمكن تسميته بالمسار العام لتيار متدفق يتستعرض الحكاية بترتيب ونسق متوافق، رغم غلبة العشوائية ظاهريا على الأداء، بالضبط كما يحدث في حفظ المعلومات على شريط الذاكرة بالحاسب. وهذا أمر يعرفه التقنيون، فكيف حقق عامر هذا التوازن على الورق؟.. هذه مهارته الخاصة كروائي مجتهد.
تتمتع الرواية بالعديد من مظاهر التميز، لعل أبرزها قدرة الكاتب على تحريك عدد كبير من الشخصيات في حيز روائي محدود نسبيا، يعرف المتخصصون مدى صعوبة خلق شخصية روائية مقنعة للقارىء بحيث يتفق المظهر الخارجي مع السمات النفسية، والأفكار الداخلية، مع الافعال والتصرفات. سيطرة عامر العيثاوي على أدواته، وتحضيره الجيد لمفاصل البناء الروائي معتمدا على شخصيات نجح في رسمها بدقة متناهية.



#محسن_الطوخي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبجديات القراءة لمشروع أحمد بوقراعة أنموذج - قصة: هيفاء البك ...
- الحس الاجتماعي التقدمي في قصة -العقدة- للأديبة العراقية/ نهل ...
- اللغة كوسيلة لإثراء المعنى في القصة القصيرة -مازال يحلم بلغت ...
- براعة الحشد في نص -الفأس- للأديبة المغربية / مهدية أماني
- قراءة نقدية للأستاذ الناقد اللبناني سليمان جمعة حول قصة -جوع ...
- استشعار الخطر في رواية- رجل يجلس على المقهى - للأديب/ أحمد ع ...
- البساطة قرين الفن في القصة القصيرة بعنوان - دميتي - للأديبة ...
- توسيع الدلالة في القصة القصيرة جداً, - أحلامي -, للأديب الفل ...
- إضمار الفكرة فى تضاعيف الصورة, فى نص - الأسيرة -, للأديب الع ...
- سطوة النص في المجموعة القصصية.. - قرى الملول - للأديب اللبنا ...
- جوهر التآزر الإنسانى فى القصة القصيرة -عروس النهر-. للأديب ا ...
- مخاتلة الحلم في القصة القصيرة جداً بعنوان - شواطىء - للأديب ...
- حضور الغياب في القصة القصيرة - الطائرة الورقية-. للأديب العر ...
- ملامح المنهج العلمي في القصة القصيرة - السبيل - للأديب المصر ...
- رحلة الحياة والموت فى نص محطات متعاقبة للأديب العراقي/ رعد ا ...
- فراشةِ البَوْح. نص يُطوِّع الزمان والمكان. للأديب الفلسطينى/ ...
- سياحة فى الدروب الوعرة لنص - الأدب القبيح- للأديب التونسى/ أ ...


المزيد.....




- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...
- بعد عبور خط كارمان.. كاتي بيري تصنع التاريخ بأول رحلة فضائية ...
- -أناشيد النصر-.. قصائد غاضبة تستنسخ شخصية البطل في غزة
- فنانون روس يتصدرون قائمة الأكثر رواجا في أوكرانيا (فيديو)
- بلاغ ضد الفنان محمد رمضان بدعوى -الإساءة البالغة للدولة المص ...
- ثقافة المقاومة في مواجهة ثقافة الاستسلام
- جامعة الموصل تحتفل بعيد تأسيسها الـ58 والفرقة الوطنية للفنون ...
- لقطات توثق لحظة وصول الفنان دريد لحام إلى مطار دمشق وسط جدل ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن الطوخي - قراءة في رواية - الأحجية المفقودة- للكاتب العراقي عامر العيثاوي