خالد خليل
الحوار المتمدن-العدد: 8213 - 2025 / 1 / 5 - 10:02
المحور:
الادب والفن
هناك حيث تلتقي أطراف الظل بالنور،
حيث الصمتُ سيفٌ أعمى،
والكلماتُ نوافذُ تُطلُّ على فراغٍ بلا أفق.
أرى نفسي قطعة من ليلٍ قديم،
كسرتْها يدُ الفجر ولم تجمعها الشمس.
أنا الصوت الذي لا يسمعه أحد،
لكنه يملأ الآذان برنين السؤال.
أنا الجسر الممتدّ بين الجراح والنجوم،
حيث ينبت الألمُ زهراً
لا يراه سوى من حملَ الرمادَ في عينيه.
الوقتُ؟
حفرة عميقةٌ نحفرها بأقدامنا،
والخلود؟
مرآةٌ تُعيد إلينا وجوهاً لا نعرفها.
الحرية؟
وهمٌ يشبه الضوء الذي نراه في عيون الطيور
وهي تهوي من السماء إلى الأرض.
لا أسيرُ إلى الأمام،
ولا أعود إلى الوراء.
أنا خطٌّ مائلٌ يخطُّ نفسه بلا بدايةٍ ولا نهاية،
عاجزٌ عن التوقّف لكنه لا يصلُ أبداً.
أحملُ في صدري عالماً
ينفجر كلّما حاولت أن أبتسم،
وكلّما حاولت أن أبكي
ينسكب المطر من عيني السماء.
لستُ أنا.
أنا ظلّي الذي خرج مني ذات مساء،
وأخذَ معه كل الأجوبة،
وتركني غارقاً في أسئلةٍ
لا تعرف الرحمة.
ألمسُ النجوم بأطراف أنفاسي،
لكنها تبقى بعيدة،
كأنّها تُخبرني أن الطريق إليها
ليس سماءً ولا أرضًا،
بل رحلةٌ داخلية
تعبرُ مسامات الروح،
وتنزف ضوءًا في ظلام الذات.
أرى الحياة رقصةً صامتة،
يرقصها الوقتُ فوق جسرٍ من وهم،
حافياً، لا يهاب السقوط.
وأرى الموت طيفاً خجولاً
يقف على أعتابنا كل ليلة،
يقرأ قصائدنا الممزّقة،
ويضحك من خوفنا
أن نكون نحن أبياتها الأخيرة.
#خالد_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