أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد المناعي - الجولاني والوصفة النموذج














المزيد.....


الجولاني والوصفة النموذج


محمد المناعي
باحث

(Manai Mohamed)


الحوار المتمدن-العدد: 8213 - 2025 / 1 / 5 - 00:11
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


خلال مرحلة ما قبل العولمة كانت القوى العظمى المركزية تتعامل مع الأطراف وشعوب الجنوب وأنظمته بطرق أكثر بساطة، فقد كان يكفي اقناع حكامها بنموذج اقتصادي واجتماعي ومجتمعي معين وتقوم تلك الأنظمة بالوكالة بصبغ البلاد الاقتصاد والمجتمع بالنموذج المطلوب وفي أقصى الحالات التقلب بين نموذجين متنافسين ومتصارعين في العالم ،حتى التبعية كانت أكثر بساطة فالدولة التي تتبع النموذج الليبيرالي تتأثر في برامجها التعليمية والثقافية بالقوة المركز ،حتى تسلحها وسلعها لها مصدر واحد مهيمن ، الاصلاحات أيضا هي نفسها قروض فاملاءات فتأهيل للمنافسة ففتح للأسواق ...
أما التخلص من حاكم لم يعد في مستوى المهمة يكون بترتيب انقلاب من داخل نظامه وينتهي الأمر بتكاليف محدودة في شكل تلميع البديل ويواصل من بعده المسيرة أو يواجه نفس المصير وكان هذا التمشي قاسما مشتركا بين أتباع المعسكرين الغربي والشرقي على حد سواء.
اليوم بعد ذهاب العولمة أشواطا بعيدة وفتحت أعين الشعوب نتيجة ثورات الاتصال والمعلومات وتعولم الفكر وتوزعت التبعيات وشاع حتى السلاح الذي أصبح متاحا للمجموعات الصغرى و اكتشفت الشعوب نفسها من جديد داخل نموذج اتجه نحو الافلاس بعد تورطه في الانقلاب على قيم هو من عمل على ترويجها وأصبح هو نفسه يعيش أزمات داخلية معقدة... أصبح من الصعب المواصلة في التحكم في الشعوب بنفس الطريقة فكان لابد من ايجاد الوصفة النموذج البديلة.
الوصفة النموذج في العالم العربي والاسلامي هي جماعات غير تقليدية تتبنى فكرا له صدى عند العامة وعادة يجمع بين الدين والسياسة و يدغدغ مشاعر البسطاء ويجمعهم بزرع وهم استعادة مجد ما وإثارة تراث كامن في وعيهم الجمعي دون وضوح ، في ذات الوقت تتميز هذه الجماعات بالعمالة لمن صنعها وتمني النخبة التي تتجمع حولها بمنافع ومصالح ومكاسب من مال وسلطة شرط المحافظة على ثنائية التعامل مع الأجنبي ولي النعمة وتسويق الخطاب المغمس بالدين للعامة وهذه المجموعات التي اصطلح على تسميتها بقوى الإسلام السياسي و بالنظر لطابعها الانتهازي تقبل كل المهام الموكولة لها بما في ذلك المهام القذرة الأكثر دموية لكن أيضا المهام ذات السطح الناعم مثل الظهور بمظهر الديمقراطية والمشاركة في الانتخابات وقبول ظاهريا وشكليا للتنوع الفكري والسياسي والانخراط في الجمعيات والنقابات وجهاز الدولة الديمقراطية الحديثة بجميع مكوناته وهذا ما قامت به الجماعات الاخوانية في فترة ما.ويصل بها الأمر إلى تكفير الناس وتذبيحهم أمام شاشات الكاميرا ورفع السلاح ضد الدولة وضد الشعب إذا لزم الأمر وهذا ما قامت به القاعدة وداعش والنصرة وبوكوحرام ومثيلاتها في الجزائر وسوريا والعراق وليبيا وأفغانستان ودول الساحل الافريقي، كما يمكن لهذه الجماعات الانفتاح على بعضها وتغذية بعضها البعض وذلك بالتنقل بين المستوى الأول والثاني بسهولة بالجمع بين المظهر الديمقراطي والتورط في الارهاب أو الارهاب والظهور بربطات العنق والتفاوض وخطاب أملس مرن ديموقراطوي.
هذا النموذج نجح تطبيقه في أفغانستان برعاية الخارجية الأمريكية ونجح في الوصول إلى السلطة في بعض الدول وآخرها في سوريا ومازال نموذجا ممكن الترويج وله سوق في صفوف العوام سهل الهضم سرعان ما يصنع لنفسه حاضنة شعبية ويستقطب الأمي الحالم ب"حكم الشريعة" والمضطهد الفار من حكم الاستبداد العسكري والعائلي والانتهازي الطامع والطامح لمكاسب وجاه ونصيب من السلطة والنفوذ.
هذا النموذج هو واحد من تمظهرات ما بعد العولمة حيث تطفو العصبيات المحلية لتسود ظاهريا كقوى مقاومة للهيمنة المركزية وهو ما يثير النعرات البدائية القبلية والطائفية والدينية لكن فعليا هي وكالات للقوى العظمى وألية جديدة للهيمنة والاستعمار. .
صورة الجولاني بسوريا والذي مر من داعش إلى القاعدة إلى هيئة تحرير الشام وجميعها جماعات ارهابية مسلحة وظيفية معلنة وصولا إلى حكم دمشق وارتداء ربطة العنق واستقبال السفراء والوزراء والاستناد على حكومة على النمط المدني بجوهر متطرف وخطاب مهادن مطمئن ومصادق للقوى التي تحتل بلده من الكيان الصهيوني إلى تركيا وأمريكا ومخدرا للعامة في سوريا وخارجها بفكرة التحرير من الاستبداد والثورة وتحكيم الشريعة مازالت صورته قابلة للتسويق والنسخ والتعديل إن لزم الأمر والتعميم في دول أخري من نفس القوى لتحقيق نفس الأهداف.



