|
حميّد يا مصايب الله
سلام ناصر الخدادي
الحوار المتمدن-العدد: 8213 - 2025 / 1 / 5 - 11:17
المحور:
كتابات ساخرة
منذ أن صدحَ حضيري ابو عزيز بأغنيته ذائعة الصيت (حميّد يا مصايب الله) والتي تداولتها الألسن ورددها الكبار والصغار على حدٍ سواء ، وصارت "ترند" كما يقال الآن ! وتحكي الأغنية عن قصة حبٍ بين فتاة ريفية وشاب أعجبها ، وانتهت بالنهي عن زواجها بمن تحب بسبب العرف العشائري (النهوة) من ابن عمها ! وجرت هذه المحاورة بينهم : ( كتله حبيبي آنه لك وانت لي .. كَلي ابتعد لَيشوفنا عاذلي .. ويروح من وكته ويخبّر هلي .. هم تنحرم من شوفتي وتبتلي .. حميّد يا مصايب الله ! ) وهكذا أخذت هذه الأغنية المساحة الواسعة في الموروث الشعبي العراقي ، حتى وصلت الى الأجيال اللاحقة التي لم تسمع أو تعاصر فترة ظهور الأغنية اوائل القرن العشرين ، لكنها وعَت وسمعت عبارة : حميّد يا مصايب الله ! التي لازمت ورافقت كل مشكلة أو حدثٍ طارئ يمر في حياتهم. طلايب الله وما أدراك بها ! بعد الإنتشار الواسع للأنترنيت ، وسهولة استخدامه وكثرة برامجه وانتشار التداول بها .. ووصولها الى معظم أيادي الأسرة الواحدة في البيت نفسه .. ظهرت ، الى جانب كثرة الإيجابيات والتسهيلات العلمية والأدبية والبحثية الأخرى .. حالات نشاز ومشاكسة ومغثة وقرف هنا وهناك ! ولابد من وجود منغصات تعكر صفو أجواءك وطيب مزاجك ، وأحياناً تدقّ أسفين الخراب والدمار من خلال الكم الكبير من الإشاعات المغرضة المسمومة ، والأكاذيب المغلفة (بالحرص) والطعن بالشرف ! وهتك الأعراض ، وإيصال المعلومات التافهة والمزيفة من خلال تسويق وترويج الأوهام والكذب المستمر! الكثير من هذه الأمور باتت معروفة ومفضوحة علناً من خلال اشخاص تم تشخيصهم وكشف حقيقتهم سواء كانت بأسماهم الصريحة أو المزيفة وصفحاتهم الوهمية ! لكن الأنكى .. وجود هذا السيل الجارف والكم الكبير من تسويق التفاهات وتسميم الأفكار بالترهات والحوارات العقيمة فاقدة القيمة والدلالة .. وصارت الشغل الشاغل للعديد من مواقع وصفحات الفيسبوك .. ومهما أقسمتَ أن تبتعد ، واغلضت بالقَسَم ، وحتى لو ابتعدتَ وأغلقتَ بابك وانزويت في ركن دارك .. ستلاحقك طلايب الله ! من شرّ ما خلق ! اللايف .. ومصايب الله ! كلما أشاهد صدفة أواتابع بعض (اللايفات) عن قصد ! حتى أتذكر المقولة الشهيرة : إن كنتَ لا تستحي .. فافعل ما شئت !! أي والله .. إن كنتَ لا تستحي !! لقد ابتلينا نحن المندائيين ، بهذا الكم من التافهين والفارغين وعديمي الفكر والأخلاق وهم (لاطشين) وجوههم على شاشات هواتفنا ! فبعد ابتعاد ذوي العقول الراجحة ، الأساتذة ، الشباب الواعي ، صانعي المحتوى المتميز الفاعل ، عن الفيسبوك ومشاكله .. خلت الساحة لجماعة شعيط ومعيط وجرار الخيط !! ولا يكاد يمر اسبوع واحد بسلام .. حتى طلعَ البدر علينا .. بجهرته الوسخة .. وقد لزم بطنه وصاح : ( انتظروني .. انحصرت ...... راح .... أطلع بلايف !!) وتابعوني ! والمايتابعني احذفه واحرمه من جنة النعيم !! ... لا والحظ المصّخم !! وأطل علينا (ابو