|
نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-20
أمين بن سعيد
الحوار المتمدن-العدد: 8214 - 2025 / 1 / 6 - 00:13
المحور:
كتابات ساخرة
لم أشعر بأني قد قمتُ بإنجاز، ولم أشعر بأني قد خسرتُ شيئا أو فوّتّ فرصة، لكني شعرتُ بنوع من القلق... من الضيق، وتساءلتُ عما وراء كل ذلك؟ وهل تلك هي الحياة التي أريدُ؟ ولماذا كل شيء يدور حول النساء؟ وإلى متى سأبقى كذلك؟ الغريب أني رأيتُ نفسي كذئب مفسد، يقتل كثيرا من الأغنام ليأكل القليل، وخروف واحد كان يكفيه... عوض أن أُرفع على الأعناق وأُكرَّم، رأيتُ نفسي ذئبا مفسدا... والفساد سيء ومنبوذ! لم تمرّ ملاك ببالي، ولا إيمان... لكني، وللحظات، رأيتُ أني أستحق أحسن من كل ما كان عندي وقتها... والذي كان عندي، كان... لا شيء! أمر إيجابي رأيتُه مع سارة، كان أني لم أُركّز كثيرا مع جمالها، ولم تكن تلك عادتي، برغم أنها قامتْ بالكثير، وبرغم أنها امتلكتْ شيئين من مثالياتي في جسد المرأة: الشفتان والثديان. كنتُ أمشي بجانب البحر، وتلك الأشياء تجول بخاطري، حتى حضر المربك والمُخيف... ما المانع عزيزي؟ لا أحد سيعلم! لستَ ممن يفدون الآخرين بأنفسهم وستختار نفسكَ لو فُرض عليكَ أن يبقى بشر واحد على سطح الأرض، لا شيء عندكَ مع ملاك أو إيمان، فما المانع؟ خصوصا ألا أحد سيعرف! سارة ستكون حريصة أكثر منكَ على ذلك فما المانع؟! فقلتُ أني إذا جوّزتُ ذلك فعليّ قبول أن ملاك... ولم أستطع حتى إكمال الفكرة! لم أستطع حتى تخيل أن يمسها آخر! ومباشرة حضر السؤال: افرض أنها جوزتْ ذلك وفعلتْ؟ وكان الجواب أن الأمر متعلق بي لا بها، وبقطع النظر عن كل تصرف يمكن أن يصدر منها... التي كانت كل شيء تحولتْ إلى لا شيء، لم أكن أنتظر الشكر والمكافأة، بل ممن يفعلون ما يرونه الصواب دون أن يكترثوا بما يرى ويفعل الآخرون... وذلك يعني أن كل العالم المحيط بي لم يكن شيئا بل عدما أنا أوجدته، وهم أنا صنعته... وإذا كان كل الأمر وهما، فلماذا أواصل فيه وأصرّ عليه؟ ولماذا كل تأثيره العظيم عليّ؟ هل حقا ملاك، إيمان، وكل من عرفتُ لسن شيئا غير أكلٍ وشربٍ مع وهم صنعتُه وعشتُه حتى استعبدني وبرغم ذلك يُعجبني وأطلبُه؟ وما الفرق بيني وبين المجانين وكل من يرى الأشباح ويعتقد أنها حقيقة؟ وإذا كان الأمر حاجة جسد ووهم فهل سيغيب الوهم عندما تُقضى الحاجة؟ هل لن يبق شيء من ملاك بعد...؟ لكن هالة لا زالت!! برغم كل السنين التي مضت! هل لذلك علاقة بعمري وقتها؟ وضحكتُ... 12 أو 19 ما الفرق؟ لا أزال مثلما كنتُ ولا شيء يشغل عقلي غير الجنس! وقلتُ... تبا... لا أظن أن لصيامي الآن علاقة!! وقلتُ تبا، لماذا هالة كانت الوحيدة التي لم تتركني أفكر وحدي وأغرق في بحر أسئلتي وحيرتي؟ اللعنة!! لم أكن مجرد طفل ولم يكن تعديا عليّ مثلما زعمتْ ماما! تبا كانت من أحببتُ حقيقة... واللعنة... لا زلتُ!! نقش الصغر لا يزول... "لن تنساني... ليس لأنكَ كنتَ صغيرا، بل لأني كنتُ الأفضل"... كنتُ أستطيع البحث عنها، وكنتُ أستطيع العثور عليها، لكني لم أفكر في ذلك يوما، منذ أن غادرتْ الحي... ليلتها رأيتُ الإجابة... ربما أردتها أن تعيش فيّ أبدا! ربما خفتُ أن يتغير حكمي عليها بعد كل السنين التي مضت! وربما أردتها أن تبقى مثلما عرفتها! لم يقل الكثير بابا في تلك الأيام، كان رافضا لكنه لم يفعل ما فعلته ماما... و... نور! التي أدخلتْ علينا ذلك الجلف! شتان بين هالة وبين ذلك الـ...!! منذ تلك الأيام، ساء كل شيء بيني وبينها، فأبعدتُها وجعلتُ بسمة تقترب... بسمة لم تفعل ما فعلتا، قالت فقط أنها أكبر مني بكثير وسكتتْ، لم تصرخ، لم تلم، لم تسخر، والأهم أنها لم تقل شيئا في هالة... الفنانة التي لا أزال ألعب وأجري في لوحتها كطفل صغير لا يريد أن يكبر، أو ككبير عرف الحقيقة في صغره ثم تجاهلها زاعما أنها أوهام الصغر وأحلامه... فتجاهلته! هل ذلك ما يحصل لي... تساءلتُ؟ وإذا كان الأمر كذلك، لماذا كل هذه الأوهام التي شيدتها حولي؟ ومتى سيفتر كل شيء مع ملاك وإيمان؟ بل متى ستفتر قصة النساء أصلا فأعطي اهتمامي لما يستحق الاهتمام؟! إلى متى ستدور أرضي حول الأكل والشرب وأمنع نفسي من المعرفة الحقيقية... من المغامرة؟ ومن هذا الأحمق الذي مركز حياته أكل وشرب! وإن لم تكن ملاك أكلا وشربا ما عساها تكون؟ فهل هي... هالة؟!! أمضيتُ ساعات بعد سارة، أمشي بجانب البحر، ولم يرسُ مركبي... ثم عدتُ إلى منزلي... قهوة وسجائر... ووضعتُ ما أسمع عادة عندما أنعزل وتغيب عني كل رغبة في رؤية البشر [https://www.youtube.com/watch?v=1eZL4tIqmzI] ... القهوة في اليسرى، وسيجارة في اليمنى، وأنا واقف أسمع... كنتُ أتحرك، شيء لا يُشبه الرقص، لكن التوتر... وعند انتهاء [https://www.youtube.com/watch?v=OaCSRoPdX2s]، سمعتُ صوت الهاتف... - نعم - ... - من معي؟ - إنها... أنا - أأأ - اللبوة حيواني المفضل... - ماذا؟ - ليس الأسد... اللبوة - منتصف الليل والنصف الآن و - أنا أتكلم عن اللبوة... نعم... وأنتَ؟ حيوانكَ المفضل؟ - لا أعلم ماذا أجيب... الأسود تنام الآن على ما أظن؟ - لا تُشعرني أني ارتكبتُ جريمة باتصالي الآن... اتصلتُ مرتين منذ قليل... لم تكن في المنزل؟ - كنتُ أسمع موسيقى... الصوتُ قوي ولم - وكيف سمعته هذه المرة؟ - صادف لحظة المرور من أغنية إلى التي تليها... الاسطوانة ليست أصلية... - يعني؟ - بين الأغاني ثانيتان صمت - فهمتُ... لو كانت الأسطوانة أصلية ما كنتَ سمعتَ صوت الهاتف؟ - نعم - الأصلي دائما أحسن... من تسمع؟ - سارة - نعم - ماذا تفعلين؟ - من أراد تربية الأسود عليه إطعامها... وإلا جاعت وأكلته - أكيد - البشر أسود أيضا... والنساء لبوات... لم تقل حيوانكَ المفضل؟ - الذئب... حرصتْ جدتي أن آكل كبده عندما كنتُ صغيرا... لأكون متميزا في الدراسة - نعم... صحيح... سمعتُ بقصة ذكاء من أكلـ - سارة - نعم - قلتُ ماذا تفعلين؟ - أحدثكَ عن حيواني المفضل، وعرفتُ أن الذئب حيوانكَ الـ - و؟ - أظن أني تسرعتُ، نستطيع أنـ - رأيتكِ قوية وذكية وتعرفين ما تريدين... - ربما... لكني أرى أني تسرعتُ - ألوان جديدة سأراها على الطاولة إذن؟ - لا أعلم... أردتُ أن نبقى على اتصال وألا تكون آخر مرة... - وكيف ذلك؟ - اتصال مثل الآن، ما العيب في ذلك؟ وحتى يوم السبت... نلتقي... ما المانع؟ - ووائل؟ - نلتقي ثلاثتنا، سيسعد بذلك، سأقول له ألا يتصل بوفاء بما أنكَ قلتَـ - سيسعد لأنه لا يعلم، لكن هل سيكون موقفه نفس الموقف لو علم؟ - لن أُعلمه... - اعذريني، لكن إن كان الأمر كذلك، لماذا تكونين معه أصلا؟ - لأني أحبه - وكيف تحبينه مع ما قلتِ؟ - لماذا يقول الأزواج لأصدقائهم ما لا يقولونه لبعضهم؟ - هذا المنطق لا يوجد في عالمي - كل البشر يفعلون ذلك، فهل من لا تقول أشياء لحبيبها وتُعلم بها صديقتها أو صديقها لا تُحب حبيبها؟ - أنتِ ذكية سارة لتحاولي التعميم، لكن الأسرار تختلف - إذا أردتَ تطبيق المبادئ، من الأحسن أن تحفر قبركَ بيدكَ... السارق سارق سرق فلسا أو مليارا... - منطق المطلق، منطق ديني بائس، النسبية تحكمنا ولذلك لا يمكن التعميم، بل الأصلح تناول كل حالة على حدة - لا أعلم ما دخل الدين هنا... لكن وبما أن البشر نسبيون كما قلت، ألا يعني ذلك أن تختلف مفاهيمهم ونظراتهم وأحكامهم؟ - أكيد، لكن 1+1=2 عند الجميع، كذلك لا نمشي عرايا في الشارع، لا نقتل من سبّنا، لا نتجاوز الضوء الأحمر... وهكذا - ما ذكرته مشترك، وليس مختلفا فيه... النسبية تخص ما يختلف فيه البشر - من يحدد؟ كل سيتبع هواه والفوضى ستعم - نحن من نحدد، أنا و... أنت... وليس البشر - ووائل؟ - لا يوجد أي داعي لأن يعرف - تبنين حياة على الكذب؟ - خير من أن يكون موتا على الصدق؟ - أرفض أن أقبل لي ما أرفضه لغيري - مبادئ جميلة... لكن كم مرة نظرتَ لسائل في الطريق ولم تُعطه؟ كم مرة شفقتَ على قبيحة بين جميلات كليتك؟ كم مرة كذبتَ على أمك وأبيك؟ بل... كم مرة كذبتَ ونافقتَ نفسكَ؟ - حدث كل ذلك... لكن الأمر هنا مختلف - ليس عندي... من الأصدق الآن أنا أم أنتَ؟ من الأسوأ أنا أم أنتَ؟ - منطقكِ يفتح الباب لكل شيء، دون أي إمكانية في التراجع أو حتى الاعتراف بالخطأ والاعتذار! - لا أرى أني مخطئة، المسألة ليست إما أبيضا وإما أسودا كما تقول، أحب اللون الرمادي... يعجبني كثيرا في السيارات... السيارة السوداء تمتص الحرارة في الصيف والغبار والأوساخ في سائر الفصول، البيضاء ليست جميلة... الرمادية أصلح ولكل الفصول... سيارتك سوداء عزيزي وترى أنها الأرقى... الأمور ليستْ هكذا... - تستطيعين تقديم حجج تظهر دامغة، وبالمقابل أستطيع... لكن الاتفاق على المفاهيم، على الأصول، يبقى الفيصل... اللصان يسرقان معا لاتفاقهما على السرقة وإن ظنا أنهما يقومان بعمل جيد كإعطاء المساكين مثلا... الأصل يبقى الاتفاق على أخذ ما للغير... لن يستطيعا ذلك لو كان أحدهما رافضا للأصل... للمبدأ - لطيف جدا... أنا سارقة إذن؟ - حاشاكِ... أنا السارق وأنتِ تقترحين عليّ أن أسرق منزلكِ وزوجكِ نائم فيه - كيف عرفتَ وفاء إذن وأنتَ مرتبط بأخرى؟ - قلتُ التقينا في وقتٍ غير مناسب، ولم يحدث بيننا أي شيء - منذ ساعات، سألتني "هل التقينا في مكان وزمان سيئين؟" ولم أجبكَ - السكوت علامة الرضا - جوابي: لا. - تكلمتِ عن الصدق مع النفس منذ قليل... هل ما قلتِه صدق مع نفسكِ؟ - مائة بالمئة! - لا تعلمين أي شيء عما تقولين! وخصوصا لا تعرفين أي شيء عني، فكيف تقولين ما قلتِ؟ - علمتُ ما يكفي، عندكَ صاحبة والآن في فترة فتور... قد تنتهي أو لا تنتهي... ما المهم الذي فاتني؟ - سأجاريكِ فيما تقولين... ولنرى... قلتِ تُحبين وائل؟ - نعم - وهل تضمنين تواصل ذلك؟ - نعم - كيف؟ - كيف، كيف؟ نكون أصدقاء ككل الأصدقاء، نلتقي مثلما حدث اليوم، ونتكلم مثلما نتكلم الآن! - وقلتُ أن التي رأيتُها اليوم لم تكن مشروع صداقة، وحتى التي تُكلمني الآن... - ... - وفهمتُ جيدا كلامكِ عن حيوانكِ المفضل... - أرى أن الحب لا يمكن أن يموت، لكني أرفض أن يكون تملكا - امرأة مرتبطة بمن صار مقعدا بعد حادث... تُحبه ويستحيل أن تهجره، لكنهـ - مثلا... - لكن، ألا ترين أن ذلكـ - أكره إصدار الأحكام من أبراج عاجية! وأكره دروس الوعظ والأخلاق من أناس يتكلمون من السماء ولا يعلمون أصلا ما يجري على الأرض! - أحب القويات... وفاء قوية... لكن وقتنا كان سيئا - ربما لم يكن كذلك، وكنتَ كجماعة السماء والأبراج العاجية؟ - لا أظن ذلك... وهل قمتِ بذلك قبلـ - لم يحدث - ولماذا الآن؟ لماذا أنا؟ - لا أعلم، الرغبة في ذلك حضرتْ... منذ ساعات عدلتُ عن الفكرة، ثم بعد ذلك غيّرتُ رأيي... واتصلتُ - صراحتكِ مثيرة، لكن الوقت سيء جدا... وهو بالمناسبة نفس الوقت الذي عرفتُ فيه وفاء، فكيف، ولنتكلم بالمنطق، كيف أرفض وفاء الخالية من كل ارتباط وأقبل ما تقولين؟ - لا أعلم ما الذي فهمته، لكن في سؤالكَ الجواب... لن نرتبط فنحن مرتبطان كل من جهته... القصة صداقة وليست ارتباطا - قلتُ أن صراحتكِ مثيرة، فلماذا أفسدتِ ذلك بما قلتِ؟ - ترى ذلك؟ - نعم - قل أنتَ إذن؟ - تذكرتُ فيلما شاهدته الصيف الماضي... زوجها خانها فذهبت إلى صديقها، شكتْ له حالها فواساها، لكنها قبّلته وأرادته... غضبتْ في البدء عندما رفض، لكنها قبلتْ بعد أن أفهمها، وفهمتْ، أنها بحاجة إلى صديق تبكي على كتفه لا إلى عشيق... كقنينة خمر أو حقنة مخدرات... ثم أمضيا الليلة معا ونامت بين ذراعيه... لم تخني صاحبتي، لكن الآن أشبه أكثر تلك المرأة، ربما ما أحتاجه أكثر هو الذي يحدث الآن، أن أتكلم مع امرأة، أن أحضنها، أن أقبّل خدها، لا أن أكون عشيقا لها - ما اسم الفيلم؟ - نسيتُ... ليس جديدا وحتى الممثلين لا أتذكرهم... - ماما صيدلانية وبابا طبيب... - وكيف تركاكِ تدرسين هندسة؟ - لأني أكره كل ما يتعلق بالطب... - إذن... نواصل؟ - كم أخوة عندكَ؟ - أختان قبلي... أنا الصغير - المدلل أكيد؟ - دائما يُقال لي ذلك كلما علم أحد بأني الثالث بعد أختين... لم يحدث! واللات والعزى لم أُدلل لحظة واحدة! - وأبوك وأمكَ؟ - ولا تسأليني كيف تزوجا! - لن أسأل - أستاذ فلسفة وأستاذة تربية إسلامية... - أأ أأ... سأسأل! كيف حصل ذلك؟ - حصل ويعيشان في وئام... بعض الغارات من حين لآخر بالطبع... لكن إجمالا السلام يحكم الأجواء - انتظر... سأحمل الجهاز إلى غرفتي - الخيط طويل؟ - لا، نضعه في المدخل... أسكن مع صديقة... في غرفتي يوجد مقبس - في غرفتي لا يوجد! والخيط غير طويل! وتعبتُ من الوقوف... - بسيطة... قرّب إليه سريركَ! - يعني أحمل الغرفة إليه عكسكِ! ليس عدلا! - مشكلتكَ وليست مشكلتي! أعطيكَ خمس دقائق على أقصى تقدير، وتتصل بي، مفهوم؟ - حاضر... مفهوم! ثم... بقينا نتكلم حتى سمعتُ الآذان، ثم حتى الثامنة... صباحا. - عندي فكرة... - ما أكثرها أفكاركِ! هاتِ - أشعر بالجوع، وأريد كرواسون... اثنان لي وحدي! وقهوة... قبل التاسعة - أين؟ - ليس لي رغبة في مغادرة سريري! - لا أعرف أيـ - تقف أمام معهد المهندسين، على يمينكَ وأنت تنظر إلى خارجه، في آخر النهج، عمارة جديدة، تصعد إلى الرابع، ثم على يمينك، تطرق الباب مرة، تقرأ الفاتحة والوسواس الخناس، ثم تطرق مرتين، وسيُفتح الباب... - و... لماذا الفاتحة قبل؟ وإذا جاءتني الرغبة في أن أقرأ البقرة؟ - الباب لن يُفتح - أحسن أني سألت! - أسرع إذن - سؤال أخير... قراءة عادية أو ترتيل؟ - لا بأس بالترتيل... لكن إذا كان صوتكَ جميلا - أظنه قبيحا! سأكتفي بالقراءة إذن - الثامنة وعشر دقائق الآن... - أخرج مباشرة... أأأ... الكرواسون من أين؟ - أتركُ لكَ الخيار... وإذا لم يُعجبني... أعلمتكَ أني أسكن في الرابع! - نيتي حسنة... وفيها طن إخلاص... سيُعجبكِ - سنرى... بسرعة غيرتُ ملابسي وخرجتُ، وأمام منزلي تذكرتُ كافتيريا وفاء، الكرواسون هناك لذيذ لكن ربما أجدها! ثم تذكرتُ معهد المهندسين و... إلهام، وقلتُ اليوم أحد ولا أحد يدرس... والقرار كان لا مشكلة مع معهد المهندسين لكن عليّ البحث عن مكان آخر غير... وفاء. عندما فتحتْ الباب، لم نتكلم، وبقينا وقتا ننظر لبعض، لم أعلم ما كان وراء نظرتها وسكوتها، لكن علمتُ الذي من جهتي... كنتُ سعيدا! لا أستطيع أن أحدد أي سعادة كانت، لكن الذي كنتُ على يقين منه أنه كنتُ أرى أمامي فتاة جميلة وكنتُ سعيدا بها... أي جمال وكيف نظرت إليه؟ لا أستطيع الجزم... كانت جميلة وكفى وأسعدني أن أراها! أخت؟ صديقة؟ حبيبة؟ أم؟ جدة؟ لا أعلم... لم تكن سيارة أو لوحة أو وردة جميلة... كانت بشرا ولم تكن غزالة أو لبوة جميلة... وكانت أنثى، لم تكن شابا أو طفلا أو رضيعا أو شيخا جميلا بل أنثى... بشر، أنثى، جميلة، وأسعدني أن أنظر إليها ذلك الوقت الذي لا أستطيع تحديده بالضبط... أستطيع أيضا أن أجزم أن نظرتي لم تكن من قبيل "حب" أو افتتان من أول نظرة... لم يكن الأمر كذلك... كنتُ الأول الذي تكلم... في مكاني قبل أن أدخل - بالأمس... الكورنيش... كنتِ فاتنة لكني لم أشعر بشيء... أما الآن فسعيد بما أرى... لباس نوم... دون ماكياج... غسلتِ وجهكِ؟ - لم أفعل! - وحتى وجهكِ لم تغسليه! وبرغم ذلك... - ماذا؟ - لا أعلم... لم أقرأ الفاتحة! - عرفتُ أنكَ ستغش! هناك المطبخ... أنتظر فطوري في غرفتي! - لن تغسلي وجهكِ؟ - لن أفعل! أسرع... إذا برد سيُرفض! - كل شيء ساخن... سترين... تستطيعين العودة إلى غرفتكِ إذن... وسألقي نظرة على المطبخ لأرى... - جاءتني فكرة أحسن... اتبعني - وأين سأضع الـ؟ - في يديكَ! اتبعني... غرفتها كانت شبيهة بغرفنا... سرير، طاولة دراسة، خزانة... جلستْ في سريرها وتغطتْ، ولم تُبق إلا على رأسها... كنتُ أحمل الكرواسون ومعه مرطبات في كيس، في يد، بأصبعين، وبالثلاثة الباقية القهوة الأولى، أما الثانية فكانت في يدي اليمنى... - وكيف سنفعل الآن؟ - لا أعلم... أشعر بالبرد... و... لا أريد إخراج يديّ! - استغلال فاحش لطيبتي! - ما أقل من يقومون بالعمل ويكملونه! - طيب... هل أستطيع استعمال الطاولة لوضع قهوتي وذلك الكتاب الكبير أضع عليه الـ؟ - تستطيع - جيد... لنبدأ بالقهوة... ما رأيكِ؟ - مقبولة... - ... - لماذا تضحك؟ - الرغوة... على شفتكِ العليا وأرنبة أنفكِ... - تصرف... قم بما يجب... - ... - ماذا؟ - لنجرب الكرواسون الآن... القهوة مرة أخرى... ما رأيكِ؟ لذيذ؟ - يعني... يصلح... - جاحدة! افتحي!! - ماذا يوجد في الكيس؟ - كرواسون آخر لكِ، واحد لي، ومرطبات... التي اخترتِها بالأمس... - أرنيها... - ... - تذكرتَها؟ - نعم... أكلتِ منها أمامي بالأمس... ليس قبل عشر سنوات - ... - ماذا؟ - لا شيء... أذهب إلى الحمام وأعود - ما الذي حصل؟ ما بكِ؟ - سأعود... أبطأتْ، فاستغربتُ، وعندما عادتْ لاحظتُ أنها غسلتْ وجهها، ولم أستطع الحكم على عينيها... هل احمرارهما كان من وقع الماء بعد ليلة دون نوم أم من بكاء... - كل شيء على ما يُرام؟ - نعم - وعيناكِ؟ - قهوتكَ... والكرواسون... خذ - لن يهربا... أنتِ فعلتِ - لا أريد أن يتوقف هذا... لكني! - نعم؟ - خائفة! - ... - أحبه وائل! ولا أدري كيف... كيف... وماذا أفعل الآن؟! - هل تريدين أنـ - لا!! لا أريد! - ... - عندي اقتراح... - نعم... أسمع - منذ أن خرجتُ من الغرفة إلى الآن... افسخها من الشريط... لم ترها... لم تُشاهدها... ونواصل فطورنا... موافق؟ - لا أعلم... عيني دقيقة وعقلي يحفظ بسرعة وقليلا ما ينسى - ثاني مرة أسهر إلى الصباح مع أحد... لم يحدث ذلك إلا مرة واحدة - مع؟ - صديقة عندما كنتُ في الثانية أو الثالثة عشرة - بالنسبة لي حدث مرات كثيرة لكن مع أصحاب و... رفاق سوء خصوصا الصائفة الماضية... لكن مع... أول مرة... لا أهتم كثيرا بالمناسبة لقصص المرة الأولى... - أنا أهتم... - لا تأكلين... والقهوة... ستبرد - سأفعل... لماذا ذهبت لنفس المكان؟ - قلتُ أضرب عصفورين بحجر... الكرواسون والمرطبات التي تُحبين... خير من مكانين مختلفين... أربح وقت... ثم قلتُ أكيد الكرواسون سيُعجبكِ بما أن الأخرى تُعجبكِ... بسيطة... - لم أشكركَ؟ - لم أسمع على حد علمي... ولا أنتظر أن أُشكر - لن أفعل! لا أحد يُمكن أن يُشكر على واجب أو مسؤولية - اتفقنا البارحة أن نتجنب الكلام الـ - الذي يحمل معاني كثيرة؟ وقلتُ لكَ أن كل شيء سيُقال سيكون مفهوما إلا إذا تظاهر أحد بعدم الفهم... - نعم... وقلتِ أن عندكِ صور مخزية وأنتِ صغيرة... هل الألبوم هنا؟ - أنا قلتُ ذلك!؟ لا لم أقل! ولا يوجد عندي أي صورة عندما كنتُ صغيرة! - ربما معكِ الحق... أحيانا أهلوس وأسمع وأرى أشياء... أو... ربما غلبني النعاس عندما تخيلتُ ذلك... - سأريكها... أحب ذلك... لكن ليس الآن... بعد - يكفيني ذلك، لن أطلب أكثر... - هل... هل ستندم على البارحة؟ - لا أعلم - هل ستُعلمها؟ - لم أقتل أحدا البارحة لأخاف وأخفي - هل تحبها؟ - لا أحد يعلم ما عندي باستثناء ثلاثة أشخاص... ولا أعلم هل يمكن أن تكوني الرابعة... - أريد أن أعرف... و... سأكون سعيدة بذلك... إن أردتَ - لا أظنها فكرة حسنة... وجوابي نعم أحبها - حدسي غلب حدسك، تتذكر؟ - قلنا الكثير والكثير جدا طوال الليل... ذكريني؟ - قلتَ أنها فكرة سيئة... وقلتُ أنها حسنة... وها نحن الآن - تذكرتُ... تريدين الحقيقة؟ - نعم - الحقيقة أني... لا أعلم حتى هذه اللحظة... حسنة أو سيئة... ما أعلمه أني لم أُجبر على أي شيء... وما دمتُ هنا الآن، فذلك يعني أن كل شيء أعجبني ووافقتُ عليه - أستطيع أن أكون الرابعة التي تعلم... سأكون أهلا لذلك - ما رأيكِ في اقتراح... أو قانون نتفق عليه؟ - لا تريد أن تقول... مثلما تريد - يعني... ما رأيكِ لو نضع على جنب علاقاتنا... أنتِ ووائل، وأنا و - ألهذه الدرجة؟ لم تقل حتى اسمها! لماذا؟ - لن تفهمي... - سأفهم حتى لو كانت برأسين وتأكل البشر... - ... - صور طفولتي تعني لي الكثير، ووراءها الكثير، وكنتُ مستعدة لأن تراها وأقول لكَ كل ما وراءها... أردتُ ذلك، وأنتَ لا تريد حتى ذكر اسم صاحبتكَ؟! - ربما خفتِ مني، وربما رفضتِ أي اتصال بيننا، وعندها سيكون خطأ شنيعا وقعتُ فيه دون أي جدوى - وتعرف أنكَ بكلام كهذا سأزيد إصرارا على أن أعرف! - تعرفين... أعشق الفورمولا 1 لكن كمشاهد لا كسائق! نحن الآن نقود فيراري... أرى أن نخفض قليلا السرعة - سيبقى ذلك كنقطة سوداء في رداء أبيض - طلبتِ مني منذ قليل أن أنسى ما حصل، وقبلتُ دون أن أصر علـ - أستطيع أن أقول، ليس عندي مشكلة في ذلك - ملاك وإيمان... أحبهما معا، وتُبادلاني نفس الشعور، وأيضا... يُحبان بعض... الذي بينهما ليس مثلية وليس صداقة حميمة منذ أن كانتا صغيرتين... - ماذا؟ - ووفاء... كانت رائعة وأعجبتني كثيرا... لكني لم أستطع وهربتُ منها! - ... - ثم أنتِ الآن! اللعنة كل جديدة تدخل حياتي تكون أصعب ممن سبقتها! لا أظن أني سأمضي ليلة كاملة أتكلم في الهاتف مه صديقة! ولا أظن أني سأتحرك من مكاني ولو استطعتُ لطرتُ لأصل إليها! لا أظن ذلك سارة!! - ... - يعني... لو فهمتني جيدا... أنا في هذه اللحظة مهووس باثنتين، الثالثة لم تغادر عقلي لكني استطعتُ الهروب منها... أما الرابعة فلا أعلم... لكن أظنني سأهرب منها هي الأخرى! - ... - هناك دمار شامل أيضا أيام الثانوية... وأظن أن الذي سمعتِه يكفي! هل تريدين أن نواصل هذه "الصداقة" بعدما سمعتِ؟ أم أخرج ويكفينا الوقت التي ضاع؟ - ... - رأيتِ؟ حدسكِ خانكِ... - هناك... الخزانة... على اليمين... في الأسفل... تحت الملابس... - ... - ما بكَ؟ لا يوجد ثعبان... هيا... افتح الخزانة... انزع حذاءكَ وتعال بجانبي... عندما جلستُ بجانبها، وتغطى نصفي الأسفل، أحسستُ بتعب عظيم، وبراحة أعظم... الدفء الذي شعرتُ به لم يُنسني ما قلتُ، ولم يُبطل انفعالي... لكن شعور الراحة الجسدية كان عظيما، وكأني أمضيتُ شهرا واقفا ثم استلقيتُ... - بالأمس، منذ أن رأيتكِ عند الكورنيش، رأيتُ الخطأ... لكني البارحة لم أر ذلك، ولا زلتُ. مع وفاء، حدث نفس الشيء عندما رأيتها أول مرة، ولم يُغادرني ذلك الشعور بأني على خطأ، ولذلك تراجعتُ بل وهربتُ! - تحرّك قليلا، دعني أتكئ على صدركَ... أحطن بذراعكَ... نعم... هكذا... - .. - انظر... هذه عندما كنتُ رضيعة... ماما، بابا، و... أمير... عمره خمس سنوات وقتها... هذه أنا ووائل وماما وأمه مع المروضة... - أمير... أخوكِ؟ - نعم - هلـ - هذه... سنة الباكالوريا... كان الأول في فصله... و - أوه! أنا آسف! - سرطان أمعاء... ثلاثة أشهر و... انتهى كل شيء... - أنتِ وهو فقط؟ - نعم... كان مقررا أن يدرس طب وأنا صيدلة... لكن - أنا آسف! فهمتُ الآن لماذا قلتِ أنكِ تكرهين الطب والصـ - حاولتُ تحقيق رغبة ماما، لكني لم أستطع! - أرى - هذا فصلي في الباكالوريا... وائل هناك في الجهة الأخرى - أن نمضي كل عمرنا مع من نحب وخصوصا منذ الصغر... سلاح ذو حدين... - نعم... - ... - لا أحبه... - ماذا؟ - لا أظن أني أحبه! - ماذا تقصدين؟ - وائل... رجلٌ طفل، نضحك معا، نلعب معا... صديق حميم يشاركني وأشاركه كل شيء تقريبا... أخ محب ومهتم... زميل دراسة أحب الدراسة معه وأعول عليه... - والزواج؟ والثلاثة أولاد؟ - نعم... مقرر مثلما كان أمير سيدرس طب... أرغب في ذلك، لكن أظن أن كل ذلك مجرد تعود... - غريب - ... - لهذا قلتِ أن حدسكِـ...؟ - نعم، ولغيره... - كـ ؟ - كقولكَ أنكَ تحبها... أو تحبهما! - ... - انظر هذه... عمري ست سنين... بلا أسنان! ما رأيكَ؟ - ظننتُ صوركِ وأنتِ صغيرة... يعني... ستكونين فظيعة... كنتُ مخطئا - وماذا رأيتَ؟ - الفتاة المثيرة كانت طفلة جميلة... - ... - ماذا؟ ما قلته أولا حقيقة، وثانيا يمكن أن يكون إطراء... ليس شيئا سيئا! - لا... ليس ذلك... فقط تعبتُ وأريد أن أستلقي على جانبي... افعل مثلي... - لو أنزلتُ مستوى رأسي، سأنام مباشرة... - لا أشعر بالنوم أنا... إذا نمتَ، ربما أسكب عليكَـ - لستِ شريرة... لن تفعلي... - ربما... - شعور جميل أشعر به الآن... الدفء وخلو الذهن من أي شيء... - أي شيء؟ - ... - أي شيء؟ - هناك شيء... شيء واحد... - ما هو؟ - لا تسمحي بأن يحدث... أرجوكِ - ما هو؟ - هل أنتِ سعيدة؟ - نعم - سأقود، لكن القيادة الفعلية ستكون بيدك، سأحملكِ إلى أماكن أظنكِ لا تعرفينها، لكن إن لم يُعجبكِ أي منها تأمرين فأغادرها، وإن أردتِ مغادرة السيارة بالكلية تطلبين أن أتوقف فأتوقف مباشرة... اتفقنا؟ - نعم - لا تُغمضي عينيكِ - ... كان... جنسا مثيرا، جميلا، طيبا، ربما... رائعا، لكنه لم يكن استثنائيا، وأظنني وقتها تجاوزتُ وهم المختلف! والاستثنائي! إلى حين. مباشرة، عندما قبّلتها، أغمضتْ عينيها فكلمتها بصوت خافت أن تفتح، وتكرر ذلك 3 مرات، فهمستُ أني سأعض شفتها كلما أغمضتْ عينيها، لكنها عندما فعلتْ وفعلتُ، واصلت إغماض عينيها فسمحتُ لها... من القُبَل، علمتُ أننا لا نزال لم ندخل الابتدائية، ولذلك حكم التريث بقية الأحداث... لم تكن لبوة، بل فرخا صغيرا فاتحا فمه ليقتات من أمه أو أبيه... غزالة مُسلِّمة تنظر لضبع يفترس لحم ساقيها وأحشاءها... كنتُ خليطا بين ذلك النسر الذي يُغذّي فرخه وبين ذلك الضبع الذي يلتهم فريسته... أو... ربما، كنتُ أقرب للأسد، وهي تُحب الأسود! الضبع شرس جدا ويلتهم بسرعة فريسته عكس الأسد... أمجادي السابقة، جعلتني لا أكون من أولئك الذين ينزون نزو القرود، أولئك الذين يأكلون بأيديهم بنهم حتى يتناثر الأكل على وجوههم، بل من أولئك الذين يأكلون بالشوكة والسكين، وخصوصا من أولئك الذين يحكم العقل كل لحظة في وليمتهم الجنسية... ربما قبّلتها لربع ساعة، وصلنا فيها من الابتدائية إلى الجامعة، والجنس وشؤونه لو كان علوما ما فعله الرعاع بل والحيوانات... ضحكتُ مع نهاية آخر قبلة، وقلتُ لها أن ذقنها احمرّ وقارب أن يُسلخ وأن شفتها السفلى جُرحتْ، ولم أعتذر لأني حذّرتها من أن إعلاء السقف سيُخلّف أضرارا وهي قبلتْ، فكانت الأسنان، وأسنان البشر حادة... ليس كأسنان الأسود والضباع، لكنها حادة بعض الشيء، وقد تجرح أحيانا! ماذا نفعل نحن البشر! ألا نقول عنن أنفسنا أننا واعون ومبدعون؟ ثم وقع غزو للأذنين، وفي غزو الأذنين شؤون لو تعلمون! ثم الرقبة... ثم دون أن أطلب أو أن أقوم بأي هجوم مباغت، نُزِع ما كان فوق، ورأيتُ ما تصوّرتُ عندما رأيتها بالأمس... الشفتان والثديان! لم أخطئ وكانا كما رآهما سْكَانْ عينيّ برغم ما كانت تلبس... كان وقتا طيبا معهما... ثم أشياء أخرى كثيرة، ولنقل أني لم أترك ميلمترا في كل جسدها لم أزره ولم أجلس معه قليلا... ثم دعوتها إلى أن تزورني مثلما زرتها، وأن تنظر لي مثلما نظرتُ إليها، فأبلت بلاء حسنا... بالنسبة لأول مرة... نعم أبلتْ بلاء حسنا! ثم تذكرتُ إيمان، لكن لم يخطر ببالي قط أن أتوقف هذه المرة! كانت جميلة، مثيرة، وكل الذي وقع كان يقول ويصرخ يجب أن يُكمل الأمر حتى آخره، لكني للأسف لم أستطع! - الدورة... في أي يوم؟ - 14 - بينجو! - أكمل... أريد أن أشعر بكل شيء! - لا... - لم لا؟! - هل ستكون أول وآخر مرة؟ - لا - مرة أخرى إذن... أو مرات... مائة... ألف... القيادة ستكون دائما في يدكِ - لن أحمل! - وإذا صادف وحصل، وقد تكلمتِ عن الأسود... لو يكون شبلا وليس بشرا فيقتلكِ؟ - لا تتوقف! - هل تعرفين أن حواء عندما حملتْ من آدم خافتْ أن تكون حملتْ ببهيمة؟ - ماذا؟ وضحكتْ، فتوقفتُ... لكنها لم تتوقف عن الضحك! فضحكنا حتى قاربنا نسيان ما كنا فيه... قاربنا لكننا لم ننس! وكيف نصل إلى العين ولا نشرب؟! فشربتْ... واكتفيتُ بالنظر. لكنها، قبّلتني بعد وقتٍ قصير، ولم أمتنع، فتذوقتُ من شفتيها ولسانها، ما بُعث من أجلها، كانت رسالته عظيمة... لكن عنصرية! أكثر حتى من عنصرية دين اليهود! رسالتهم كانت لقومهم فقط، أما رسالته فكانت لشخص وحيد! هذه التي عشتُ معها كل أمجادي منذ بدئها مع هالة إلى نهايتها مع إيمان! بدأنا ونحن في الابتدائية وانتهينا في المرة الأولى وقد وصلنا الجامعة... ثم نمنا... نوما هنيئا! لكن قبل ذلك، أمر مهم... مهم جدا! - شعرتُ بألم ولم تخرج إلا قطرات... ظننتُ أن دما كثيرا سيخرج - لأن كل الدم في الرحم الآن، ولو أكملتُ لكانت بهيمة... - أسأل بجد، لماذا؟ - ربما لأني لم أقرأ الفاتحة مثلما قلتِ لي؟ - ... - أو ربما لأن البقية ستأتي مع المرات القادمة؟ - وهل سأنزف لأيام؟ - لا، أقصد بعد قليل... فقط استراحة محارب ثم نزور أماكن أخرى، وإن أردتِ أنتِ تقودين... - بعد قليل؟! أشعر أني سأموت من التعب! - استراحة محارب... ثم نرى... تعالي عندي... - منتصف النهار الآن! متى سنستيقظ؟ - الذي يستيقظ أولا يصب ماء باردا على وجه الثاني... أو يُقبّله ليستيقظ؟ - اتفقنا... - ... كنتُ تقريبا كسكران من شدة التعب والنعاس، عندما سمعتُ منها: "أحبكَ" ومني: "أنا أيضا"... ثم نمنا. بعد الثالثة بقليل، استيقظتُ قبلها، لم أتحرك من مكاني، وفقط نظرتُ، إليها، دون تفكير... خلو ذهني ذاك كان شعورا فريدا، عادة ما يصله البشر بالخمر والمخدرات، ولم أكن أتعاطى وأشرب... ما أروع تلك اللحظة! التي لم تدم طويلا، لأن الرغبة الجامحة فيها حضرتْ، والمحارب قد استراح... لكني لم أوقظها، وبقيتُ أنظر إليها... بالأمس عندما مشيتُ وحدي بجانب البحر، تساءلتُ واستغربتُ ونوعا ما ثرتُ على محورية النساء في عالمي... وبنظري إليها تلك اللحظات، قرأتُ الجواب الذي مهما فعلتُ لن أستطيع الهروب منه: لا يوجد في وجودي كله شيء أجمل من تلك اللحظات! جميلة عارية بين يديّ، ولتتوقف الأرض عن دورانها! لكن من نظراتي إليها، لم يكن الأمر جميلة عارية فقط! لم يكن جسدا جميلا فقط! حتى لو كنتُ ممن يستحيل أن يملّوا من جسد جميل إلا أن الأمر لم يكن جسدا فقط!! مع أفكاري تلك، تململتْ واستيقظتْ... ونظرتْ لي دون أن تتحرك مثلما كنتُ أفعل... رأيتُ في عينيها ما كان في عينيّ، وبين شفتيها نفس ابتسامتي... مرة أخرى، أرى فيها، في لحظة، نسختي المؤنثة! ثم تكلمتْ - هل سمعتَني؟ - ... - قبل أن ننام... سمعتَني؟ - نعم... وسمعتُ ردي - و؟ - لا أعلم... الذي أعلمه أني منذ دقائق وأنا أمنع نفسي عنكِ... - أمسكْ يدي... أريد أن أشعر أن هذا حقيقة ولستُ أحلم! - عندي فكرة أحسن... افتحي ساقيكِ قليلا... جيد... هل تشعرين بيدي؟ - نعم - لنرى هل ما زال عندنا دم... اتبعيني - نعم - انظري... هناك القليل... بالسبابة سأشهد أنّ شفتكِ العليا ملاك... وبالوسطى أشهد أن السفلى شيطان... الآن مسيهما ببعض مثلما تفعلين مع أحمر الشفاه... - ... - تعالي فوقي... الغطاء... كي لا تبردي... - ... - لا أحد يرغب في تقبيلي؟ فنظرت عن يمينها... وعن يسارها... ثم لي - لا أحد! - مسكين أنا... - هناك من ترغب... في... قلتَ أني إن أردتُ... أقود...؟ - نعم... ولن تسمعي مني الطلب بالتوقف... - جيد إذن... آمركَ ألا تتحركَ أبدا! - شفتياي ستتحركان غصبا عني... حركة لا إرادية! - قلتُ لن تتحركْ... - حاضر... سأحاول! نزلتْ من علوها إليّ، ووضعتْ شفتيها على شفتيّ دون أن تُقبّلني، ثم حركتهما لتصبغ شفتيّ بـ... أحمر شفاهها، ثم عضتْ شفتي السفلى... بأسنانها أولا، ثم بأنيابها، والنية المبيتة كانت الإدماء! انقلبتْ الآية، وتحولتْ إلى لبوةٍ كنتُ غزالها الذي سلّم لها ورضي بأن يُؤكل حيا... و... كان جنسا عظيما، أعظم من الذي سبقه... وكان إنزالا أعظم من إنزال نورماندي! مسرح الأحداث كان بطنها، صدرها، رقبتها، وجهها، وآخر جندي وصل شعرها... في الحقيقة لم يكن جنديا، ولم تكن كتيبة جنود، الأرجح أنه فصيل... وتكلمتُ... - هل شاهدتِ أفلام بورن؟ - لا - ولا مرة؟ - بحثتُ مرة على النات... رأيتُ صورا، لكن فيديوهات لا... كل المواقع كانت محجوبة - ولماذا بحثتِ؟ - أردتُ أن أكتشف - وماذا فعلتِ بعد رؤية الصور؟ أثارتكِ؟ - قليلا... لكني لم أفعل شيئا بعد ذلك - لماذا؟ - لأن ماما دخلتْ غرفتي... - متى كان ذلك؟ - مرتان عام الباكالوريا... ومرة السنة الماضية... المرة الأخيرة لاعبتُ نفسي - و - لم أصل... بعض المتعة فقط - حسب رأيكِ، لماذا سألتكِ؟ - لا فكرة عندي - ما الفرق بيننا وبين من يقومون بالبورن؟ نفس الشيء قمنا به تقريبا... - لم أفهم أين تريد الوصول؟ - فقط لا يوجد كاميرات، لا يرانا أحد، ولا نتقاضى أجرا، أليس كذلك؟ - ... - لكننا نحب ما قمنا به! وبرغم ذلك هم أقذار وعاهرات ونحن أزواج، ومحبون، وعشاق... أترين النفاق الذي يحكم البشر؟ - أول مرة أعيش... هذا... اليوم... حتى القُبل... - حتى القُبل؟! - نعم - غريب... لكن لا يهم... هل فهمتِ قصدي؟ - ليس كل شيء... لا أرى أني أخطأتُ في شيء - ليس الموضوع الخطأ والصواب... الموضوع نفاق البشر! تعرفين ذلك المحاضر عن المبادئ والأخلاق وهو آخر من يطبق؟ افعلوا قولي ولا تستنوا بفعلي... - الناس لا تعنيني في شيء! وأحكامهم كلها كذب ونفاق صحيح - الجنس أحرج الموضوعات... حقل ألغام إذا عبرناه سالمين عشنا أحسن حياة... بدون عقد ولا ذنوب ولا اتهامات - انظر لي... طعمه مالح... لماذا ليس حلوا؟ أريد نكهة فراولة و... أناناس!! نعم أريد أناناس! تستطيع؟ - أكيد! لكن عليّ قراءة الفاتحة مع النية... - جعتُ! هل نتغدى؟ - أشعر بجوع واحد... - ...؟ - منكِ... - أريد أن تبقى معـ... - لم تخطر ببالي فكرة أن أُغادر... ربما عندما أشبع... ولا أظن أني سأشبع! - تعال إذن نُشبع بطنكَ وبعد ذلك نرى - لن أشبع ولن أملّ... ولن تستطيعي حتى معايرتي بأني مهووس! لأنكِ السبب - احذر! ربما أكون مهووسة أكثر منكَ... - نَمْفْ؟ - ربما... أشعر بالبرد، ابتعد قليلا، سألبس ملابسي - لا تفعلي - برد! - طيب... - و... أخجل من البقاء عارية - تخجلين؟! - نعم... حتى في البحر... المايوه الذي أرتديه يكون قطعة واحدة ومعه شورط - غريب - ما الغريب؟ - أن تخجل القبيحة أفهم، لكن أنتِ؟! - طبعي هكذا - جسدكِ عرفتُ كل نقطة فيه... - عندما أكون وحدي لا أكون عارية... ليس الأمر متعلقا بكَ - حتى في الصيف... والحرارة - نعم - وكيف تُفسرين ذلك؟ - لا أحتاج أي تفسير... أنا هكذا... فقط - تُشبهين من يملك إيجابية كبيرة... ورقة رابحة... ولا يستعملها... بل لا يعرف قيمتها أصلا! - أنتَ لطيف... لكني لستُ بذلك الجمال... - وها أنتِ تؤكدين كلامي أنكِ لا تعرفين أصلا قيمة ما تملكين! - ... - سارة! لستُ لطيفا! كوني على ثقة بذلك... أنا فقط وصفتُ ما أرى... كل شيء فيكِ جميل! وليس رأيي بل 1+1=2 - بما أنكَ قلتَ... - طيب، قولي ما الذي لا يُعجبكِ في جسدكِ؟ - ثدياي - ماذا؟!! - كبيران! وكثيرا ما أشعر بالحرج في الشارع - الجميع ينظرون إليهما، وهذا يعني أنهما مثيران - لم تفهم! الناس لا تعنيني في شيء قلتُ لكَ... أنا أراهما كبيران! وأعلم جيدا أن كل رجال الأرض تعجبهم الأثداء الكبيرة - ليسا كبيران... متوسطان... بين من صدرها كأنها رجل وبين الفصيلة البقرية - ليس لطيفا ما قلتَ! - البقر؟ - نعم... - طيب... الفصيلة القرعية؟ - لا تقل ذلك - البطيخية إذن وليس عندي غيرها!! - أنا سعيدة - أنا أيضا - وسأكون أسعد لو ابتعدتَ وتركتني ألبس - بسبب البرد نعم، لكن ليس - البرد... فقط البرد - طيب أبتعد... وعلى كل حال أقل من نصف ساعة وسنتخلص منها الملابس... - ساعة! - إلا ربع! - موافقة! - ماذا سنأكل؟ - عندي ملوخية... هناك أشياء أخرى لكن أحب أن آكل ملوخية - لحم؟ - بقر!! - جيد - أنتَ أيضا ستلبس - لن أفعل، لستُ من فصيلة الماعز مثلكِ... لا أشعر بالبرد - ليس عندنا خبز! بجانب العمارة، على اليسار، في آخر النهج توجد مخبزة... بسرعة! - نوع محدد؟ - باڨات... من الجانب الأيسر عندما تدخل - هناك إيحاء جنسي نوعا ما أم أنا مخطئ؟ - لم أفكر في ذلك! باڨاتهم لذيذة... فقط - طيب... سأرى ذلك بعد أن أجرّب - سترى... ستُعجبكَ وجدتُ بالصدفة أمام المخبزة، امرأة تعمل في مكتبة كليتي، فتكلمتُ معها قليلا... نعرف بعض، لكن لم يكن بيننا أي كلام... فقط أستلم كتابا ثم أعيده في الوقت المحدد، لقاؤنا كان غريبا وفرصة طيبة... لي على الأقل! تكلمنا كمن ينتسبان إلى نفس البلد والتقيا في أرض مهجر، في البلد لا علاقة بينهما لكن عندما التقيا في تلك الأرض الأجنبية تكلما وكأنهما كانا أصدقاء في بلدهما... المهم، منذ ذلك اللقاء، صرنا أصدقاء، وصارت لي مميزات في المكتبة فصرتُ أرجع الكتب متى أريد دون التزام بالوقت... كانت من عمر ماما تقريبا، وعندما وجدتُها أمام المخبزة، كانت غاضبة من زوجها وابنها لأنهما تركاها وحدها، ولم يحضر منهما أحد ليحمل معها أطباق حلويات قامتْ بتحضيرها، فاقترحتُ عليها أن أحمل معها إلى منزلها ظانا أنه قريب لكنها قالت أنه بعيد ويلزم سيارة ولم تجد أي تاكسي منذ أن وقفتْ تنتظر... فاقترحتُ البحث عن تاكسي من أمام معهد المهندسين، وقلتُ أن هناك سيكون الأمر أسهل من أمام المخبزة ومكانها كان منزويا... وفي تلك اللحظة وصل زوجها، فشكرتني وغادرتْ معه، بعد مساعدتي لهما في حمل الأطباق إلى السيارة وإصرارها أن أتذوق منها... كانت سبعة أطباق!! حلويات عرس تقريبا!! لم يكن ذلك الوقت وقت أعياد أو أعراس أو نهاية سنة دراسية! تلك الأطباق وراءها مال كثير، واستغربتُ من أين لها ذلك وسيارة زوجها لم تكن سيارة رجل موسر، وتذكرتُ كلام ماما عن البلد وناسه وتبذيرهم في رمضان وفي الأعراس وغيرها من المناسبات، وكيف تَسمع أن الجميع فقراء ومساكين لكن لا تدري من أين يأتون بمصاريف ما يأكلون؟! الغريب أيضا، كيف وُضعت كل تلك الأطباق في السيارة! واحد كان في حجرها وقد جلستْ بجانب السائق، ثلاثة في المقاعد الخلفية، وثلاثة في الصندوق الخلفي للسيارة، وذلك الصندوق لم يكن نظيفا بل كان فيه بقايا بعر خروف، فغضبتْ المرأة من زوجها، فنظفه بيديه! والبعر لم يكن قديما بل حديثا! أي بعيدا عن ذلك المشهد الفظيع، عندهم خروف مذبوح في المنزل ينتظر... والجميع، الناس، يقولون أنهم لم يعودوا قادرين حتى على شراء الدجاج! المهم... رجّحتُ أنها خطوبة... وقلتُ طوبى لمن سيسلّم عليهم زوجها عندما يصلان منزلهما! ثم عدتُ إلى سارة ومعي ثلاث باڨات، لماذا ثلاث؟ وليس أربع أو خمس؟ أو إثنتان وكانتا ستكفيان؟ لا أعلم... أبطأتْ قليلا لتفتح الباب، ومباشرة عادتْ بسرعة إلى غرفتها بعد أن طلبتْ مني أن أذهب إلى المطبخ... كانت آنية فوق النار، ملوخية مع ثلاثة قطع لحم، القطع لم تكن صغيرة، وكانت أقرب للكبيرة جدا منها للكبيرة، فحرّكتُ قليلا، ومما وصلني من صوتها، فهمتُ أنها تتكلم مع أمها... ثم انقطع الصوتُ، ولم أرها في المطبخ، فقصدتُ الغرفة، لأراها واقفة بجانب الحائط، ورأسها إلى تحت... فتكلمنا دون أن تلتفت لي، دون أن ترفع رأسها أو تتحرك من مكانها، ودون أن أتجاوز مستوى باب الغرفة... - سارة - نعم - هلـ... هل حدث شيء؟ - نعم - ... - كلمتُ ماما... كانت غاضبة مني... لأنها... لأني... عندما طرقتَ الباب... في الصباح... قبل أن أفتح، سحبتُ الخيط... اتصلت بي مرات كثيرة و... تحيرتْ... فـ - ... - اتصلتْ بوائل، فقال لها أنه... لا يعلم وسيتصل بي... ثم اتصل بها وقال أني لستُ موجودة في منزلي، وسيسأل بعض أصدقاءنا... منذ العاشرة وهي تتصل، وهو يبحث ويسأل أصدقاءنا... ماما كانت ستتصل بالشرطة لو لم أتصل... وأكيد وائل قادم الآن وسيصل في أي لحظة... - اتصلي به - لا - هل تريدين أن أغادر؟ - لا - ماذا إذن؟ - لا أعلم - هل أستطيع مشاركتكِ ما تُفكرين به على الأقل؟ - نعم - ماما وبابا يحبان وائل كثيرا... وماما أكثر! - ... - كلنا نحب وائل!! وكلنا تعودنا عليه!! لكن لا أحد يعلم كيف أُحبه!! - ... - وائل يستحيل أن يغضب مني! عندما سيأتي سيقول أن ماما تحيّرت وهو تحيّر والمرة القادمة تثبتي من المقبس... فقط!! لن يقول أي شيء آخر!! - ... - لا أشعر بالندم... لا أشعر أني ارتكبتُ خطأ... لكني لا أستطيع أنـ...! - لا أريد ترككِ الآن وأنتِ هكذا، وفي نفس الوقت أرى أنه عليّ أن أفعل قبل وصوله... ما رأيكِ؟ - لا أعلم! لا أعلم! - سأغادر، وسأتصل بكِ بعد... لنقل... ساعة... أو... الأحسن اتصلي أنتِ... عندما... سأذهب إلى منزلي وأنتظر بجانب الهاتف... ما رأيكِ؟ - ... وقتها، دخلتُ الغرفة، وقفتُ وراءها مباشرة... أحطتها بذراعيّ، وقربتُ فمي من خدها الأيمن... - لا أرى أني أخطأتُ... لستُ نادما علي أيّ شيء... ولا أريد أن أتوقّف... إياكِ أن يخطر ببالكِ ولو للحظة أن كل الذي حصل شيء بسيط عندي... كثير وكثير جدا بالنسبة لي... لكني سأتبعكِ... والكلمة الأخيرة ستكون لكِ - لا أريدكَ أن تغادر - أرى أنه أحسن قرار... إلى حين... لم أنسَ رغبتي... الجوع مضاعف عندي الآن وقبّلتُ شفتيها قبلة سريعة وغادرتُ... كانت سريعة لكنها قالت الكثير، خصوصا لي... لم أكن وحدي من قبّلها بل هي أيضا فعلتْ... لم تَخضع بل ردّتْ... تفاعلتْ... شاركتْ و... أرادتْ مثلما فعلتُ وأردتُ. وجدتُ تاكسي بسرعة، وفي طريق منزلي، رأيتها تستحق! تُحارب من أجل ما تريد! واحترمتُ ذلك فيها بعد أن فهمتُ حقيقة ظروفها... كل تفكيري كان في صالحي، لم يحضر صوت الشك ولا فكر النقد والمحاسبة... لم أر أي خطأ في كل الذي حصل، لم أر ملاك ولا إيمان ولا وائل ولا أي بشر غيري وغيرها: أريدها وتريدني وهناك عقبات بيننا... فقط! هذا ما رأيتُ! لم أكن لأفهم إطلاقا وقتها أن ملاك سمحتْ لهالة بأن تعود وبأن تحكم... ملاك الـ... ملاك سمحتْ للشيطان بأن يستغل ضعفي وطاقتي وغضبي ويفتح لي أبوابا ما كنتُ لأنظر نحوها أصلا لو كانت ملاك! وملاك وقتها لم تكن... ولم يكن حالها أحسن من حالي، لأنها مع إيمان كانت كهالة معي... كانت الشيطان الذي دمّر في لحظة كل ما بنته إيمان لأسابيع من العزلة والتفكير و... وفاء!
#أمين_بن_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-19
-
نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-18
-
نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-17
-
نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-16
-
نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-15
-
نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-14
-
نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-13
-
نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-12
-
الهولوهوكس: إلى كل التيارات الفكرية... دعوة وتحذير
-
الهولوكوست وإسرائيل: سلاح دمار شامل وإفلات مستمر من العقاب (
...
-
الهولوكوست وإسرائيل: سلاح دمار شامل وإفلات مستمر من العقاب (
...
-
الهولوكوست وإسرائيل: سلاح دمار شامل وإفلات مستمر من العقاب (
...
-
الهولوكوست وإسرائيل: سلاح دمار شامل وإفلات مستمر من العقاب (
...
-
الهولوكوست وإسرائيل: سلاح دمار شامل وإفلات مستمر من العقاب (
...
-
الحجاب بين ليبيا وأمستردام!
-
فيلة
-
وهم الدعوة إلى الإلحاد
-
الإلحاد والملحد والحرية (جزء سابع)
-
خرافة الهولوكوست وحقوق الإنسان... اليهودي!
-
الإلحاد والملحد والحرية (جزء سادس)
المزيد.....
-
مصادر تنفي مسئولية الإدارة السورية الجديدة عن إغلاق معهد الم
...
-
حلب.. مصادر مطلعة تنفي إغلاق الإدارة السورية المؤقتة معهد صب
...
-
حلب.. كشف حقيقة إغلاق معهد -صباح فخري- للموسيقى
-
الصين.. السجن 3 سنوات لصانع الأفلام -أفلاطون- بسبب وثائقي عن
...
-
مصر.. نقابة المهن التمثيلية تنعى فنانة شاركت في -فارس بلا ج
...
-
مصر.. إحالة مخرج شهير إلى المحاكمة الجنائية
-
-المزمار- تحتفي بفريد الأطرش.. خمسون عاماً على الغياب
-
نساء لوركا والسيرك تمثلان العراق بمهرجان المسرح العربي في مس
...
-
تـــابـــع مسلسل صلاح الدين الحلقة 40 مترجمة في هذا “المــوع
...
-
البرازيل: موسم الكرنفال ينطلق بحفلات عفوية في شوارع ريو دي ج
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|