أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - خالد محمود خدر - عش كل يوم من ايام حياتك كيوم جديد وسيكون هكذا















المزيد.....


عش كل يوم من ايام حياتك كيوم جديد وسيكون هكذا


خالد محمود خدر

الحوار المتمدن-العدد: 8214 - 2025 / 1 / 6 - 09:52
المحور: قضايا ثقافية
    


يقول الشاعر جعفر نعامنة:
في كل يوم اقول غدا سيكون أفضل
وفي اليوم التالي اقول الأمس كان اجمل.
اليوم فكرت في الأمر
اذا كان الأمر هكذا
لماذا لا نعيش اليوم
ونعيش الغد في المستقبل

وحول نفس الموضوع كتب الشاعر محمود درويش قائلا:
لا احن الى اي شيء
فلا الامس يمضي ولا الغد يأتي ، ولا حاضري يتقدم
لا شيء يحدث لي
ليتني حجر

مع صدق ورقه احساس الشاعران تكمن ضرورة القول انه عندما يكون لديك
عيناً ترى الأجمل
وقلباً يغفر الأسوأ
وعقلاً يفكر بالأفضل
وروحاً يملؤها الأمل
عندها يليق بك أن تعيش يومك و تتمسك فيه ببقايا امنياتك.

ذلك ان كل يوم جديد في حياتك هو فرصة جديدة لحياة جديدة و لطاقة جديدة مليئة بالتفاؤل وتحقيق أمل تنتظره ، أمل ينبغي معه ان تبتسم على الاقل من منطلق انه يوم ربما يحمل جديداً مختلفاً تماما عن بقية الايام بما يسعدك ويدخل البهجة الى قلبك ويكفيك منه بداية ما يحمله في اشراقته الصباحية من ضياءات تملأ الارض نورا وبركة بما يؤذن للكل بتنفيذ ما نووا عليه بالأمس بحثا عن رزقا او في سبيل تحقيق امنية او غير ذلك.

فأذهب مع اشراقته وجهتك التي نويتها ، و لا تنظر الى هؤلاء الذين وجدتهم بين لحظه واخرى قد حققوا خلال سنه وربما أشهر معدودة من حياتهم ما قضيت و معك الغالبية الساحقه من الناس اعمارهم من اجل تحقيق حلم بسيط ، دون ان تروه واقعا ، و تذكر دائما ان هؤلاء المتطفلين على الحياة عادة ما يصلون الى ما يريدونه بطرق غير قانونية وغير انسانيه وهم بالاصل لا يمتلكون من الضمائر و لا يحملوا من القيم ليدركوا معنى كلمه انسانية او قانون لأنهم بالاساس استبدلوها بعرفهم النكر الذي يجدون فيه تاويلا لمعنى كسب المال الحرام والسطو على ما ليس لهم.

اما انت فتبقى ذلك الانسان المتواضع ممن اعناه الكاتب الامريكي ارنست همنغواي حين قال:
منذ طفولتي وأنا أصل إلى ما أريد، لكنني أصل وأنا منهك بالقدر الذي لا يجعلني أفرح، وكأني أريد أن أصل لأستريح ، أستريح فقط.

نعم تصل منهك ومرهق ولكن جمال فرحك كان يملا جوانب قلبك على امتداد الفترة بين شروعك وانتهائك من تحقيق ما رسمته لنفسك. وفرحتك كانت وستبقى بما حققته ووصلت اليه بعرق جبينك وجهدك ونقائك وهذا كله شهادة لك ورفعه رأس بين الناس.

من جانب آخر ، فانه بغض النظر عن مدى التوتر او القلق الذي يحيطك او يعتريك لجملة اسباب خاصة بك ، فأنه يتوجب عليك أن تتذكر دائماً النعم التي تتمتع بها في حياتك بحيث لم تستطيع عدها او تذكرها مع نفسك ، نعم تمتلكها وقد تكون حلم غيرك وأمله. نعم منها العافيه وراحة البال والستر والسلام الداخلي.

