إسلام حافظ
الحوار المتمدن-العدد: 8213 - 2025 / 1 / 5 - 21:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أن تُظلم في وطنك ليس مجرد ألم عابر، بل هو جرح عميق في قلب الكرامة الإنسانية. أن تعيش في وطن يصبح فيه الحلم جريمة، والكلمة الحرة تهمة، هو أن تُسلب منك إنسانيتك وأبسط حقوقك. لكن ما يزيد القهر قسوة هو أن يكون الظلم ممن يفترض أنهم حُماتك، أولئك الذين ارتضوا أن يتحولوا من حُراس الشعب إلى أدوات قمعه.
أنا ممن ذاقوا هذا الظلم. كنتُ أؤمن بوطن أفضل، بوطنٍ يُحترم فيه الإنسان، ولا يُقهر فيه الفكر. جريمتي كانت أنني رفعت صوتي، قلت: "لا". فكان العقاب أسرًا، وكان جزاء الصدق تنكيلًا. رأيت في أقبية المعتقلات ما لا يصدقه العقل. أصوات المعذبين تختلط بأنفاسنا، أسئلة الجلاد تملأ الفراغ، وكأنها تحاول سحق ما تبقى من روح فينا.
لكنهم لم يفهموا أن الحرية فكرة، والفكرة لا تُقتل. قد يظنون أن الزنازين قادرة على تكميم الأفواه، لكنها في الحقيقة تُطلق العنان لعزمنا. رأيت في أعين رفاقي، خلف القضبان، إصرارًا لا يُقهر. لم يكن الظلم يُطفئنا، بل كان يوقظ فينا إيمانًا أعمق بقضيتنا.
إن النظام الذي يبني سلطته على القمع والاعتقال يدرك جيدًا ضعفه. هو يعلم أن الشعب أقوى، وأن الحق أقوى. كل سوط يُرفع علينا يزيدنا إصرارًا، وكل باب زنزانة يُغلق يفتح في قلوبنا نافذة للأمل. نحن لا نخاف، لأننا نحمل في صدورنا إيمانًا بأن الظلم لن يدوم.
رسالتي لهذا النظام واضحة: نحن لا نعارض لأننا نحب الفوضى، بل لأننا نحب هذا الوطن أكثر منكم. نريد وطنًا يُحترم فيه الإنسان، وطنًا بلا معتقلات، بلا خوف، بلا أصوات مكتومة. وإذا كنتم تظنون أن القوة وحدها تحكم، فالتاريخ يخبرنا أن الطغاة دائمًا يسقطون، مهما طال الزمن.
إلى كل مظلوم، إلى كل من صرخ "لا" في وجه الطغيان: لا تستسلم. كل كلمة حق تقولها هي حجر يُضاف في بناء مستقبلٍ عادل. نحن نؤمن أن هذا الوطن لنا، ليس للطغاة، وأن الشمس ستشرق يومًا على عدالة حقيقية تُعيد الحقوق لأصحابها.
الحرية ليست مجرد حلم، بل حقٌ يُنتزع مهما كان الثمن.
#إسلام_حافظ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