أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عبد الحسين شعبان - وَفُاءً .. لِوْفاّء مثقفي الأمة من شعبان إلى الصباح















المزيد.....


وَفُاءً .. لِوْفاّء مثقفي الأمة من شعبان إلى الصباح


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 8210 - 2025 / 1 / 2 - 23:33
المحور: قضايا ثقافية
    


البروفيسور عبدعلي كاظم المعموري

على مدى أشهر تابعنا مفردات التحضير لتكريم المفكر العربي الكبير (عبد الحسين شعبان) من قبل دار سعاد الصباح للثقافة والابداع، عن المجهودات الفكرية والثقافية للمحتفى به، والمتوزعة على مجالات شتى تراوحت ما بين أدبية وشعرية وقانونية وسياسية وسير تاريخية، وحضور فاعل في مختلف المحافل (ندوات- مؤتمرات– محاضرات– مقابلات)، وبأجماع شبه تام على أن دينامية هذا الرجل (المفكر= شعبان)، استثنائية وغزيرة، ورصينة وعميقة، تجديدية وحداثوية، تحمل منهجية جدلية في مرافئها وضفافها، وهو ما وفر لها القبول والتأثير، مرتكزة على روافد مكينة، جعلتها تحلّق في فضاءاتنا من دون حدود، فالأفكار كما يقال لها أجنحة تطير بها حيثما تمكنت، وحال المكرم في يوم الوفاء عام 2024 (عبد الحسين شعبان) تتساوق تماماً مع التوصيف الغرامشي (المثقف العضوي)، الذي يترك بصماته التغييرية في واقع المجتمعات التي تنهل من أفكاره وتتزود بها، وما يرفع من مناسيب تأثيرها، أنها تسمو عالياً عن الدرنات العالقة من رواسب الاختلاف والمخالفة، بسمو التسامح واللّاعنف والقبول للأخر، وترك مجريات الجدل والحوار والتنافذ والارتقاء بالعقل والفكر تجري في أعنتها.
والجهة التي تبنت القرار على تكريم عدد كبير من المفكرين العرب، منهم (نزار قباني- غسان تويني- الحبيب الجنحاني- ابراهيم الكوني- زهور ونيسي- عبد الله الفيصل- ابراهيم العريض- ثروت عكاشة- صالح العجيري– عبد الكريم غلاب ... الخ)، انمازت في رؤيتها للتكريم بحسب ما ورد في كلمة الدكتورة سعاد الصباح بأنها(كسراً للعادة المحزنة التي اعتدناها وورثناها بعدم تكريم أهل العطاء إلا بعد رحيلهم عن الدنيا، ليختلط التأبين بالتكريم، ونركض لمصافحة يدٍ ملفوفة بكفنها)، هذه التقليد الثقافي خطّ رسمه الراحل الكبير سمو الشيخ عبدالله مبارك الصباح، وهو ما كان له وقعه المؤثر والمتفرد في الوسط الثقافي والفكري والأكاديمي العربي، استحساناً وقبولاً، واعتباراً وافتخاراً.
وفي مقدمة الجلسة الثانية من حفل تكريم المفكر شعبان في أربيل، التي تشرّفت بإدارتها، (طرحت) بناءً على مقترح من المفكر(شعبان)، وبعد التشاور مع الأخ معالي وزير الداخلية الأردني الأسبق (سمير حباشنة) وأمين عام مجموعة السلام العربي، والفقيه الدستوري امحمد المالكي، والاديب والمثقف المميز (عبد السلام بو طيب) رئيس مركز الذاكرة المشتركة للديمقراطية والسلام، أن نطلق على هامش الجلسة المخصصة لتناول (قراءة في فكر شعبان)، مبادرة الأوساط الفكرية والثقافية المجتمعة، تخصيص يوم (الوفاء للوفاء) للدكتورة سعاد الصباح، بتكريمها، كامرأة عربية – خليجية- كويتية استثنائية، مبدعة وشاعرة ومثقفة، أصيلة في مواقفها، وأمينة على قيمها، فضلاً عن العذوبة والنقاء والصفاء والشاعرية في شعرها، وجماليته المدهشة، وعبق معانية، والذي ظل مسكوناً بالهم الإنساني، والمشاكس للواقع، الرافض ضمناً لسطوة شهريار، والرافع للفيتو على نون النِسْوَة، كما صدحت بها قصائد الشاعرة سعاد الصباح في (قصائد حب) و(امرأة بلا سواحل) و(القصيدة أنثى والأنثى قصيدة) و(فتافيت امرأة)، التي من خلالها جميعاً كونت صورة للمرأة الشرقية – العربية في خرائط الشعر الحديث.
قصائدها مكمن عطر يكتظ بالجاذبية، ويفيض بالعذوبة والجمال والجرأة والشجاعة، معبراً عن عالمها المميز ونبضها الإنسانوي الخفي، فهي صهيل فرس عربية أصيلة من أجل الحرية والكفاح من أجل شراكة إنسانية بقيم الحب والاحترام والمساواة، فالنضال من أجل كل هذه المعاني، وإن كان جنوناً، فهو يستحق المغامرة والتضحية، عندما تقول:
سوف أبقى أصهل
مثل مهرة فوق أوراقي
حتى اقضم الكرة الأرضية بأسناني
كتفاحة حمراء
ثم تقول في قصيدة أخرى
أصعد إلى فضاءات
لم تصعد إليها امرأة قبلي
وارتكب كلاماً عن الحب
لم ترتكبه سيدة عربية قبلي