راس المربع) وهو يحمل المؤهلات التالية : تافه بامتياز .. نكرة غير معروف ! فارغ بلا علم ولا معرفة ! يملك بعض القشور من هنا وهناك ! ويجتر بالأسئلة ويعيد ويكرر !! وأخذ يتقيأ بسخيف الكلام وتدني المعرفة وسطحية المعلومات ! وطبعاً كل هذا .. يتم تغليفه وكما قلت : بغلاف (الحرص على الدين المندائي والمندائيين) !! أما هذاك .. ابو اللايفات منا ليوم القيامة .. عوفوه .. عنده إسهال مزمن باللايفات !! وصار صاحب الشعار : كلمن صخّم وجهه .. طلع بلايف !! بعـدنـه يـا حـمـيّـد !! ولأننا جربنا كل أنواع العلاجات لمثل هذه الحالات المرضية الخطيرة والمزمنة .. وبعضها تطلب علاجها بالتدخل الجراحي .. في حين اكتفى الآخر بالكي ! فنرى ، ابتعاد هذا ، وآخر قفل صفحته .. بينما اكتفى الآخرون بالتفرج الصامت ! وهؤلاء ، الويل لهم ! فيظهر عليهم المغوار بسيفه مهدداً متوعداً بحرمانه من بركات صفحته الفلتة ولايفاته الاعجازية !! وما تحتوي من مواضيع هزيلة وتفكير تافه ! وكم من اسئلةٍ غُـلّـفـت بسمومِ المقاصد الخبيثة !! أقولها بكل صراحة ووضوح : لا تسمحوا لهؤلاء أن يفرضوا آرائهم عليكم .. لا تسمحوا لهذه النماذج البائسة أن يفرغوا سمومهم وانتم صامتين .. لا تسمحوا لكل من هبّ ودبّ أن يوهمكم بأنه المصلح النقي !! لقد باتت بعض هذه المنصات للخراب والفتنة وتسويق التفاهات فقط من خلال اسئلة بغيضة مريضة بحجة (تحريك الصفحة) !! انتبهوا للقادم .. مازلنا في منتصف الطريق .. فقد فات أوله !! سيدني 19/11/2024
#سلام_ناصر_الخدادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محطة في الذاكرة
-
ملائكة وشياطين !
-
تجمع جماهيري كبير
-
الوريث الساحر
-
بعيداً عن الثقافة .. بعيداً عن الكتاب !
-
القصة التي لا تنتهي !
-
طلطميس
-
بيوت بلا سقوف
-
اختلاف الرأي وفساد القضية !!
-
دراسة تحليلية لرواية تفاحة حواء للكاتبة هند العميد
-
حقائق مؤلمة
-
محطات مضيئة للتاريخ
-
ملاحظات بالصميم ج 2
-
النفط مقابل الدماء
-
الاعلام المندائي بين الحقيقة والطموح
-
مفارقات بيت كطيو المضحكة
-
شرّ البليّة ما يُضحِك !!
-
طرزان حكيم الزمان
-
الخطوط الحمراء .. الخطوط الخضراء
-
الفساد حين يكون توافقياً !!...
المزيد.....
-
مصر.. نقابة المهن التمثيلية تنعى فنانة شاركت في -فارس بلا ج
...
-
مصر.. إحالة مخرج شهير إلى المحاكمة الجنائية
-
-المزمار- تحتفي بفريد الأطرش.. خمسون عاماً على الغياب
-
نساء لوركا والسيرك تمثلان العراق بمهرجان المسرح العربي في مس
...
-
تـــابـــع مسلسل صلاح الدين الحلقة 40 مترجمة في هذا “المــوع
...
-
البرازيل: موسم الكرنفال ينطلق بحفلات عفوية في شوارع ريو دي ج
...
-
السعودية.. سياق مضلل حول فيديو استقبال -فنانات- بنشيد -طلع ا
...
-
آية سماحة وأحمد مالك في -6 أيام- والمخرج يهدي الفيلم لمحمد م
...
-
أرشد هورموزلو.. الثقافة كالطيور المهاجرة لا تحتاج إلى تأشيرا
...
-
-أمن ما بتتعدى عالعالم-.. هذا ما حصل بمنزل فنانة راحلة في دم
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|