أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم دانيال هومه - ضفائر تتلألأ في مرايا الشمس














المزيد.....


ضفائر تتلألأ في مرايا الشمس


آدم دانيال هومه

الحوار المتمدن-العدد: 8214 - 2025 / 1 / 6 - 09:59
المحور: الادب والفن
    


شعر: آدم دانيال هومه.
هذا أنا....
آتٍ من ذاكرة الجلجلة الأولى
حاملا على كتفيّ غبار الأزمان
وحيداً تسربلني الأحزان على طريق [سيميل]
أسمع صهيل أفراس أسلافي الغابرين يتأجج في دمي
تعتريني رعشة الحنين إلى مرابع الزمن العتيق
فأرتمي على عتبات من رحلوا
أكرع من صهباء الأرض حتى الثمالة
أسبح في نهر الخابور
لتعود إليّ طفولتي النضرة
المجبولة برحيق الشمس
وصهيل الأمطار
أستنشق أريج أزاهير مروج السموات من مسامات الضوء
أتوضأ بالسحاب
وأصلي في معبد [الإيساكيلا]
أرسم صور القبرات الجذلى على وجنات الثلج
ألملم فراشات الأنوار من تحت أجنحة االغروب
وأسوق قطيع ذكرياتي إلى مراعي الأحلام المضيئة.
******
عيناها نجمتان يتلألآن في شرفة الليل
شفتاها وردتا بنفسج مشعشعتان برحيق العسل
ابتساماتها قطرات ندى على شفاه الزهر
كلماتها أشبه بهديل الحمام يترقرق في ارتجاج الصدى
تتهادى كملاك على سندس الماء.
*****
أسمع وقع خطى [إنانا] تومض بين أدغال الكون
وتجلجل في سراديب الغيم
وحشرجات [دوموزي] تتماوج في طمي الموت
بينما ينثر [أنليل] سنابل الأمطار في شوارع أوروك
ليسير گلگامش مزهواٌ في موكب عرائس الفجر
على هامته ريش النصر
حاملا سلالا من زنابق دير [مار متى]
يبعثرها تحت أقدام [الأنوناكي] الأنقياء.
******
أنا نجم هداية تسمّر فوق برج بابل
في ليلة ليلاء
استدرجُ الرعاة إلى المراعي اليانعة
والينابيع الصادحة في سفوح الجبال
ليحطوا رحالهم على الكلأ المتناسل تحت ظلال الماء
ليروا [آشور] في غيهب الظلماء
يتجلى فوق زقورة أور
في عليقة نار
ويضيء الكون
يشعل قناديل الكلمات المجنحة
ويجعل الأجنة تصهل في الأرحام
باسمه تُتلى الصلوات في كل حين.
******
أيتها المتجليّة في شهقات الزهر
وصدى أنغام النايات في شعاب الجبال
المتجلببة بالألق الصاعد من الوهج القدسي في عينيك
أيتها المغمورة بفيض النشوة والأحلام
تتأبطين ذكرياتك وترحلين صوب الغروب
لتوقظي الشمس من غفوتها
يا امرأة من رحيق الياسمين
وعبق الجلنار
تمتطي هودج الريح
وتحلق في الآفاق مع أسراب الحمام
ضفائرهاِ تتلألأ في مرايا الشمس
خطواتها تبرق كالشهب في عتمة الليل
وتسبغ ما تيسّر من ألقها على مفاتن الحقول.
******
عندما أسريتُ من فوق زقورة أور الشماء
نحو بوابات الآلهة العصماء
تكللتُ برؤيا الأنبياء
تجولت فوق الغمام
رأيت كما يرى النبي في المنام
أرضاً بلا ماء
رجالا تائهين في مجاهل الدروب
أطفالا بلا أسمال
نساء يأتيهن المخاض في العراء
كلما اشتعل البرق في السحاب
وصعقت لمرأى الفقراء
يلتقطون الفتات من تحت أقدام الأثرياء.
******
تحت أسوار نينوى
ينتفض الثور السماوي من بين أصفاد الصمت
ينطح الشمس بقرنيه
يمنح رحم أرض الفراتين النطفة الأبدية
لتتناسل فيها أجيال الأحلام والأمجاد
يضفي على الشرق هالة العزة والكرامة
والعنفوان
يمسح الأحزان من على نوافذ النجوم
يزيح الغيوم عن شرفات القمر
ويدع الصحراء تنتشي تحت رنين المطر.
******
تشمّر عصفورة النار عن ساقيها
في أوج بكارتها
ترقص محمومة فوق صفيح الجليد
جسدها يشتعل كالتنور المسجور
تترقرق النشوة في عينيها
تتوهج الشهوة بين فخذيها
وتذوب خيوط الشمس على إيقاع فحيح أنفاسها
مكتوبٌ على شفتيها منهاج أنوثتها
تتأجج خلاياها بسعير الشبق
تمتص رحيق الأزهار اليانعة
تستحم في نهر الكوثر الطهور
وتتمرى في جدار الشمس
ما أجمل الأرض حين تمشي عليها
مزهوة كطاووس السماء
كغزالة تخطر على ضفة السرير.
******



#آدم_دانيال_هومه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاعل الطهارة والخلاص
- الأشعة الإلهية
- وطني فيض من الطهارة والقداسة
- أسباب عدم تلآلف الشعب الآشوري
- الوطن
- أقرأ باسم أمي سورة الأرض
- آشور يوقد جذوة الشمس
- دراسة موجزة عن ديوان (قصائد في قصيدة واحدة)
- بصيصضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديث
- أتمرغ في ضفائر أمي
- الثالث والعشرون من شباط
- مزامير أوروك
- قؤاءة متأنية في شعر نينيوس نيراري
- القامشلي تتطيب برحيق الشمس
- سليلة الحضارات
- زنبقة الفجر
- أمي تتوهج في مرآة التاريخ
- تقاسيم على أوتار الريح
- الطفل اليانع
- کلکامش يمخر عباب النار الأزلية


المزيد.....




- خالد أرن.. رحلة 40 عاما في خدمة الثقافة والفنون الإسلامية
- لابد للكاريكاتير أن يكون جريئاً ويعبر عن الحقيقة دون مواربة ...
- بعمر 30 عامًا.. نفوق الحمار الشهير الذي تم استيحاء شخصية منه ...
- الفنان خالد الخاني : انتهى زمن اللون الرمادي...
- محامي المخرج المصري محمد سامي يكشف حقيقة إحالته للجنايات
- بعد مصادقتها على النتائج.. الكوميدي جون ستيوارت يسلط الضوء ع ...
- أطفال فوق المباني..فنانة تبتكر صورًا خيالية لهونغ كونغ بالذك ...
- الحداثة والفن الإسلامي في لوحات هندية تجسد ميلاد المسيح
- مع الترفيه والتسلية.. كيف تعكس السينما مشاعرنا وتغيّر حياتنا ...
- مثقفو الاستعمار الجديد في عصر النيوليبرالية.. بوعلام صنصال أ ...


المزيد.....

- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم دانيال هومه - ضفائر تتلألأ في مرايا الشمس