متسامحون معهم متشددون معنا

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 8214 - 2025 / 1 / 6 - 09:59
المحور: حقوق الانسان
    

هذا هو السلوك الانتقائي الذي اختارته بعض الكيانات الإطارية (بعضها وليس كلها) في التعامل مع ابناء جنوب العراق. سلوك مستهجن قد يفقدها قواعدها الجماهيرية، ولن يحقق لها ما كانت تصبو اليه. .
فقد دأبوا على التماس الأعذار للمخطئين إذا كانوا من خصومهم. وكانوا يتعاونون معهم في البحث عن أسباب تلك الأخطاء ويسعون لإعانتهم والعفو عنهم. .
لكنهم متشددون قساة. يتفننون بإنزال اشد العقوبات بالمعارضين لهم إذا كانوا من الجنوب. فكلما بعدت المسافة عن بغداد ارتفعت مؤشرات القسوة والتشدد. وربما تسجل اعلى معدلاتها إذا كان المعارض من البصرة، حتى لو كان مريضا أو طاعنا في السن او من ذوي الشهداء، وحتى لو كان العراق يمر بأحلك الظروف السياسية، فالانتقام هو المسار الثابت في الخلاص من كل معارض، ولا هامش للتسامح في حساباتهم البتة. .
لم يخطر ببالي انهم سوف يكونوا متسامحين إلى ابعد الحدود مع الارهابي الذي ملأ حفرة (الخسفة) بجثث الاطفال والنساء والشيوخ عندما كان واليا على الموصل في تنظيمات داعش. ولم يخطر ببالي انهم سوف يرسلون وفدهم اليه بعدما اصبح اميرا على الدولة الجولانية في الشام. بينما كانوا في الوقت نفسه يصدرون أحكامهم الثقيلة ضد موظف سابق بتهمة وجود نقص في أثاث مكتبه قبل ثمان سنوات من إحالته إلى التقاعد، فيحكمون عليه بالحبس المشدد لمدة 12 سنة بسبب فقدان مروحة كهربائية عاطلة، أو تحطم منضدة مكتبية، أو تهشم كراسي، أو عطب بعض المصابيح. .
في يوم من الايام انتقلت إلى رحمة الله والدة الإعلامي (سين) وكان محكوما عليه بنحو 16 جريمة من جرائم النشر الكاذب، فاصدروا قرارا استثنائيا يقضي بعودته إلى العراق، وكانوا جميعهم في استقبال طائرته، ثم عاد معززا مكرما إلى منفاه بعد انتهاء مراسم مجلس العزاء. .
طيبىون جدا مع اعداءهم، لكن قلوبهم ليست فيها ذرة من الرحمة في التعامل معنا.
سوف نموت كلنا في يوم ما. كل واحد يواجه مصيره. تلك الحقيقة وحدها تجعلنا نرفع الظلم عن بعضنا البعض، لكن ذلك لم يحدث، ولن يحدث. .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات