قراءة لرواية العيش على الصراط للكاتبة ناهدة جبر جاسم الصادرة عن مؤسسة أبجدللترجمة والنشر والتوزيع

نضال عبد الكريم مصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 8213 - 2025 / 1 / 5 - 17:49
المحور: الادب والفن
    

روايه العيش عل الصراط
روايه بيوغرافيا
البيوغرافيا هو جنس ادبي فى كتابه السيره الذاتيه . يعتمد عل ذكر احداث
هى هنا فى الروايه (نهوده) كما يناديها إحياءها  ماضيه. ويرتكز عل شخصيه محوريه 

قيمه السيره الذاتيه فى جراتها وحقيقتها كونها كاشفه للذات وعن صدق المشاعر . والاراده فى مواجهة الصعاب والمرض وخيبات الحروب.
بطله الروايه (نهوده) تنتمى لليسار فى بدايه شبابها
فى عمر المراهقة تساعدها اجواء  الأسرة الداعمه ودور الأب فى علاقته المتميزه بإبنته .
الأب يلعب دورا بطوليا فى الروايه.
فى فتره زمنيه من تاريخ العراق تنعكس الظروف الاجتماعيه والسياسيه عل الشابه المراهقه المتشبعه بافكار اليسار والعداله الاجتماعيه .
تعشق الحريه وتمارسها فى حياتها اليوميه .
تختار شريك حياتها بعدعلاقه الحب مع ابن الجيران .علاقه الحب هذه تعكس شكل العلاقات  الاجتماعيه الاسريه فى تلك الفتره الزمنيه فى العراق
الانتماء إلى الفكر اليساري فى مرحله مبكره من حياه الكاتبه تسلل إلى نص الروايه ثقافيا و فكريا 
فكتبت عن ماسي النساء وخيباتهن وكل من يهدم إنسانيه المراءه والإنسان البسيط عموما
فنحن امام الشابه (فيروز) التى قتلت بسبب  الطائفية
وآلام التى فقدت ثلاثه من أبناءها وهدم بيتها فى انتفاضه ١٩٩١ .وام البطله (نهوده) التى تبحث عن ابنتها فى السجون وسط اهانات وضرب واذلال
وشخصيه سعديه التى أبوها حارس ليلي وامها تبيع الخضروات  . اعدمت سعديه مع زوجها لانها كانت توزع الماء عل المنتفضين ١٩٩١ 
اما شخصيات الرجال فلهم وجوه عديده من عشاق وآباء وأقارب وجيران 
فى الروايه هناك لعب بالزمن سبقا او تأخرا
وفى اللغه تمازج بين الفصحى والعاميه بنجاح وتناغم حسب الحدث لغه سلسه انسيابيه خاليه من الترهل .فى الروايه مرحلتين للزمن  الاولى يمكن تسميته بالمدنيه مرحله الصبا والزواج والولاده والعمل .والثانيه الحياه العسكريه او  الالتحاق بحركه الانصار
فى هذه المرحله أوضحت لنا جغرافيه المنطقه من اسماء القرى والوديان الجبال الأنهر
ومن اجل الالتحاق بحركه الانصار اضطرت لترك طفلها الصغير بعمر سنه ونص ومن اجل الاستمرار فى النضال ضد النظام والظروف الصعبه اضطرت إلى الإجهاض مرتين 
تصطدم البطله بنظرتها المثاليه للرفاق بعدما تعرضت للتحرش عده مرات
فى الجزء الثانى تتسارع الاحداث وتتزاحم الشخصيات من بدايه الهروب من بغداد إلى الوصول إلى اول قاعده للأنصار إلى معسكرات اللاجين
تتسارع الاحداث وصراع البقاء عل قي الحياه.بعد القصف الكيمياوي .واستشهاد ابًو فواد وابو رزكار بسبب القصف الكيماوي تتصاعد الاحداث فنحن امام صراع الأطباء لانقاذ حياه الرفاق مع ضعف الإمكانيات .بطولات الرفاق الأطباء ام هندرين وابو تضامن .
مشهد  متكامل وصف القصف الكيمياوي وحالات الاختناق وحروق الرفاق ممكن ان يكون روايه متكامله  لوحدها
بعد سنه من القصف الكيماوي  تصل ام فواد لتبحث عن قبر زوجها فى مشهد يعكس عمق الوجع والألم الانسانى 
ضربه جديده من النظام لغاز الأعصاب .ثلاته شهداء
فى كوبنهايكن تتصل(احلام) بنهوده ،رفيقه ونصيره  أعتقلت مع زوجها عند نزولهما للعمل الحزبي فى الداخل 
هنا تلقي الكاتبه الضوء عل حجم الاندساس والخيانه ووصوله إلى مراكز قياديه فى الحزب
تقارن الكاتبه بين أساليب التعذيب التى استخدمت مع النصيره احلام ومع والدها مرتين المره الاولى فى١٩٦٣ والثانيه بسبب هروبها والتحاقها بصفوف الانصار .ذات الجلاد وذات الفكر الارهابي
فى الروايه مشاهد ملحميه متميزه استطاعت الكاتبه عرضها بشكل موثر ومتميز وممكن اعتبارها وثيقه تصويريه عن ماساه تهجير الشعب الكردي والمشاهد الموثره فى هذا الهجير من ضياع الاطفال وتشتت العوايل .مشهد اقتحام الجموع الهاربه من الموت بوابه الحدود التركيه
فى الروايه عشرات الشخصيات ولكل شخصيه موقف وعشرات التفاصيل للحياه اليوميه سيره ذاتيه وتوثيق لأحداث سياسيه وتاريخيه مهمه 
استطاعت  الكاتبه ان تمسك بخطوط شخصيات الروايه وإدارتها بشكل ناجح 
الروايه ليس لها نهايه بل هى مفتوحه عل الحياه
ا
رواية العيش على الصراط
للكاتبة ناهدة جابر جاسم
عن مؤسسة أبجدللترجمة والنشر والتوزيع

#نضال_عبد_الكريم_مصطفى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات