أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - هيفاء أحمد الجندي - هيمنة امبريالية جماعية جديدة لإدارة أزمة الرأسمالية الاحتكارية..















المزيد.....


هيمنة امبريالية جماعية جديدة لإدارة أزمة الرأسمالية الاحتكارية..


هيفاء أحمد الجندي

الحوار المتمدن-العدد: 8212 - 2025 / 1 / 4 - 16:17
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تعاني رأسمالية اليوم الاحتكارية من أزمات متشابكة ومتداخلة ، كنقص الاستهلاك وفائض الإنتاج وأزمة التراكم وهو جديد لجهة ارتكازه على أنماط إدارة ، تستهدف بالتحديد الزيادة القصوى المباشرة لنمو القيمة المالية ، ومن هنا أتت تسمية نمط التراكم الأرثي "بالتمييل" وفق تعبير سمير أمين وهو مؤشر على التورم المالي ، الناتج عن التمركز الشديد للرساميل والتي لا تجد منفذا مربحا لهذا الفائض إلا التصدير، واعتبر أمين أن التمييل مرتبط بعملية انتقال لحظوية للأزمة وأنه غير قابل للتثبيت ، بين أن المتابع لخط سير الرأسمال وتطوره ، سوف يلحظ أن هذه المرحلة هي دائمة ، منذ انتقلت الرأسمالية إلى طورها الاحتكاري المالي ويعود الفضل إلى كل من لينين وبوخارين وروزا لوكسمبورغ بالكشف عن هذه المرحلة شرحا وتفصيلا وتوضيحا .
وفي هذه المرحلة يبلغ تركز الإنتاج درجة شديدة ، الأمر الذي أدى إلى ظهور الكارتيلات والسنديكات والتروستات التي تقاسمت العالم اقتصاديا ، وما يميز مرحلة الاحتكار هو طابعها العفن والطفيلي والذي يحول الدول الامبريالية إلى دول ريعية ، يتكاثر فيها عدد الذين يعيشون من عائدات رؤوس أموالهم الموظفة في الخارج، وفي هذه المرحلة يتضخم جهاز الدولة ويشتد ذراعها العسكري. وسبق لبورخارين أن ربط بين الامبريالية والعسكرة والتي تشكل علاجا مؤقتا لحالات الإفراط في التراكم ونقص الاستهلاك وإعادة الهيكلة، ومن جهتها اعتبرت روزا لوكسمبورغ بأن عدم وجود مستهلكين لكل ما ينتج من بضائع في البلدان الرأسمالية، هو سبب التوسع الامبريالي الناتج عن التناقض بين الإنتاج والاستهلاك ، لذلك ارتبط مفهوم الامبريالية بالكولونيالية وأصبحت المستعمرات ضرورة حياتية لها أي للامبريالية.
وكأن التاريخ يكرر نفسه إذ مع التمييل الجديد والتراكم الإرثي، نشهد انقلابا في الموازين حيث تسيطر روحية الريع ، وتستعيد الرأسمالية ديناميتها التوسعية محدثة تطورا هائلا في القوى المنتجة وزيادة الاستقطاب بين المراكز والأطراف ، حيث يتناقض تحسن معيشة الطبقات العاملة في المراكز ، مع تفاقم أشكال البؤس والاستغلال المتوحش للأطراف والذي أطلق عليه سمير أمين "تحديث الفقر" وانتصار الريع أصبح ميزة دائمة للرأسمالية وليست مجرد سمة ظرفية كما حلل سمير أمين.
ولكن ما يميز امبريالية اليوم أنها جماعية ، و كأن التاريخ انتصر لبعض أفكار كاوتسكي وهلفردنج وبوخارين الذين أجمعوا بأن مرحلة الامبرياليات المتنافسة، ستخلي المكان لمرحلة الاحتكار الأوحد، ولكن سيسبق هذه المرحلة الفوضى والثورات والحروب قبل الوصول إلى إقامة وتشكيل كارتل عالمي وبنك عالمي، وبتوحيد هذين الاتجاهين تنمو القوة المتمركزة العظيمة للرأسمال المالي . وحتى بوخارين اعتبر بأن المنافسة بين تروستات الدول الامبريالية سوف تختفي ويتحول الرأسمال المالي المنقسم إلى تنظيم عالمي عام وشامل ،وعندها يتوحد تروست الدولة مع الرأسمال المالي، لأن الرأسمالية لا تتغلب على فوضاها إلا عن طريق القبضة الحديدية لتنظيم الدولة . وبعد الحرب العالمية الثانية توافق جميع المدافعين عما يسمى بالعالم الحر ، رابحو الحرب وخاسروها معا على خيار التعاون السياسي الوثيق تحت راية الحامي الأمريكي ، واليوم أصبحت الامبريالية وكما أسلفت جماعية وتحت هيمنة الامبريالية الأمريكية لأنها الدولة الوحيدة القادرة على القيام بمهام قيادة عسكرية لتدخلات الشمال في الجنوب ، والسؤال الذي يطرح نفسه هل يمكن تحليل المرحلة الراهنة من تاريخنا باعتبارها فترة -ب- في دورة كونداريف الطويلة ، وستليها حكما فترة - أ- السابقة التي قامت على التوازنات الاجتماعية لأنماط التراكم الثلاثة بعد الحرب العالمية الثانية ، والتوزنات المالية التي رافقتها قد استنفدت نفسها ويظهر النظام الان كل عوارض الأزمة البنيوية أي الفترة -ب - من الدورة الطويلة أي مرحلة توسع جديدة ، وليست الأزمة حسب سمير أمين من طبيعة انتقالية نحو الاشتراكية أو فناء البشرية ، بل هي مرحلة جديدة من توازنات وتسويات لصالح الرأسمال وتوسعه الامبريالي الجديد الجماعي الموحد بقيادة الامبريالية الأمريكية ، وهذا العمل الجماعي يقتضي التدخل العسكري المباشر لحماية احتكارات الأقوياء، سيما وأن العالم ينتج وأمريكا تستهلك والصين تصدر جل منتجاتها الى الأسواق الأمريكية ، وأنقذتها من أزماتها المالية وتعرف الطبقة الحاكمة الأمريكية أن اقتصادها هش ، وأن الأداة الوحيدة المتوافرة لديها لإرغام العالم على تغطية عجزها ، هي نشر وتوسيع طاقتها العسكرية وهي لا تملك خيارا أخر سوى هذه الهيمنة وهي تعبىء شعبها والطبقات الوسطى ، من خلال إعلان تصميها على الدفاع عن نمط الحياة الأمريكي مهما كان الثمن ، حتى لو اضطرت إلى إبادة شعوب بأكملها وهذا هو فحوى الكينزية العسكرية لحل تناقضات الرأسمالية وإدارة أزماتها ، وأي تقليص للإنفاق العسكري الأمريكي سيغرق البلاد في أزمة لا تقل عن أزمة الثلاثينات، ولم تخرج الولايات المتحدة من أزماتها إلا من خلال التسلح المفرط ،إذ ثلث النشاط الاقتصادي مرتبط بالمجمع العسكري و أصبحت الكينزية العسكرية هي البديل عن الكينزية الاجتماعية ، التي لفظها الرأسمال المسيطر والرأسمالية كما حللها بول سويزي ، تولد دائما الأزمات والفوائض من السلع والرساميل وإدارة التناقضات تكون بالانفاق العسكري الوثيق الصلة بالاستثمار العقاري، الذي يتطلب حروب دائمة وتدمير المدن والبلدان الفقيرة من أجل إعادة اعمارها ، اضافة إلى تصدير الرساميل على شكل قروض والتي تتحول إلى سندات من أجل تحريك وانعاش الاقتصاد الرأسمالي المأزوم ، مع أسعار فائدة عالية تدفع من جيوب الفقراء والكادحين والطبقات الشعبية، وسيما وأن رسملة الأرصدة الخاصة هي الشكل الأمريكي وكانت تتعارض مع تقاليد البلدان الأوربية ، والتي كانت تفضل عليه نظام التوزيع إلى أن تبنت فيما بعد التوجه الأمريكي ، وهي استراتيجية تهدف إلى خلق كتلة من الدائنين لم تنوجد بعد ، وخدمة لقوى الرأسمالية المسيطرة في عملية كسر جبهة العمل وتعطيل تصنيع الأطراف وتبخيس العمل المشيء في منتوجاتها ، في حين أنها تبالغ في تثمين ما يسمى بالقيمة المضافة المرتبطة بنشاطات الاحتكارات الجديدة لصالح المركز، فهي اذا تنتج تراتبية جديدة في توزيع الدخل وتخضع صناعات الأطراف وتمولها وتحولها إلى نشاطات من الدرجة الثانية ، والاستقطاب يملي على الامبريالية التوسع والانتشار من دون وجود قوى تصارع هذا التوسع كما في السابق ، والأهداف كما هي لم تتغير التحكم بتوسع الأسواق ونهب الموارد الطبيعية للأرض والاستغلال المضاعف لاحتياطي اليد العاملة ، رغم أن الممارسة تتم في شروط جديدة ومختلفة من بعض جوانبها ، عن الشروط التي ميزت الامبريالية السابقة وتستخدم في هذه المعركة احتكاراتها الخمسة في مجال التكنولوجيا والتدفقات المالية والاتصالات والاعلام واحتكار أسلحة الدمار الشامل .
في المرحلة الأولى من التدمير الامبريالي انتظم حول أمريكا في إطار النظام الميركنتيلي وانتهى بتدمير الحضارات الهندية ، ولكن أنتجت عمليات التدمير هذه قوى التحرر التي واجهت منطقها ، واللحظة الثانية من التدمير الامبريالي قامت على الثورة الصناعية ، وكشفت عن نفسها من خلال الاخضاع الكولونيالي لأسياد أمريكا ، وبدوره أنتج العدوان الامبريالي القوى التي صارعت مشروعه أي الثورات في روسيا والصين وثورات التحرر الوطني، ولكن المرحلة الثالثة الحالية من التوسع ، لم تنتج لحد اللحظة القوى التي ستواجه مشروعها وسيما وأن القوى الإسلامية ، تخدم مشاريع التوسع الامبريالي وهي لا تعدو كونها تحوير للوضع التابع للرأسمالية ولا يتعارض خطاب الاسلام السياسي مع خطاب الرأسمال الليبرالي ، بل هما في الواقع يكملان بعضهما الأخر، والادلوجة الأمريكية تعمل على إخضاع الوعي والصراع الاجتماعي لتحل محلهما توافقات جماعية مزعومة ، تتجاهل هذا الصراع وخاصة وأن استراتيجية رأس المال تستخدم هذه الادلوجة ، لأنها تنقل الصراع من مجال التناقضات الاجتماعية الحقيقية إلى العالم الخيالي، والذي يوصف بأنه ثقافي ودبلوماسية القوى الامبريالية الامريكية تعرف جيدا ماذا تفعل عندما تؤيد الإسلام السياسي، فقد فعلت ذلك في أفغانستان وأطلقت على الاسلاميين اسم المحاربين من أجل الحرية!
ينبغي رفض الثقافوية التي تلعب لعبة صدام الحضارات وتكرس الأوهام الرجعية ، لصالح تجديد أممية الشعوب واستعادة الوعي المعادي للامبريالية، لأن ضحايا الرأسمالية النيوليبرالية يجري احتواءهم من خلال الجناح النيوليبرالي الداعي إلى ليبرالية ذات وجه انساني كالمنظات الغير حكومية، وينبغي أن يكون النضال من قبل ضحايا التوسع الامبريالي قائما على أرضية الرهانات الحقيقية ، بدل نقل الصراع إلى سماء الأوهام الثقافوية والذي يفيد أهداف استراتيجيا الاستعمار ، إذ لا مانع أن يحكم نظام إسلامي طالما أن هذه السلطة تقبل وضعها المسود في التراتبية الرأسمالية العالمية، وهذا وضع القوى الاسلامية القائمة بالفعل التي أثبتت عجزها التام عن مواجهة تحديات العصر .
غني عن البيان القول أن إدارة الأزمة أصبحت كارثية على الطبقات الشعبية والعاملة في بلدان الأطراف ، وإن كانت مناسبة للرأسمال والذي ازدادت أرباحه بالمليارات وإدارة الأزمة من خلال شن الحروب وتفكيك الدول واحتواء حركات الاحتجاج من خلال دمجها بمنظمات مدنية أو اصلاجية تعمل لصالح الرأسمال وتوسعه ، يطيل من عمر الرأسمالية ولكن ألم تحن اللحظة لحفر قبر الرأسمالية وتعطيل تجددها؟!



