أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - -عندما يصبح لعب الأطفال مأساة سياسية: هل من يوقف هؤلاء؟-














المزيد.....


-عندما يصبح لعب الأطفال مأساة سياسية: هل من يوقف هؤلاء؟-


بن سالم الوكيلي

الحوار المتمدن-العدد: 8211 - 2025 / 1 / 3 - 19:11
المحور: كتابات ساخرة
    


في عالم يتسارع فيه كل شيء، من السياسة إلى التكنولوجيا، نجد بعض الأشخاص الذين قرروا أن يتخذوا من "السخرية" أداة للتمرد على الأخلاق، و"الانتقاد" سبيلا للهروب من المسؤولية. هؤلاء هم أولئك الذين يعكفون على التلاعب بصور رؤساء الدول، وصانعي القرار، وحتى شخصيات عامة أخرى، في مشهد لا يخلو من الإزعاج والسخرية المفرطة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: من سيوقف هؤلاء عند حدهم؟

في البداية، لنقل إنها حالة مزرية تستدعي الوقوف على حافة الهاوية، لعلنا نلقي نظرة على الأسباب التي جعلت هؤلاء الأفراد يظنون أن التهجم على الشخصيات العامة يصبح شيئا عاديا. كيف يمكن لنا أن نتقبل أن صور شخصيات مثل رؤساء الدول، أو حتى أصحاب المناصب الرفيعة، تستخدم كأداة للسخرية المدمرة في عالم رقمي يفترض أنه مكان للنقاش والتفاعل المثمر؟

من المؤكد أن هؤلاء الأشخاص الذين يعتقدون أن "حرية التعبير" هي بطاقة مرورهم لكل تصرف غير مسؤول، ينسون أو يتجاهلون أن هذه الحرية لها حدود واضحة، خاصة عندما تصبح على حساب الآخرين. عقولهم التي لم تتحمل عبء التفكير في العواقب، قررت أن تكون حديقة لألعاب السخرية، التي تبدأ بنكتة سخيفة وتنتهي بانتهاك الشخصيات العامة. هذه ليست حرية؛ بل فوضى فكرية محضة.

ولكن لنكن أكثر تحديدا، ماذا يعني أن تنعت شخصية عامة بكلمات أو أوصاف ذميمة، تتعدى حدود الأدب؟ هل يمكن للمواطن العادي، مهما كانت رؤيته أو اعتراضاته، أن يتعامل مع رؤساء الدول أو القادة على هذا النحو؟ بالتأكيد لا. فالقانون لا يميز بين الشخصيات العامة والعادية في ما يتعلق بالتشهير، وهذه السلوكيات تعد تعديا صارخا على قواعد الأخلاق والقانون. لكن أين هو تطبيق القانون؟ ربما هو مغلق على نفسه في قاع بحر اللامبالاة.

إضافة إلى ذلك، يأتي المثير للدهشة كيف يصر هؤلاء الأفراد على اقتحام حياة الآخرين الخاصة. فبينما يروج البعض للمقولة الشهيرة "إذا كنت في الضوء العام، فاستعد للانتقاد"، ينسى الكثيرون أن هناك فارقا بين النقد البناء والتهجم الشخصي الذي لا يمت بصلة إلى الواقع. ماذا يفيد المجتمع أن ننشغل بتفاصيل حياة شخص ما بينما تبقى القضايا الجوهرية غير محسومة؟ هل هذا يعكس فعلا انتقادا منطقيا؟ أم أنه مجرد هروب من التفاعل الجاد مع الواقع؟

لكن الإجابة واضحة هنا: هؤلاء "المنتقدون" يفتقرون إلى الوعي الكامل. أو ربما يتظاهرون بذلك. فلكل شخص الحق في الاحتفاظ بحياته الخاصة بعيدا عن مجهر السخرية والهجوم، لا بل إن من الواجب حماية هذا الحق في جميع الظروف.