أحياناً تجد أن الكلمات لا تعبّر عن المعاني المرتَسمة في مدركات الصورة الشعرية التي تريد رسمها، والتي تظل عالقة في ذهنها، فتستنجد بالألوان كملاذ وسبيل للتعبير عنها، عندما تقول: (ودموعي في ضحى المأساة شلال سخين ... وثيابي السود تنعاني لدنيا اليائسين)
والدكتورة (سعاد محمد الصباح) شاعرة واقتصادية وكاتبة وناقدة .. تُعد من أهم الشخصيات الأدبية المشهورة والمعاصرة في العالم العربي..، تلقت تعليمها الأولي في ابتدائية (حليمة السعدية بالبصرة)، ثم في الكويت بـ مدرسة (الخنساء)، وتعليمها الثانوي في مدرسة (المرقاب). حصلت على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية مع مرتبة الشرف من جامعة القاهرة عام 1973، والماجستير في الاقتصاد جامعة لندن عام 1976، والدكتوراه في الاقتصاد من جامعة سري گلفورد عام 1981، عن اطروحتها الموسومة (التخطيط والتنمية في الاقتصاد الكويتي ودور المرأة)، عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، وعضو مجلس الأمناء لمنتدى الفكر العربي، وعشرات الجمعيات والمنظمات العربية والدولية.
كُرّمت من قبل المُنظّمة العربيّة للتربيّة والثقافة والعلوم (الألكسو) ومقرّها الدّائم بتونس، بمناسبة الدّورة الثامنة (اليوْم العربي للشّعر) في 21 مارس (آذار)2022، كأبرز شخصية عربية في يوم الشعر العالمي. حصلت على جائزة الدولة التقديرية للآداب والفنون– الكويت، ووسام الثقافة التونسية، ووسام الاستحقاق – لبنان، ووسام الجمهورية الصنف الأكبر- تونس.
ومن الجدير بالذكر أن عبد السلام بو طيب رئيس المهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة بالناظور، أعلن بُعيد الندوة عن استعداد مركز الذاكرة المشتركة والمهرجان الدولي للسينما إلى تكريم الدكتورة سعاد الصباح بحضور شخصيات ثقافية وفكرية وفنية عالمية في المغرب.
إن الدعوة لتكريم الشاعرة الكبيرة (الصباح)، يراد منه كما يقال (لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل)، وهو امتثال لقول الله سبحانه وتعالى ﴿وَلا تَنسَوُا الفَضلَ بَينَكُم… ﴾، إن استحقاق تكريم الرائدة (سعاد الصباح) هو اعتراف وإقرار ووفاء واعتبار، بمكانة سيدة عربية قدمت للشعر الحداثوي عشرات الدواوين، ومثلها كتب ومقالات للتاريخ والثقافة والاقتصاد والسير وشتى الفنون، أننا بإزاء مسيرة طويلة من المنتَج المتّسم بوحدة الفكرة، وثبات البوصلة، وسمو الغاية، ومسؤولية الكلمة، والوطن ومحبته، والعروبة والانتماء إليها، فالكتابة عندها ليست عملاً عبثياً أو استعراضياً، بل هي عملية واعية للتغيير والتجديد.
