أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله عطية شناوة - معضلة النفاق الثقافي














المزيد.....

معضلة النفاق الثقافي


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 8214 - 2025 / 1 / 6 - 16:47
المحور: الادب والفن
    


لا أستطيع القول أن الفنانين السوريين قد خيبوا ثقتي فيهم، لمواقف اغلبيتهم التي تنافق حكم القاعدة وجماعات الإرهاب الأخرى بقيادة الجولاني، ذلك أني في الأساس ضعيف الثقة بالفنانين والمثقفين عموماً ليس في سوريا وحدها بل مختلف انحاء المعمورة، حين يتعلق الأمر بالاستعداد لدفع أثمان قول كلمة الحق في وقتها، وتحدى الطغاة.

ولنا في العراق مثال، في أواخر عام 1959، تعرض رئيس الوزراء حينها عبدالكريم قاسم لمحاولة اغتيال نفذتها زمرة بعثية، كان من بين أفرادها صدام حسين، نجى قاسم من المحاولة وفر صدام حسين إلى سوريا ومنها إلى مصر، وكان البلدان حينها مندمجان في دولة واحدة تحت أسم الجمهورية العربية المتحدة، بقيادة الرئيس المصري جمال عبد الناصر، الذي كان يناصب قاسم العداء. وقتها تزاحم الفنانون العراقيون للمشاركة في أعمال فنية تهاجم عملية الاغتيال الفاشلة ومنفذيها، وتلهج بالدعاء للرب ليحفظ قاسم، وكان من أكثر تلك الأعمال شهرة، أغنية " الحمد الله ع السلامة، قائدنا ترف أعلامه" التي أطلقتها فنانة العراق الأولى مائدة نزهت التي أمتد بها العمر لتشهد في عام 1963 أنقلاباً بعثياً أطاح بقاسم، وأعدمه دون محاكمة وأهان جثته، وأتلفها، كما شهدت إنقلابا بعثيا آخر عام 1968 انتهى في وقت لاحق إلى تسليم مقاليد الحكم في العراق لصدام حسين الذي شارك في عملية إغتيال عبدالكريم قاسم، التي أدانتها فنانتنا المحبوبة، لكن ذلك لم يمنعها من المشاركة في حملة تأليه صدام، فغنت له:
قول يا عز العرب،
قول محبوب الشعب،
قول أمشوا
نمشي فوق المستحيل
قول ضحوا
نضحي ما نرد لك طلب!
لا وحق عيناك يا عز العرب!

ولم تكن فنانتنا المحبوبة استثناءاً بين الفنانين، بل كان الأستثناء هو العدد بالغ الضآلة من الفنانين الذين رفضوا تبييض صورة الطاغية وتأليهه، كما أن فناني ومثقفي العراق وسورية ليسوا استثناءاً بين فناني ومثقفي سائر البلدان التي تشهد أوضاعا مماثلة لأوضاع بلدينا كثيرة التقلب، من حيث الأستعداد لمنافقة السلطة وأصحاب النفوذ والسطوة وخدمتهم سواء بأعمال فنية أو بتصريحات تجمل صورة الحاكم الجديد، وتلصق بمن سبقه أسوأ الصفات، كما يحدث الآن في سورية، مع أن فنانيها كانوا في ظل النظام السابق يتمتعون بفسحة كبيرة لانتقاد النظام، وكشف ممارساته الإجرامية، لم يكن يحلم بنزر يسير منها نظرائهم في البلدان العربية الأخرى.

لكن المشكلة بالنسبة للفنانين السوريين، أن سلطة عصابات الإرهاب في دمشق، لا تهتم كثيرا بالأستفادة من الأنتاج الفني، ومن شبه المؤكد أنها في مرحلة ما ستحرمهُ وتلاحق أصحابه بدعاوى الفسق والفجور. حينها ستكون العواقب وخيمة وسيضطرون إلى إعلان التوبة من الفن وإطلاق لحاهم والتحول إلى منشدي مدائح نبوية في المناسبات الدينية.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدونباس مقابل دمشق
- سجن صيدنايا في اسطنبول
- بين صدام حسين وآل الأسد
- أي مستقبل ينتظر السويد؟؟؟
- التوحش الأوربي وكوارث الشرق الأوسط
- حرية التعبير في الغرب
- ما هي خياراتنا في معادلات الصراع المحلي والدولي؟
- فرية عمالة المقاومة العربية لإيران
- كيف تبخر -اليسار- الإسرائيلي؟
- نجاحات -غزوة- البيجر!
- نحو تفكيك السردية الصهيونية
- العلم والدين والأنسان
- لا عزاء للمخدوعين!
- غلطة الشطّار
- عن قارة العقلانية المزعومة!
- كم أغبط المتخصصين إهتماما ونشاطا!
- نخرج من وهم لنقع في آخر
- معضلة أوربا
- بهجة ساذجة بين داعمي روسيا
- تحول مرعب


المزيد.....




- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...
- بعد عبور خط كارمان.. كاتي بيري تصنع التاريخ بأول رحلة فضائية ...
- -أناشيد النصر-.. قصائد غاضبة تستنسخ شخصية البطل في غزة
- فنانون روس يتصدرون قائمة الأكثر رواجا في أوكرانيا (فيديو)
- بلاغ ضد الفنان محمد رمضان بدعوى -الإساءة البالغة للدولة المص ...
- ثقافة المقاومة في مواجهة ثقافة الاستسلام
- جامعة الموصل تحتفل بعيد تأسيسها الـ58 والفرقة الوطنية للفنون ...
- لقطات توثق لحظة وصول الفنان دريد لحام إلى مطار دمشق وسط جدل ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله عطية شناوة - معضلة النفاق الثقافي