#محمد_المناعي (هاشتاغ)       Manai_Mohamed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملامح الحركة الشعبوية في تونس
- من عوامل تجاهل التونسيين للانتخابات المحلية
- الفلسفة والنقاب
- تونس: هل كانت عملية 25 جويلية فعلا مطلبا شعبيا ؟
- ثغرة من ثغرات الحداثة التي تسرب منها التطرف والفوضى :
- المبادئ الكونية لحقوق الإنسان : العراقيل والبديهيات
- جدل صناديق الزكاة في تونس: الزكاة بين الدولة المدنية والتراث ...
- قول في محاكاة أسلوب النص القرآني
- شعب الايغور : ضحية الجغرافيا والارهاب والحرب الاقتصادية الصي ...
- قراءة في نتائج الانتخابات التشريعية التونسية : عوامل النجاح ...
- الحاجة والوهم ، قراءة في نتائج الانتخابات الرئاسية التونسية
- الحركات الشعبوية في تونس وليدة فراغ سياسي - اجتماعي فأي بديل ...
- الظروف التي ساهمت في نشأة الحركة النقابية في تونس
- قول في التعددية النقابية في تونس
- الاتحاد العام التونسي للشغل : نجاح الاضراب العام ودروس أخرى
- مؤسسات القطاع العام في تونس بين حمى التفويت وإمكانات التصدي
- ملف المساواة في تونس بين أنصار الحرية وأنصار الشريعة
- تقرير لجنة الحريات الفردية والمساواة بتونس: بين التردد ومطب ...
- الاتحاد العام التونسي للشغل :الحاكم و المعارض والرقم الصعب ف ...
- الأزمة في تونس وفشل حكومة الوحدة الوطنية المزعومة


المزيد.....




- بسمة بوسيل بإطلالة جديدة كليًا: -حبيت أنكد عليكوا-
- هل تنجح إسرائيل ببسط سيطرتها على الضفة؟
- من كان وراء لقاء وزيرة الخارجية الليبية السابقة بنظيرها الإس ...
- هجوم صاروخي من غزة نحو بلدات غلاف القطاع، وعباس يريد إدارة غ ...
- محمد نبيل بنعبد الله يستقبل جمعية الحمامة البيضاء لحقوق الأش ...
- تزايد الانتقادات لتدخل ماسك في السياسة في أوروبا
- بعد عشر سنوات من حكم كندا.. ترودو يرفع الراية البيضاء!
- السعودية.. شاهقة مائية هي -الأقوى من نوعها- وسيول في مكة (ف ...
- إعلام عبري: إصابة جنديين بجروح خطيرة بمعارك عنيفة في بيت حان ...
- زاخاروفا: كييف مستعدة للتضحية بشعوب أوروبا والتسبب في كارثة ...


المزيد.....

- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد المناعي - الجولاني والوصفة النموذج