|
نصوص اسلام المذاهب (8)
صفاء علي حميد
الحوار المتمدن-العدد: 8213 - 2025 / 1 / 5 - 16:22
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
النص (26) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ " ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ ". " البخاري / رقم الحديث: 16 "
تعليق : ثلاثة نقاط تتمركز كلها حول الايمان وحلاوته وذوق طعمة الجميل وهي :
1- ان يكون الله ورسوله احب الى قلبي من كل شيء ترى عيني وهذا ربما يكون صعباً ولا يصل اليه اي شخص ولا يمكن اثباته باللسان لانه امر وجداني يتعلق بروح المرء وقلبه ..!
2- ان احب شخص ما ويكون ذلك الحب له ارتباط بالله تعالى وهذا ايضاً لا يمكن ان يكون ادعاء فقط فيمكن لي ان اقول احب فلان بالله وفي الله ومن خلاله نعرف ان جميع حبنا لبعض البعض ما هو الا بعيد عن الله وما يريده سبحانه لان انجذابنا نحو الاخرين لا يكون بهكذا موازين وانما يكون على نسبة الجمال تارة والالتقاء القلبي ترة اخرى وهذا ما يسبب الحب والتعلق والاهتمام ...!
3- عدم الرجوع الى المعتقدات التي كان يعتقد المرء بها قبل مجيء محمد ودعوتهم للاسلام والايمان به ايماناً صادقاً بعيداً وتجنب ما كانوا يفعلونه ويعتقدونه قبل محمد والاسلام ...!
وهذه الامور الثلاثة كما ترى لا تصح ان تكون ميزان علمي يمكن الاعتماد عليها اجتماعياً حتى تصبح دليلاً عالي المضامين لندعي ان هذا الشخص يتمتع بحلاوة الايمان لانها كما رأيت امور شخصية يمكن للمرء وحده فقط ان يعرضها على نفسه ويعرف بينه وبين ربه مدى الايمان الذي يتمتع به ...!
النص (27) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ " آيَةُ الإِيمَانِ حُبُّ الأَنْصَارِ، وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الأَنْصَارِ ". " البخاري / رقم الحديث: 17 "
تعليق : الآية كما هو معروف لغوياً هي العلامة فيكون النص هكذا علامة الايمان هي حب الانصار وعلامة النفاق بغض الانصار وهكذا علامات استبعد جداً ان تخرج من شخص كمحمد لانها تعزز روح الطبقية بالمجتمع وتجعل بعض الناس مفضلون ومقدمون على ناس اخرين وهذا لا يرتضيه محمد بكل تأكيد ...!
نعم جاءت نصوص بتفضيل شخوص معينة كما حصل مع الامام علي وهذا شيء عقلائي غير مستهجن ولا مستبعد ابداً ...!
واظن والله العالم ان هذا النص وضع ليكون في مقابيل النص الذي قاله محمد عن علي والذي اجمع الجميع على صحتة وهو حب علي من الايمان وبغضه من النفاق ...!
نعم حتى لو تنزلنا وقلنا بصحة نص الانصار فان قول محمد عن علي مقدم بلا شك عليه ولو وضعنا النصين معاً وجاءنا بجميع الانصار ووضعناهم مقابل علي ابن ابي طالب لرجحت كفة علي عليهم جميعاً بدون استثناء فلا آية او علامة على الايمان سوى علي وما سوى يقع حوله الشك والريب وعدم التسليم والاقرار ...!
ولا يعقل ابداً ان نحب الانصار وهم قد فعلوا بعد محمد ما فعلوا من قبائح ومنكرات وموبقات يندى لها جبين الانسانية بل حاربوا بعضهم البعض فأين الحق يا ترى وكذلك اين هم المهاجرون من هذا النص الغريب العجيب ...؟!
النص (28) أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ ـ رضى الله عنه ـ وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ ـ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ وَحَوْلَهُ عِصَابَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ " بَايِعُونِي عَلَى أَنْ لاَ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلاَ تَسْرِقُوا، وَلاَ تَزْنُوا، وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ، وَلاَ تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ، وَلاَ تَعْصُوا فِي مَعْرُوفٍ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا ثُمَّ سَتَرَهُ اللَّهُ، فَهُوَ إِلَى اللَّهِ إِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ، وَإِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ ". فَبَايَعْنَاهُ عَلَى ذَلِكَ. " البخاري / رقم الحديث: 18 "
تعليق : النص جاء فيه النهي عن ستة امور كانوا يفعلونها وادمنوا عليها الا ان محمد تعاهد معهم عدم الرجوع اليها وهذا ما لم يلتزم به جميعهم مع الاسف الشديد ...!
الانسان غير السوي لا يصلح حاله حتى لو عاش مع انسان عظيم كمحمد ...!
الا ان ما ارده ولا اعتقد بان المصلح الكبير محمد قد قاله هو الشطر الذي جاء بعد هذه المحرمات الستة وهو يدل على تسامح لمن يفعلها ويقترب منها وهذا مبني على عقوبة المولى عز وجل بهذه الحياة وهذا لا يصح ابداً ...!
فقد يخطر في ذهن احدهم بان افعل ذلك وسوف اصبر على البلاء وان لم ابتلى فانا مقبل على رب غفور رحيم كريم مسامح ...!
او لعلة يستر عليه ولا يعاقبني بسبب مصاحبتي ودفاعي عن محمد وهكذا تنتهك الحرمات بسبب اجتهادات الانسان الخاطئة فلا يمكن لمحمد ان يتكلم عن الله ويفهم منه المسامحة في تنفيذ اوامره ونواهيه ...!
النص (29) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ، يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ ". " البخاري / رقم الحديث: 19 "
تعليق : نبين بعض مفردات النص ... يوشك : يقرب ... شعف الجبال : رؤوس الجبال ... مواقع القطر : بطون الأودية ... يفر بدينه : بسبب دينه ...
نص مريب لا يوافق طبيعة التكوين الاسلامي للفرد المسلم اذ يحبب اليه العزلة والفرار بالدين وترك اهل الفتن والمحاربين الذين شغلتهم الدنيا عن طاعة الله تعالى ...!
نعم يصح هكذا نص في زمن عدم وجود قائد حقيقي يعتصر ألم وحرقة من اجل ان تعيش امته بكرامة وعز ...!
فلا يمكن العمل بهكذا نص في زمن محمد وكذلك بزمن علي اما في بقية الازمنة فربما يكون سبباً مقنعاً للعمل به ...!
اما في زمننا هذا فليس عندنا محمد ولا علي فربما يكون من الصائب العمل به والله العالم ...!
النص (30) عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَمَرَهُمْ أَمَرَهُمْ مِنَ الأَعْمَالِ بِمَا يُطِيقُونَ قَالُوا إِنَّا لَسْنَا كَهَيْئَتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ. فَيَغْضَبُ حَتَّى يُعْرَفَ الْغَضَبُ فِي وَجْهِهِ ثُمَّ يَقُولُ " إِنَّ أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِاللَّهِ أَنَا ". " البخاري / رقم الحديث: 20 "
تعليق : هذه هي الطبيعة الانسانية بصورة عامة تجد الاعذار لنفسها بأي صورة كانت حتى لا تطبق الاوامر وتتملص منها تملص قبيح جداً ..!
وهذا ما كان يفعله ما يعرف فيما بعد بالمسلمين مع محمد وهم محقون في ذلك فقد تربوا على شيء وجاء اليهم بشيء اخر هم لا يعرفونه ولم يمارسوا بحياتهم ...!
مع ذلك لم يأمر بشيء وهم لا يستطيعون فعله ولا يطيقونه الا انهم كانوا كذلك وهذا هو حالهم مع الاسف الشديد .
#صفاء_علي_حميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما لعلي لا يجري لغيره
-
ما لمحمد لا يسري للمراجع والفقهاء
-
نصوص اسلام المذاهب (7)
-
الولائي يكذب بكل شيء يدعيه
-
متصوف في كهف الحبيب
-
سيدة الاناقة والجمال
-
قوانين الهية لا تمثل السماء
-
تحذير للعلويين وليس تهديد
-
نصوص اسلام المذاهب (6)
-
يحرقون الدولار وهم اكثر تمسكاً به
-
نصوص اسلام المذاهب (5)
-
كربلاء مقدسة بدون قيود مكبلة
-
لقاء الاستاذ فائق بالجولاني
-
مصدر دموعنا في العراق
-
نصوص اسلام المذاهب (4)
-
الحظ العاثر
-
معاقبات لا داعي لها
-
نصوص اسلام المذاهب (3)
-
عانق الحياة
-
لن تتكرر
المزيد.....
-
تشاد والسنغال تدينان تصريحات ماكرون حول الدعم العسكري الفرنس
...
-
الضفة الغربية: -توقفوا عن إطلاق النار! ابنتي ماتت-
-
الخارجية العراقية تتواصل مع السلطات في دمشق لإعادة النظر في
...
-
مقتل 36 شخصا على الأقل في زلزال بقوة 6.8 درجة ضرب التبت غربي
...
-
مادورو يتهم عسكريا أرجنتينيا بمحاولة اغتيال نائبته رودريغيز
...
-
زلزال عنيف يضرب إقليم التبت يوقع عشرات القتلى والجرحى ويتسبب
...
-
الولايات المتحدة: الكونغرس يصادق على فوز ترامب في الانتخابات
...
-
بعد تصريحات -أثارت جدلا-.. ترامب يعلن عن زيارة نجله إلى غرين
...
-
واشنطن توسع الإعفاءات من العقوبات على سوريا لدعم الخدمات الأ
...
-
الكونغرس الأميركي يصدّق رسميا على فوز ترامب بالانتخابات
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|