هنيئا لمن
‏يستيقظ كل صباح ويواصل ساعات يومه وقلبه لا يحمل إلاّ الحب ، مليئا بالتفائل ، ليردد مع نفسه آمالا و أحلاما بوقع جميل تترك صداها على اوتار قلبه لينبض فرحا ليومه هذا و أملاً مشر عا لغد اجمل قادم ، عندما يرسم ليومه في مخيلته صورة له يعبر عنها بحروف جديدة كعالم خاص به ملئه الفرح ، يترجم واقعا في اللاوعي بأجواء مشبعه بالسعادة و يعيش وقع جمالها ويتمناها لمن يحيطون به.

اما كيف تتمكن من هذا
فتحدثنا الدكتورة وفاء سلطان عن ذلك وتقول:
امش في الحياة بلا قيود،
وإياك أن تحمل السلم بالعرض، وإلا ستصطدم بكل شيء وستفقد مرونتك وقدرتك على أن تتقدم.
تذكر أن العالم كان موجودا قبل أن تأتي إليه،
وسيبقى بعد أن ترحل عنه، وهو ليس رهن إشارتك ، و لم تأتِ إليه كي تغيّر مجراه، بل كي ترفد دفقه ، فلا تسمح لشوائب الحياة مهما بدت ثقيلة ومرهقة أن تعارض ذلك الدفق.
كن كماء النهر سلسا وسهلا،
الصخرة التي لا تستطيع أن تجرفها مر ّ فوقها بسلام
لو فعلت ستصل إلى مصبك بأمان،
ليس هذا وحسب، بل سيرفدك الكون بدفق غزير،
وستترك وراءك ظلالا كثيفة من الخير والخصب والجمال.

نعم ما قالته المفكرة الكبيرة الدكتورة وفاء سلطان ، ذلك انك احيانا ، كي تعيش حياتك ، تحتاج إلى ان تتجاهل الكثير مما يقف في طريقنا والا ستبقى حيث ما انت عليه.

عليك ان تتجاهل أحداث ، تجاهل أشخاص ،
تجاهل أقوال ، تجاهل أفعال. و ذلك كفيل بالابتعاد عن ما يؤذيك من كل ذلك ، و وقائع الحياة علمتنا جميعا انه من لم يتقن فن التجاهل ، سيخسر الكثير والكثير وأول ذلك عافيته.

هكذا ينبغي ان تمضي حياتنا جميعا ، ولكن الكثير لا يستيقظوا ، إلا عندما يجدوا قطار العمر قد مر بهم وأخذ معه أجمل واحلى سنين أعمارهم دون ان يدركوا. فلا هم حققوا أحلامهم ولا استطاعوا ان يعيشوا حياتهم بان يرضوا بواقعهم او لنقل تحمل اقدارهم الذي ليس لهم يد في صنعها سلباً. واكرر هنا ما قالته الدكتورة وفاء سلطان : الصخرة التي لا تستطيع أن تجرفها مر ّ فوقها بسلام كماء النهر
كي تصل إلى مصبك بأمان.

هناك مقولة لطالما سمعها الكل مفادها أن الغد أجمل ، ولكن ارى ما هو اجمل منها يكمن في مسيرة من يعيش قانعا بيومه هذا ويتحدى الغد قائلاً :
ايها الغد كن ما شئت ، فقد عشت يومي هذا كاملا.
اما من ينتظر الغد فكثيرا ما يكتشف متأخرا ان الجمال كان في الأمس وما الغد إلا مجهول ننتظره ولم يأتي.

اخلص من ما اشرت له ان
سعادة الانسان تكمن في قرار يتخذه لنفسه هو لا غيره. قرار مختصره انه كن سعيدا مع نفسك وستكون هكذا ، ذلك ان السعادة قرار في حياتك تصنعها بنفسك ولنفسك ولعائلتك.

الحياة واسعة ، ولكن كثيرا ما يضيقها الانسان على نفسه عندما يربطها باحداث عاشها في الماضي او بأشخاص لا يرتاح لهم او باشياء معينة تزعجه وتكدر صفوه.

اخلق يوميا لنفسك جو إيجابي واعتزل ما يؤذيك. ومن المؤكد أن تتغير حياتك تماما إلى الأفضل بمجرد أن تتعلم كيف تتوقف عن التفكير في الأمور التي لن تستطيع تغييرها.
فأقوى جيش ستواجهه في حياتك هو جيش الأفكار التي تدور في عقلك ، فهذا الجيش قادر على تحطيمك أو نصرتك.
بمرور الوقت ، ستدرك أن 80% من حزنك لم يكن إلا بسبب تحليلك العميق للأشياء ، بينما الأمر لم يكن يتطلب منك إلا أن تغض الطرف عنه وتتخطاه.

نعم ، فالإحباط لا يصنع لك حلًا
والاكتئاب لا يحل لك المشكلات.
والحزن لن يرجع لك فقيدًا.

تعلم أن تغرس في قلبك بذرة الصبر وعش متعة التفاؤل يوميا وهذا سيجعل يقينا أن الأيام الجميلة قادمة بما يزيدك ثقة بنفسك.
فافتح قلبك للحياة تجدها اجمل. ولكن هذا لا يكون كما تقول الكاتبة هدى صادق الا بالرضا والأمل والسعي
لإرضاء نفسك كما تحب
فقد يكون فنجان قهوة عوضا عن حبيب في الغربة
وقد يتحول كتاب الى رفقة جميلة

وقد تبعث في نفسك الطمأنينة زراعة وردة
أو مشاهدة ابتسامة على وجه فقير.

كل شيء فيه لذة إن رضيت
حتى بجلوسك مع نفسك لذة
لذا إصنع لروحك ممرًا أمنًا عبر الحياة
واستمتع بكل ما أوتيت من نِعم
وجدف الى ما تحب بقوة الشغف
حتى وإن كان خلوة مع مناظر طبيعية
أو موسيقى هادئة
أو حوار مع السماءفي وحدتك.

مع كل ما اشرت له يقتضي القول إن الحياة أولا ليست بحثاً عن المتعة العابرة كما يعتقد فرويد ، أو بحثاً عن السلطة كما يراها ألفرد أدلر ، لكنها بحث عن المعنى كما يقول الفريد فرانكل ، ذلك إن أعظم مهمة لأي شخص تتمثل في أن يجد معنى في حياته وفي طريقة عيشها وهو بهذا سيعيشها بلا ندم و سيترك بصمته الايجابية فيها بما يكون دافعا لغيره ليقتدي بها و يضيف لها ما يعين غيره في مشواره. ان اغلبية العلماء والمفكرين والمبتكرين والفلاسفه قد اضافوا للحياة معنى وقيمة ببصماتهم الايجابية.
في استفتاء جرى في فرنسا في ثلاثينات القرن العشرين حول اكثر شخصية فرنسية تركت اثرا ومحبة في قلوبهم. وكان المتوقع ان يكون القائد نابليون بونابرت ولكن منظمي الاستفتاء بين الناس تفاجئوا ان العالم لويس باستور كان تلك الشخصية الاكبر اثرا وتاثرا بما تركه من بصمات ايجابية في حياتهم عبر ما توصل اليه من لقاحات انعكست ايجابا على واقع حياتهم.

سُئِلت إيرما بومبيك وهي صحفية شهيرة :
ماذا لو عاد بك الزمان.
هل كنت ستعيشين حياتك بنفس الطريقة؟ وتختاري نفس الإختيارات؟

أجابت بأنها غير نادمة على أي شيء فعلته لكنها سرعان ما عادت فتراجعت عن تلك الإجابة وقالت :
لو عادت بي الحياة مرة أخرى لن أفعل كذا و كذا وكذا بل سافعل هذا وذاك وذلك وو.... ولا اريد ان استرسل في سرد تفاصيل ما اشارت له ، ذلك انها اختصرت ما ستفعله لو عاد بها الزمان للوراء بالقول :
لو أعطيت فرصة ثانية للحياة ، سأراها ، سأحياها سأجربها ، سألمس كل لحظة فيها. لاحظ قالت سألمس كل لحظه وليس فقط كل يوم.

نعم ما اجابت به السيدة إيرما بومبيك ، فانت تعيش الحياة مرة واحدة ، فالاولى بك ان تستمتع بها ، ولا تقرأ ما مرسوم على وجوه من تلتقيهم كل يوم من قريب او بعيد على انه انعكاس مباشر لما في قلوبهم ووضعهم المادي والنفسي ، لانك ببساطة لو دخلت في قلب كل فرد منهم لأشفقت عليه من كثرة الهم الذي يحملونه ، ولكنهم يجاهدوا انفسهم كل يوم كي يخرجوا للناس بهدوئهم.

وغالبا ما تجد ان من تلتقيهم من هؤلاء قد ادركوا حكمة الحياة من تجارب حياتهم. تجارب تعلموا فيها ان يبتسموا في وجهك ، ليس لأن كل شيء أمامهم مثالي ، بل لانهم تعلموا أن يغضوا النظر و ينسوا ويتعايشوا ويتجاوزوا ويطووا الصفحات التي لا تعجبهم ، باحثين عن النور وسط العتمة والامل بين الم الجروح. فقد تعلموا أن الحياة لا تقف مع خيبة الامل او عند الحزن ، وان العمر لا ينتظرهم ليتعافوا والأهم
تعلموا تكرار المحاولة ، من تجاربهم واخطائهم فيها ، كي يصلوا الى ما يرضيهم و يكونوا سعداء قدر ما يستطيعوا ويتمكنوا.

في مرحلة ما من العمر ، وربما ستكون متاخرة ،
ستجد نفسك أكثر حكمة واكثر هدوءاً
وتتظاهر بعدم الاهتمام غض النظر واللامبالات او عدم الفهم حيال الكثير مما ستواجهه ، وتتخطى مسألة العتاب مع من يسيئ فهمك . بالمقابل ستتصالح مع ذاتك وتبتعد عن المقارنات والتقليد.
ولكن ما اتمناه لك ان يكون كل هذا قد تبنيته في مقتبل عمرك ، كي تعيش حياتك كما ينبغي في كل يوم فيها.

نعم كل يوم تدرك فيه أن طي الصفحة هو أفضل شعور يمكن ان تعيشه ، و أن هناك في صفحات كتاب الحياة ما هو أهم واولى بكثير من تلك الصفحة التي كنت عالقا بها.

أحبوا كل يوم من أيامكم الهادئة ، و ليس بالضرورة أن تكون اياما مليئة بما يسرك من التفاصيل ولكن مليئه بما يكفيكم فيها من الهدوء وراحة البال والسلام و تلك عافية ما بعدها عافية.



#خالد_محمود_خدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة لدروس الحياة في محطاتها
- الأخلاق في الميزان بين المنصب و العلم والمال
- وقفة تأمل مع الساعات الأخيرة التي تسبق حلول رأس السنة الميلا ...


المزيد.....




- أصالة تعلق على فيديو متداول لوالد -الأمير النائم-
- فرنسا: رحيل جان ماري لوبان مؤسس -الجبهة الوطنية- والزعيم الس ...
- مصر.. تداول فيديو يدعي -قتل الشرطة مواطنين بالصعيد-.. والداخ ...
- أمريكا تفرض عقوبات على الدعم السريع بسبب -إبادة جماعية- خلال ...
- جاستن ترودو يستقيل من منصب رئيس وزراء كندا، فما الأسباب؟
- هل خففت الإمارات من احتفائها بالإدارة السورية الجديدة؟
- البرلمان الجزائري يرد على تصريحات ماكرون بشأن قضية صنصال
- ما قصة المغربي صوفيا الطالوني الذي قرر العودة إلى نوفل؟
- مقتل العشرات جراء زلزال ضرب التبت وفرق الإنقاذ تواصل البحث ع ...
- بين آمال كبيرة وحرية منشودة، كيف ترى السوريات واقعهن تحت الإ ...


المزيد.....

- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - خالد محمود خدر - عش كل يوم من ايام حياتك كيوم جديد وسيكون هكذا