الحديث عن هؤلاء الأشخاص ينتهي بضرورة وجود جهة مسؤولة، تحاسب كل من يتجاوز حدود الأدب والاحترام في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. إن كان القانون غير كافٍ، فهل يجب أن نتوقع أن يأتي "الضمير الجمعي" ليفرض الأخلاق؟ يبدو أن السؤال نفسه يحمل في طياته الكثير من السخرية، ولكن لا مفر من الإجابة: نحن بحاجة إلى توعية حقيقية، تفهم أن الحياة الخاصة للآخرين ليست مجالا للسخرية، وأن النقد يجب أن يظل ضمن إطار احترام الإنسان، بغض النظر عن مكانته أو موقعه.

في النهاية، إذا لم تكن لدينا الجرأة على رفع أصواتنا ضد هذا النوع من التصرفات، سنظل نعيش في مجتمع يسوده الاستهزاء والاستباحة لخصوصيات الآخرين، حيث تكون القيم مجرد كلمة تقال ولا تطبق.



#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -من 2025 إلى 2026: خريبكة تختار فوضى الزمن في خطوة نحو العصر ...
- -بدون فلتر *** ديك رومي بين التين الشوكي: ملحمة عبثية في كرم ...
- -من الهجاء إلى الاعتذار: تأملات كاتب في العام الجديد-
- -عبد اللطيف وهبي في محكمة الضحك: من وزير للعدل إلى بطل كوميد ...
- بن سالم الوكيلي: رحلة إلى العالم الآخر... حيث المراجعات الكو ...
- - من دار الدنيا إلى دار الآخرة: لقاء غير متوقع مع عبد اللطيف ...
- -مدونة الأسرة المغربية: فوضى القوانين بنكهة الفكاهة!-
- -الطماطم ومعجزة أخنوش: ملحمة الغلاء في المطبخ المغربي-
- بدون فلتر** -شهادة الألومنيوم: كوميديا بيروقراطية في مقهى مك ...
- -تحلية الديمقراطية: حين تختلط مياه البحر بملوحة المصالح-
- -سياسة الأوهام: ابن كيران بين بطولة مسرحية وسخرية ثلاثي النا ...
- بدون فلتر** -زيت الوكيلي: كوميديا سوداء بنكهة الزيتون-
- -نايضة: كوميديا تبحث عن نفسها في متاهة الكليشيهات-
- **زيارة الموت: عندما يكون لديك -وقت إضافي-**
- -اللصوص الجدد: كيف تسرق أفكار الآخرين وتجعلك عبقريا في عيونه ...
- جنود الحدود: صمت الأبطال في مواجهة اللامبالاة-
- النقيب زيان: -الحرية مشروطة بالصحة-
- -غالي أم رخيص؟! الرأي في قفص الاتهام: هل يمكن للزواج أن يغير ...
- -حافلة النقل الحضري تقرر تغيير مسارها إلى عالم المقاهي!-
- خطبة الوداع: كوميديا السلطة وسخرية الواقع السوري


المزيد.....




- طريقة تثبيت تردد روتانا سينما  الجديد 2025 “مش هتعرف تغمض عي ...
- الكاتب آفي شتاينبرغ: الجنسية الإسرائيلية أداة للإبادة الجماع ...
- عذّبه الأب، وعاش ليشهد فرار الإبن.. محمد برو وعدالة تأخرت نص ...
- فرقة لا تعزف الموسيقى بل تقدمها بلغة الإشارة لفاقدي السمع
- (بالصورة) رسامة كاريكاتير تستقيل.. والسبب -إنحناء بيزوس أمام ...
- إرث العثمانيين الثقافي.. ديانا دارك وتجوال جديد على جسور الش ...
- -انحناءة- بيزوس أمام ترامب تتسبب باستقالة رسامة كاريكاتير في ...
- ترجمة مُضللة لتصريحات وزير دفاع أمريكا عن ضربات ضد الحشد الش ...
- -لا أرض أخرى-.. البدو الفلسطينيون يجبرون على الرحيل تحت غطاء ...
- قائد الثورة..ضرورة زيادة النتاجات العلمية والفنية عن هؤلاء ا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - -عندما يصبح لعب الأطفال مأساة سياسية: هل من يوقف هؤلاء؟-