خالد خليل
الحوار المتمدن-العدد: 8214 - 2025 / 1 / 6 - 14:06
المحور:
الادب والفن
في هدأة الليل، حين تنسى الأرض صخبها،
ويغفو الزمان في أحضان الأبد،
يبسط البحر جناحيه كطائرٍ أزلي،
يحلم بالطيران لكنه يختار البقاء.
القمر، وجهه لا يُرى كاملاً،
ليس لأنه ينقص، بل لأن السحر لا يكتمل.
عيناه من نور، يسكبها على الموج،
فيضحي الماء مرايا، تعكس أسرار النجوم.
الموج، شاعرٌ بلا لغة،
كل انكسارٍ له بيت، وكل ارتدادٍ قافية.
حين يهمس للصخور، تصغي الأرض،
وتكتب الريحُ ما لا يقال.
وفي المنتصف، بين الشهيق والزفير،
تُخلق أسئلةٌ أزلية:
من الذي يسكن من؟
الموجُ في القمر؟ أم القمر في الموج؟
أم هما انعكاسٌ لظلٍ لا يُرى؟
تحت هذا اللقاء، تنبض الحكايات،
كأوتارٍ تعزف لحنًا لا نهائيًا،
عن عشقٍ لا زمن له،
يتكرر في كل موجة، ويولد في كل بدر.
يا أيها الليل، شاهِد هذا السِر،
وامنحه للقلوب التي لا تخشى العتمة.
فبين الموج والقمر،
تُولد كل المعاني التي عجز عنها الكلام.
وفي ذروة السكون، حين يُفتح باب الخفاء،
ينزلق ضوء القمر كوشاحٍ من حرير،
يلف الموج بحنانٍ كأمٍ تحتضن وليدها،
فتنبت بينهما لغة لا تُكتب، ولا تُفهم إلا بالقلب.
النجوم تُنصت من بعيد،
كأنها عيونٌ ترقب حكاية قديمة تتجدد،
وحين تنطق الأمواج باسم القمر،
يبتسم الليل، ويغفو الكون على صدر الأسرار.
هناك، في أعماق تلك اللحظة،
يتوقف الزمن، ويصير كل شيء أبدياً،
كأن الموج والقمر ليسا سوى قلبٍ واحد،
ينبض بالشوق للأزل.
#خالد_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