أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة التوبة .














المزيد.....


مقامة التوبة .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8211 - 2025 / 1 / 3 - 09:58
المحور: الادب والفن
    


مقامة التوبة :

راق لصاحبنا بيتي المتنبي (( لو مال قلبي عن هواك نزعته وشريت قلبا في هواك يذوب , ايات حبك في فؤادي احكمت من قال اني عن هواك اتوب ؟)) , مما أستوجب المناغاة , ففي العقد الثامن من العمر يتفادى الطيبون استعادة المنقضِي , ويتجنبون استقراء المرتجَى , أذ انه حتى الأمل صار صعباً , ولو أنه يلوح متثاقلاً وسط أكوام ألأدوية والعلاجات وجداول مراجعة ألأطباء , ألا ذلك الخافق النابض .

صاحبنا لا يزيفُ الواقع ولا يملكُ له أدوات مكياج , تتعانق عنده أرملة الورد بشهيق قبل الندى , يعشق وفق هندسة التجلي , وفق إحداثيات العشق , ينثر كؤوس معينها على شفة محراب المواويل , ويوزع أنفاسه على الأطراف , بين تقاسيم نهرٍ وسطر نخيلات , وبضع حبات رملٍ كصفائح تناثرت , و يتذكر ماخطه حسين مردان : (( إبليس والكأس والمأخور أصحابي , نذرت للشبق المحموم أعصابي , من كلّ ريّانة الثديين ضامرة , تجيد فهم الهوى بالظفر والناب , وقع السياط على أردافها نغم ٌ, يفجّر الهول من أعراقها السود , تكاد ترتجف الجدران صارخة ً, إذا تعرّت ْ أهذا الجسم للدود ؟ )) .

بدأ يحس ان الطريق تلين ساعة بساعة, وقد تجمد بها, لا يمكنه قول الشيء نفسه عن الأحباء والحب المزدهر وكرب الأمل , نظرته المشهدية تخفق بأجنحة عبثية ومجنونة ,ستخبره رطوبة الشفاه , وفى القلب يتحول الحزن إلى إمتنان لانهائى ,مرأة فقط تحمل قلب كصندوق مجوف لتابوت , ذات خبرة فى خنق الفرح , أيها الاشمئزاز , مختبئًا أنت وراء معنى الأشياء والناس , حاضر دائمًا بلامبالاتك اللزجة , ينفجر أحيانًا , عندما يظهر وجه رهيب في المنتصف من الطريق , والقلب زنزانة بين الحب والشمس , وجهه نصف جانب مظلم لوجه عشتار .

صاحبنا لا يجد السباحة ضد التيار خياراً , 
بل رقصةٌ , 
إيقاعها صمتُ الأحلام , 
وسقفها ذاكرةُ الشمس المكسورة , 
أصابع الموج تلوّحُ كأنها تقول : 
ارحلْ نحوالداخل , حيثُ التيار ليس سوى انعكاسٍ لأفكارك الهاربة , وفي أعماقه كان يرى نفسه :
جسدٌ يَتقدّمُ ببطء , 
لكنه ممتلئٌ بالأسئلة , 
لماذا يعشق الماءُ افتراسَ الجسد ؟
هل العاصفةُ هي الشاعر الذي فقدَ قافيتهُ , 
أم أنها القصيدة التي لا تريد أن تُكتب؟ وحين يصل إلى الهدوء الذي يسبقُ الهزيمة , 
تجده محاطاً بصمتٍ أزرق , لا زمنَ هنا , 
فقط ارتعاشةُ أصابعٍ تبحث عن حبلٍ يربط الوجود بالعدم .


في لحظات التجلي وعندما يغدو صاحبنا متفائلا يرفع الكأس عاليا ليقول : (( في كل اضطراب مكان للسكون , 
وفي محيط الأزمات ينمو الثبات, لكل بلوى مخرج وطريق للشفاء , رغم شدة الصعاب وطول المسافات , انت محبوب في سياق الأوجاع , وكل امتحان ينمي فيك القوة , ومن كل تحدي تولد لك الحكمة , ارفع عينيك إلى السماء العالية
حيث الرحمة تجري كنهر السلام ,
ففي كل تجربة تكمن دروس , 
وفي كل أزمة تنمو نبضات الأمل في عتمة اليأس , انظر إلى النورحتى في أعماق الظلام تسطع النيران , ومن وراء كل حزن وشدة ستجد يد الرحمة تمتد لتشفي الجراح )) .

يتناص الشيخ زاير الدويج مع مالك بن الريب الذي يقول : ((خذاني فجراني ببردي إليكما / فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا/ وخطا بأطراف الأسنة مضجعي/ وردا على عينيّ فضل ردائيا )) , حيث يرد عليه قائلا : (( نحل جسمي وتظل روحي تعالي/ هبطنه والنذل بينه تعالى/ يا جاره الدهر ما انصف تعالي/ نخلط همومنا ونجسم سوية )) .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة ولادة .
- مقامة 2025 .
- مقامة محطة الأستراحة .
- مقامة الصبر .
- مقامة الحب بالمجان .
- مقامة تأثير الفراشة .
- مقامة هلوسات التحليل
- مقامة الكريسمس .
- مقامة القشة .
- مقامة المثقفين و الخيانة
- مقامة الحلو و المر .
- مقامة العنكبوت .
- مقامة المدمي .
- مقامة البرد .
- مقامة روما .
- مقامة البواكي .
- مقامة الشوغة .
- مقامة الأنتصار .
- مقامة المرأة .
- مقامة الفراك .


المزيد.....




- فرقة لا تعزف الموسيقى بل تقدمها بلغة الإشارة لفاقدي السمع
- (بالصورة) رسامة كاريكاتير تستقيل.. والسبب -إنحناء بيزوس أمام ...
- إرث العثمانيين الثقافي.. ديانا دارك وتجوال جديد على جسور الش ...
- -انحناءة- بيزوس أمام ترامب تتسبب باستقالة رسامة كاريكاتير في ...
- ترجمة مُضللة لتصريحات وزير دفاع أمريكا عن ضربات ضد الحشد الش ...
- -لا أرض أخرى-.. البدو الفلسطينيون يجبرون على الرحيل تحت غطاء ...
- قائد الثورة..ضرورة زيادة النتاجات العلمية والفنية عن هؤلاء ا ...
- الأردن يعلن إرسال وفود لدراسة الحالة الفنية والأمنية لإعادة ...
- ألبر كامو: قصة كاتب عاش غريباً ورحل في ظروف غامضة
- كتاب الفوضى.. قصة صعود وهبوط شركة الهند الشرقية


المزيد.....

- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة التوبة .