#هيفاء_أحمد_الجندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهدي عامل -مفهوم الدولة - الجزء الثالث
- مهدي عامل ومفهوم الدولة ....الجزء الثاني
- مهدي عامل و -مفهوم الدولة-
- التعيين الواقعي للطبقات والشرائح الاجتماعية المتضررة من الرأ ...
- كيف نفهم الامبريالية اليوم
- صندوق النقد الدولي ... مفقر للشعوب ومحفزعلى الثورات..
- بحث في بنية التركيب الاقتصادي-الاجتماعي للمجتمعات الكولونيال ...
- التغيير الجذري من منظور أزمنة البنية الاجتماعية الكولونيالية ...
- الامبريالية والتطور اللامتكافىء
- الميركنتيلية الجديدة
- رأسمالية الدولة الاحتكارية تحتضر والبديل لم يولد بعد!!
- إعادة إنتاج للرأسمالية المالية أم انتقال إلى الاشتراكية؟!
- الإنتفاضات الشعبية العربية من منظور قانون تفاوت التطور اللين ...
- الأسس الفكرية للانتهازية الثورية والإصلاحية الوسطية
- هل ستتحقق نبوءة زعيم الثورة البلشفية وتندلع ثورة اشتراكية عا ...
- مفهوم الإمبريالية بين الأمس واليوم
- دفاعاً عن النضال الإشتراكي والصراع الطبقي
- سمير أمين.. المنتج للتمرد
- المسألة الفلاحية والانتفاضات الشعبية
- حكاية إسمها ثورة أكتوبر


المزيد.....




- م.م.ن.ص// ماذا سيتبقى من النقابات مع تجريم الإضراب؟
- بيزنس الموضة في عيون الماركسية
- قرابة 34 ألفا.. رقم قياسي في جرائم اليمين المتطرف بألمانيا ف ...
- رقم قياسي جديد لجرائم اليمين المتطرف في ألمانيا
- وزير الخارجية التركي: القضاء على حزب العمال الكردستاني في سو ...
- فرنسا: زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان تزور جزيرة مايوت بعد ...
- ماسك يطالب بتحرير المملكة المتحدة من -حزب العمال الاستبدادي- ...
- تركيا تحيد مسلحتين تابعتين لحزب العمال الكردستاني شمالي العر ...
- أردوغان يتوقع دعم سوريا معركة تركيا مع حزب العمال الكردستاني ...
- النمسا تتجه نحو محادثات لتشكيل ائتلاف حاكم بقيادة اليمين الم ...


المزيد.....

- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - هيفاء أحمد الجندي - هيمنة امبريالية جماعية جديدة لإدارة أزمة الرأسمالية الاحتكارية..