نتطلع بصدق إلى أن يتم استذكار المبدعات والمبدعين من أقصى وطننا إلى أقصاه، وعلى رأسهم الشاعرة الكبيرة (سعاد الصباح)، لجميل صنيعها في (أيام الوفاء السنوية) لتكريم كوكبة من المفكرين والمثقفين العرب على مدى أكثر من ربع قرن، ودعوتنا أن يقرر مثقفي الأمة ومفكريها، تكريم من كرمت رموزنا، بالمناسبة والكيفية التي تليق بمقامها، ولعلّ هذا الإعلان في يوم الوفاء للمفكر شعبان، إنما هو دليل وفاء واعتراف من الكوكبة المثقفة والنخبة المتميّزة للدور الريادي للمبدعة الكبيرة د. الصباح، فالوفاء توأم الصدق.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى د.عبدالحسين شعبان… صانعُ الفجر من رماد الليل
- يوم الوفاء لعبد الحسين شعبان
- حوار النجف – أربيل
- عبد الحسين شعبان أيقونة الثقافة المشرقية
- قلادة الإبداع على صدر شعبان
- سوريا التفاؤل المفرط والتشاؤم المحبط
- منصور الكيخيا وحكاية الاختفاء القسري
- طيران فوق عش الوقواق
- الكويت ونخبها الفكريّة والثقافية تكرّم عبد الحسين شعبان
- فقه العدالة الانتقالية
- كوب 29 والعدالة المناخية
- اللّاجئون والهجرة غير الشرعية
- الحياة المشتركة في الشرق الأوسط سؤال شك أم سؤال يقين؟
- مفكران وسبعة وزراء في أصيلة
- المفكر العراقي عبد الحسين شعبان في ندوة عن المثقف والسلطة
- بعض إشكاليات الجمعيات المهنية ومشكلاتها
- آخر الثوريين الحالمين
- الديبلوماسية الاقتصادية والعلاقات الدولية
- الكاتب والصحافي يحيى علوان في ذمة الخلود
- روح غاندي وفلسفة التسامح


المزيد.....




- تركيا.. زيادة أهمية المركز الدولي للغاز
- السوريون في ليبيا.. آمال بعودة سريعة
- حزب الله: قدراتنا ترممت وقادرون على الرد
- تجربة فريدة في هلسنكي.. الذكاء الاصطناعي يبتكر قهوة -AI-coni ...
- موسكو: أوكرانيا تشن هجوماً جديداً في منطقة كورسك
- صناعة السيارات في ألمانيا على مشارف تحوّل كبير
- ألمانيا.. أكثر من مليون شخص يوقعون على عريضة لحظر الألعاب ال ...
- قائد القوات الأوكرانية يصدر أوامر بتعزيز لواء مقاتل بعد فرار ...
- -سرايا القدس- تعرض مشاهد من -معارك ضارية- ضد الجيش الإسرائيل ...
- ماسك يدعو حزب -إصلاح المملكة المتحدة- إلى تغيير زعيمه نايجل ...


المزيد.....

- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عبد الحسين شعبان - وَفُاءً .. لِوْفاّء مثقفي الأمة من شعبان إلى الصباح